حوار
مع فرعون
دموع القلب قد هطلت
كأحزان بتشرين
وأنوار الربى رحلت
وأسراب الحساسين
وغادر عطره الريحان
صار الورد قرباناً
كآلاف القرابين
وأشرع سيفه الجلاد
يقطع كل أزهار
البساتين
وماج القبر في
الفلوات يزخر بالمساجين
وذا فرعون يرميني
بساطور وسكين
* * *
ألا أيها الفرعون
كلمني
لماذا أنت
تَرهَبُني
وقد كثرت عبيدك
بالملايين
تحاربني وتسجنني
وفي الزنزانة
السوداء ترميني
تحرض كلبك المسعور
بالأنياب ينهشني
وجلاداً بحد السوط
يجلدني
وإن ما قلت يا رباه
أنقذني
شتمت الرب في قلب
الزنازين
لماذا أنت تَرهبني؟
وأنت اليوم تحكمني
أنا أدري
بأنك ترهب العلياء
في ديني
وتَرهبني لأني أبعث
الآمال في قلب المساكين
وتَرهبني لأني
الروح تسري في الملايين
* * *
إذا ما شئت عذبني
فلي جسد بتلك الأرض
يربطني
ولي روح لرب الكون
تعليني
وما أنا طالب
عفواًَ لترحمني
فإنك لست إنساناً
لتفهمني
ورحمة ربي الخلاق
تكفيني
إذا ما شئت جوعني
فما أنا طالب زاداً
لتشبعني
فإنك لست إنساناً
لتفهمني
ورب الكون يطعمني
ويسقيني
* * *
إذا ما رحت تقصيني
فرب العرش يدنيني
وإن ما رحت تقطعني
فرب العرش يوصلني
وإن ما رحت تقتلني
فرب العرش يحييني
وإن ما عمت البلوى
على أيدي الشياطين
فلي مثل بأيوب
وأيوب يواسيني
وإن ما طال سجني بين
أروقة الزنازين
فيوسف في مناقبه
يسليني
وإن قطعت يميني وهي
تحمل راية الإسلام في شمم
شمالي سوف تحملها
وإن قطعت
سيهرع جعفر الطيار
يلقفها ويفديني
* * *
وإن ما هجرتي طالت
وطاردني دعاة الشر
في عرضي وفي ديني
وما من مرفأ في
الأرض يؤويني
وأهدر النمرود حرَّ
دمي
وأغطش ليلي المجبول
بالألم
تذكرت النبي وقد
قضى في الغار أياماً
يلاقي الضر في كرم
وأذكر دمعة الصديق
عند الغار تكبر في موازيني
وأن اثنين كان الله
ثالثهم
مضوا بعزيمة
الإيمان في نصر وتمكين
فتشرق عبر روحي
راحة الإيمان بالبشرى تداويني
* * *
أنا المسلم إني
أسمع الدنيا تناديني
وعندي البلسم
الشافي لأمراض الملايين
ستعلو رايتي في هذه
الدنيا وتعليني
ستنبثق الورود
الحمر من قلب البراكين
وتورق في صحارى
الرمل
غابات من الزيتون
والتين
من
ديوان
تراتيل
الغد الآتي
للشاعر
محمد وليد
|