المناقصة
على الجولان.. بعد أربعين عاماً
من الاحتلال..
بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبناء شعبنا
في سورية الحرة الأبية..
إلى أبناء أمتنا
العربية والإسلامية في كل مكان..
في الذكرى الأربعين
لاحتلال الجولان، تتحوّل قضيته
إلى مناقصة، يشارك فيها النظام
مع رجال أعمال وسماسرة رأوا في
"إسرائيل" جسراً للعبور
إلى البيت الأبيض، بهدف البقاء
في القصر الجمهوري أو للوصول
إليه!!
لقد أثبتت الأعوام
الأربعون التي انقضت على احتلال
الجولان، أن التحرير لم يكن على
سلّم أولويّات هذا النظام، سواء
في عهد الأسد الأب الذي فرّط
واستهتر وأضاع.. منذ أن كان
وزيراً للدفاع، أو في السنوات
السبع من عهد الأسد الوريث،
الذي جعل
في رأس أولوياته تثبيت وجوده،
واستمرار نظام أبيه، والتفنّن
في سياسات الاستئصال والإقصاء،
وتفتيت الوحدة الوطنية، وبثّ
الفرقة والفتن بين الأشقاء في
كل من لبنان والعراق، وفي سلخ
سورية من محيطها العربي،
وإلحاقها استراتيجياً وسياسياً
واجتماعياً وديموغرافياً
بحليفه القديم الجديد في إيران.
يا أبناء أمتنا
العربية والإسلامية.. أيها
الإخوة المواطنون..
لقد نظر النظام
السوري إلى الاحتلال دائماً على
أنه ضرورةٌ لاستمرار بقائه..
فلقد ظلّ العدو المحتل منذ
أربعين عاماً المشجبَ الذي
تُعلّقُ عليه سياسات القمع
والظلم والفساد، وتسوّغُ به
حالة الطوارئ المفروضة على
الشعب.
وعلى مدار أربعين
عاماً هي جلّ عمر هذا النظام،
ظلّ استمرار الاحتلال ضرورةً
إستراتيجية، تعطي النظامَ
شرعيتَه، وتقدّمُ له من خلال
الشعارات الخلاّبة، من (التحرير)
و(الصمود والتصدّي) إلى (التوازن
الاستراتيجي) إلى (نظام
الممانعة) إلى الحديث عن (سورية
دولة مواجهة).. تقدّم له الغطاءَ
الجماهيريّ والرسميّ في
العالمين العربي والإسلامي،
وتقدّمُ له الدريئةَ الوطنية
التي يحاولُ دائماً التترّس
خلفها، والتذرّع دائماً
بالتهديد الخارجي!!
والحقيقة الثالثة..
هي أن هذا النظام لاسيّما في عهد
الأسد الابن، وبعد أن أثمرت
سياساته الخارجية أشكالاً من
العزلة الدولية والعربية.. رأى
في استرضاء العدوّ المحتل
لفلسطين والجولان، قنطرةً
للخروج من عزلته، بالمراهنة على
القضية المركزية للأمة. كانت
البداية لإحداث هذا الاختراق في
المصافحة الشهيرة التي أقدم
عليها بشار الأسد في جنازة
البابا يوحنا بولس الثاني مع
رئيس دولة "إسرائيل"، ثم في
النداءات المتكرّرة التي تقدّم
بها لاستئناف ما يدعوه مفاوضات
السلام، حتى أنه ومساعديه
أعلنوا أكثر من مرة، أنهم
يقبلون بهذه المفاوضات (بدون
شروط)، بل وصل به الأمر إلى أن
ينادي بأعلى صوته (جرّبونا)!!.
وفي هذا الإطار تكشّفت وما تزال
تتكشّف أبعاد اتصالات سرية
مشبوهة، تساوم على الجولان،
وتراهن على عقد صفقة جديدة،
تكون على حساب الوطن والإنسان،
وعلى حساب الأشقّاء في فلسطين
ولبنان والعراق..
ووصل أمر هذا
السياق إلى أن يخرج أمر الجولان
من أيدي الساسة والدبلوماسيين
إلى أيدي السماسرة ورجال
الأعمال، حيث شهدنا وما زلنا
نشهد توجّه رجال أعمال أمريكيين
من أصل سوريّ إلى إسرائيل،
بعضهم محسوب على النظام (إبراهيم
سليمان)، وبعضهم يزعم أنه من
المعارضة (فريد الغادري)،
للتباري في تقديم التنازلات أو
التماس البركات. وكأنّ موضوع
الحكم في سورية أصبح مرهوناً
بمن يقدّم تنازلاتٍ أكثر في
موضوع الجولان!!
أيها الإخوة
المواطنون.. يا أبناء أمتنا
العربية والإسلامية..
إن الصمت عن هذه
التحرّكات المريبة من أي جهة
كانت، إنما هو مشاركة فيها. وإن
الإدانة وحدَها لا تكفي، بل لا
بدّ من تحرك عمليّ إسلاميّ
وعربيّ ووطنيّ، لقطع الطريق على
كل السماسرة والمتاجرين بقضايا
الأمة، والأخذ على أيديهم، وفضح
مؤامراتهم ومزاوداتهم بالقضايا
الوطنية، أو بقضايا الحرية
والديمقراطية.
إن جماعة الإخوان
المسلمين في سورية، إذ تدين هذه
التحرّكات المريبة والمشبوهة،
وتضع أبناء شعبنا السوريّ
وأبناء الأمة أجمع، أمام
مسؤولياتهم تجاهها.. لتطالب تحت
سمع أبناء الأمة وبصرهم، بإعلان
(تحرير الجولان) أولويةً وطنية،
تحشد من أجلها جميع الطاقات،
وتنتهج جميع السبل المجدية في
إطار توافقية للثوابت الوطنية
والقومية، فلم تكن أرض الجولان
أبداً إرثاً شخصياً لأسرة أو
لحزب أو لفئة.. إنها جزء مقدّس من
أرض الوطن، وإنّ من حق الجميع
ومن واجبهم أن يشاركوا في
تحريرها والدفاع عنها..
لندن 12 حزيران (يونيو)
2007
جماعة
الإخوان المسلمين في سورية
|