في
مقابلة مع صحيفة أيرلندية قد
تكون الأخيرة وطلب عدم نشرها
الحريري:
حذّرت السوريين من التمديد
والأسد أكد لي انه هو يختار رئيس
لبنان
يتصرّفون
كاحتلال وقوّتهم تتزعزع
ووفّروا الذريعة للـ1559
باريس
– "النهار":
نشرت صحيفة "ذي
ايرش تايمز" (The
Irish Times)
الايرلندية مقابلة، ربما تكون
الاخيرة مع الرئيس الشهيد رفيق
الحريري، باح خلالها بكل
مكنوناته وما يعتمل في نفسه من
رؤية لخطه السياسي ومستقبل
لبنان.
المقابلة اجرتها
مراسلة الصحيفة الايرلندية في
باريس لارا مارلوي، وقد اشترط
الرئيس المغدور عليها
بالانكليزية: "انا اثق بك
لارا، لا تغدري بي "I
trust you Lara. Don't betray me طالبا عدم نشر
المقابلة. ولكن اغتياله اسقط
المحظور ونشرت الصحيفة نص
الحوار على صفحاتها الواسعة
الانتشار:
"قال لي الرئيس
رفيق الحريري: انا اثق بك لارا،
لا تغدري بي. التقيته خلال
زياراته الدورية للعاصمة
الفرنسية في المنزل القائم عند
المرتفع المطل على برج ايفل.
المنزل الذي بناه غوستاف ايفل (مهندس
برج ايفل) واشتراه الحريري
لنفسه. كانت تلك المرة الاخيرة
التي رأيته فيها قبل ستة
اسابيع، وهناك ايضا تقبلت
ارملته نازك التعازي من صديق
الحريري الحميم الرئيس جاك
شيراك.
عندما التقيت
الحريري اصر على ان المقابلة
ليست للنشر off
the record chat وكان علي الا انشر ما دار
بيننا. بدا لي ممتلئا حماسة ضد
السوريين الذين اصبحوا في ورطة
كبيرة في لبنان(...) ومنذ احداث 11
ايلول 2001 اصبحت دمشق تحت ضغط
واشنطن التي تتهمها بالارهاب.
يعتقد بعض اللبنانيين ان
الحريري كان وراء قرار مجلس
الامن 1559 المدعوم من الولايات
المتحدة وفرنسا والذي يدعو الى
انهاء الوصاية السورية على
لبنان. لقد كان الرئيس الحريري
حذرا وترك الامور للزعيم وليد
جنبلاط لاعلان المواقف
المعارضة للسياسة السورية في
لبنان، وبعد استقالته من رئاسة
الوزراء بدأ يسير مع تيار
المستقبل المؤيد له في اتجاه
معارضة سوريا.
قال لي: "لدى
المعارضة ما يقارب ثلث البرلمان
واذا تمكنا فقط من الفوز بـ46 في
المئة من المقاعد في الانتخابات
النيابية، فأنا متأكد ان اربعة
في المئة على الاقل سينضمون الى
جانبنا وسنحظى بالاكثرية، ولن
يتمكن السوريون من تزوير
النتائج والاعلام العالمي
سيمارس رقابة دقيقة".
لم يعلن ابدا انه
سينضم الى المعارضة لكنه قال لي:
"سأكون في المعارضة من دون
ادنى شك وانا العبها على
الطريقة اللبنانية ولدينا
نائبان من كتلتي يحضران
اجتماعات اللقاء الديموقراطي (يقصد
البريستول) ووسائل الاعلام التي
املكها تفرد حيزا واسعا
للمعارضين والارض تتزحزح
والقوة السورية تتزعزع. اريد ان
اعطي السوريين فرصة اخيرة، لقد
ابلغ الاميركيون الى السوريين
انهم يتحملون مسؤولية اي عنف
يحصل في لبنان واعلن السفير
الاميركي ان على السوريين
المغادرة بهدوء وبطريقة منظمة،
انه حلم ولكنه سيتحقق".
واضاف: "سوريا
تتصرف اكثر فاكثر كقوة احتلال
لانهم يشعرون بالتهديد ويشددون
قبضتهم على بلادنا، والرئيس
السوري الحالي بشار الاسد ليس
ماهرا مثل والده. قبل عام قال لي
بشار: انا الوحيد الذي املك الحق
في اختيار رئيس لبنان وليس لأي
شخص آخر هذا الحق سورياً كان ام
لبنانياً(...)".
سألت الحريري: هل
كان السوريون وراء تفجير سيارة
مروان حماده؟ اجابني: "على
ادنى تقدير سمحوا بحدوثها وعلى
اقصى تقدير اعطوا الاوامر
بتنفيذها (...) ان اللوبي
اللبناني في واشنطن يزداد قوة
وافراده يستطيعون الوصول الى
الرئيس جورج بوش. لقد حلم
الفرنسيون والاميركيون بقرار
مثل 1559 وبشار الاسد وفّر لهم
القضية والذريعة. هذه هي المرة
الاولى منذ 30 عاما اي منذ دخول
السوريين لبنان، يقرر فيها
المجتمع الدولي ان عليهم الرحيل.
لقد حذر الاميركيون والفرنسيون
من اعادة تعيين لحود وانا
حذرتهم ولكن اذا ارادوا
الانتحار فدعهم".
لا يريدون
الديموقراطية
وكتبت الصحافية
الايرلندية ان رئيس الحكومة
الانتقالية في العراق اياد
علاوي هو نصف لبناني وان والدته
من عائلة عسيران الشيعية
الاريستوقراطية وقد عرف
الحريري علاوي جيدا. والولايات
المتحدة تنحو باللائمة على
سوريا لانها تعتقد ان دمشق
تساهم في نشر الفوضى في العراق(...)
وقال الحريري: "ان لبنان
يتناسب جدا مع مشاريع بوش للشرق
الاوسط ان لناحية الحرب على
الارهاب او لناحية نشر
الديموقراطية، وبوش يعتقد ان
محاربة الارهاب تقتضي نشر
الديموقراطية. لكن وبدلا من
تشجيع الديموقراطية فان
السوريين الحمقى لا يريدون
الديموقراطية ويتحفظون عنها
وبوش يعتقد ان هؤلاء الناس
يعملون ضد مشروعه الكبير، لذلك
يريد ان يقدم لبنان نموذجا
وسينجح في ذلك".
واضاف: "السوريون
يتعرضون لضغوط قوية، وبوش يعرف
ان سوريا دولة ضعيفة وسيهتم
بامرها فور حل المشكلة
الفلسطينية، والاميركيون
يهددون بعقوبات جديدة ضد سوريا
واذا تبعهم الاوروبيون فستكون
كارثة على دمشق. ان 14 الفا من
الجنود السوريين في لبنان ليسوا
مشكلة بل المشكلة في المخابرات".
وختمت الصحافية
الايرلندية مقالها ان الحريري
طلب منها ان تضع قلمها جانبا
واخذ يخبرها كيف شتمه رئيس
الاستخبارات السورية والحاكم
الفعلي للبنان على الهاتف
واهانه.
"النهار"
ـ السبت 26 شباط 2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|