البيان
الختامي للمؤتمر التأسيسي
لجبهة
الخلاص الوطني في سورية
بتاريخ 4 - 5 حزيران / يونيو 2006
في ظروفٍ وطنيةٍ
ودوليةٍ بالغة الدقة والتعقيد،
عقدت الهيئة التأسيسية لجبهة
الخلاص الوطني اجتماعاتها
بتاريخ 4-5/6/2006م لتدارس الأوضاع
العامة في القطر، ولإقرار لوائح
الجبهة الداخلية، وسياساتها
وخططها المستقبلية.
والجبهة إذ تحيّي
المواقف الوطنية المشرِّفة لكل
قوى المعارضة السورية الحرة،
وتُحيّي صمود الأحرار الذين زجّ
بهم النظام المستبد خلف القضبان..
تعلن تأكيدها على أنها جزء لا
يتجزأ من الحراك الوطني العام،
وأنها ليست بديلاً عن أي تجمّعٍ
وطنيٍ معارِض، بما في ذلك إعلان
دمشق الذي تعتبره حجر أساس في
حركة المعارضة الوطنية
البنّاءة.
وقد أكّد المجتمعون
على أن خيارهم الاستراتيجي هو
تغيير هذا النظام، الذي قام على
الاغتصاب والإكراه، وفَقَدَ كل
مبررات وجوده، بإمعانه في
سياسات الاستسلام، وافتعاله
الفتن مع الجوار العربي في كل
الاتجاهات، والإيغال في سياسات
الظلم والشُلَليّة والفساد
والاستئثار.
إن سياسة المغامرة
التي اتبعها النظام قد ألحقت
أضراراً كبيرةً بالبلاد،
ووضعتها في مركز دائرة الخطر.
ويتحمّل النظام مسئولية كل
النتائج التي نجمت عن هذه
السياسة، باعتباره نظاماً
فاقداً للشرعية.
وأكّد المجتمعون
على تمسّكهم بأهداف جبهة
الخلاص، وآليات عملها التي أعلن
عنها في (مشروع جبهة الخلاص
الوطني للتغيير) في بروكسل
بتاريخ 16 و17 آذار/ مارس 2006م،
التي طالبت ببناء سورية دولةً
مدنيةً ديمقراطيةً حديثة، تقوم
على التعدّدية والتداولية
والمؤسّساتية، مرجعيتها صندوق
اقتراعٍ حُرٍ نزيهٍ يعبّر عن
إرادة المجموع العام لأبنائها،
دون التجاوز على حقوق أي فئةٍ أو
أقليةٍ دينيةٍ أو مذهبيةٍ أو
عرقية، لأن سورية التي نريد،
ونسعى إليها، هي سورية جميع
أبنائها، على قاعدة المساواة
والسواء الوطني العام، ضمن حدود
دستورٍ عصريٍ يشترك في صياغته
وإقراره الجميع.
أيها الإخوة
المواطنون، تعمل الأسرة
الحاكمة على إحداث فتنة في
البلاد، من خلال ما تشيعه عن
استهداف الطائفة العلوية، وإن
جبهة الخلاص الوطني تتمسك بما
يتمسك به العلويون أنفسهم من
انتماء وطني وإسلامي، وهم جزء
من النسيج العام، تجمعهم مع
جميع المواطنين حقوق المواطنة
وواجباتها.
كما أن جبهة الخلاص الوطني
واثقة أن الطائفة العلوية -ضحية
الأسرة الفاسدة- ستكون شريكة في
التغيير الديمقراطي، وإعادة
بناء الوطن.
إن حزب البعث
العربي الاشتراكي أحد ضحايا
النظام، ولذلك فإن جبهة الخلاص
الوطني تدعو البعثيين للانضمام
إلى جماهير الشعب لتحقيق خلاص
سوريا من نظام فاسد ومستبد.
كما أن الظلم
الفادح قد أصاب المواطنين
الأكراد، شركاءَنا في الوطن
والمصير، الأمر الذي يستوجب
إزالة هذا الظلم ومعالجة نتائجه
في إطار الوحدة الوطنية وحقوق
المواطَنة، وممارسة الحقوق
السياسية والثقافية
والاقتصادية والاجتماعية،
كسائر القوى والمكوّنات للشعب
السوري كما سيحددها الدستور
الجديد.
أيها المواطنون، إن
جبهة الخلاص الوطني، بعدما أنهت
دراسة جدول أعمالها.. قد قرّرت
ما يلي:
أ- على صعيد الجبهة:
1- التأكيد على
الأهداف الأساسية لجبهة الخلاص
الوطني، التي أقرتها في مؤتمر
بروكسل.
