ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 07/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


طريق الإصلاح في دمشق

طريق طويل

الغارديان - أبيغيل فيلدنغ سميث

الحرية الحقيقية في سوريا سوف تتحقق رغم أنف الآلة العسكرية الأمريكية التي تتمركز في البلد المجاور، وليس بسببها

مراسل جريدة نيوز نايت قال في تقريره الأخير من لبنان أن "رائحة الحرية تفوح في الهواء" فقد أدت الإطاحة بالنظام العراقي وانسحاب القوات السورية من لبنان

إلى الحديث عن تأثير الدومينو في الشرق الأوسط، وتتركز الأنظار كلها الآن على النظام العتيق في دمشق. لكن أي إنسان يتوقع أن يجد الشعب السوري ثائراً للإطاحة بحكومته سوف يصاب دون شك بخيبة أمل.

كبار السن من الرجال يجلسون حول طاولات المقهى ينفثون دخان الأراكيل، والشباب يحتشدون في مجموعات مختلطة في المنتديات وأمكن اللهو. وعلى العكس من المظاهرة المؤيدة للحكومة والتي جرت في الأسبوع الماضي وضمت مئات الآلاف من الناس، فقد تجمع ما لا يزيد عن مئة شخص ليعبروا عن احتجاجهم على سوء استخدام الحكومة للسلطة.

النظام البعثي في سوريا كان فعالاً جداً في قمع المعارض. يقول المعارض الكاتب ياسين حصل الله: "عندما تضع مجتمعاً بكامله في زجاجة لمدة 25 عاماً فيجب ألا تتوقع أن يخرج الناس منها وهم أقوياء ومستعدين للقتال".

قامت حكومة بشار الأسد بعدد كاف من الإصلاحات بحيث لم تعد الدولة البوليسية ظاهرة للعيان في حياة الناس، على العكس من السنوات العشر الماضية. الشعب الآن يتحدث إلى الصحفيين الغربيين بشكل معقول ومريح، كما أتاحت القنوات الفضائية والإنترنت المجال لانبعاث وجهات نظر أكثر تنوعاً مما كان عليه الحال إبان حكم والده حافظ الأسد. ومع ذلك فإن الحكومة لا تزال تحجب بعض المواقع على الإنترنت.

على الرغم من ذلك يوجد بين الإصلاحيين إحساس كبير بالإحباط، فالمجال السياسي لم يسور بعد بالحقوق القانونية، ومن الممكن أن يغلق إذا ما طرأت أي تغيرات على الجو السياسي. صحيح أن الناس الذين يتحدثون إلى صحفيين غربيين لم تعد المخابرات تعذبهم أو تزج بهم في السجن ولكن من المحتمل أن تأتي لزيارتهم. أحد علماء الآثار المحب للثقافة الغربية استعاد زيارة المخابرات له قائلاً بسخرية: "لقد تحدثوا إلي بلباقة عن عملي في الحفريات".

لكن أشد التقييمات انتقاداً لبرنامج بشار الأسد الإصلاحي جاء عن غير قصد عن أحد مؤيديه في أوساط الإعلام السوري، حيث قال: "من قبل اعتدنا أن نزج في السجن من يكتب ضدنا أشياء تزعجنا، أما الآن فنكتفي بجعله يدفع غرامة". في الوقت الحالي يسمح للصحافة بتوجيه الانتقادات في قضايا معينة، لكن الخطوط الحمراء المرسومة حول شخص الرئيس ما تزال ثابتة.

عارض العديد من الإصلاحيين في سوريا الغزو الأمريكي للعراق، ولكنهم اعترفوا بأن الغزو قوّى موقفهم ضد الحكومة. وعلى الرغم من أن الموقف الرسمي للأحزاب المعارضة كان التجمع حول النظام في مواجهة التهديدات الخارجية، لكن خلف الكواليس تجري مفاوضات تستبق مؤتمر حزب البعث الذي سيعقد هذا الصيف.

