ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 15/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

 

سورية ما تزال صامدة أمام جميع مطالبات الإفراج عن المعتقلين والمفقودين ، وللتأكيد لداعمي صمود سورية ننقل التقرير التالي عن صحيفة الحياة :

بيروت - منال أبو عبس / الحياة  - 15/11/2005

«رأيت ابني جوني للمرة الأولى (بعد اختفائه) عام 1991 في سجن فرع التحقيق 248 في سورية. زرته ثانية في سجن دمشق المركزي عام 1991. أخبرت الدولة (قيادة الجيش اللبناني) بذلك، فاقتادني رجال الاستخبارات الى التحقيق. بعدها أخذوني الى عنجر، حيث تعرضت للإهانة من العقيد السوري يوسف العبدي الملقب بـ «النبي يوسف»، لم تكن هذه المرة الأولى التي تقول فيها فيوليت والدة العريف في الجيش اللبناني جوني ناصيف مثل هذا الكلام. قد تكون المرة العاشرة أو العاشرة بعد المئة، إلا أن كلامها لا يختلف كثيراً عما روته أمهات 61 عسكرياً لبنانياً فقدوا في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، على اثر سقوط الجنرال ميشال عون على يد القوات العسكرية السورية آنذاك.

موضوع المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، لم يعد حدثاً. خبر جديد نشرته قيادة الجيش بعد 25 عاماً من الجريمة، قلب المعادلة رأساً على عقب: «إخراج 13 جثة من المدافن الخاصة بالشهداء قرب مبنى وزارة الدفاع الوطني، وإرسال عينات من الجثث الى مختبرات طبية مختصة بفحص الحمض النووي (DNA). وكلفت الشرطة العسكرية استدعاء عائلات العسكريين المفقودين في التاريخ المذكور لمقارنة نتائج فحص العينات معهم، وتسليمهم الجثث في حال مطابقته». ولكن، كيف علق أهالي المفقودين على الخبر؟

فيوليت: ادفع فأرى ابني

تضحك فيوليت بينما تنظر الى عشرات النساء المعتصمات معها في حديقة جبران المقابلة لمبنى الأمم المتحدة في بيروت منذ 11 نيسان (أبريل) الماضي. «كأم لا اصدق شيئاً»، تكون إجابتها الحاضرة على أي سؤال، فـ «قصتي مع الدولة طويلة. لم يصدقوا إنني قابلت ابني في سورية بعد سنوات من اختفائه». وتفسر: «كنت ادفع لضباط سوريين وأشخاص مقربين من النظام الكثير من النقود مقابل ذلك. كان الضباط يقولون: عندما نتصل بك ونذكر أن «الأمانة صارت موجودة» تأتين الى سورية. ذهبت الى القرداحة ومن هناك أخذوني الى السجن حيث قابلت ابني للمرة الأولى من دون بطاقة زيارة. وفي المرة الثاني اصدروا لي بطاقة زيارة رسمية». تخص فيوليت قائد الجيش ميشال سليمان بالذكر، «إلتقيته بعد لقائي جوني. أخبرته أن المفقودين أولاد العسكر. فأجابني بأنه سأل السوريين واخبروه انه لا يوجد أي عسكري مسجون لديهم». 

لا تثق فيوليت بأي فريق لبناني، وتشك في صدقية اللجنة التي شكلتها الحكومة لمتابعة الملف مع اللجنة السورية. وحاليا، ترفض الخضوع الى فحص الـDNA، «لأنه في العام 2001 أفرج عن شخص قال انه رأى جوني مع مجموعة لبنانيين في سجن تدمر، عسكريين وغير عسكريين. ولن اصدق أي خطوة تقوم بها الحكومة. ربما تهدف الى إقفال الملف بأي طريقة».

تعلن فيوليت عن وجود «شخص غير لبناني مستعد أن يرشد أي لجنة دولية الى أماكن وجود المعتقلين اللبنانيين داخل سورية. لكنه، لن يقبل التكلم مع أي لجنة لبنانية».

يجلس غازي عاد على كرسيه المدولب الى جانب الخيمة الخاصة بالاعتصام. تحيط به أمهات المفقودين، ويعلن انه يتحدث باسمهن في ما يخص قرار قيادة الجيش الأخير. «الأدلة عند الأهالي دامغة، ولا نستطيع أن نقول لمن شاهدت ابنهاً حيا قبل سنوات قليلة أنه توفي عام 1990»، يكون تعليقه المباشر. لكنه يضيف: «لا يرفض الأهالي الخضوع لفحوص الحمض النووي رفضاً مطلقاً. إلا انه، بعد 15 عاما من إنكار قضيتهم، من الطبيعي أن يعتبروا أن أي خطوة جديدة تهدف كالعادة الى إقفال الملف».

