في
ذمة الله..
الداعية
المجاهد الحاج عبد الجليل شبارق
رحمه الله تعالى
تنعى جماعة الإخوان
المسلمين في سورية، رجلاً من
رجالاتها من الرعيل الأول الذين
صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فقد
انتقل إلى رحمته تعالى في
مدينته حلب الأخ الداعية
المجاهد عبد الجليل شبارق في
صباح الأحد العاشر من ربيع
الأول1427 الموافق للتاسع من
نيسان 2006، عن عمرٍ يناهز
الخامسة والثمانين.
كان رحمه الله
تعالى من أوائل المنتظمين في
دار الأرقم التي كانت النواة
الأولى لجماعة الإخوان
المسلمين..
وكان رحمه الله
وجهاً من وجهاء مدينته حلب، وقد
وظّف مكانته الاجتماعية في خدمة
الدعوة ومناصرتها، فبذل من نفسه
وماله ما نرجو أن يجده اليوم في
صحائف أعماله..
فحين لجأت فرقة من
ثوار فلسطين عام 1936 إلى حلب.
وضاق بهم المقام هناك للتواطؤ
الفرنسي الإنكليزي على
ملاحقتهم، آواهم في داره،
وكانوا بالعشرات، وكان ينفق
عليهم من خاصة ماله، متحملاً
عبء المسؤولية الأمنية. إذ كان
أكثرهم محكوماً بالإعدام في
فلسطين التي كانت تحاول
بزعاماتها الإسلامية إسقاط
المشروع الصهيوني..
وحين دخلت سورية
إضرابها الستيني، أيام
الانتداب الفرنسي، كان له بحكم
موقعه في المدينة، الدور البارز
في الدعوة إلى الإضراب. فصدر حكم
من الفرنسيين بإبعاده إلى بيروت
مدة ثلاث سنوات، وحينما جاءت
وحدة التنفيذ للقبض عليه لم
يصدقوا أنه هو المعني بالحكم،
لصغر سنه يومها، فاقتادوا عمه
الذي كان يعمل معه في نفس
المتجر، ولم تنفع تأكيداته بأنه
هو المطلوب.
وفي أوائل الستينات
وبالضبط بعد أحداث 18 تموز/1963
واشتعال مدينة حلب بسبب
استفزازات السلطة، ألقي القبض
عليه وهو يتابع عملية إضراب
المدينة يومها، وأودع المعتقل،
وتعرض لشديد العذاب، فتلقّى ذلك
بالصبر والاحتساب، دون أن يلين
له موقف..
لقد وقف حياته رحمه
الله تعالى على دعوة الإسلام
حتى في أحلك الظروف ولم يغادر
مدينته حتى في أشد ساعات
المحنة، وظل وفياً لمبادئ دعوته
حتى توفاه الله..
رحم الله الفقيد
وأسكنه فسيح حنانه.
وألهم أهله وذويه
وذريته الصبر والسلوان
اللهم لا تحرمنا
أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا
وله.
وإنا لله وإنا إليه
راجعون
يوم الأحد العاشر
من ربيع الأول 1427 الموافق
للتاسع من نيسان 2006 ..
|