لن
نشارك في انتخابات مجلس الشعب
لأنها تمثيلية هزلية
قيادي في
الإخوان المسلمين السوريين لـ"قدس
برس":
قانون الاقتراع
يفرغ العملية الانتخابية من
معناها
لندن
- خدمة قدس برس
الأحد
1 نيسان (أبريل) 2007
انتقد قيادي بارز
في جماعة الإخوان المسلمين
اعتزام الحكومة السورية الذهاب
إلى انتخابات تشريعية من دون
إدخال تعديلات جوهرية وأساسية
على قانون الانتخابات، ودون
إلغاء قانون الطوارئ.
وأشار إلى أن خيار
العصيان المدني الذي أشار له
المراقب العام للجماعة في
أحاديث صحفية سابقة ينبع من
قناعة بأن الظلم ليس له أن يستمر
إلى ما لا نهاية.
وأكد زهير سالم
العضو القيادي في جماعة الإخوان
المسلمين السورية والناطق
الرسمي باسمها في تصريحات خاصة
لـ "قدس برس" أنهم لن
يشاركوا في هذه الانتخابات،
وقال: "الشعب السوري لا يبالي
بهذه الانتخابات لأن قانونها
ومدخلاتها لا تشي بأنها سوف
تجري في كنف الشفافية
والديمقراطية، وهي تمثيلية
هزلية لا أمل منها".
وأشار زهير سالم
إلى قانون الانتخابات الصادر في
العام 1973، والذي جرت عليه
تعديلات عديدة كما لو أنه فصل
تفصيلا لخدمة جهة بذاتها،
فالقانون يقول بأن 50 في المائة
من أعضاء مجلس الشعب لا بد أن
يكونوا من العمال والفلاحين،
وألغى هذا القانون حقوق
الأقليات العرقية والدينية
والمذهبية، كما أنه تجاوز
التمثيل في الإحصاءات الحقيقية
للسكان".
وكشف القيادي في
جماعة الإخوان المسلمين النقاب
عن أن ما يفرغ العملية
الانتخابية من معناها هو رؤية
مفهوم قانون الانتخابات
للدائرة الانتخابية، وقال: "مسألة
الدائرة الانتخابية هي مدخل
هؤلاء لتعطيل التنافس
الانتخابي، حيث لا يمكن لأي
قائمة أن تنجح إلا إذا كانت
مدعومة من جهة مركزية، فوفق
قانون الانتخابات الحالي فإن
محافظة حمص كلها لها قائمة
انتخابية واحدة، وهذا يعني أن
الطرف الوحيد القادر على الفوز
فيها هو الدولة التي يمكن أن تعد
قائمة من جميع نواحي حمص ثم
تفرضها على الناس، كما قسمت
دمشق وريفها إلى دائرتين
انتخابيتين، فهي انتخابات لا
ينافس فيها أحد الحزب الحاكم".
ولفت الانتباه إلى
أنه بالإضافة إلى هذه العراقيل
والمآخذ على قانون الانتخابات،
فإن أي مرشح لانتخابات مجلس
الشعب أن يحصل على الموافقة
الأمنية، وقال: "لقد اشترطوا
على المرشح الآخر أن يحصل على
موافقة أمنية بناء على برنامجه
الانتخابي، فعن أي انتخابات
يجري الحديث؟. كما أن من يشرف
على هذا الانتخابات هو السلطة
التنفيذية، ووزير الداخلية هو
من يشكل اللجان الانتخابية التي
يشرف عليها المحافظ ويساعده
عامل أو فلاح وهم من يقومون بفرز
الأصوات والبت في الطعون".
كما أشار إلى مأخذ
آخر يقدح في أي انتخابات تجري
الآن في سورية، وقال: "لقد
اخترعت السلطة أيضا فكرة
الصناديق الجوالة، حيث أنهم
يأتون بصناديق مليئة بالأوراق
ويدعون بأنها جاءت من هذه
القرية أو تلك ويضعوا فيها ما
يريدون من الأوراق".
وانتقد الناطق
الرسمي باسم جماعة الإخوان
السوريين ـ وهي جماعة محظورة
بحكم القانون الذي يحكم
بالإعدام على كل من ثبت انتماؤه
إليها ـ الدعوة إلى انتخابات في
ظل استمرار قانون الطوارئ، وقال:
"الانتخابات في ظل حالة
الطوارئ لا يمكن أن تكون سليمة،
ولا بد من إلغاء المادة الثامنة
من الدستور التي تعني أن هناك
جهة معينة فوق السلطة
التشريعية، وهي القيادة
القطرية. فعندما يكون مجلس
الشعب تابعا للقيادة القطرية،
وعندما يكون حزب البعث العربي
الاشتراكي هو الحزب القائد
للدولة، فهل يوجد أي معنى
للانتخابات بعد هذا؟".
وعما إذا كان
الناطق باسم جماعة الإخوان يعبر
عن موقف متكامل للمعارضة
السورية التي أخذت ذات الموقف
أو أن بينهم أي تنسيق، قال زهير
سالم: "هذا موقف الإخوان،
ونحن نعبر في فضاء معولم للفكر،
ولذلك فما قلته الآن يمكن أن
تقرأه أو تسمعه من أي جهة سياسية
أخرى رفضت المشاركة في هذه
الانتخابات. والتنسيق بيننا
وبين باقي أحزاب تجمع إعلان
دمشق وغيرها من الأحزاب قائمة
ولكن ليس تنسيقا ماديا ملموسا".
وعما يعنيه بهذا التنسيق، قال
سالم: "ما أستطيع أن أقوله أن
هنالك تنسيق عام، ولكن لا
أستطيع أن أضيف أكثر لأن
المتابعات الأمنية مشددة".
وعن مصير دعوات
الإصلاح التي ينادي بها قياديون
في حزب البعث الحاكم وشخصيات
سياسية في المعارضة، قال سالم:
"الإصلاح الداخلي قادم لا
محالة بإذن الله، ولكن ليس على
يد هؤلاء، لأنه مسؤولية الشعب
السوري، فعندما يحاصره الغول
الأمني من كل جانب فلا شك أنه
سيختار طريقه".
وانتقد سالم بشدة
تصريحات بعض المسؤولين
السوريين التي ربطت بين عودة
قادة الإخوان وعناصرهم
بإعلانهم التوبة، وقال: "هؤلاء
يضحكون على أنفسهم، فقضية
الإخوان والإسلام والليبرالية
وغيرها هي قضايا وطنية عامة تهم
الجميع وليست قضية عددية.
فهؤلاء هم مجموعة من الغربان
التي انقضت على الوطن واقتاتت
على اللحم ولم تبق في المواطن
السوري قدرة على أي شيء، لكنه
عائد بإذن الله، ونحن لا نبالي
بأقوالهم لأننا جزء من نسيج هذا
المجتمع".
وجوابا على سؤال
وجهته له "قدس برس" عما
يقصدونه في جماعة الإخوان
بالعصيان المدني، قال القيادي
في جماعة الإخوان: "هذا
العصيان الذي يرونه بعيدا ونراه
قريبا سيأتي بإذن الله، ونحن لا
نملك أزرارا ولا دبابات، ولكن
قدرة على إعادة شحذ الهمم
والإرادات لأنها هي الأقوى،
فالعصيان المدني الذي حصل في
لبنان لم يكن متوقعا، وكذلك ما
حصل لتشاوسيسكو، هؤلاء لن
يتأكدوا من مصيرهم إلا عندما
يرونه رأي العين، ونحن نعمل له
بالليل والنهار، وسنعطي له من
وقتنا وجهدنا ما يستحق من
الاهتمام".
|