ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 29/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السنة والشيعة

ورؤية في التقريب

زهير سالم*

أمر ما جعل المعركة تحتدم بهذا الشكل الحاد والعنيف بين السنة والشيعة. كل عنف الحرب (لعراقية ـ الإيرانية) والتي استمرت على مدى عقد من الزمان لم تدفع الواقع الإسلامي إلى هذه الدوائر المغلقة!! حرب حقيقية ضروس لها عواملها وأبعادها ولكن اليد الخارجية تلحظ جيداً في إثارتها واستثمارها. ومايزال الغلاة من الفريقين يتراشقون بالقذائف الأثقل ويطلقون اتهامات التكفير ليس لمخالفيهم في المذهب فقط بل لمن لا يوافقهم على آرائهم من أبناء مذهبهم نفسه. يقول قائلهم (لا نكفرهم فقط بل نكفر من لا يكفرهم) ولا ينجو من هذا المنحى فريق. من غير الدخول في التفاصيل، وكمحاولة لقطع دابر الجدل الذي غدا عقيماً نقفز قفزة في التاريخ لننقل هذا الرؤية عن آخر وكيل للمشخية الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري الذي لا يتهم لا في علمه ولا في عثمانيته ولا في حدبه على أهل مذهبه.

ننقل هنا كلام عمره أكثر من ستة عقود، كتب بلغة عصره، من عالم سني كان حكماً في أمر الشريعة والدين، ربما ترد في مفاصل الخطاب ألفاظ لا تناسب المقام ولكننا ننقل هذا النص التفاتاً لما فيه من الحقائق التي نريد التأكيد عليها. مرجع النص مقالات الكوثري صفحة 123.

ننقل هذا النص لنلاحظ قوله: (متناسين ـ أي السنة والشيعةـ أنهم إخوان يقوون بالتآخي والتصافي ويذلون بالتناحر والتجافي إلى أن يصبحوا لقمة سائغة في حلق المغتصب الماكر..)

ولنلاحظ قوله وهو يذكر الأئمة الاثني عشر بالتوقير والإجلال فيقول: (على عدد الأئمة الإثني عشرية رضي الله عنهم).

ولنلاحظ إشارته إلى دور اليد الخارجية في إذكاء نار الفتنة بين المسلمين بقوله:

(إلا أن المغتصب (يقصد المستعمرين الانجليز هناك) الجاري على دستور (فرق تسد) سلك طريق الدس معهم، وأفقدهم الشعور بخطر التناحر، فمضوا على ما هم عليه من توالي النذر).

ولنلاحظ قوله:

(وأما أهل العراق ـ أي من الشيعة ـ فبينهم أفاضل أيقاظ يغارون على مستقبل الإسلام..)

ولنلاحظ قوله وهو رد على من جادلنا فأكثر جدالنا:

(والتصافي بين طوائف تحمل اسم الإسلام غاية نبيلة ينشدها كل مسلم غيور بشرط أن لا يكون الطريق الذي يختار للوصول إليها شائكاً..).

ولنلاحظ ما نقله عن العلامة الأكبر الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه (أصل الشيعة وأصولها): (إن أول شرط لإعادة حميم الإخاء سد باب المجادلات المذهبية وإغلاقه لأن الاسترسال في ذلك يؤدي إلى ما لا خير فيه..)

النص..

