تشيني
ونتنياهو
يحثان
بتصميم لشن الحرب على سورية
الكاتب
: جيفري شتنبرغ
ترجمة:
مركز المعطيات والدراسات
الاستراتيجية
ديك تشيني الذي لم
يكن يوما يائسا أكثر منه الآن
ينجو من كل ما يمر به من مآزق
ليمهد الطريق للصقر العتيد
"للفرصة النظيفة"Clean Break بنيامين
نتنياهو ليغدو رئيس الوزراء
الإسرائيلي القادم
"الفرصة النظيفة"
وبالتالي للإعداد لمواجهة
فورية بين إسرائيل وسورية ..
ذكرت مصادر إسرائيلية بان تشيني
أرسل مبعوثه السري الخاص إلى
إسرائيل في الحادي عشر من كانون
الثاني ليستكشف الوسائل
الممكنة لعودة "بيبي" أي
بنيامين نتنياهو وحزب الليكود
إلى السلطة على الرغم من انهيار
الدعم والتأييد الشعبي
الإسرائيلي لسياسات الجناح
اليميني المتطرف لكتلة
المحافظين الجدد التي يمثلها
نتنياهو.
ينبثق جزء من اليأس
المتهور الذي يعتري تشيني من
حقيقة أن الاتفاق الأخير بين
النائب العام في وزارة العدل
الأمريكية وزعيم اللوبي جاك
آبراموف يهدد بهدم
الامبراطورية السياسية الكاملة
التي تشكلت من الأموال القذرة
لزعيم الغالبية في مجلس النواب
توم ديلي – الممثل الجمهوري عن
ولاية تكساس – والتي كانت تشكل
قاعدة القوة الرئيسية بالنسبة
لتشيني منذ شغل منصب نائب
الرئيس ورئيس الدولة وفقا
للوقائع الفعلية في كانون
الثاني 2001 .
لقد أظهرت القصة
التي وردت حصريا في مراجعات
الاستخبارات التنفيذية تشيني و
ديلي على أنهما ملتقيان سياسيا
see
{EIR}, Dec. 30, 2005)) يُعتبر
نائب الرئيس متورط فعليا في
عملية الأموال القذرة .. يتزعم
إيداعات الدفاع القانونية
لديلي و رئيس الأركان السابق
لدى تشيني لويس ليبي اللوبيان
الجمهوريان واين بيرمان و عضو
الكونغرس السابق بيل باكسون –
العضو الجمهوري عن ولاية
نيويورك.
تذكر مصادر
إسرائيلية ويؤكد بعض المطلعين
على خفايا الأمور في واشنطن أن
نتنياهو نفسه على صلات حميمة
ووثيقة مع جاك آبراموف بحيث انه
في حال انتهى آبراموف إلى نتيجة
ما فان مآل ذلك سيعود حتما على
نتنياهو .. يحل آبراموف جميع
إشكالات شبكة غسيل الأموال
العالمية والهبات المخصصة
لأغراض خيرية عمومية وهي معفاة
من الضرائب والمتعاقدين الذين
لا يوضعون على قوائم الانتظار
تحت أنظار
تدقيق وتمحيص النائب العام
الأمريكي..
قصة الضفة الغربية:
كان أول تلميح حول
العلاقات التي تربط نتنياهو
بآبراموف قد نُشر العام الماضي
حينما ذكر مراسل نيوزويك مايكل
آيسيكوف في الثاني من آذار 2005 أن
هنالك هيئة هبات مخصصة لأغراض
خيرية عامة معفاة من الضريبة
تابعة لآبراموف وهي مؤسسة
رياضية كبرى قد سربت مبلغ 140.000
دولار أمريكي لإحدى المستوطنات
في الضفة الغربية لمساعدتها في
التمويل لشراء معدات الأمن
والسلامة بما في ذلك ألبسة
التمويه وكاشف القناصين ومنظار
للرؤية الليلية وعاكس الصور
الحرارية ومواد أخرى..
الأمر الذي يبدو
ظاهريا أن هذه المؤسسة الرياضية
الكبرى وهي فرد من عائلة الهبات
المخصصة لأغراض خيرية عامة
ومكرسة لمساعدة الشباب في المدن
الداخلية انه قد جاء الكم
الأكبر من الهبة من أفراد قبيلة
هندية من أتباع آبراموف..
