ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 09/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تحويات فش الخلق 

والأجهزة الأمنية السورية 

د.رائق النقري

أعزائي القراء أبناء وطني المهججين بين بلدان  فش الخلق وطق الخلق  اسمحوا لي أن أفش خلقي أمامكم لأنني أصبت بالصدمة وأنا اقرأ اليوم الأربعاء في  "نشرة كلنا شركاء"  أن  الأستاذ حسن صفدي   البالغ من العمر 72 عاما تم اعتقاله اليوم في سوريا- حمص وجاء في الخبر :  اعتقل الكاتب حسن الصفدي البعثي السابق البالغ من العمر 72 عاما و الذي رفض الامتثال إلى العديد من الاستدعاءات الأمنية وظل يكتب في نشرة كلنا شركاء الإلكترونية وجريدتي النور والعروبة .

وقد أثارني الخبر جدا  مع أنني اشك بصدقه ?  واشكك حتى بفكرة استدعائه؟؟ ليس لان  تحويات الامن في سوريا بعيده عن المفارقات الاستفزازية المجانية؟ وليس لان إحدى منظمات حقوق الإنسان نشرت الخبر  بهذه السرعة قبل أن تتأكد من كونه اعتقل فعلا؟؟ ام   استدعي فقط؟؟ وليس لان تاريخ الأستاذ حسن - نفسه يخلو من المفارقات- ؟؟ وليس لان آخر مقالة منشورة  له كانت بمثابة اعتراض على فكرة المعارضة الايجابيه التي تحدثت عنها في لقاءات عديده  منذ عام 1989 وكان آخرها مانشرته: كلنا شركاء في هذا الصيف؟؟  وما نشرته الصحافة عن تصريح مسؤول إعلامي سوري بترحيبه بالمعارضة الايجابيه ؟؟ حيث قال الأستاذ حسن : ان لاوجود لمعارضه ايجابيه ؟؟بل معارضه تستهدف الحلول محل السلطه ام لا ؟؟وغير ذلك ليس معارضه؟؟ ولا اذكر ان كان قد المح الى  ان من يخالفه ليس الا اجيرا للسلطه ؟؟ ولكن يمكن تخمين ذلك من حدة اسلوبه؟؟ ولانه لم يشير الي بالاسم فلم أرد على المقال ولن ارد اليوم ايضا؟؟لان مجرد تخيل اعتقاله يثير مشاعر متناقضة بين المرارة والسخرية والإحباط والصدق والأمل؟؟ وقد يتساءل بعضهم عن سبب حشر  كلمة الصدق والأمل هنا؟؟فهل في هذا الخبر أي أمل و بصدق؟؟

الايجابه سيتعرفها القارئ من خلال  تعرف المفارقات  التاليه وقد بدات الاولى قبل اربعين عاما فقط؟ :

ففي عام   1966  كان  الاستاذ حسن صفدي موجها تربويا والمسؤول الحزبي في   ثانوية الفارابي - حمص   وكان من عداد طلابه طالب مشاغب جدا متمرد جدا؟؟ لايعجبه العجب؟؟ ولا الصيام في رجب؟؟  ترك حزب البعث  بعد  عامين من مراهقات الحرس القومي حيث حمل الرشاش :الساموبال وهو في الثالثه عشر؟؟؟ وقبل ان يبلغ السخامسة عشر  اكتشف اوهام ادعاءات الثورية والعروبيه ولمس بشكل واضح نفاق  دعاوي وجود خلاف بين  يسار ويمين في البعث؟؟واكتشف تفاهة النناحرالانتهازي  التسلطي  بين البعثين والناصرين؟؟

وقد قرر ذلك الطالب المشاغب ان يفكر بصوت عال  ليشاركه زملائه في التفكير عن مخرج  لتلك الازمه التي تنذر بما اصبخنا فيه من هزائم؟؟ وحرر لوحه صحفيه  بحجم محفظته المدرسيه؟  ياخذها معه ويرجعها يوميا بعد ان يعلقها في مكان بارز من المدرسة  جيث يحتشد الطلبه ليقرؤونهابشغف؟؟ واستغراب ؟؟ من كونها  تتناول بالنقد  الصريح اداء السلطات العربيه وتتهكم من عبثية الصرع بين ما كان يسمى اليسار واليمين والبعث والناصريين؟؟؟واثار الامر يوما بعد يوم تساؤل الطلبه والاساتذه الذين كانوا يقرؤونها - ايضا- عندما يكون الطلبه في الصفوف ...وكان الجميع يستغرب جرأة الطالب ؟؟ويتوقعون الاسوأ له  على يد الاجهزة الامنيه  في اية لحظة ؟؟ وبخاصة ان العهد كان عهد بداية حركة 23  شباط  حيث نفاق المزوادة  وانتهاز فرص التلسط تبحث  في علم العلوم الماركسيه عن مايدعمها؟؟

