تراتيل
على أسوار تدمر
شعر:
يحيى البشيري
الترتيل
السابع والأخير
المذبحة
( 1)
الليلُ تطاول في ثقلٍ
وتملمَلَ في قلبي القرْحُ
والنوُرُ تَراجعَ في صمتٍ
وأفاقَ على الذُعرِ الجرُحُ
بالأمسِ غَفوتُ على هَمٍ
أعلى ألمٍ قانٍ أصْحُو ؟؟
بومٌ،غربانٌ سَوداءُ
صَرَخَتْ، فَليُسرعْ بي الصبحُ
(2)
آلافاً هَلْ تلَدُ الأفْعى
تجري بالحقدِ وبالسُّمِ
أتعودُ سُيوف مسيلمةٍ
حمراءَ تَسربلُ باللؤمِ
ودَمُ الحُفاَّظِ ومَنْ سَقطوا
غيثٌ مِنْ ثَاراتٍ يَهمي
(3)
فَعلامَ إذاً يجري دَمُنا؟
ويُمزقُ مصحفُنا مِزَقاً؟
ونُهانُ ويسْتَعِرُ الذَبْحُ
(4)
لو أدركْنَا بَعض الثأرِ
وصَبَغْنا الظُلمةَ بالفجرِ
لغَفَتْ عينا ثأرٍ أرِقٍ
وتَلونا : قد جاءَ الفتحُ
(5)
هل رُجَّتْ أرْكَانُ القَصْرِ
واحْمَرّت عِنْدَكُمُ الشمسُ
هل أيقَظ غَفوتكم حسُّ
أسَمِعتُم أصْواتَ الأسْرى ؟
أو حَشْرجَةً عِندَ النَزْعِ
لكأنّا … لكن مَن يَدري ؟
(6)
احتجَّ على ذَاكَ الكَهَنة
واهتَزتْ أرْجَاءُ المعبدْ
والرَملُ، هل احمرّ الرّمْلُ
وتغيرَ عَن لونِ العَسْجَد ؟
أو لَمْ يَذبُلْ وَرَقُ
الشَجَرِ؟
لَسْنا يا مَولاتي نَدري
لَسْنا يا مَولاتي نَدري
قولي ما الأمرُ وما الهمُّ ؟
(7)
لم أقوَ اليومَ على الصَّيدِ
وتخاذل في يَديَ السَهْمُ
وسَمِعتُ النوحَ على البُعْدِ
وهُتافاً ألهاكِ الصيدُ
والناسُ تُساقُ إلى الموتِ
في الأسر وقَدْ شُدّ القَيدُ؟!
لم نَسمعْ شَيئاً مَولاتي
لم نُبْصِر شَيئاً مَوْلاتي
(8)
أو يُغدرُ بالأسرى عَلَناً
وأنا ما زِلتُ بمَمَلَكتي
ويعودُ إلينا رومانٌ
وتُهانُ كراماتُ الناسِ؟
عفواً، عذراً، يا مولاتي
الغادرُ ليسَ من الرومِ
الغادرُ ليسَ من الرومِ
(9)
فليُسرَجْ في الحالِ الفَرسُ
وسَآتيكم بالأخبارِ
ولتأتِ كَتيبةُ فرسانٍ
من أهلِ النخوةِ والثارِ
لا كانَ أذنيةُ لي زوجاً
أو كانَ المهرُ مِنَ الغارِ
إن عاشَ بتدمر مَنْ ترضى
بالذلِّ لأهل أو جَارِ
أَوَ يُغدرُ بالأسرى عَلناً
وأنا ما زلتُ بمملَكَتي؟
عفواً عُذراً يا مولاتي
الغادِرُ ليسَ من الرومِ
الغادِرُ ليسَ من الرومِ
(10)
يا قرمطُ زَمزَمُ ليسَ هُنا
لا الكعبةُ ، لا الحجرُ الأسوَد
فطريقُ الحجِ مُحولةٌ
لَمْ تَعبُر منْها قَافلةٌ
والحَجُ لِتدْمُرَ لَمْ يُعْهَد
فَعلامَ تُرابِطُ في الطُرُقِ ؟
وَعَلام نَزَلتَ بآلافٍ
يَمْضِي بِهِمُ للبغيِ شَقي
(11)
يَا قرُمطُ زَمزَمُ لَيسَ هُنا
وَبِتَدْمُرَ لا يُروى الظمأُ
وَدمَاءُ القَتلَى مِنْ شَعبي
لا تطفئُ جمراتِ الظَّمأِ
(12)
مولاي رأينا أقواماً
لم تبصر عَينٌ منزلهم
سَجدوا لله وما سجدوا
للشمسِ فصلينا مَعَهمُ
كانوا في الليلِ إذا قاموا
شهقاتٌ تسبق مدْمعَهَم
النور يُرى بمحيَّاهُمْ
فيضيئُ سحاباتِ الظّلم
- لا
كنتُ الهدهدَ مَولانا
أن تسبقني بنتُ الدَّوحِ
سَلها ما حَل بهم فجراً
غدراً قد سيقوا للذبح
فعلام إذاً يجري دَمْعي
وبكائي طال مع النَّوح ؟
|