2- أقرّت الجبهة خطط
عملها للمرحلة المقبلة.
3- أقرّت الجبهة
نظامها الداخلي وهيكلية
تشكيلها ونظامها المالي.
4- رحّبت الجبهة
بانضمام أعدادٍ متزايدةٍ إلى
مؤتمرها التأسيسي، وهي تدعو
كافة القوى الوطنية إلى
الانضمام إليها للعمل معاً على
تحقيق الهدف الوطني العام .
5- أكد المجتمعون
على تعزيز دور المرأة في العمل
السياسي، وتكريس سياسات
المساواة في الحياة الاجتماعية
والمدنية والسياسية.
كما دعوا إلى الاهتمام
بقطاع الشباب، ووضع برامج
مستقبلية لتفعيل دورهم
واستقطاب جهودهم.
6- قامت الجبهة
باختيار لجنتها المركزية
وأمانتها العامة.
ب- على الصعيد
الداخلي:
الدعوة بالاتفاق مع
سائر القوى الوطنية لتشكيل
حكومةٍ انتقالية، لمدةٍ أقصاها
ستة أشهر، عندما تكون الفرصة
مناسبة لتشكيلها، وتقوم هذه
الحكومة بما يلي:
1- اعتماد دستور عام
1950م ليُعمَلَ به لحين وضع
دستورٍ جديد.
2-
ممارسة دور السلطتين
التنفيذية والتشريعية، خلال
هذه الفترة الانتقالية.
3- إلغاء حالة
الطوارئ وكل القوانين
والتدابير الاستثنائية التي
تنال من حقوق المواطن وحرياته،
في مقدّمتها: القانون 49 لعام 1980م،
القاضي بإعدام كل منتسبٍ لجماعة
الإخوان المسلمين.
4- إعادة الجنسية
لمن سُحِبَت منه لأسبابٍ سياسية.
5- إصدار مرسومٍ
يمنح الجنسية للأكراد السوريين
المكتومين وفق إحصاء 1962م.
6- إنهاء الملفات
الإنسانية العالقة، بشأن
معتقلي الرأي والمفقودين
والمهجَّرين.
7- إلغاء جميع
قرارات وتدابير المصادرة
للأموال المنقولة وغير
المنقولة لأسباب قومية أو
سياسية وإعادتها إلى أصحابها.
8- وضع قانونٍ
للانتخابات العامة، يضمن
المساواة والعدالة والتمثيل
النزيه لجميع المواطنين.
9- يضع المجلس
المنتَخَب دستوراً جديداً،
ويمارس السلطة التشريعية،
وتنبثق عنه حكومة جديدة.
ج- على الصعيد
العربي:
1- التأكيد على أن
التضامن والتعاضد بين الدول
العربية شرط لضمان أمنها
وتقدّمها ونهوضها وصيانة
سيادتها، لتجنّب مفرزات
الأوضاع الدولية المتغيّرة على
أمن هذه الدول.
2- الكفاح لتحرير
جميع الأراضي العربية المحتلة،
وفي مقدّمتها الجولان المحتل،
ومساندة الشعب الفلسطيني في صون
وحدته الوطنية واستعادة حقوقه
الثابتة، وفي مقدّمتها بناء
دولته المستقلة، وعاصمتها
القدس الشريف، مع حق تقرير
المصير وحق العودة، وفق قرارات
الشرعية الدولية.
3- دعم وحدة لبنان
الشقيق واستقلاله واستقراره،
وإقامة علاقاتٍ ندّيةٍ أخوية،
بعيداً عن كل أشكال الهيمنة
والتحكّم. ودعوة الأطراف
اللبنانية للتفريق بين النظام
وبين الشعب السوري.
4- دعوة جميع
الأطراف في العراق إلى صيانة
الوحدة الوطنية، وإلى تجنّب
الانزلاق نحو الصراعات
الطائفية أو القومية، ضماناً
لوحدة العراق ومستقبله،
ولتحقيق خروج القوات الأجنبية
وإنهاء الاحتلال.
5- توجيه رسائل
ووفودٍ إلى جميع الأحزاب
والمنظمّات في الدول العربية
لشرح واقع سورية ومعاناتها في
ظل نظام الاستبداد والفساد.
د- على الصعيد
الإقليمي والدولي:
1- دعوة القوى
العالمية إلى تفهّم معاناة
الشعب السوري، وتجنّب تقديم ما
قد يؤدي إلى إطالة عمر النظام،
ودعوتها إلى رفع الغطاء الدولي
عنه.
