مواقف
بينما هو في سجنه أو في مغتربه
بعيداً توفيت أمه!!
تتوفى اليوم أم المناضل وراء
القضبان ميشيل كيلو
الفراق
الأصعب
العزيز
ميشيل.. عزاء
زهير
سالم*
النقمة على الأمومة، والتلذذ
بعذاباتها، والحرص على النيل من
كل أم سورية أنجبت حراً مثل
ميشيل كيلو.. ومثل مئات الألوف
من المهجرين والمفقودين
والمعتقلين عنوان عريض لتاريخ
حزين من عمر الوطن.
وإبقاء ملف المفقدوين في غيابة
بئر الثأر والتشفي ليس له أي بعد
سياسي أو اجتماعي غير إرواء
المشاعر السادية التي تتحكم في (الأنين)
الأعلى والأدنى لصاحب القرار!!
فالكل يعلم أن عشرات الألوف من
المفقودين قد سويت مقابرهم
الجماعية بالبلدوزرات لكي لا
تشهد هياكلهم العظمية يوماً على
جريمة المجرمين.. ولم يبق أي
معنى للتكتم على مصيرهم إلا ما
ذكرنا من التشفي بالأمهات
اللواتي مازالت أعينهن تلوب على
سرير الموت تبحث عن وجه غيّب
طويلاً، وتتلمس يداً حانية تضغط
بحنو على يدها ساعة الوداع
الأخير.
ولوداع كل أم قصة، ولكل أم توارت
بعيداً، تسأل عن الحبيب البعيد،
وراء القضبان أو وراء الآفاق،
كلمات تسجلها ذاكرة الوطن دعماً
لمسيرة الأحرار الأبرار،
وشهادة على طغيان المجرمين
الأشرار.
العزيز ميشيل أمام الفراق الأصعب
والأقسى نتذكر أننا نألم ونضحي
لكي لا تألم أم سورية بعد ولا
تشقى..
وحتى نلتقي في فضاء الحرية
والكرامة في وطن العدل
والمساواة..
أحر مشاعر العزاء
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
|