مؤتمر
هرتسليا بالهضبة شرفة
استراتيجية ومعطفاً أميناً
للكيان
خريطة
الاستيطان وأحزمة المنظومات
الرادارية والتحصينات في
الجولان
بقلم:وائل
خطيب
تحدث أقطاب الدولة العبرية وقادة
مؤسستها العسكرية وأكاديميون
ودبلوماسيون في مؤتمر هرتسليا
عن ميزان المناعة والأمن القومي
في ظل المتغيرات والخليج
ومتغيرات استراتيجية دولية
وتوثيق العلاقات بين اسرائيل
ودول الاتحاد الأوروبي وتطوير
علاقاتها بحلف شمال الأطلسي
ومصادرة القوة الاقتصادية
المستقبلية ونظرة جديدة إلى
الأمن الاجتماعي واقتراحات
لحلول سياسية وتعامل الدولة
المواطنين العرب( عربي 1948) وعاد
الإسرائيليون إلى الضغط "أبو
مازن" ورفاقه، كي يكافح
الإرهاب ويوقف التحريض ويكون
عقلانياً وبراغماتياً وينسى
أساليب عرفات.
وتحدث شاؤول موفاز بدوره عن الفرص
الاستراتيجية التي تسمح الآن
بالضغط على سورية وإيان وأكد
سلفان شالوم وزير الخارجية وجوب
منع وصول إيران إلى قدرات
نووية، ورأى أيضاً أن الفرصة
مؤتية لفرض المزيد من الشروط
على سوريا لاستئناف المفاوضات
معها، وعول على سوريا لاستئناف
المفاوضات معها، وعول على مصر
ودورها الإقليمي لتمهيد تحسين
العلاقات مع عشر دول عربية
وجدير بالذكر أن"وديعة رابين"
كنت المحتملة منذ 1967 إذا تم
إنجاز اتفاق على الإجراءات
الأمنية، وعلاقات السلم بين
دمشق و تل أبيب وكثر الكلام من
الإعلام على استمرار وجود خطوط
حمر سورية في هذا المجال وهي
المطالبة بالانسحاب من
الجولان، باعتبار ذلك " الهدف
النهائي لمحادثات السلام ومن
متطلبات السلام".
ونظراً إلى أهمية الجولان
الاقتصادية والمائية،
والعسكرية فثمة شكوك دائمة لدى
السوريين بعدم جدية الموقف
الإسرائيلي بإزاء طروحات
الانسحاب والأهمية
الاستراتيجية للهضبة تكمن
إسرائيلياً في: المجال الدفاع عن غور الأردن
والجليل الشرقي وأصبح الجليل، و
جميع مناطق الشمال الفلسطينيين
المحتمل نذ1948 فضلاً عن إشراف
الهضبة على سهل الحولة الذي
يعتبر سلة الغذاء للدولة
العبرية.
دع أن إسرائيل قادرة هي هناك على
تهديد المرافق السورية الحيوية
وتامين دفاعات مستقرة ومرنة،
أمام أي احتمال لاندفاعات
عسكرية سورية نحو شمال فلسطين
أضف أن الهضبة مزرعة اقتصادية
واسعة المساحة وخزان غني
بالمياه وعقدة مواصلات تتحكم
بمنافذ المنطقة، ويمكن الكلام
على مجال الردع والرصد وتهديد
العاصمة دمشق فنهر اليرموك
والمرتفعات تعد حواجز طبيعية من
الوجهة الإسرائيلية ويرى
الواقف على قمة جبل حرمون (2814م)
البحر الأبيض المتوسط من رأس
الكرمل حتى مدينة صور ومن جبل
الجرمق في الجليل إلى الباروك
في لبنان ونظراً إلى طبيعتها
الخصبة يمكن أن يستوطنها مليون
يهودي من دون الإشاحة عما فيها
من آثار عريقة ونفط وإمكانيات
أخرى.
