ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 17/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

نداء الجلاء

من تحرير الوطن إلى تحرير الإرادة

بيان من جبهة الخلاص الوطني في سورية

يا أبناء سورية الحرة الأبية.. أيها المواطنون الأحرار في المدن والقرى، في السهول والجبال، في المزارع والمصانع، أيها المثقفون رواد حركة النهوض والتحرير، أيها النقابيون، يا وجهاء المجتمع ويا شيوخ العشائر وأبناءها...

   يشرق علينا فجر السابع عشر من نيسان الأغرّ، الفجر الذي صنعه آباؤكم وأجدادكم بالإرادة الصادقة، واللحمة الوطنية الواحدة بكل مكوناتها، ليرثَ الأبناءُ والأحفادُ وطناً حراً عزيزاً يعيشون فيه سادةً أحراراً، لا تمتدّ إليهم يدُ ظالمٍ ولا تعبثُ بمصيرهم إرادةُ مستبدّ..

   لقد كان الجلاءُ ثمرةَ جهدٍ وطنيّ مشترك، أسهمَ فيه كلّ الأحرار الأباة من أبناء سورية، من جنوبٍ وشمالٍ وشرقٍ وغرب، وكانت التضحياتُ الجسام: الشهادةُ والسجنُ والمعاناةُ، ليعيشَ أبناءُ سورية، كلّ سورية، كما ولدتهم أمهاتهم أحراراً أباة، لا يستبدّ بهم طاغية، ولا يستأثرُ بخيرات وطنهم مستأثر.

   كان الدرسُ الأولُ من الجلاء، أنّ العزيمةَ الصادقة، والوحدةَ الوطنيةَ الحقيقية، قادرتان على تحدّي الصعاب، والتصدّي بالإمكانات المادية المحدودة، للقوى العاتية والفيالق الجرارة. وكان الدرسُ الأبلغُ أنّ رجلَ الريف البسيطَ في أرض الشام، كان قادراً على منازلة العدو بجبروته وقواته وأسلحته، وأن ينتصرَ عليه بشجاعة الرجال وعزائم الصادقين .

أيها الإخوة المواطنون .. أيها الأحرار الأباة.. لقد كانت ميسلونُ برمزيّتها السطرَ الأولَ في سِفر التحرير، السطرَ الذي أكّد أنّ المسؤوليةَ تضحية، وأنّ وزيرَ الدفاع الحقّ هو الذي لا يسمحُ للمحتلّ أن يمرّ إلا على جثمانه، وأنّ مصائرَ الشعوب وكرامتَها أعلى وأسمى من الحسابات الآنية الضيقة، والمصالح الصغيرة التي حاصرت أصحابها يوم سقوط الجولان، وتحاصرُهم اليومَ تحت عناوين (الواقعية) التي لا تعني لديهم غيرَ الاستسلام والانبطاح المهين أمامَ إرادة الطامعين.!! لقد كانت ميسلونُ قاعدةً وأفقاً، وكان يوسفُ العظمةُ نبراساً ومثلاً، وسيظلّ كذلك ليسقطَ كلّ دعاوى الأدعياء، وأحابيل المهرّجين، الذين أضاعوا الوطن وتخاذلوا أمام الغاصب كلّ هذه السنين الطوال ..

   إنّ الذين صنعوا السابعَ عشرَ من نيسان، أرادوا لهذا الإنجاز العظيم أن يكونَ مَعْبراً حقيقياً لتحرير الوطن ولتحرير الإنسان، ولوضع سورية في مقام الرائد لمشروعٍ نهضويّ عربيّ ووطنيّ، يحقّقُ الإنجازات، وينتقلُ بالوطن والأمة من الوهدة إلى القمة، تأسيساً على ما سبق إلى طرحه رجالُ النهضة الأوائل، من ثورةٍ على الظلم والاستبداد والاستئثار!!

أيها الإخوة المواطنون.. ثم كان أن خطفَ بعضُ المغامرين - بدعاوى وادعاءات -حريةَ شعبنا واحتلّوا إرادته، واستبدّوا بقراره، كما احتلّ الغازي من قبلُ أرضَه، واستبدّ المندوبُ السامي بقراره؛ فأهدرَ هؤلاء المغامرون تضحياتِ الأجداد والآباء، وانتقلوا بنا جميعاً إلى عهدٍ من الإذلال و الامتهان.. فتحوّلَ إنسانُ الشام إلى ضحيةٍ لسياسات القمع والإذلال والإفقار.. وغدا هذا الإنسانُ - كما صوّره رئيسُ الجمهورية - الطاعمَ الكاسي، بعد أن سعى المستبدّون لطمس هويته ووأد طموحاته..

أيها الإخوة المواطنون.. في ذكرى السابع عشرَ من نيسان الأغرّ، الذي حرّر فيه أجدادُنا وآباؤنا أرضَ الوطن وسماءَه وقرارَه، ينطلقُ نداءُ الجلاء من جديد، ينادينا لتحرير إرادتنا من رهق المستبدّين والمفسدين. وكما كان الجلاءُ الأولُ ثمرةَ الإرادة والوحدة  والتضحيات؛ فإننا مطالَبون اليومَ أن نسلكَ الطريقَ نفسَه، لنصنعَ لشعبنا ولأبنائنا وأحفادنا، فجرَ جلاءٍ جديد، تتحرّرُ فيه إرادةُ الإنسان، وتنطلقُ فيه طاقاتُه، ويتحوّلُ فيه كرسيّ المسؤولية إلى كرسيّ للتضحية، لا إلى موقعٍ للاستبداد والاستئثار.

ليس الجلاءُ أن يرحلَ المستعمرُ عن أرضنا مخلّفاً وراءه من أبناء جلدتنا من يسلبُ إرادتَنا وينهبُ ثرواتنا ويسومُنا سوءَ العذاب.. الجلاءُ الحقيقيّ عندما تتحرّرُ إرادة المواطن، ويملكُ حريته، فيعبّرُ عن رأيه دون خوفٍ من حاكمٍ مستبدّ، أو أجهزة أمنٍ متسلّطة. الجلاءُ الحقيقيّ عندما لا يكونُ في الوطن سجيٌن سياسيّ واحد، وعندما يتساوى جميعُ المواطنين في الحقوق والواجبات.

أيها الإخوة المواطنون.. فجرُ الجلاء الجديد ينادينا، لتكونَ سوريةُ لجميع أبنائها، وليكونَ إنسانُ سوريةَ حراً كريماً سيداً، يُنجزُ ويبدع، ويُعيدُ للوطن مكانته على خريطة الحضارة والمجد.. لنُسقِطَ سياساتِ الوصاية والإقصاء والاستئصال، ويقومَ مجتمعُ (السواسية) الذي يحوزُ فيه كلّ إنسانٍ سهمَه الوطنيّ، مسؤوليةً ومشاركةً وتضحيةً وفداء..

17 نيسان (أبريل) 2006

جبهة الخلاص الوطني

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