بسم الله الرحمن
الرحيم
مذكرة
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
بين
يدي مؤتمر القمة العربي
المنعقد في
الخرطوم بتاريخ 28 آذار (مارس) 2006
السادة أصحاب
الجلالة والفخامة والسمو، ملوك
ورؤساء وأمراء الدول العربية
الموقرين..
السيد الأمين
العام للجامعة العربية..
الأشقاء
رجالات النخب العربية السياسية
والفكرية..
في
قطرنا السوريّ مشكلة، بل
مشكلاتٌ أساسيةٌ تتناول
الوجودَ (الحق في الحياة)
والكرامةَ (الحق في الحرية).
مشكلةٌ تستأصلُ وتنفي على أساس
الانتماء الفكريّ والسياسيّ (القانون
49 لعام1980) أو على أساس الانتماء
العرقيّ والإثنيّ (حرمان مئات
الألوف من الأكراد السوريين من
حقهم في الجنسية).. وما يذكر ليس
أكثر من مثال.
في
قطرنا السوري مشكلة، بل مشكلاتٌ
تتضمّن في جانبها الإنساني
ملفات عشرات الألوف من
المفقودين والمعتقلين،
وأمثالهم من المهجّرين
المنفيّين المحرومين - هم
وذراريهم بحكم التبعية - من أبسط
الحقوق الإنسانية والمدنية.
وتتضمّن
في جانبها السياسي وضعَ مجتمعٍ
بأسره (أفراده ومؤسساته وهيئاته..)
تحت وصاية حزبٍ واحدٍ يُسمّى
الحزبَ القائد، بموجب المادة
الثامنة من الدستور التي تنص
على أن (حزب البعث العربي
الاشتراكي هو الحزب القائد
للدولة والمجتمع!!).
وتتضمّن
في جانبها الاقتصاديّ
والاجتماعيّ انتشارَ الفساد
وسرقةَ المال العام، وتحويله
إلى المصارف الخارجية، وتعميم
البطالة والفقر والانهيار
الخلقي والتفسّخ الاجتماعيّ.
حتى غدا أكثرُ من ثلث سكان
سورية، بلد الصناعة والزراعة
والإنتاج، تحت خطّ الفقر.
وانحصرت الثروة الوطنية بأيدي
أشخاصٍ معدودين من محدثي
الثراء، الذين جمعوا لا من جدّ
ولا كدّ، وإنما من السلطة التي
استلبوها في رابعة النهار.
السادة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيد
الأمين العام للجامعة العربية..
الأشقاء
في النخب العربية الفكرية
والسياسية..
إن
تجاهلَ المشكلات يعني تفاقمَها
وتعقّدها، وإن الجمرَ تحت
الرماد يوشكُ أن يكون له ضِرام.
ولن يكون هذا الضّرام لمصلحة
أحد، لا في المنطقة ولا في
الوطن، لكنه الناتجُ العمليّ
الوحيدُ المنتظرُ عن تفاقم
المشكلات وازدياد الاحتقان،
وتغذية مشاعر النقمة بسياسات
الظلم والازدراء والاستعلاء.
لقد
مضى شعبنا، المعارضةُ
السياسيةُ وجماعتُنا جماعةُ
الإخوان المسلمين منها بشكلٍ
خاص، مع هذا النظام الذي لا يقرأ
واقعاً، ولا يتبصّر بالعواقب،
حتى النهاية. ومنح رئيس
الجمهورية بشار الأسد، الذي
تسلّم الرئاسة بالطريقة التي
تعلمون ونعلمُ جميعاً، ما يزيد
على خمسة أعوام، على أمل أن يفتح
في جدار الاستبداد أو الفساد
كوّةً للنور أو الإصلاح، ولكن
هيهات.. فقد استمرّ هذا النظامُ
وما يزال على طريقته، يقودنا
اليوم - كما قاد الأمة أجمع بما
لا يخفى على واحدٍ منكم - إلى
الهزيمة المنكرة عشية الخامس من
حزيران.
إننا
وفي الخضمّ الزاخر بالمتغيّرات
والأعاصير التي تضرب عالمنا
العربي والإسلامي، ومنطقتنا
وقطرنا بشكل خاص، نهيب بكلّ من
عنده غيرةٌ على هذه الأمة،
وتخوّفٌ على مصير أقطارها
وشعوبها أن يدرك حجمَ الكارثة
التي يقودُ هذا النظام قطرَنا
إليها، وحجمَ المعاناة التي
يسببها للمجتمع السوريّ بكل
مكوناته.
إننا
في المعارضة السورية الحرة
الشريفة، إذ نعتزّ بإصرارنا على
أن يكون التغييُر الداخليّ
وطنياً ذاتياً سلمياً؛ ننتظرُ
من أصحاب الجلالة والفخامة
والسموّ، ومن الأشقّاء في
العالمين العربي والإسلامي،
تفهّماً أفضلَ لقضايانا،
ودَوْراً إيجابياً فاعلاً في
نصرة سورية الوطن وسورية
الإنسان، بالأخذ على يد الظالم
ومدّ يد العون للمظلوم.
والله
غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر
الناس لا يعلمون.
لندن
في 27 آذار (مارس) 2006
جماعة
الإخوان المسلمين في سورية
|