ويمكن ملاحظة سلسلتين جبليتين في
الجولان: الأولى تمتد من الشمال
الغربي لمدينة القنيرة إلى
الجنوب الشرقي وتشمل عدداً من
التلال المتقارب الارتفاع
وأهمها: تل الأحمر (1187) قرب قرية
مسعدة، و تل عرام (1053) و تل
الشيخة 1211 البرعم و تل الوردة
وتل أبو الندى (1204م) عن سطح
البحر، وتبدأ الثانية من جنوب
القنيطرة وتمتد حتى قرية الرفيد
باتجاه من الشمال الغربي إلى
الجنوب، فالجنوب الشرقي مروراً
بالقطاع الأوسط و فيها تلال
عديدة عالية منها: تل بيرعجم
(1158م) تل أبو خنزير (977م) وتقع
بين التلال والمرتفعات السهول
الحمر ذات التربة الغنية
بالأكاسيد المعدنية الحديدية
المفيدة للزراعة ومها سهل عين
زيوان وسهل الدلوة، وسهل
المنصورة وسهل الجوخدار، وقد
بنت القوات الإسرائيلية مواقع
محصنة في تلال عديدة، وزرعت
اسرائيل تجمعات سكانية وصناعية
على خطوط الفصل السورية،
الأردنية، الفلسطينية.
أقامت بعد الاحتلال مرصداً
عسكرياً متطوراً على المرتفع 2224م،
المطل على بلدة عرنة السورية
واضعة داخله تجهيزات الكترونية
للمراقبة والقيادة والتشويش
بتكلفة بلغة 250 مليون دولار.
وتبلغ مساحة الهضبة الاستراتيجية
نحو 1800 كلم مربع تحتل اسرائيل
منها نحو 1300 كلم مربع والباقي،
أي 500 كلم التي تخلو بحكم موقعها
من أية مزايا استراتيجية خصوصاً
وأنها محوطة بقمم وتلال، أما
الحزام الاستيطاني فيضم 40
مستعمرة يقيم فيها نحو 30 ألف
إسرائيلي، وتمتد في خطين
متوازيين شمالي وجنوبي بمحاذاة
خط الفصل، الأمر الذي يؤكد
وظيفتها الدفاعية متاريس
أمامية متقدمة وتشرف على منطقة
الجليل حيث تشكل غلافاً متصلاً
بمنحدرات جبل الشيخ ومزارع شبعا
المحتلة، تنتشر على خطوط الفصل
قوة دولية من ألف عنصر،
غالبيتهم بولنديون ونمساويون
يراقبون وقف إطلاق النار بعد
اتفاق فك الاشتباك ومنذ ذالك
جرت جولات تفاوضي كان آخرها مع
الرئيس الراحل حاف الأسد وحصل
توافق مبدئي على مواقع الإنذار
المعبر، وخفض عدد القوات وربط
الانسحابات بالتطبيع أيان عمق
التراجع عن الأرض يتوازى مع
عمق السلام، و لم تثمر مفاوضات
شيبردتاون و وايبلانتشيون
ولقاء الأسد كلينتون في جنيف.
ومع تحرير العروض السورية
لمفاوضات من دون شروط رفض
الإسرائيليون مطالبين شأنهم
بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بمحاربة
الإرهاب قبل أي حديث عن السلام
وهم يقصدون إشعال حرب دموية بين
السوريين والفلسطينيين و في ظل
هذا الوضع المجمد تقيم اسرائيل
مشروع الاستيطان جديداً وتجتهد
لتحول كل هضبة الجولان إلى
حديقة سياحية لتحول كل هضبة
الجولان إلى حديثة سياحية كبيرة
تستقطب آلافاً و تتشجع الألوف
على السكن الدائم من هنا عدم
رغبتها في السلام كي تستغل
الدائم من هنا عدم رغبتها في
السلام كي تستغل الفرص رافضة
التنازل عن أي شبر وخصوصاً عن
طبريا و الحمة ومناطق أخرى
جميلة.
