بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
حول
مسلسل المجازر على الأرض
الفلسطينية
يا أبناء أمتنا العربية
والإسلامية..
يا أبناء شعبنا في سورية الأبية..
ما يزال مسلسل المجازر الذي يطال
المدنيين من رجال ونساء وأطفال..
مستمراً على ساحتنا العربية
الفلسطينية. ولقد تجاوز الغول
الصهيوني الوالغ في دماء شعبنا
هناك كلّ الحدود، وداس كل
القيَم، وتجاوز كل الأعراف
والقوانين الدولية.. واستهتر
بحياة الإنسان وبوجوده، ففي كل
يوم تحصد آلة القتل الصهيونيّ
حياة العشرات من الأطفال
والنساء، وتدمر البيوت على رؤوس
ساكنيها. وفي كلّ يوم يطال رصاص
قناص صهيوني قلبَ طفل يافع أو
رأس فتاة بريئة تلهو على باب دار..
وعقب كل مجزرة تسفح فيها الدماء،
وتتطاير فيها الأشلاء، وتهدم من
خلالها البيوت، فتشحن الموقف
الإنساني العام بمزيد من القهر
والاحتقان والكراهية والبغضاء..
يُطلّ علينا الناطق باسم (البيت
الأبيض) ليؤكد أن ما تقوم به "إسرائيل"
مشروع، وأنه يدخل ضمن سياسات
الدفاع عن النفس، وفي سياق
الحرب الأخلاقية العادلة!!
ثم ينسج المسؤولون الأوروبيون -
المنتظمون في سلك تجويع الشعب
الفلسطيني - على منواله. ويرددون
مقولاته، مطالبين الضحية
بالمزيد من الاعتدال!! ولا يزيد
حكام العرب والمسلمين على طرفي
المأساة غير الصمت المريب..
يا جماهير أمتنا العربية
والإسلامية..
إن ما يجري على أهلنا في فلسطين
هو الجزء الأوضح والأصرح من
المعركة المفروضة على هذه الأمة.
فعلى أرض فلسطين اليوم يتعانق
الحقد التاريخي بكل آفاقه مع
المطالع الرأسمالية الجشعة،
حيث يتجرد الغزاة ومن يدعمهم من
كل شعور إنساني أو إحساس
بالمسؤولية ..
إن المعركة على أرض فلسطين هي
معركة الأمة جميعاً .. فهل يعقل
أن نترك أهلنا في فلسطين وحدهم
في أتون هذا الصراع الرهيب؟! هل
يدفع الإنسان الفلسطيني وحده
ضريبة الدفاع عن الأقصى وعن بيت
المقدس، وعن أرض العروبة
والإسلام في الجنوب الغربي
لبلاد الشام يا أهل الشام؟!
وإذا جاز لحكام الأمة – وهو لا
يجوز - أن يلوذوا بالصمت ويؤثروا
العافية، فهل يجوز هذا لجماهير
الأمة ولنخبها المسؤولة عملياً
عن قيادة هذه الجماهير؟! هل
يُسوغ أن تُحوَّل مشاهد قتل
الآباء والأبناء والأمهات
والبنات إلى "دراما"
تستنزف من خلالها الدموع؟!
يا أبناء أمتنا العربية
والإسلامية..
إن استجداء الشفقة أو العون من
الضمير العالمي أو من الموقف
الدولي غدا بفعل التجربة موقف
العاجزين. وإن انتظارها من
النظام العربي الرسمي هو ضربٌ
من خداع النفس والتعلل بالآمال،
وسيكون - إذا استمرأته جماهير
الأمة - تهرباً من تحمل
المسؤولية أمام الله سبحانه
وتعالى ثم أمام تاريخ الأمة
وحاضرها ومستقبلها.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين
في سورية، إذ نتجاوز
كل أشكال الشجب والاستنكار، في
سياق جرمي لم يعد يجدي معه الشجب
والاستنكار؛ ندعو أبناء الأمة
أجمع إلى الانغماس العملي في
المعركة الحقيقية على أرض
فلسطين. ندعو النخب كما ندعو
الجماهير إلى إيجاد البدائل
والحلول لدخول المعركة بكل
الوسائل الممكنة والفعالة.
وسيكون الخروج إلى الشوارع
للتظاهر أمام سفارات دول البغي
والعدوان ضرباً من النصرة، كما
سيكون في إغلاق الموانئ
والمطارات في وجه ملاحة هذه
الدول ضرباً آخر. وسيكون في وقف
جميع أشكال التعامل الاقتصادي
معها نوعاً ثالثاً.
يا أبناء أمتنا العربية
والإسلامية..
في هذا الصباح الدامي لأهلنا في
فلسطين وفي بيت حانون، ندعوكم
لتكون كل مدننا وبلداتنا وقرانا
بيت حانون. ندعوكم لكي نعيش
الملحمة لحظةً بلحظة، وساعةً
بساعة، تضحيةً وبذلاً. ندعوكم
للانغماس جميعاً في معركة الأمة
الواحدة حتى يسقط العدوان
وينتصر الإنسان على كل أرضنا في
فلسطين ..
(انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا
بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله
..)
لندن في 8 تشرين الثاني (نوفمبر)
2006
جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
|