بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
حول
محاولة الإساءة إلى شخص الرسول
الكريم
محمد
صلى الله عليه وسلم
يا أبناء أمتنا العربية
والإسلامية..
يا أبناء شعبنا العربي المسلم
في سورية العربية المسلمة..
في الوقت الذي يسعى فيه الخيّرون
والعقلاء في هذا العالم، إلى
مدّ جسور الحوار والتفاهم بين
الحضارات والشعوب، وإلى
استئصال العوامل التي تغذّي
الكراهية والبغضاء، وتثمر
المزيد من عمليات الانتقام وسفك
الدماء؛ يقدم بعض الذين نمت
نفوسُهم على ضفاف الحقد، وأشبعت
قلوبهم ثقافةَ التعصّب المقيت،
على محاولة النيل من شخص الرسول
الكريم محمد صلى الله عليه
وسلم، تحت ستار زائف من الحرية
والديموقراطية!..
يأتي الحدث متساوقاً مع حملة
عالمية، ذات أبعاد عسكرية
وثقافية واقتصادية، تشنّها دول
ومؤسسات على عالمنا وقيَمنا
ومقدّساتنا، فلا أحد يستطيع أن
يفصل تطاول صحفي دانمركي تدعمه
حكومته، عن السياق الدوليّ
العام الذي ترعاه الصهيونية
العالمية.
إن رفض الحكومة الدانمركية
التدخل لوقف الإساءة، ورفضها
تقديم الاعتذار لمليار ونصف
المليار من المسلمين، يعني أن
هذه الحكومة ضالعةٌ في الفعل
المشين، فما فعلته الصحيفة
النكرة المنكرة لم يكن تصرفاً
فردياً لصحفي مغمور، بل كان
تعبيراً عن حالة دانمركية عامة.
إن جماعتنا، جماعة الإخوان
المسلمين في سورية وهي تعلن
استنكارها لهذا الفعل الشنيع،
وإدانتها لكل من يقف وراءه أو
يسكت عنه أو يقدم المعاذير
والمسوّغات له؛ لتنتظر من
العقلاء في الغرب أجمع، أن
يكفّوا سفهاءهم، وأن يمنعوهم من
تأجيج مشاعر الكراهية وعوامل
الصراع الحضاري والثقافي، ومن
نقض كل ما يحاول الخيّرون بناءه
للتقدم بالمجتمع الإنساني على
طريق اللقاء الكبير.
لقد كانت رسالة السيد المسيح
حلقةً للتأسيس للحب والتسامح في
بناء الرسالات السماوية أجمع.
ومن هنا فإن جماعتنا تتساءل في
هذا المقام عن دور المؤسسة
الكنسية في استنكار هذا الفعل
الشنيع، والأخذ على يد السفهاء
الذين لا يريدون بالإنسانية
خيراً.
يا أبناء أمتنا العربية
والإسلامية..
يا أبناء شعبنا العربي المسلم
في سورية العربية المسلمة..
إن جماعتنا تدعو كافة الخيّرين
والشرفاء من أبناء الأمة عامة،
ومن أبناء قطرنا خاصة، (مسلمين
ومسيحيين)، للانضمام إلى حملة
استنكار الجريمة الشنيعة،
وإيجاد الآليات المناسبة
للتعبير عن هذا الاستنكار،
وتعلن تضامنها الكامل مع كافة
الأنشطة والإجراءات العربية
والإسلامية المتخذة في هذا
السبيل، ليحذر العالم أجمع من
المساس بمقدّساتنا وديننا
ونبينا.
يجب أن تعلم الحكومة الدانمركية،
ومن يلفّ لفّها، أن هناك خطوطاً
حمراً لا يجوز لأحد أن يفكر -
مجرد تفكير - بالمساس بها. إن
مقاطعة البضائع الدانمركية لن
تكون إلا بعض الجهد المأمول في
التعبير عن الحب والولاء لسيدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والغضب لمحاولة المسّ بمقامه
الرفيع.
الخزي والعار لأعداء الإنسانية،
تجار الكراهية والبغضاء. (قد
بدت البغضاء من أفواههم وما
تخفي صدورهم أكبر..) صدق الله
العظيم.
لندن في 30 من ذي الحجة 1426 الموافق
30 من كانون الثاني 2006
جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
|