ميلاد
تنظيم "وحدة العمل الوطني
لكرد سورية":
هل
يكون بداية اعتماد نخبة كرد
سورية للإسلام؟
إبراهيم علي درويش
ـ الناطق باسم التنظيم
تمهيد:
نتيجة عوامل كثيرة،استطاعت
دعوات ـ لا تقيم للإسلام وزناً
بل وتعاديه أيضاً ـ التغلغل بين
صفوف الشباب الكردي،فظهر بعد
فترة جيل من الكرد يتخبّطون خبط
عشواء،لا يكادون يعرفون عن
الإسلام شيئاً،بل إن بعضهم قد
سخّر جهده وطاقته وقلمه للهجوم
على دين أكثرية الشعب،فراح يطعن
في الإسلام،ويستهزيء
بأحكامه،ويُخضع القرآن الكريم
والسنّة النبوية المطهرة
لميزان النقد،بعد أن وضع معايير
لهذا النقد تتناسب وهواه،كما أن
بعضهم راح يحمّل الإسلام نفسه
مسؤولية ما آلت إليه أوضاع
الشعب الكردي،في مغالطة
مفضوحة،أو تجاهل تامّ للعوامل
التي أوصلت الكرد والإسلام إلى
هذه الدرجة من الضعف.على حين
انبرى آخرون للحديث المتكرر
لدرجة القرف عن إكراه الكرد على
الدخول في الإسلام،ولا ندري متى
كان هذا الإكراه؟ولا كَم استمر؟
وكم عدد الذين أسلموا كرهاً؟ولا
علاقة هذه المزاعم بالتقدم الذي
ينشدونه لبني جلدتهم؟
كل هذه الأمور وغيرها دفعت بشباب
كرد سوريين إلى التصدي لمهمة
يعرفون منذ البداية أنها لن
تكون سهلة،ولكنهم يعرفون أيضاً
أن مشوار الألف ميل تبدأ
بخطوة،وأن الله تعالى قد أمرنا
بالعمل ولن يحاسبنا على ضرورة
أن يؤتي عملنا النتائج
المرجوّة،إذا بذلنا الجهد
المطلوب،وإن كنا على يقين أن
الكلمة الطيبة ستؤتي أُكلها ولو
بعد حين،لكل ذلك كان ميلاد
تنظيم وحدة العمل الوطني لكرد
سورية.
بداية الظهور:
منذ منتصف العام الفائت(1427هـ/2006م)
التقت كوكبة من الشباب الكردي
المسلم السوري، وتداولوا في
الشأن الكردي العام، وما آلت
إليه أوضاع هذا الشعب،الذي يزيد
عدده على أربعين
مليوناً،معظمهم من المسلمين
السنّة،وكانت لهم أدوار
تاريخية مشرّفة في خدمة الإسلام
والمسلمين،وكيف أصبحوا اليوم
يتامى الأمة الإسلامية،بكل ما
لهذه الكلمة من معنى،نتيجة
سياسات التتريك والتفريس
والتعريب التي تمارس
ضدهم،انطلاقاً من مفاهيم قومية
عنصرية يأباها الإسلام
الحنيف،وتجاوزها مبتدعو الفكر
القومي والدولة القومية أنفسهم
. وكان تركيز هذه الكوكبة على
أحوال الكرد السوريين بوجه
خاص،والظروف القاسية التي
يحيون في ظلها،نتيجة سياسات
عنصرية مقيتة؛دمرت الوحدة
الوطنية السورية،وأحدثت جروحاً
غائرة في جسم الأخوة الإسلامية
التي يستظل بها العرب والكرد
والأقوام الإسلامية الأخرى.
