لا
تيئسوا
أبشروا
وأملوا وإن طال الأمد
أم محمد
لا تيئسوا..
ديار الظالمين
خراب. وإذا طفح في قلوبنا الألم،
فلا تدعوها لليأس (ولا تحسبن
الله غافلاً عما يعمل الظالمون
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه
الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا
يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم
هواء)
لا تيئسوا.. إن كنتم
تظنون أنكم على الحق سرتم،
وللحق غضبتم، وإن كانت الأخرى
فأولى لكم ثم أولى لكم..
لا تيئسوا.. وإن طال
الأمد، فالعاقبة كانت دائماً
للمتقين: اذكروا إبراهيم
والنمرود ـ وموسى وفرعون ـ وذو
نواس وأصحاب الأخدود، وزكريا
ويحيى وعيسى وبني إسرائيل.. فإذا
ذكرتم ذلك (فاتقوا الله) كلمة
أعيدوا الوقوف عندها ثم شمروا
واحذروا واجهدوا واصبروا..
لا تيئسوا.. ديار
الظالمين خراب. وأضيفوا إلى
جهدكم وجهادكم على ضعف الوسائل
وقلة العدد، بعضاً من سهام
الليل. فإن لكم رباً قديراً يقصم
الجبارين، وهو إذا أخذهم لم
يفلتهم، فشدوا على الطاغية
الظالم بن الطاغية الظالم سهام
السحر، قولوا: اللهم إنه قد طغى
في البلاد فأكثر فيها الفساد
فصب عليه ربنا من عندك سوط عذاب..
دعوة أم مظلومة، وأب مظلوم،
وزوج مظلومة وبنت مظلومة وابن
مظلوم، ليس بينها وبين الله
حجاب.
لا تيئسوا.. وإن طال
الأمد، كفكفوا الدمع، واتركوا
اللجاج والجدل، وأقبلوا على
العمل. واسمعوا نداء ربكم: (ولا
تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
إن كنتم مؤمنين).
أما أنت صحراء تدمر
فكم فيك من قلب حبيب ونسب قريب
وكم ضممت من جبهة أبت السجود إلا
لله، وكم غاب في ثراك من كف
طالما نافحت عن دين الله، وكم
خبت من عين ما أكثر ما بكت من
خشية الله..؟!
لا تيئسوا ودعوا
الظالمين لله (وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون).
|