تم تأمين عتاد
الأمان لمدينة الضفة الغربية
Beitar
Illit
التي وصفها آيسيكوف على أنها
امتداد لمركز أمامي من المغالين
في الأرثوذكسية حيث أن سكانها
يتعاملون عرضيا مع جيرانهم
الفلسطينيين..
Beitar Illit هي الموطن الأصلي لشموئيل بن
زيفي وهو أمريكي من الجناح
اليميني انتقل إلى الضفة
الغربية وكان رفيق المدرسة
الثانوية لآبراموف في هوليوود ..
لقد تم دفع مبلغ الـ 140.000 دولار
لجماعة إسرائيلية تدعى Kollel Ohel Tiferet وهي ليست مسجلة علنا في
إسرائيل..
وفي حين أنكر بن
زيفي أية صلة له بدفعة الـ 140.000
دولار التي وصلت إلى الضفة
الغربية كان تبادل رسائل البريد
الالكتروني بينه وبين آبراموف
يروي قصة مغايرة تماما.. فعند
استلامه المال كتب بن زيفي
لآبراموف يقول: اشعر وكأنني
قائد الدبابات في حرب يوم
الغفران الذي حينما سمع عبر
المذياع بقدوم التعزيزات
لنجدته شعر هو وزملاؤه بالعظمة
لدرجة أنهم رفعوا مقاعدهم بحيث
أصبحت خارج الدبابات وساروا
قُدُماً .. فرد عليه آبراموف
قائلا: لو كان هنالك عشرة آخرون
مثلك لانتهينا تماما من أولئك
الجرذان القذرة (مشيرا بذلك إلى
جيرانهم الفلسطينيين) في Beitar Illit
وحينما أثيرت
التساؤلات حول ماهية من الذي
سيُعطيه الكيان الإسرائيلي هذا
المال، اقترح بن زيفي كتابة
رسالة إلى المؤسسة الرياضية
بترويسة تتعلق بورشة العمل
الخاصة بالقناصين والتي وصفها
بأنها مجموعة تثقيفية.
وحينما علم محامي
القبيلة الهندية هنري بوفالو
بقضية المال الممنوح للضفة
الغربية قال للنيوزويك: يبدو
هذا غريبا جدا وخارج حدود
المألوف وما كان للقبيلة أن
تقدم المال لهذا الشأن بأي حال
من الأحوال..
وذكرت مصادر من
مكتب التحقيق الفدرالي
لآيسيكوف "نيوزويك" بان
اغلب مقدار الأربع ملايين دولار
المدرجة في قائمة العطايا
المعفاة من الضرائب من أموال
آبراموف قد أرسلت فعليا إلى
ييشيفا ميريلاند التي زالت الآن
حيث كان ولدا آبراموف يدرسان
آنذاك..
شبكة أسلاك
الكونغرس:
هنالك عامل آخر
أسهم في تمويل المؤسسة الرياضية
وهو شركة اتصالات إسرائيلية "فوكسوم"
التي اكتتبت بمبلغ 50.000 دولار في
إيداعات آبراموف وقد تلقت شركة
فوكسوم عقد بمبلغ ثلاثة ملايين
دولار لتمديد
أنظمة هوائيات لاسلكية في مبنى
الكونغرس الأمريكي من خلال صفقة
تمت عن طريق مندوب آبراموف
وصديقه الحميم بوب ناي – الممثل
الجمهوري عن ولاية أوهايو – وهو
رئيس لجنة الإدارة في مجلس
النواب.
كشفت واشنطن بوست
في 18 تشرين الأول 2005 أن شركة
فوكسوم قد دفعت مبلغ 280.000 دولار
كنفقات لجماعة اللوبي في الوقت
الذي حصلت فيه الشركة على العقد.
وما كان من شركة ل. جي. سي.
الأمريكية للأعمال اللاسلكية
والتي خسرت المناقصة أمام شركة
فوكسوم إلا أن ذهبت إلى مكتب
التحقيقات الفدرالي واتهمت
الأخيرة بأنها قد كسبت المناقصة
بوساطة ناي.
وذكرت نيوزويك في 22
آب 2005 أن المسؤولين الأمريكيين
قد أسرعوا لإدانة واعتقال
آبراموف في الحادي عشر من آب
بسبب خشيتهم من انه قد يفر إلى
إسرائيل كما فعل آنفا اثنان من
شركائه في العمل.