وقد
خلصت هذه الكوكبة من الشباب
المسلم الكردي السوري ـ نتيجة
دراسات معمقة ومداولات مستفيضة
ـ إلى نتيجة مفادها أن الكرد
السوريين لا حياة سعيدة وآمنة
مطمئنة لهم إلا في ظل الوحدة
الوطنية الصادقة،التي تحفظ
الخصوصيات والحقوق اللغوية
والثقافية والسياسية الكردية
المستهدية بهدي الإسلام. لقد
حرصت أن توائم بين مبادىء
الإسلام كالعدالة والمساواة
والحرية المقيَّدة بقيود هذا
الدين من ناحية،والمطاليب
المشروعة للكرد السوريين من
ناحية ثانية،ومتطلبات الوحدة
الوطنية القائمة على أسس راسخة
واضحة من ناحية ثالثة. بعد أن
تبيّن لكل ذي بصر وبصيرة أنّ
المبادىء المستوردة
التي هلّل لها بعضهم
وصفّقوا لم تأت لهم بخير،ولم
تزد المشكلة الكردية إلا
تعقيداً،ولم تزد الصفّ الكرديّ
لإلا انقساماً وتشظّياً. ونظرة
عامة على مبادىء التنظيم
ومنطلقاته توضّح ما أشرنا إليه
تعريف بتنظيم وحدة العمل الوطني
لكرد سورية:
يعرّف
التنظيم نفسَه تحت عنوان "
مَن نحن؟" بالقول:
" نحن فئة من الشـعب الكردي
المسلم الأصيل في سورية، يسوؤنا
ما يعـانيه أبناؤه من ظلم
واضطهـاد وحرمان من أبسـط حقوق
المواطنة على يد السلطات
الحاكمة ذات النزعة القـومية
الاستئصالية والفئوية
الطائفية، وعلى يد بعض أبنائه
الذين فـقـدوا البوصلة،فيحـاول
بعـضُهم السيرَ بهذا الشعب
الكريم نحو اليمين،وبعضُهم
يحاول السيرَ به نحو اليسار،
كما يحاول بعضُهم الثالث إلى
الترقيع والتلفيق ، إلى المجهول
المحقق في كل الأحوال، وكأنّ
هذا الشعب الضارب بجذوره في
أعماق التاريخ يبحث عن هوية.
وسط هذه الظروف التي تزداد
تعـقيداً، ويزداد فيها أبناء
الشعب الكردي انقساماً و
تشرذماً، وتتوالى عـليه
النكـبات من الخارج
والداخل،رأينا أن من واجبنا
التشمـير عن ساعد الجِـدّ للعمل
على تحديد اتجاه السير لهذا
الشعب الذي يستحق كل خدمة وبذل
وخير، مستمـدّين العون
والتوفـيق من الله تعالى،
مـادّين أيدينا - بكل صدق وإخلاص
- إلى كل إخواننا الكرد، وإلى كل
المؤمنين بعدالة قضية شعبنا ،من
أبناء سورية والأمة العربية
والإسلامية وإلى الشرفاء في كل
العالم، للعـمـل معاً على رفع
الحيف والظلـم الواقع على الكرد
السوريين، وإنصافهم والتعـويض
على الـمتضررين منهم خلال
السنوات العجاف التي عضّتهم
بنابها، بل طحنتهم ، منذ عام
1962،وإعادة الجنسية لمن سُحِبت
منهم، وردّ الاعتبار إليهم،
والتعامل معهم على أساس أنهم
شركاء - على قدم المساواة- لا
أجراء في هذا الوطن،لهم ما
لغيرهم من حـقـوق ، وعـليهم ما
عـلى غيرهم من واجبات ، دون
تمييز على أساس العرق أو
العقيدة أو المذهب ، بل على أساس
الخدمة الشريفة الحقة للوطن
والشعب والصالح العام،لأن
الوطن لكل أبنائه ، وقوته من قوة
أبنائه وتكاتفهم وتعاونهم في
السراء والضراء، على البر
والتقوى" .
