ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 22/02/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غي باخور:

السوريون ينسون

أنّ 2005 ليست 1976

يأتي المقال التالي، المنشور بقلم الكاتب الإسرائيلي، غي باخور، الذي يوصف بأنه مستشرق، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في عددها الصادر في السابع عشر من شباط (فبراير) 2005؛ على خلفية عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ويناقش مقال باخور الدور السوري في لبنان، وطبيعة العلاقة الخاصة بين دمشق وبيروت، سواء ضمن ملابسات تطوّر تلك العلاقة أو ضمن استشراف مآلاتها على خلفية اغتيال الحريري وما أثاره من تساؤلات وتداعيات، تقاطعت مع الدور السوري في لبنان.

ويخلص باخور في مقاله إلى تقديره مفاده أنّ "السيطرة على لبنان كانت دوماً قمة نجاح النظام السوري، كالوسام على الصدر. ليس بعد اليوم. فمفاهيم القوة التي تغيّرت في العالم نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان كفيلة بأن تجعل لبنان مقبرة النظام في دمشق"، على حد وصفه.

السوريون ينسون أنّ 2005 ليست 1976

بقلم: غي باخور

في سنة 1989؛ فاجأ السوريون اللبنانيين في بيان يقضي بأنّ في وسعهم أن يوقفوا "فوراً" الحرب الأهلية التي استمرت أربع عشرة سنة، وأدت إلى القضاء على جيل كامل من الشباب. ومقابل ذلك؛ طولب اللبنانيون، على طريقة "خذه أو دعه"؛ بالتنازل عن سيادتهم. فوافق اللبنانيون المصدومون والمُستنزَفون على ذلك. وهكذا وُلد بالخطيئة اتفاق الطائف، الذي أدى إلى إنهاء الحرب، وإيجاد نظام سياسي واجتماعي جديد في أرجاء الدولة. ولتأكيد سريان المفعول؛ وُقِّع في نيسان (أبريل) 1991، "اتفاق الصداقة والتعاون" بين دمشق وبيروت، والذي ضمن تحوّل لبنان إلى محافظة سورية. كما أنّ سورية أسكنت مليوناً من مواطنيها في لبنان، لتخليد قبضتها على تلك الدولة.

ثم سار لبنان مع السنين نحو إعادة إعماره. وابتعدت مخاوف الحرب، وإن لم تُنسَ، وازدهرت صناعة السياحة والمصارف، وسعى صاحب المال إلى أن يغدو صاحب الرأي كذلك. فقد تجرّأ رئيس الوزراء رفيق الحريري على أن يُبلوِر خطاً مستقلاً بعض الشيء، رغم أنف السوريين واستنكارهم. وفي سنوات الصمت لحافظ الأسد، حتى موته وتثبيت ابنه؛ لم يكرِّس السوريون اهتماماً كافياً للملف اللبناني، ولكن في الأشهر الأخيرة قرّرت دمشق تطبيق اتفاق الصداقة، بأي ثمن.

وقد بدأت سورية في منتصف العام الأخير، من خلال رئيس استخباراتها العسكرية في لبنان، اللواء رستم غزالة، بالعودة إلى إدارة السياسة اللبنانية عبر تعيين الرئيس الدمية من جديد والدوس على الدستور اللبناني، بل وتهديد معارضيها بالتصفية الجسدية، كما في الأيام الطيبة للسبعينيات والثمانينيات. وكانت الذروة، بالطبع، هذا الأسبوع، مع تصفية الحريري. يوجد سياسيون آخرون أيضاً قيد الاستهداف، بينهم الوزير الدرزي وليد جنبلاط، الذي اغتال السوريون والده، كمال، في سنة 1977.

وباغتيال الحريري؛ ذكّرت سورية اللبنانيين بأنها هي التي أنهت الحرب الأهلية في الدولة مقابل شارة سعر معروفة، وإذا ما نُزعت هذه الفريسة من يدي سورية؛ فإنّ الفوضى من شأنها أن تعود من جديد إلى لبنان، بوسائل خفية. ولكنّ السوريين ينسون أنّ 2005 ليست 1976. في حينه اجتاح جيشهم لبنان، وبقي فيه حتى اليوم. في حينه كانت سورية قوة عظمى إقليمية تتمتع بدعم قوة عظمى نووية، هي الاتحاد السوفياتي. وكان الرئيس حافظ الأسد في أوج قوته، فيما كان لبنان في أوج ضعفه. لقد استخدمت سورية وسيلة متطورة، من الإرهاب الشخصي واستغلال النزاع الطائفي، وتمتعت بقدر كبير من الحصانة العالمية. ولم تكن وسائل الإعلام الدولية قد دخلت عصر الفضائيات.

إلاّ أنه في نظام القوة العظمى الواحدة، بقيادة جورج بوش؛ لم يتبقَ أي تسامح تجاه هذا الشغب الإرهابي من جانب سورية. إذ توجد دمشق اليوم في الدرك الأسفل بالنظر إلى قوتها العسكرية والإقليمية، ويبثّ بشار الأسد يبث ضعفاً في كل نحو وصوب، ولم تعد ثمة شرعية للطغاة العنيفين تجاه أبناء شعبهم ومحيطهم، مثلما برهنت عليه الحالة العراقية.

لقد كانت السيطرة على لبنان دوماً قمة نجاح النظام السوري، كالوسام على الصدر. ليس بعد اليوم. فمفاهيم القوة التي تغيّرت في العالم نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان كفيلة بأن تجعل لبنان مقبرة النظام في دمشق.

 (المقال بقلم غي باخور، ونشر في يومية "يديعوت أحرونوت" العبرية في السابع عشر من شباط/ فبراير 2005)

القدس المحتلة - خدمة قدس برس (18/02/05)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