أمين
عام (العمل الإسلامي)
يخالف
رأي (الذنيبات) حول الأزمة
السورية
عمان-
الرأي 19/01/2006
بينما أيد المراقب
العام لجماعة الإخوان المسلمين
في الأردن عبد المجيد الذنيبات
تحالف الإخوان المسلمين
السوريين مع نائب الرئيس السوري
المقيم في باريس عبد الحليم
خدام، لتغيير النظام السوري ،
أبدى الأمين العام لحزب جبهة
العمل الإسلامي الذراع السياسي
الشيخ حمزة منصور موقفا مغايرا
عن موقف المراقب العام، و قال
انه ليس من المصلحة أن يكون
هنالك تعاون مع خدام.
وأيد الذنيبات في
تصريحات اعلامية دعوة الإخوان
السوريين، لخدام
الاعتذار عما بدر منه خلال
توليه المسؤولية في سورية. وحول
هذا، قال منصور في بيان نشر على
موقع الحزب أمس أن آخر من يحق له
أن يتحدث عن الإصلاح هو عبد
الحليم خدام ..الذي يدعو إلى
الإصلاح ينبغي أن يكون صالحا في
ذاته ومقنعا ،أما الذي يوجه
طعنة نجلاء لبلده من باريس التي
توحد موقفها مع الموقف الأمريكي
الصهيوني ضد سوريا فليس مصلحا.
المراقب العام عاد
وأكد في ذات التصريحات أمس انه
لا يمكن أن ننسى أن خدام كان أحد
أعمدة الحكم السوري منذ
السبعينيات الماضية، وكان
مسؤولا عن الكثير من المذابح
والأخطاء في سورية، فيما اعتبر
الشيخ منصور ، أن المصلحة
الوطنية والضرورة تقتضيان أن
تكون هنالك معارضة وطنية،لان
المعارضة من اجل الوطن،هي قوة
للوطن ،تختلف مع السياسات
ولكنها لا تختلف مع الوطن.
غير انه ميزها عن
الذين فقدوا دورهم و يريدون أن
يستغلوا المعارضة في إشارة
واضحة إلى نائب الرئيس السوري
المنشق عن النظام في سوريا.
وكان الإخوان
المسلمون السوريون أعلنوا أول
من أمس استعدادهم للتحالف مع
خدام لتغيير النظام في دمشق.
وأكد المراقب العام للإخوان
السوريين علي صدر الدين
البيانوني في تصريح لصحيفة
الفايننشال تايمز انه رغم أن
على خدام أن يفسر السبب الذي
دفعه إلى الانشقاق على النظام
السوري ودوره السابق، إلا انه
يستطيع أن يساهم في إحداث
التغيير في سورية. الذنيبات رأى
في ذات الوقت، أن التعاون بين
الإخوان المسلمين السوريين
وخدام أو غيره لتحقيق مصلحة
الشعب السوري والوصول إلى
توافقات وطنية أمر متروك لتقدير
الأخوان المسلمين السوريين،
الأدرى بمصالح شعبهم وقضيتهم.
لكن الذنيبات أضاف أن ما يهمنا
حاليا أن يتم الإصلاح في سورية
ضمن الأطر السياسية القائمة
حاليا، لافتا إلى أن أي تغيير في
التركيبية الحالية سيحدث شرخا
كبيرا في الساحة السورية
والعربية. وكانت الحكومة
السورية حجمت تنظيم الإخوان
المسلمين في سورية بعد عملية
مسلحة كبيرة في شباط (فبراير)1982،
عقب صدامات مسلحة تركت تنظيم
الإخوان المسلمين السوريين (أكبر
حركة معارضة لنظام البعث السوري).
لكن الذنيبات حذر من أي تدخل أو
تآمر أجنبي أو أمير كي لتغيير
النظام السوري.
وعبر عن أمل الحركة
الإسلامية الأردنية في أن تتم
المصالحة الوطنية السورية،
والاعتراف بأخطاء الماضي من قبل
الحكم السوري في سبيل طيها
وتجاوزها وإعادة الحياة
الديمقراطية والسماح بمشاركة
كل القوى الوطنية السورية، بما
فيها الأخوان المسلمون، في
صياغة المستقبل السياسي لسورية.