بعد هذا التعريف،الذي يجمع
بين انتهاج طريق أخرى غير التي
سلكتها تنظيمات كردية سورية
سابقة،من حيث اعتماد البعد
الوطني والعربي والإسلامي
والدولي،كما يجمع بين المطاليب
القومية غير المتعارضة مع
قطعيات الإسلام والمطاليب
الوطنية التي فيها تطمين
للسوريين على أن الكرد لن
يكونوا عنصر المزيد من التمزيق
للكيانات القائمة السياسية،
ينتقل التنظيم إلى طرح مبادئه
ومنطلقاته للرأي العام الكردي
والسوري والإسلامي.فيذكر أن
منطلقه الأول هو "الإسلام
مرجعيتنا"، عقـدياً وسياسياً
واجتماعياً واقتصادياً
وتربوياًوإعلامياً ، مع الحرص
الشديد على حرية العقيدة
والتعبير والرأي ، والالتزام
بقاعدة " لا إكراه في الدين
" الثابتة، ومراعاة الخصوصية
المذهبية أوالعقدية،داخل
الحركة وخارجها، لأن الإسلام
دين الأكثرية الساحـقـة للشعب
الكردي ، كونه ينسجم مع طبيعته
ونفسيته، ولأنه دين الوحدة
ونـبـذ الفرقة ، ويجمع بين
سعادة الدنيا والآخرة ، وفـيه
حل لـكل مـشـكلات البشرية،
لاتصـافه بالـربانـيـة
والـخــلود والإيجابية
والمرونة، إنْ أعمل أبناؤه
عـقولهم . مؤكداً في الوقت نفسه
أن ما يجمع الكرد مع بعضهم،أو
السوريين من عرب وكرد وفئات
وطنية أخرى أكثر بكثير مما
يفرقهم ، " فمن لم يجمعنا
وإياه الإسلام ، جمعتنا وإياه
أواصر القومية أو الوطنية،
لقناعتنا الراسخة أن لا تعارض
بين الدوائر الثلاث ( الإسلامية
والقومية والوطنية)، بل إن
الـعـلاقـة بينها تكاملية
تعاونية إذا اسـتـبـعِـد
التطرفُ والتشنج، وأمكن تجاوزُ
التشدد الذي لا يأتي بخير أبداً.
ونظن أن العقود الماضية قد علمت
الجميع أن سياسة التجاهل
والإقصاء والتذويب ونفي الآخر
لعنة يجب إلغاؤها
وعدم ممارستها ، وسهم مسموم
يرتدّ إلى صدر راميه عاجلاً أو
آجلاً " . في تأكيد واضح ونظرة
عصرية أصيلة معاً أن لا حدود
فاصلة بين ما هو ديني وما هو
دنيوي،لأن الدين الذي أنزله
الله تعالى لتنظيم العلاقات بين
معتنقيه،على الصعد كافة، يجب أن
يفعّل دوره،لا أن يُركن في نطاق
العلاقة بين العبد وربه،فإن هذه
النظرة تشوّه الدين وتعطّل دوره
الإيجابيّ.
ثم يأتي موقف تنظيم وحدة العمل
الوطني لكرد سورية من الرابطة
القومية،وهو موقف وسطي بعيد عن
الإفراط والتفريط،فلا هو ينفي
الرابطة القومية ويشنّ الحرب
الشعواء عليها،لأنها أمر فطري
لا يمكن تجاهله،ولا هو يتناول
هذه الرابطة بالقداسة أو كونها
مصدر الإلهام وفي ضوئها تتقرر
قيمة الأشياء،كما ذهب غلاة
القوميين العرب مثل زكي
الأرسوزي وأشباهه. بل القومية ـ
كما تقول منطلقات التنظيم ـ نسب
وانتماء،و"
ولـيســت عـقـيـدة بديـلـة
عن دين شعبنا ، وهي تحتاج إلى
عقيدة تستهدي بها ، وهي في هذه
الحدود ظاهرة اجتماعية لغوية
طبيعية، ولا خطورة منها. ولكن
الخطورة تكمن في تحول القومية
إلى عقيدة، شأن النازية
والفاشية،لأنها حينئذ تتحول
إلى أداة تدمير لنفسها
ولغيرها".