لا يعلن عاد تشكيكه بكفاءة الجيش. بالنسبة إليه «الجيش يقوم بعمله بسرية تامة ولا يعلن ما يقوم به الى الرأي العام. وهذا لا يناسب الأهالي الذين يريدون الحصول على تطمينات». وكبديل تقبله الأمهات، يطالب عاد بـ»مراقبين مستقلين ونزيهين وبلجنة تتمتع بالمعايير الدولية، يكون فيها ممثلون عن لجان الأهل ومراقبون من منظمات دولية كالصليب الأحمر الدولي».

الجيش كرم شهداءه قبل دفنهم

لا يبدو اقتراح عاد ومطلب الأمهات بتشكيل لجنة دولية مقبولا من جانب العميد صالح الحاج سليمان. يهتز صوته بانفعال بارز ما أن نسأله عن إمكانية الاستعانة بمساعدين دوليين ومنظمات إنسانية. «الجيش يتمتع بالكفاءة اللازمة، ومسألة إجراء الفحوصات علمية وتقنية. من يثبت أن حمضه النووي يتطابق مع الحمض النووي لذويه فهو علميا ابنهم ويمكنهم استلام جثته»، يقول.

لا يجد سليمان في العملية أي شائبة. ويعتبر أن الاجراءات تسير في إطارها الطبيعي: « نتائج الفحوص تحتاج من 20 الى 25 يوما، وتتم في مختبرات لبنانية منها مختبر اليسوعية. والشرطة العسكرية أبلغت الأهالي بوجوب خضوعهم للفحوصات. العسكريون أولادنا ونحن حريصون على تسليمهم الى ذويهم». يؤكد سليمان أن الجيش لم يقصر في حق العسكريين الراحلين، وانه «دفن الجثث في مقبرة للشهداء وكرمهم كشهداء له»، معلناً أن المرحلة الثانية من البحث عن المفقودين ستبدأ «مع الاستقصاء. يعني أننا لن نعتمد على أقوال الصحف والشائعات، بل سنسير وفقاً للوقائع التاريخية والمواقع التي نعرف أنها تضم جثثاً لعسكريين قضوا في تواريخ متفرقة»، من دون أن يحدد العناوين المحتملة.

دفنت جثة ليست لابنها

في حديقة جبران لم تستغل الأمهات هبوط الليل للانصراف الى بيوتهن. هناك اعتدن أن تروي كل منهن قصة غائبها الى الأخرى، بانتظار من يزورونهن بين حين وآخر. تتشابه الملامح على وجوههن المتعبة. وتتشابه صور الشبان المعلقة على صدورهن من ناحية القلب. والدة العريف متري لا تعرف أين هو. «عام 1990، أعطونا جثة أخرى لا تعود لابني. صلينا عليها ودفناها في المدافن الخاصة بالعائلة. الجثة تعود لعسكري لبناني ينتظر مثلنا أن يعرف ذووه يوما ما الحقيقة». لا ترفض الوالدة الخضوع لفحوص قيادة الجيش.

والدة الرقيب ايلي حداد أيضا، لم تر ابنها منذ 25 عاما. «تلقيت منه رسائل، واخبرني رفاق له في السجن أن اسمه موجود في فرع فلسطين، وأخيراً عرفت انه انتقل الى تدمر ثم صيدنايا». قد تخضع الوالدة للفحوص، «فقط لنعرف مدى جديتهم في التعاطي مع القضية».

تؤكد شقيقة الملازم أول روبير أبى سرحال أن شقيقها حي يرزق في السجون السورية، «عامي 1997 و2003 أفرج عن عدد من المعتقلين الذين أكدوا أن روبير ما زال حياً. أحدهم قال انه كان يراه كل 15 يوماً خلال فسحة الشمس». لا تعتقد أن الفحوص على الجثث قد تفيدها في شيء، فالذين عثر عليهم رقباء وعرفاء وليسوا ضباطاً.

وثيقة وفاة مقابل الراتب

وفي الاختتام، لم تغب فيوليت عن اللقاء. رأيها كان واضحا في كل محطة. تقـول إنها كانت تستقبل موفدين من قيادة الجيش في كل عيد للجيش، ويتمنون لها أن «يكون جوني معنا في العام المقبل».

عام 2000 طلب الموفدون من فيوليت توقيع وثيقة وفاة ابنها. لم تتقبل فيوليت آنذاك الفكرة، فاحتفظت بورقة تبليغ الجيش في ملف مليء بالوثائق والأسماء والتواريخ والأرقام.

قد تكون العبارة التالية هي أكثر مما أثار سخرية فيوليت خلال الـ25 عاماً الماضية: «بعد عشر سنوات من غيابه أوقفت الدولة عني راتب ابني لأنني لم أوقع على وثيقة وفاته».

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