 (أما غلاة الروافض[1] في بلاد الهند وإقليم فارس والديلم وخراسان المجترئون على لعن أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة رضي الله عنهم وقبح مبغضيهم ـ بعد الصلوات الخمس معتقدين وجوب ذلك عليهم ـ فلا تستغرب منهم القسوة على مذاهب أهل السنة، إلى حد وقوع سفك دماء بين الفريقين بين حين وآخر في الهند خاصة متناسين أنهم إخوان يقوون بالتآخي والتصافي، ويذلون بالتناحر والتجافي، إلى أن يصبحوا لقمة سائغة في حلق المغتصب الماكر، وقد شرح أحوالهم المحدث عبد العزيز الدهلوي في " التحفة الإثني عشرية " وهي في 400 صفحة كبيرة باللغة الفارسية، وترجمها إلى العربية غلام محمد الأسلمي الهندي، ولخص هذه الترجمة محمود شكري الآلوسي، والكتب الثلاثة مطبوعة بالهند ـ وقد توسع المؤلف في بيان نشأتهم وخصائص طوائفهم وعقائدهم وشواذ مسائلهم مع ذكر مصادرها في اثني عشر باباً على عدد الأئمة الإثني عشرية رضي الله عنهم،وهذا الكتاب نفع كثيراً في إيقاف المتغالين منهم عند حدودهم، لإبرازه من الكتب المعتمدة عندهم نصوصاً مستهجنة لا تقوى أمام النقد بالعقل والنقل. إلا أن المغتصب (يقصد المستعمرين الانجليز هناك) الجاري على دستور (فرق تسد) سلك طريق الدس معهم، وأفقدهم الشعور بخطر التناحر، فمضوا على ما هم عليه من توالي النذر.

وأما بلاد فارس وما والاها فكانت مرتع الغلاة القساة منذ عهد الصفوية فزال أهل السنة من تلك الديار، حيث لم يمكنهم أن يعيشوا معهم، فأصبحت السنة هناك أثراً بعد عين، وكان نادر شاه حاول في عهد حكمه التوفيق بينهم بطريق المناظرة، فقام العلامة عبد الله السويدي عالم بغداد ـ المترجم له في سلك الدرر ـ بدور علمي عظيم في ذلك حتى ألف (الصارم الحديد في الرد على ابن أبي الحديد) في نحو ألف صفحة من القطع الكبير ـ وهو محفوظ بمكتبة الفاتح بالآستانة ـ وكان منهجه المنهج العلمي المحض، لكن علم الملأ بعد ذلك كله أن العلم قلما ينفع في تقريب أمثال تلك الطوائف التي نشأتها من عاطفة سياسية، كما لم يفد السيف غير استفحال الشر في سابق الأجيال.

وأما أهل العراق بينهم أفاضل أيقاظ يغارون على مستقبل الإسلام لكنهم لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً سوى إبداء أماني خيبة حيث لا يمكنهم الشذوذ عن إخوانهم في الهند وبلاد فارس، وهم تحت تأثير الغلاة الذين ربما تكون عندهم دوافع عنصرية، يستغلها من لا يضمر للإسلام خيراً على توالي الغفلات.

والتصافي بين طوائف تحمل اسم الإسلام غاية نبيلة ينشدها كل مسلم مفكر غيور بشرط أن لا يكون الطريق الذي يختار للوصول إليها شائكاً غير مأمون العواقب، وليس طريق ذلك تنازل أهل السنة عن مسائل وعقائد ليندمجوا في الآخرين، فتكون لجنة التقريب سلكت طريقاً يؤدي إلى زيادة التبعيد لا إلى التقريب.

طريق التقريب كما يراها الشيخ الكوثري:

وإنما الطريق الموصل إلى الغاية المنشودة ـ إن كانوا جادين لا (هازلين) ـ التمهيد لذلك قبل كل شيء بعقد مؤتمرات في بلاد الشيعة بين علمائها وحدهم، ليتبادلوا الآراء فيما إذا كان شذوذهم عما عليه تسعة أعشار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في مصلحة الإسلام أو مصلحة المغتصبين؟! وفيما إذا كانت الأصول الأربعة المعتبرة عندهم (الكافي للكليني) و(من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي) و(تهذيب الأحكام) و(الاستبصار) كلاهما لمحمد بن الحسن الطوسي (وتلك الأربعة من محفوظات دار الكتب المصرية) تصلح للاستبقاء في أعلى درجات الصحة عندهم مع ما حوته من الروايات الباطلة الماسة بكتاب الله وبالسنة الواردة بطريق رجال الصدر الأول مما لا تتصور مصادقة أهل السنة عليه لاستحالة تخليهم عن الكتاب والسنة؟!