أما المنطلق الثالث للتنظيم
فهو" تمتّع الكرد بحقوقهم
داخل الإطار السوري".ويندرج
تحت هذا البند : كرد سورية جزء من
الشعب الكردي، وتمتّعهم
بالحرية التي تمكّنهم من
تأليف التنظيمات والأحزاب
السياسية المعبّرة عن طموحاتهم
وتطلعاتهم في إطار وحدة
الكيانات السياسية القائمة،
الاعتراف الرسميّ باللغة
الكردية،والسماح باستخدامها في
التعليم والإعلام والمخاطبات
والمراسلات والمحاكم، وفي سائر
الأماكن والمجالات إلى جانب
اللغات الوطنية الأخرى،وكل لغة
تستدعي الحاجة لتدريسها، العمل
على تطوير اللغة الكردية بما
يتلاءم وحاجات العصر، السماح
والدعم للجمعيات والمنتديات
والهيئات التي من شأنها
المحافظة على الثقافة الكردية
وتطويرها وإغنائها ونشرها،
وحفظ التراث
والفولكلورالكرديين من
الاندثار والضياع بكل الوسائل
المتاحة، السماح بإقامة محطات
إذاعية وتلفزيونية ودُور نشر
كردية،لتمارس هي الأخرى دورها
التعليميّ والتثقيفيّ
والتوعوي،وبناء المواطن الصالح
المنفتح على أبناء وطنه وأمته
والعالم، تحسين وضع العامل
الكردي وتوفيرأسباب الاستقرار
وحب الوطن والعمل
لديه بشموله وأفراد أسرته
بالضمان الاجتماعيّ والتأمين
الصحيّ،وتقديم القروض الميسّرة
طويلة الأجل له،لمساعدته على
تملّك السكن المناسب وتوفير
العيش الكريم له،تحسين وضع
الفلاح الكردي اقتصادياً
واجتماعياً وصحياً، ورفع مستوى
وعيه الزراعي بما يؤدي إلى
زيادة الإنتاج،بتوزيع أراضي
الدولة على من لايملك،وتقديم
القروض الزراعية والبذور
والأسمدة والآلات الزراعية له
بسعر التكلفة،وإقامة المراكز
الصحية في الريف على أوسع
نطاق،وتأمين الاحتياجات
الأساسية لكل قرية وتجمع
سكني،من ماء وكهرباء وطرق معبدة
وهاتف وطبابة ومراكز ثقافية
وغيرها، وتطوير المناطق
الكردية،بتخصيص مبالغ مناسبة
من الميزانية العامة للدولة
سنوياً، لإقامة المشاريع
الإنتاجية والخدمية والسياحية
فيها،للمساعدة ـ بأسرع وقت ـ في
تجاوز آثار الإهمال المتعمّد
لتلك المناطق خلال عصور التمييز
العنصري وسياسة الكيل بمكيالين
تجاه المواطنين.
المبدأ أو المنطلق الرابع يؤكد
أن "كل تعصب مرفوض"
ومدان،سواء أكان حزبياً أو
دينياً أوقومياً أو فئوياً.لأن
الانتماء الحزبي وغيره وسيلة
لإحقاق الحق وخدمة عباد
الله،وليس غاية بحد
ذاتها.مؤكداً أن المنافسة
الشريفة في خدمة الشعب والوطن
ليست حكراً على أحد،في ربط واضح
مع المبدأ الإسلامي"إن
أكرمكم عند الله
أتقاكم"،و" لافرق لعربي
على أعجمي إلا
بالتقوى"،و"الخلق عيال
الله أحبهم إلى الله أنفعهم
لعياله".
ثم تأتي المبادىء الأخرى التي
أعلن التنظيم التزامه بها
والسير في ضوئها،وهي:
"الجيش لحماية الوطن والقوى
الأمنية لحماية
المواطن"،و" تحرير الأجزاء
المحتلة من الوطن
واجب"،و"تحصين الوطن
بتوفير الكرامة والعلم
لأبنائه"،و"إعداد المرأة
لواجباتها في البيت
والمجتمع"،و"
الإنسان المناسب في المكان
المناسب" ذلك لأن "العمل
العام تكليف لا تشريف ؛ لا يسند
إلا إلى ذوي الكفاءة والقدرة ،
بغضّ النظر عن كل الاعتبارات
الأخرى" .
ثم يأتي مبدأ "وجوب التعافي من
الأنانية والابتعاد عن لغة
التخوين"؛" فإن ما أصاب
الكرد من جراء هذه الأساليب غير
المسؤولة وغير الحكيمة أضعاف ما
أصابهم من غيرهم". مؤكداً في
سياق متصل أننا يجب أن نكون عنصر
جمع وتكتيل لا أداة طرح وتقسيم ،
فالمهمات الجسام لا يمكن التصدي
لها بصـفـوف مـتـفـرقـة وقلوب
لا يعمرها الإيمان والتعالي على
حظوظ النفس الأمارة بالسوء".
ثم يجيء المبدأ الذي ينص على أنه
" لا خير فيمن لا ينصر
المظلوم"،مهما كان انتماؤه
الديني أو المذهبي أو الحزبي أو
القومي.ليس هذا فحسب،بل يجب
أيضاً رعاية ذوي المظلوم
وتفـقـد أحوالهم.