عمار عبد الحميد، الناشط في مجال حقوق الإنسان، لديه شكوكه حول ما تكنه هذه المفاوضات، ويقول: "إنني أستطيع أن أكون هنا وأتحدث إليك فقط بسبب هذه الحسابات السياسية. لكن هذه الحسابات لن تؤدي إلا إلى تغييرات تجميلية، ولن يتقدموا ليخرجونا من هذا المستنقع. نحن بحاجة إلى إصلاح حقيقي وأساسي".

المشروع الأمريكي للشرق الأوسط عكر الجو بالنسبة للإصلاح الذي يتحدث عنه عبد الحميد، فقد أصبح انتقاد الحكومة الآن مرتبطاً بالامبريالية والغرب المتخوف من الإسلام. الصورة التي يرسمها النظام لنفسه عادة هي المدافع القوي عن العالم العربي، والذي يقف بكل نبل في وجه القوى الإمبريالية الغربية والصهيونية. هذه الصورة لم تفقد بريقها بل على العكس هي تزداد تألقاً. النظام السوري كان واضحاً إلى درجة الفجاجة في تكتيكاته، وهذا ما ظهر في اللوحات الإعلانية المنصوبة في الشوارع والتي تقول: "أنا سوري يا نيالي"، في حين أن الشركة التي تحتكر الهاتف الجوال والتي يملكها ابن خال الرئيس أظهرت صوراً لشباب يرفعون العلم السوري منضمين إلى المظاهرات المؤيدة للحكومة, إلا أنك تشعر بأن وطنيتهم هذه نابعة عن شعور حقيقي.

يقول رشيد، وهو طالب اشترك في المظاهرة الأخيرة المؤيدة للحكومة: "لكي تدعم بشار الأسد عليك أن ترفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، وأن ترفض المعايير المزدوجة للغرب وأن ترفض الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي".

أما عبد الحميد فيوافق على هذا الكلام لكنه يضيف: "يجب علينا أن ننتظر من الدولة أن تزودنا بالخدمات لا بمجرد الشعور بالهوية. يبدو أننا أصبحنا أكثر انعزالية في الوقت الذي يتوجب علينا توطيد علاقاتنا الدولية وتعريض أنفسنا للتأثيرات الخارجية".

إحدى الفرص التي سنحت أمام سوريا من أجل تقوية صلاتها مع الديمقراطيات الغربية تمثلت في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي، وهذه الاتفاقية من شأنها أن تزيد التبادل التجاري بين الجانبين، وأن تساعد على بناء المؤسسات ومعالجة الفساد، كما أنها تنص أيضاً على الالتزام بحقوق الإنسان. تم التوقيع على هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى، إلا أن الاتحاد الأوربي قام في اللحظة الأخيرة بإدخال فقرة تنص على حظر أسلحة التدمير الشامل، وبقيت الاتفاقية حتى الآن في بروكسل بدون تصديق. ويبدو أنه من غير المحتمل في هذا الجو الدولي الراهن أن تدب فيها الحياة ثانية.

بدون مثل هذا الارتباط البناء والطويل الأمد فإن الإصلاحيين من أمثال عبد الحميد سوف يبقون مهمشين. يقول عبد الحميد: "كل ما نحتاجه الآن هو أن يكون المجتمع الدولي مبدعاً", وهذا يعني تقديم الجزر وكذلك العصي إلى الأناس الصح. ومن سوء الحظ، كما يقول أحد الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في دمشق أن "الجزرة الوحيدة التي أستطيع أن أرى الأمريكيين يقدمونها هي أن يكفوا عن ضرب سوريا في الرأس".

ومع ذلك فإن الحرية الحقيقية في سوريا سوف تتحقق رغم أنف الآلة العسكرية الأمريكية التي تتمركز في البلد المجاور، وليس بسببها.

ترجمة أكرم عطار: سيريا نيوز 23/3/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