وأشار الذنيبات إلى
قلق الحركة الإسلامية من التآمر
الدولي والأميركي ضد الأمة
العربية بما فيها سورية، معتبرا
أن إجراء الإصلاحات السياسية
الداخلية الحقيقية بات أمرا
واجبا لا يمكن تأخيره. وحث
الذنيبات الحكم والقوى السورية
المختلفة لتدارك ما فات، والى
الخروج بوحدة وطنية وإجراء
إصلاحات سياسية حقيقية تحافظ
على سورية. لكن الأمين العام
للحزب الشيخ حمزة منصور ، الذي
انتهج لغة هادئة متعقلة ، أعرب
عن أمله في أن يتحلى الجميع في
سوريا بروح المسؤولية
العالية،لا سيما في هذا الوقت
الذي تتكالب فيه قوى العدوان
عليها، وأكد أن الذي يخذل وطنه
في الظرف الصعب لا أستطيع أن
اسميه معارضة ولا أستطيع أن
احترم طروحاته. ولفت الشيخ
منصور النظر في هذا السياق إلى
أن المستهدف في سوريا ليس
النظام فحسب ،بل البلد بجميع
مكوناته،الأمر الذي يقتضي أن
تتضافر كل الجهود في الدفاع
عنه،في مواجهة الخطر
الخارجي،والذي قال أن التصدي له
ينبغي أن يحتل الأولوية الأولى.
وذكر الشيخ منصور بما آلت أليه
الأمور في العراق المحتل ،إذ أن
آثار الجرائم (الصهيوأمريكية )
ماثلة على امتداد الخريطة
العراقية من أقصاها إلى أقصاها
، أكثر من مئة ألف قتلوا ..معالم
العراق دمرت ،ثروات العراق
استنزفت ،حضارة العراق تعامل
معها الأمريكي بوحشية غادرة . و
نبه الأمين العام للحزب إلى
أهمية عدم الخلط بين مسألتين
،الأولى ضرورة الحوار الحقيقي
بين كل أبناء الوطن الشرفاء
،بغية تحقيق الإصلاح الذي أشار
إلى انه ينبغي أن ينطلق من
منطلقات وطنية وبإرادة وطنية
بعيدا عن الضغوط والإيحاءات
الخارجية،والمسألة الأخرى هي
لزوم نهوض جميع الفرقاء
الموالاة والمعارضةبمهمة
التصدي للخطر الخارجي الداهم.
واستخدم الشيخ
عبارة في
الوقت ذاته وعلى نفس الدرجة من
الأهمية.
وأهاب الأمين العام
للحزب بكل الأنظمة العربية ،بان
تمارس عملية إصلاح حقيقية ،تكفل
مشاركة كل أبناء الوطن ،لان من
شان هذا الإصلاح أن يعزز الجبهة
الداخلية ، وان يحطم المؤامرات
الخارجية على صخرة توحد أبناء
الأمة.
ودعا في الوقت ذاته
الجميع إلى تفويت الفرصة التي
يتسلل منها الأعداء،والى رفض ما
وصفه بمحاولات فتح ثغرة في جدار
الوطن يتسلل منها العدو
الصهيوني الأمريكي الذي يتربص
بسوريا ولبنان والأردن وفلسطين
العراق...وسائر الأمة.
وحول ما إذا كان
هنالك مبادرة للتقريب بين
النظام السوري والإخوان
المسلمين ،اكتفى الشيخ منصور
بالقول:هنالك الكثير من
الناصحين تكلموا في هذا الأمر
مع الطرفين واستمعنا إلى إجابات
مطمئنة وايجابية.. آمل أن تأخذ
طريقها إلى التنفيذ.
وختم الأمين العام
حديثه بإعادة التأكيد على أن
هنالك اولويات، والأولوية
الأولى كيف نحمي سوريا في هذا
الزمن الصعب؟..آمل أن يتحلى
الجميع بروح المسؤولية العالية
حتى لا نعض أصابع الندم كما حصل
في العراق.
|