يأتي
بعد هذا المبدأ منطلق "
الحرية حق ومسؤولية "،وليست
حقاً فقط.وإن مَن يريد ممارسة
الحرية من حيث الــقـدرة على
الـتعــبـيـر واعتناق المبدأ
السياسي الذي يرتضيه
،والاجتماع والتظاهر والكتابة
والنشر،والتواصل مع الداخل
والخارج، عليه أن يضع نصب عينيه
أيضاً سلامة الوطن والمواطن.
ثم
يأتي المنطلق الذي يحدد أسلوب
التعامل مع الناس وهو
الديمقراطية أو الشورى،دون
الدخول في التفاصيل النظرية عن
أوجه الالتقاء والافتراق بين
الشورى والديمقراطية،وأياً من
المصطلحين يجب أن نعتمده،فإنه
لا مشاحة في الاصطلاح ـ كما يقرر
فقهاؤنا.وقد جاء في توضيح هذا
المنطلق في أدبيات التنظيم "
الأسلوب المتبع في مناقشاتنا و
حواراتنا الداخلية ومع الآخر هو
المتصف بالديمقراطية وتقدير
الذات مع أدب الإسلام ، والخضوع
لرأي الأكثرية عند اتخاذ
القرارات والتوصيات وغيرها".
وثمة
منطلقان آخران أشارت إليهما
منطلقات تنظيم وحدة العمل
الوطني لكرد سورية" وهما:"
الاستعانة بالخارج لإجراء
التغيير مرفوضة "،و"
الحـرف العـربي للسـاننا ".
ولقد جاء حول منطلق الاستعانة
بالخارج لإجراء التغيير في
الداخل ما يأتي:
"إنجاز هذه الأهداف وتحقيق هذه
الغايات والطموحات واجب وطني
وقـومي وإسـلامي ،لا شأن للقوى
والأطراف الخارجية بها ، ذات
المطامع والغايات غير المتفقة
مع مصالحنا ، لذلك نرى أن حكم
التاريخ والأجيال القادمة
سيكون قاسياً بحق أولئك
الذين يـســتـعـيـنـون بتـلك
القـوى والأطراف لتحقيق
التغيير، فالعاقل لا يستجير من
الرمضاء بالنار . وإن كنا لا
نمانع من الاستفادة المتزنة
المتبصرة من الضغوطات التي
تمارس على السلطات الحاكمة في
سورية، نتيجة أخطائها الكثيرة
والمتكررة على الصعيدين
الداخلي والخارجي ، وبسبب
تجاهلها لرياح التغيير التي
تهبّ على المنطقة والعالم ،
وبسبب الإصرار والعناد في تنفيذ
سياساتها الخرقاء تجاه أبناء
شعبنا عرباً وكرداً،مسلمين
وغير مسلمين ، منذ ما يزيد على
أربعين عاماً، هذه السياسات
التي أفرزت الفـسـاد الإداري
والـمـالي والســياسـي
والاجتماعـي، وخلقت طبقة من
الطفيليين مصّاصي دماء الشعب
الذي يزداد فقراً على فقر
ومسكنة وتضبعاً، وباتت معها
الوحدة الوطنية في مهب
الريح".
وحول
المنطلق الأخير" الحـرف
العـربي للسـاننا " نقرأ:
إنه "تواصلاً مع الـقـرآن
الـكـريـم مصدر عزتنا، ومع
التراث الكردي الزاخر الذي خلفه
لنا الأجداد العظام، ومع بني
جلدتنا في كردســتان الـعـراق
وإيران وغيرها من المناطق، ومع
لغة ديننا وعباداتنا - اللغة
العربية- فإننا سنعتمد الحرف
العربي في الكتابة ، مع إجراء
التغيير المطلوب بما يتناسب
واللغة الكردية ونطقها،ولن
نلجأ إلى غيره إلا في حالات
استثنائية ".
هذه هي منطلقات وحدة العمل
الوطني لكرد سورية واضحة صريحة،
نراها كفيلة بإقامة مجتمع الحق
والعدل، لو قـُـدّر لها أن تجد
طريقها إلى التنفيذ . وكلُّ
مشاركة أو استفسار أو طلب تعديل
أو إضافة سيكون موضع نظر
واهتمام وتقدير.
ملاحظة: للمزيد من المعلومات
يرجى زيارة موقع التنظيم وهو:
www.syriakurds.com
وللمراسلة مع القائمين على
التنظيم نضع العناوين البريدية
الآتية:
minfo@syriakurds.com
Syria_kurds@yahoo.com
nafizah_2006@yahoo.com
|