2- توجيه رسائل إلى
رؤساء الدول الأعضاء في مجلس
الأمن، وإلى الأمين العام للأمم
المتحدة، والمفوضية العامة
للاتحاد الأوروبي، ومنظمة
المؤتمر الإسلامي، والأمانة
العامة للجامعة العربية، وإلى
رؤساء الدول العربية
والإسلامية والأجنبية.. لشرح
الأوضاع التي تعاني منها سورية،
مع كشف جرائم النظام ضد الشعب
السوري.
3- دعوة المجتمع
الدولي، خاصةً مجلس الأمن
ومنظمات الأمم المتحدة
والأحزاب وجمعيات حقوق الإنسان..
لاتخاذ مواقف حازمة لحماية
الشعب السوري من نظامٍ مستبدٍ
قمعيّ، يستخدم كل وسائل القمع
والعنف ضد الشعب، خارقاً بذلك
كل القوانين والاتفاقات
الدولية والقِيَم التي تفرض
ضمان الحقوق الأساسية للشعب.
4- تأكيد أن التعامل
مع الوضع الدولي يجب أن يرتكز
على ركيزتَيْن: الأولى: ضمان
مصالح الشعب السوري، والثانية:
عدم التدخّل بالشئوون الداخلية
للشعوب الأخرى، وألا يكون ذلك
التعامل غطاءً لسياسات الظلم
والقهر والفساد.
أيها الإخوة الكرام
في سورية الحبيبة..
إنّ جبهة الخلاص
الوطني تدعوكم في كل مواقعكم
السياسية والثقافية
والاقتصادية والاجتماعية،
رجالاً ونساءً وشباباً
وشيوخاً، عمالاً وفلاحين
وعلماء دينٍ ومثقفّين وصناعيين
ورجال أعمالٍ ومحامين وأطباء
ومهندسين وحرفيين ومعلّمين..
تدعوكم جميعاً للنظر بما آلت
إليه أوضاع البلاد من فقرٍ
وجوعٍ وانخفاضٍ في مستوى
المعيشة، وبطالةٍ وركودٍ
اقتصاديٍ وجمودٍ في الأسواق،
وانخفاضٍ في القوة الشرائية،
وازديادٍ في عجز الموازنة.. ما
أذل السوريين وأضعف البلاد..
وسيزداد الوضع خطورةً في
السنوات القليلة القادمة،
عندما تتحوّل سورية إلى دولةٍ
مستورِدةٍ للنفط بكل ما لذلك من
أخطارٍ على بنية الدولة
والمجتمع، جراء استمرار حالة
القمع والاستبداد ومصادرة
الحريات، ما جعل البلاد مزروعةً
بالخوف، في الوقت الذي تتعرّض
فيه لأخطارٍ كبرى.
إن النظام آيل
للسقوط لا محالة، لأنه فَقَدَ
كل عوامل بقائه واستمراره،
فاكسروا –أيها الإخوة
المواطنون- حواجز الخوف التي
زرعها طوال عقود، كما كسرها
آباؤكم عندما حققوا استقلال
سورية.
إن جبهة الخلاص
الوطني تدعو القوات المسلّحة
لتحمّل مسئولياتها الوطنية
والتاريخية فتكون جيش الشعب.. إن
اختياركم الوطن والشعب هو الذي
يصحّح دوركم التاريخيّ، ولتكن
مسئولياتكم هي حماية الوطن
والشعب، وليس حمايةَ الفاسدين
والمفسدين.. حافظوا على دوركم في
حماية الوطن، الأرض والإنسان.
تدعو جبهة الخلاص
الوطني أجهزةَ الأمن، لاسيما
ضباطها الذين يستخدمهم النظام
في قمع المواطنين وابتزازهم
والإساءة إليهم.. أن يشعروا
بمسئولياتهم الوطنية
والأخلاقية لوقف التمادي في
تنفيذ أوامر مجموعةٍ فاسدة يعرف
كل منكم فسادها وظلمها،
فالاستمرار يعني المشاركةَ في
جرائم النظام، وهذا ستكون له
عواقبه وأضراره، فإن النظام
زائل لا محالة، وسيفرّ الفاسدون
الكبار بأنفسهم وبأموالهم إلى
الخارج، بينما تتركون أنتم تحت
طائلة المساءلة القضائية
والإنسانية.
أيها الإخوة
السوريون..
إن جبهة الخلاص
الوطني تعاهدكم على العمل معكم،
من أجل خلاص سورية وتحرّرها من
القهر والظلم والاستبداد، ومن
أجل نهوضها لتستعيدَ دورَها
التاريخيّ ومكانتها التي
أضاعها النظام.
"وقُل اعملوا
فسيرى الله عملَكم ورسولُه
والمؤمنون"
لندن في 5 حزيران (يونيو)
2006 - الهيئة التأسيسية لجبهة
الخلاص الوطني في سورية
|