الا ان احدا من  خارج المدرسه لم يات لاعتقاله؟؟

وحتى مدير المدرسه المرحوم يحي الترجمان وقد كان شهيرا بقسوته لم يوجه الى الطالب اية ملاحظة ؟  ومرت ايام ولم يحدث شيئا ؟؟ مر اسبوع واسبوعان بسلام  ولايكاد احد يصدق مايجري فشعر الطالب المشاغب بالفضول لقرع باب المدير  لوضع حد لمخاوفه ؟؟وقرع باب المدير وقلبه يرتجف ؟؟ واذا بالمدير يبتسم له  مهللا وكانه صديق حميم؟؟ ويقول له تفضل يابني اجلس؟؟ اهلا وسهلا؟؟كيف حالك؟؟

فقال له الطالب المشاغب: استاذ انت تعرف انني احرر صحيفه يوميه جداريه ؟؟

فرد المدير بالايجاب الذي يشير الى ان الامر عادي جدا ؟؟ مع  انه في دولة الطوارئ؟؟

وقال بصوت هادئ: ـ وماذا تريد ياابني؟

فرد الطالب متلعثما :

ـ استاذ  انت تعلم ان الصحيفه سياسيه وتربويه؟؟

فاجاب المدير بهدوء واحترام ايضا؟؟:

ـ نعم يابني ؟؟ وماذا تريد؟؟

فرد الطالب  وقد اخذته الدهشه:

ـ استاذ هل يمكن لحضرتك ان تزودنا بمقاال او مقابلة معك

هنا انفجر المرحوم يحي الترجمان غاضبا كالبركان؟؟:

ـ تكرم عينك؟؟مو تكرم عينك؟؟

ثم غير طبقة صوته لتصبح هادئه جدا وتابع حديثه بنزق  قائلا:

ـ ولكن اذا كان انت يحميك حسن صفدي المسؤوال الحزبي هنا رغم انك تنتقد الحزب والثورة ؟؟

ثم رفع صوته كالبركان متسائلا ؟ :

ـ فمن يحميني انا؟؟

هنا دخل الطالب في دوامة المفاجأت ؟؟وسال مستفسرا:

ـ هل الاستاذ حسن هو من يحميني؟؟ من ماذا يحميني ؟؟ماذا فعلت؟؟

فرد المدير ساخرا؟؟ : ـ لاتجدبها علي؟؟وكانك لاتعرف ماذا تفعل؟و "حاجتك عاد"  كفاك شططا؟؟

واعقب بصوت هامس ولهجة ابويه : كفاك شغبا ؟؟لاتلعب بدمك ؟؟و اذهب الى الاستاذ حسن  واشكره فلولاه كانت عظامك مكاحل ؟؟ اذهب قبل  ان يسلخوا جلدك؟؟

ومنذ ذلك الوقت توقف الطالب عن نشر صجيفته لانه عرف حجم المعاناة التي يسببها لادارة المدرسة ومسؤولها البعثي حسن صفدي؟ حيث تيبن له ان حس صفدي ذاك كان في صراع يومي مع الرفاق داخل وخارج المدرسه الذين يقولون انه يجب ضرب البرجوازيه الصغيرة قبل ان تضربهم؟؟ وان الثوريه تعني سفك الدماء ؟؟ وكان يقف معارضا  بوجههم الىدرجة  التهديد بالانسحاب من الحزب اذا تعرض احد  بالاذى  الى ذلك الطالب المشاغب؟؟ مكررا جملته الشهيرة اذا كنا لانتحمل فشة خلق تلميذ يجب ان نرمي انفسنا في "الششمه" وتعني المرحاض عند الحماصنه؟؟ فلا مكان لاي امل؟؟

وقد  كان  معروفا بصلاته الشخصيه  برموز القياده الجديده وبخاصه خالد الجندي؟ وواصل  موقفه لحماية فشة خلق التلميذ المشاغب الى درجة  تهديه بالانسحاب من الحزب؟؟  وقد كان من الحزبيين  القلائل من اصول سنيه حمصيه  بعد الانشقاق ؟

هل هذه هي المفارقه التي وعتنا بها؟

الايجابه هي النفي؟  اذ على الرغم من كون الاستاذ حسن  شخصية   حمصيه  سنيه هامه ومن  احفاد الشيخ الاصلاحي الشهير  رشيد رضا رفيق المصلح  الشيخ محمد عبده اقول على الرغم من ذلك  فانه اي الاستاذ حسن  كان ومايزال؟؟ ماركسيا حتى نخاع  العظم؟؟

وعلى الرغم من كون الطالب المشاغب ذاك كان رائق النقري - كاتب المقال - والذي راي مبكرا ان الماركسيه تعني علم الاستبداد والتسلط؟وتبديد الحلم بمجتمع اشتراكي؟؟ الا انه  احب  الاستاذ حسن  واصبح صديقه من وقتها