وهكذا يفعل علماء السنة في بلادهم أنفسهم، لينظروا فيما هو ممكن أو غير ممكن في هذا السبيل، وبعد التمهيد هكذا في بلاد الطرفين عن إخلاص لا تحت سلطان جمعيات سرية غربية، يفيد الاتصال المباشر بين علماء الفريقين، وأما تطوع فرد لهذه المهمة من غير تمهيد ولا تفويض فربما يعد من قبيل وافد يحتمي منه.

والحكمة تقتضي بالابتعاد عن بحث المسائل مباشرة قبل ذلك التمهيد، وإلا نكون فتحنا باب جدل يزيد في التجافي للاختلاف البعيد في الشقة بيننا وبينهم حتى في أصول الأدلة، فالكتاب والسنة يتبعان عندهم لما رسمه الكافي من الروايات، ومن المحال أن يتخلى أهل السنة عن الكتاب والسنة تودداً إليهم، والإجماع لا يكون عندهم إلا إذا كان مع المجمعين إمام معصوم في نظرهم، فالاعتداد عندهم على الإمام لا على الإجماع، والقياس الفقهي ليس بحجة عندهم، ومن لا قياس عنده لا فقه عنده.

وتطاولهم على أئمة السنة في (روضات الجنات) وغيرها في غاية الشناعة والبشاعة، ولهم أكاذيب عجيبة على مذاهب السنة، أود أن لا أضطر إلى ذكر نماذج منها، ولا من شواذ مسائلهم البشعة.

والكليني يجعل عدد آيات القرآن سبعة عشر ألف آية، وأنت تعرف أن آي القرآن الحكيم أقل من نصف ذلك المقدار، والسنة عبارة عندهم عن روايات الأئمة المعصومين ـ في نظرهم ـ فلا يكون لغير علي كرم الله وجهه وابنيه رضي الله عنهما من الصحابة والتابعين من سوى الإمامين اعتبار في الرواية، وهذا نبذ للسنة على طول الخط فلنحذر من إثارة هذه البحوث في غير أوانها وقبل التمهيد لها لئلا نكون ساعين في استفحال شر التباعد باسم التقارب، ولعل الموجه الأصلي يقصد ذلك.

فإذا كان الأستاذ المتطوع حائزاً للتفويض من الطائفة في الاعتراف بسقوط تلك الكتب الأربعة من مقام الاعتداد يمكن بعد ذلك التحدث في بعض المسائل معه، لكن لا أحسه حائزاً لمثل هذا التفويض، فإذن فلندع السنة تسود بلادها، ولنترك باقي الفرق في ديارهم لا نحن نتدخل في شئونهم ولا هم يتدخلون في أمورنا إلا أن يتم التمهيد للشعور الأخوي الشامل.

وقد أصاب العلامة الأكبر الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في قوله  في كتابه (أصل الشيعة وأصولها): إن أول شرط لإعادة صميم الإخاء سد باب المجادلات المذهبية وإغلاقه، لأن الاسترسال في ذلك قد يؤدي إلى ما لا خير فيه.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

28/8/2007


[1] ـ ومصطلح الرافضة مصطلح أطلقه الإمام زيد بن علي إمام الشيعة الزيدية على بعض الشيعة الذين راودوه قبل بيعته على التبري من أبي بكر وعمر والطعن فيهم فقال (وزيرا جدي ما سمعت أحداً من أهل بيتي يذكرهم إلا بخير) فرفض هؤلاء بيعته أحوج ما يكون إليهم فأطلق عليهم اسم الرافضة ولا علاقة لأهل السنة في اختيار هذا الاسم.

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