مواقف
يوم
المعتقل السوري
الحرية
قدر الشعب ومصيره
قد تكون مناسبة يوم
المعتقل السوري للعام الحالي هي
الاشد قسوة منذ ان اطلق
السوريون مبادرتهم باعلان يوم 21
حزيران من كل عام يوماً للمعتقل
السوري، والسبب ان السوريين
شهدوا في العام الماضي، اشد
هجمة امنية اصابت بنتائجها
عدداً كبيراً من المواطنين.
وادت الحملات المتلاحقة في
الاشهر القليلة الماضية وحدها
الى اعتقال عشرات، كان آخرهم
نحو عشرين شاباً، اعتقلوا في
بلدة عربين قرب دمشق دون اعلان
سبب اعتقالهم، وقبلهم جرى
اعتقال عشرة من النشطاء
والمثقفين على خلفية توقيع
اعلان بيروت – دمشق، واعتقلت
قبلهم مجموعة من الطلاب الذين
قيل انهم كانوا يسعون نحو اقامة
تنظيم ديمقراطي للشباب، اضافة
الى حملات اعتقال طالت الكثيرين
في مختلف المناطق السورية،
واصابت نشطاء في المجتمع المدني
واعضاء الجماعات الحقوقية
وكوادر في الجماعات السياسية،
وطلاباً واشخاصاً عاديين من
مختلف الاعمار، ومن مختلف
الاتجاهات الايدلوجية
والسياسية وشخصيات مستقلة.
وبدت تلك الاعتقالات
بمثابة رسالة هدفها تخويف
السوريين من ممارسة أي نشاط،
ودفعهم الى السكوت، وتجديد
ملامح دولة الصمت، التي عاش
السوريون في ظل مآسيها اغلب
سنوات حكم البعث من خلال ارساء
نظام الطوارئ وقانون امن الدولة
ومحكمته في اطار القوانين
الاستثنائية، التي تم من خلالها
اسكات السوريين وابعادهم عن
المشاركة في الحياة العامة
واخراجهم من فعالياتها
السياسية والاجتماعية
والثقافية.
ولان سياسة الاعتقال
والتخويف والاسكات، قادت الى كل
الخرائب التي يعيش السوريون في
ظلها بما فيها من مشاكل سياسية
واقتصادية واجتماعية، فان من
غير الجائز القبول بعودة تلك
السياسة، واستمرارها، ومن هذا
المنطلق توافق السوريون في
السنوات الاخيرة على اطلاق سراح
المعتقلين واغلاق ملف الاعتقال
السياسي بصورة نهائية في سياق
مواجهة التحديات الراهنة
والمستقبلية ولاسيما تحدي
التغيير الوطني الديمقراطي
الذي سيساهم في تقوية سورية
وتعزيز قدرة السوريين في مواجهة
مصيرهم.
ان يوم المعتقل السوري
مناسبة لاعادة تأكيد حاجة
السوريين الى الحرية، الحرية
التي تصنع وطناً قوياً، وشعباً
عزيزاً قادراً على صنع مصيره.
ليكن يوم المعتقل السوري مناسبة
للدعوة لاطلاق كل المعتقلين
واغلاق ملف الاعتقال السياسي
نهائياً، ويوما لتأكيد حاجة
السوريين للحرية، التي ينبغي ان
تكون قدر السوريين ومصيرهم.
21/6/2006 - لجان احياء المجتمع المدني في
سوريا
|