في
مواجهة الإرهاب
والاغتيال
السياسي
يبدو أن الهجمة الإرهابية التي
تستهدف وحدة لبنان واستقلاله
واستقراره مستمرة . إذ طالت آلة
الاغتيال والقتل الوحشي صباح
أمس الاثنين 12 / 12 / 2005 واحداً من
أبرز السياسيين ورجال الصحافة
والفكر الديمقراطي في لبنان
النائب جبران تويني ، أحد رموز
الحركة التي طالبت بالسيادة
والاستقلال ، وأحد الأقلام التي
تصدت لكل من حاول النيل من سيادة
لبنان وإرادة شعبه ومصالحه
الوطنية .
تأتي هذه الجريمة البشعة حلقة في
مسلسل الإرهاب المتنقل
والتصفيات الجسدية ، الذي يتعرض
له لبنان من أكثر من عام ، وطال
نخبة من رجال التعقل والاعتدال
المدافعين عن عروبة لبنان
وديمقراطيته والسياسة الوطنية
المستقلة ، ورموز الثقافة
والصحافة والرأي الحر ، وذهب
ضحيته رفيق الحريري وسمير قصير
وجورج حاوي وآخرون . الهدف
الواضح لهذه الأعمال زرع الرعب
بين الناس ، وتدمير الحياة
العامة في لبنان ، في محاولة
لجره إلى الانقسام الطائفي
والحرب الأهلية من جديد .
إن خطورة هذه الأعمال والنتائج
التدميرية التي تنجم عنها ، لا
تقتصر على خسارة الشخصيات
الهامة وأدوارها فحسب ، إنما
تتجاوز ذلك إلى تدمير حياة
الشعب اللبناني ووحدته
واستقراره ، وضرب الطموحات
الديمقراطية في البلاد العربية
والمنطقة . وهي في نفس الوقت
انحدار همجي في إدارة الخلاف مع
الآخرين والصراع معهم ، يهدر
قيم الحرية والديمقراطية
والمفاهيم الحضارية الإنسانية .
إن " اللجنة المؤقتة لإعلان
دمشق " الذي تلتزم بتوافقاته
أبرز الأحزاب والقوى السياسية
والاجتماعية والثقافية في
المعارضة السورية ، تستنكر بأشد
التعابير قسوة هذه الجريمة
النكراء ، وتدعو لتضافر الجهود
من أجل وقف مسلسل الموت
والتدمير والإرهاب على أرض
لبنان . كما تدعو إلى كشف
الفاعلين ومن يقف وراءهم لجر
المنطقة إلى دائرة العنف
والإرهاب . فتخريب الحياة
العامة في لبنان تخريب لها في
سورية ، والتغيير الديمقراطي
الذي يعيد الشعب إلى موقع الفعل
هدف مشترك لمصلحة الشعبين في
البلدين الشقيقين .
نتقدم من آل الفقيد ومن شيخ
الصحافة اللبنانية غسان تويني
بأحر التعازي ، ومثلها لأسرة
مؤسسة " النهار " والصحافة
اللبنانية عموماً ، التي تدفع
ثمن الرأي الحر والموقف الشجاع
والكلمة الصادقة .
وندعو الرأي العام في الوطن
العربي وفي العالم أجمع للتضامن
مع لبنان في محنته ، والوقوف في
وجه الأعمال البربرية التي تعمل
على تشويه وجه لبنان ، موطن
النهضة والتحرر والديمقراطية ،
وموئل الفن والثقافة والجمال.
دمشق في 13 / 12 / 2005
اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق
|