اعرف ان احدهم سيقول :ليس في ذلك مفارقه؟

اما المفارقه فهي انني  عندما التقيته في مقهى الروضه الحمصى  بعد غياب اربعين عاما استقبلني مهللا  مع صديق اخر من اساتذتي  الفنانين  م.د وكعادتي الاستفزازيه سالت الاستاذ حسن صفدي حتى قبل ان يطلب لي القهوة: ـ  اما زلت ماركسيا؟؟؟

فرد الفنان م.د بحشريه مستغربه : ـ اليس ذلك  افضل من حيويتك الاسلاميه وفقه المصالح الذي ترفع رايته؟

فقلت له متضاحكا ومندهشا لمتابعته اخباري؟ وعودة الحرارة والتلقلئيه في الحوار ؟؟؟ :

ـ هل انت ايضا  من يتامى ماركس؟

فرد وبصوت  اعلى من اصوات لعبة الطاول والنرد في المقهي

ـ لا انا لست ماركسيا ولكن ماركس احسن من اسلامك الحيوي؟؟؟؟

فقلت مستغربا من حنقه وغضبه  غير المعهودة منه ؟ :

ـ عفوا استاذي  يبدو انك تغيرت؟؟ او انني لم اكن اعرفك  ؟؟ ثم  انني اراهنك على ان  اقل رموزنا الاسلاميه اعظم بكثير من ماركس ولينين وستالين؟؟ و اذا به ينفجر غاضبا ويصوت اعلى ويقول: ـ اي سيدي اذهب انت ومحمدك ؟؟ بلا اسلام!! بلا بطيخ؟؟

وقد اصابني الحرج والذهول من هذا الاستقبال لي في اول لقاء معه بعد عياب عقود؟؟ وكنت اعتقد بوجود مودة خاصه تربطني به؟؟فنظرت متسائلا الى الاستاذ حسن؟؟ فرايته يبتسم دون استغراب؟؟ وللحظات ندمت على المجيئ الى المقهى؟؟ وادركت ان جملة "الناس تغيروا" لها معنى مؤلم؟؟  وانقلب الشعور من فرح الى غم؟؟ بلا مبرر

فقلت له مهدئا:

ـ ارجوك  يا استاذ لماذا تشتم؟؟ ولماذا الصياح؟؟

فرد  وبصوت اعلى فاعلى : ـ اخي انت ليس لك علاقه انا حر وامارس حريتي بشكل لايخالف النظام؟؟ فانا اشتم الله .. نفسه اذا احببت ولكني لا اشتم القائد الخالد حافظ الاسد؟؟

وانفجرنا معا  ضحكين؟؟  ولعل الضحك وصل الى  من حولنا؟؟ في حين كنت اداري دموعي؟

اهي دموع الفرح ام الحزن ام المرارة ام الخيبه؟ وكأن صديقي الاستاذ حسن  ادرك حيرتي واستغرابي لهذا الاستقبال ؟؟ فقال معقبا اخي انتم فنانين  تعرفون بعضكم افضل ؟؟  ثم الا يحق للواحد ان يفش خلقه مع صديق؟؟ ام انك انت الاخر تغيرت مع الزمن ؟؟ و نسيت معنى الصداقه؟؟ والصدق؟؟

ثم تابع شارحا وكانه ادرك انني لم افهم كما ينبغي؟وقال: اخي الواحد منا بعد كل ما اصابنا من مصائب وخيبات وغدرات اصبح يحلم ان يعثر على صديق على الاقل لكي يفش خلقه امامه؟؟ وبما انك صديق فان المرأ من حقه ان يأمل بفرصه لفش الخلق؟؟ هل فهمت الان؟؟

هل هذه هي المفارقه التي   وعدتنا بها؟؟ 

الايجابه نعم ؟وهل ثمة مفارقه اكبر من كون فش الخلق هو معيار الصدق والصداقه ؟

قد يجيب بعضهم بالايجاب ويدلل على ان خبر الاسدعاء الامني  ليس صادقا؟؟  بل  كان تعبيرا عن فشات خلق اجهزة لم يعد لديها اكثر من الاهتمام  بفشات الخلق؟؟

وفش الخلق افضل من طق الخلق الذي اعانيه في واشنطن ولذلك ساعود بعد ايام الى الوطن الحبيب؟؟

هل تريد العودة لتحري  الصدق؟

الايجابه هي النفي؟؟ بل  لفش الخلق وشتم  حكام و وسياسات واشنطن وازدواجية السياسه الغربيه واليابنيه والطليانيه  والسيرلانكيه  ؟؟

هل ستفعل ذلك في المقهى؟

نعم  وامام الصديق حسن  مع الامل اذا كان مايزال قادرا على الثقه بوجود صديق  ؟

ـــــــــــ

خبر صحفي

علمت مصادر حقوقية أن فرع الأمن السياسي في حمص قد أطلق سراح الأستاذ حسن الصفدي ، بعد مضي  43 ساعة  في التحقيق معه حول أقواله وآرائه، التي سبق أن أدلى بها في أماكن عامة .

 ( كلنا شركاء) 18/9/2004

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