والأمر الآخر الذي
يحتاج لحل ألغازه هو صلات
آبراموف بشركة النفط الروسية
نفتاسيب التي خصصت مبلغ مليون
دولار أمريكي لإحدى هبات
آبراموف المخصصة للأعمال
الخيرية وهي شبكة العائلة
الأمريكية عبر شركة قانونية
لندنية "جيمس و سارتش" في
عام 1998 .. لقد أمضى مديران
تنفيذيان هامان في شركة نفتاسيب
وهما مارينا نيفسكايا و الكسندر
كولاكوفسكي وقتا طويلا مع توم
ديلاي في موسكو قبل تسليم
الدفعة لصالح آبراموف..
تذكر شركة النفط
الروسية في قوائمها أسماء وزير
الدفاع الروسي ووزير الداخلية
على أنهما من أهم زبائن الشركة..
هنالك بعض التجهيزات العسكرية
التي تم تسليمها إلى مستوطنة بن
زيفي في الضفة الغربية جاءت من
روسيا – في تلميح إلى روابط
المافيا الروسية مع خلفيات قصص
آبراموف الزاخرة بالبطولات.
حذرت مصادر ذات
مستوى رفيع في واشنطن من انه من
الخطأ الافتراض بان ما يرسله
آبراموف من أموال إلى إسرائيل
وروسيا قد صدر في المقام الأول
من الولايات المتحدة.. فسيطرة
آبراموف على مجموعة سفن القمار
"صن كروز" تمنحه وسيلة
مثالية لغسيل ملايين الدولارات
يوميا عبر طاولات القمار على
شاطئ البحر..
الحرب على سورية
كوسيلة لصرف الأنظار عن الأمور
الجوهرية:
يسعى تشيني حثيثا
لجعل نتنياهو رئيس الوزراء
المقبل لإسرائيل محل ارييل
شارون العاجز حاليا .. وهذا
المسعى كما تراه مصادر
إسرائيلية جزء من تحركات تشيني
اليائسة في تحويل الأنظار عن
موضوع مشاكله السياسية
المتزايدة في واشنطن..
ونتنياهو هو الضمان
لشن حرب على سورية – وفقا
لمصادر إسرائيلية – بهدف صرف
الانتباه ولتحريك مخطط Clean Break "الفرصة النظيفة"
الذي مضى عليه عقد من الزمن
والذي قدمت مسودته لنتنياهو في
عام 1996 مجموعة من المحافظين
الجدد الأمريكيين الموالين
لتشيني. وقد شارك في صياغة ورقة
استراتيجية Clean Break "الفرصة النظيفة"
كل من ريتشارد بيرل ، دوغلاس فيث
، دافيد وورمسر وآخرون.. ودعوا
فيها إلى قلب نظام صدام حسين في
العراق ومن ثم قلب مماثل للنظام
في سورية وإيران والسعودية ومصر..
يُعتبر وورمسر من أشرس
المدافعين عن تغيير النظام
في دمشق وهو الآن معاون تشيني
لشؤون سياسة الشرق الأوسط وكان
قد خدم سابقا تحت قيادة دوغلاس
فيث في البنتاغون حينما كان فيث
وكيل وزارة الدفاع في فترة بوش
– تشيني الأولى.
يُعتبر آبراموف
متورطا أيضا في المخطط الذي
وضعه تشيني للحرب على سورية
وفقا للرواية التي أوردها
جوستين ريموندي في 11 كانون
الثاني 2006 على موقع antiwar.com
حيث يقول :" عثر احد
المتقصين المتلهفين للحصول على
المعلومات حول حزب الإصلاح
السوري الذي يرعاه المحافظون
الجدد والذي يتزعمه الرجل
الوحيد فيه وهو فريد الغادري
الذي يُعتبر النسخة السورية من
احمد الجلبي .. حينما لم تُجدِ
المكالمات المتكررة لمنظمة
الغادري نفعا ولم تلقَ جوابا
ذهبت لزيارة المكتب الرئيسي
لحزب الإصلاح السوري في واشنطن
.. فإذا به في مكتب زعيم اللوبي
الصهيوني جاك آبراموف وإذا
بشركة الاستشارات السياسية
الخاصة بآبراموف Middle Gate Ventures شريك لحزب الإصلاح السوري..
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|