بسم الله الرحمن الرحيم
أحكامٌ
بالإعدام على أبرياء.. وخنوعٌ
أمام الغطرسة الإسرائيلية
بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
بغير الذِلّة والاستكانةِ
والصَّغار.. لن يردَّ حكامُ
دمشقَ على الغطرسة
الإسرائيلية، ولن يرَوْا في
تحليق الطائراتِ الإسرائيليةِ
فوقَ قصر الرئاسة على الساحل
السوري، أيّ انتهاكٍ لحرمة
الأجواء السورية، أو عدوانٍ على
السيادة الوطنية. فالتحليقُ
فوقَ قصر الرئاسة خلالَ وجود
الرئيس فيه، إنما هو ردّ على
التحية التي سبق أن تقدّم بها
الرئيس الأسد إلى "موشيه قصاب".
لن يردّ حكامُ دمشقَ على
الغطرسةِ والانتهاكاتِ
الإسرائيلية، لأنهم - كما
يزعمون - لا يتحرّكون بردود
الأفعال، ولن يُستجَرّوا إلى
معركةٍ لا يحدّدون هم زمانها
ومكانها، وهم منذُ أربعين عاماً
قد عجزوا عن تحديد زمان ومكان
معركة تحرير الجولان!.
ذلك أنهم لا يعتقدون – أصلاً –
أنّ لهم معركةً مع (إسرائيل)،
فخيارُ "السلام الاستراتيجي"
الذي أعلنوه خياراً وحيداً، قد
أعفاهم من واجبهم في تحرير
الجولان، ومن فعل أيّ شيءٍ
للتخفيف عن أهلنا الذين
يُذبَحون أمامَ سمع العالم
وبصره، على أرضنا المحتلة في
فلسطين!.
ذلك أنهم يعتقدون أن معركتهم هي
مع أبناء شعبنا في سورية،
لإخراجه من معركته الحقيقية مع
العدو الصهيوني تحت كلّ الذرائع
والشعارات!. لقد كان هدفُهم
الأساسُ الذي اعتمدوه منذ أن
استولوا على السلطة، هو تفريغَ
قطرنا من كلّ قواه الحية،
وإمكاناته البشرية والمادية
والمعنوية.. فأعملوا في شعبنا
القتلَ والانتهاكَ والاعتقالَ
والتعذيبَ والإفقار، والتجاوزَ
على الحقوق والكرامة بالغطرسة
والحديد والنار.. ولا يمكنُ أن
ننسى - في هذا المقام - مذبحةَ (سجن
تدمر) الرهيبة، التي نفّذها
المجرمون قبل ستةٍ وعشرين عاماً
في مثل هذه الأيام.
يا أبناء أمتنا الماجدة.. يا
أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ..
لقد ذبحَ هذا النظامُ الأثيمُ
عشراتِ الآلاف من السوريين
والفلسطينيين واللبنانيين.. في
شوارع المدن أو تحتَ أنقاض
المخيّمات، أو في تصفياتٍ
جسديةٍ في أعماقِ الزنازين وعلى
أعوادِ المشانق..
واليوم.. وفي هذه الظروف العاصفة
بكلّ التحدّيات.. لا يزالُ حكامُ
دمشقَ منشغلين بمعاركهم
الصغيرة، يعبثون بدماء أبناء
شعبنا وبحرياتهم وكرامتهم.. من
اعتقالاتٍ للناشطين والموقعين
على (إعلان دمشق – بيروت)،
ومصادرة الحقّ في التفكير
والتعبير، إلى تفعيل قانون
الجريمة والعار رقم (49/1980) الذي
يقضي بإعدام كلّ منتسبٍ إلى
جماعة الإخوان المسلمين.. ولا
تزالُ (محكمة أمن الدولة العليا)
في دمشق، وهي محكمةٌ استثنائيةٌ
غيرُ شرعية، تُصدِرُ أحكامَها
بالإعدام بموجب هذا القانون
الجائر. لقد حكَمَتْ خلالَ
الأيام الأخيرة على خمسة
مواطنين أبرياء، ألجأتْ بعضَهم
ظروفُ الاحتلال في العراق، إلى
العودة إلى وطنهم، وتمّ تسليمُ
بعضهم إلى السلطات السورية من
قبل بعض الدول، منتهكةً بذلك
كلّ المعاهدات والمواثيق
الدولية المتعلقة بحقوق
الإنسان.
إن جماعةَ الإخوان المسلمين في
سورية، إذ تدينُ هذه الأحكامَ
الجائرة، وتطعنُ في شرعية
القانون رقم (49/1980) وفي شرعية
المحكمة والأحكام.. لتحمّلُ
الرأيَ العام العربيّ
والإسلاميّ والإنسانيّ،
مسئوليةَ ما يجري من انتهاكاتٍ
خطيرةٍ لحقوق المواطنين
السوريين، وعدوانٍ على
إنسانيتهم.. وتدعو كلّ إنسانٍ
حرّ شريفٍ في هذا العالم، إلى
التضامن مع الحملة الإنسانية،
لإسقاط هذا القانون الظالم. كما
تدعو إلى التضامن مع الشعب
السوريّ، في مواجهة ظلم النظام
وقمعه وانتهاكاته.. ليتمكن من
القيام بواجبه في الدفاع عن
سورية وعن كرامتها وكرامة العرب
والمسلمين.
لندن في 29 حزيران (يونيو) 2006
جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
|