ومنذ الاحتلال حتى اليوم أقيمت
على أنقاض البلدات السورية( بعد
تهجير 140 ألف سوري ) 35 مستوطنة
يسكنها 15 ألف مستوطن.
ولم يبق سوى ست قرى بعد تدمير 13
بلدة وهي مستعدة، ومجدل شمس و
بقاعاتنا وعين قنية، والغجر
وسحيتا وأبقت اسرائيل سكانها
الدروز فيها، وفي 14 كانون الأول(
ديسمبر 1981 أقر الكنيست ضم
الجولان إلى اسرائيل، وفرضت
الخدمة الإجبارية عل الشبان كما
فرضت الجنسية الإسرائيلية على
السكان، واعتبرت الأرض السورية
ملكاً لها، وسيطر المزارعون
اليهود على 600 كلم مربع من
الأراضي لمراعي الأبقار
ومستمرة الخطط الهادفة إلى
توسيع المستوطنات في الجولان و
لا سيما إلى احتضان ما يمكنان
يلغى من مستوطنات في غزة والضفة
لتنفيذ هذه الآليات أقيمت وحدة
استراتيجية بالتعاون بين
المجلس الإقليمي "جولان"
والمجلس المحلي "كتسرين"
وقد أنجز الإسرائيليون خلال
السنتين المنصرمتين تأسيس 1200
وحدة سكنية ويستمر مشروع "ابن
بيتك" في تشجيع اليهود الروس،
وغيرهم على العيش في أراض
زراعية خصبة، بدعم مباشر من قبل
الحكومة وكان مشروع حال
استيطانية غير مسبوقة على 2500
قطعة أرض سورية ومن محيط
المستوطنات وحولها يزرع الجيش
الإسرائيلي70 معسكراً لخنق ما
تبقى من قرى عربية وتغليب
الطابع اليهودي على المنطقة.
وثمة
مشاريع إسرائيلية أخرى في
الجولان وعلى الحدود مع سوريا
وهي حفر أنفاق و تحويلها مقابر
لنفايات ذات إشعاعات نووية
خطرة، وقيل أن بعض الأنفاق بلغ
عمقه مئة متر وقطره 6 أمتار، وفي
داخله مصعد كهربائي ودرج على
شكل لولبي يصل إلى قمة النفق
والمنطقة غير خاضعة لأي نوع من
الرقابة.
وكان
النائب العربي عصام مخول أكد أن
اسرائيل زرعت المناطق الفاصلة
بين اسرائيل وسورية على امتداد
هضبة الجولان، ألغاماً
نيوترانية تحمل واد مشعة وقابلة
للانفجار من شأنها أن تفتك بكل
ما هو أمامها من بشر و طبيعة من
دون أن تمس الآليات.
وتوحي
اسرائيل للعالم بأن مشكلتها مع
العرب أمنية وترفض أي حوار حول
السلام و تدعي أن تطوير السلاح
النووي وتطور صواريخ أمريكية
بحرية قابلة لحملة رؤوس نووية
جواً وبراً وبحراً و امتلاك
أسطول من الغواصات الألمانية
القادرة على حمل رؤوس نووية
والبحث عن عمق استراتيجي في
البحار إنما هي لردع العرب،
وهذه المهزلة أسهم الغرب في
تنميتها بعد أن ساعد في تنفيذ
الصفقة النووية وبعد دعم
احتلالها لفلسطين عبر السنين
منذ 1948.
إن إسرائيل لا تكتفي بكل هذه
الأسلحة لتركيع العرب،
بل تفرض شروطاً مستحيلة
لتعزيز مناخ السلام ومنها طرد
الفلسطينيين من سوريا، بعد
طردهم من فلسطين وبعد منع حق
العودة الأمر الذي يعني اعتبار
الكلام على حق الشعب الفلسطيني
في الحياة إرهاباً واعتبار حق
الشعب السوري في سلام عادل و
دائم والدعوات إلى السلام مجرد
مزاعم في ظل استمرار الإرهاب
والمقصود مقاومة الاحتلال.
الحوادث
ـ 7/1/2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|