سيناتور
أمريكي لمحامية سورية في "دافوس
- البحر الميت":
شاركت
في تشييع جندي أمريكي قتل في "القائم"
وحكومتكم
تتحمل مسؤولية قتله
عمّان
- خدمة قدس برس (24/05/05)
شهد اجتماع
المنتدى الاقتصادي العالمي في
منطقة البحر الميت في الأردن،
الذي انعقد خلال الفترة من 20 - 22
أيار (مايو) الجاري، العديد من
جلسات العمل والندوات، التي
ناقشت قضايا حساسة، في مجال
الإصلاح، وتطوير أنظمة الحكم،
إضافة إلى علاقة المنطقة مع
الغرب، والولايات المتحدة
بصورة رئيسة.
وكان من بين
تلك الندوات، جلسة ناقشت "الإرث
السياسي للرئيس الأمريكي جورج
بوش في الشرق الأوسط"، حيث
ناقشت ما يمكن أن تؤول له الأمور
في المستقبل، بعد التدخل
العسكري الأمريكي غير المسبوق
في المنطقة، وما نجم عنه من
تداعيات. وشارك في الجلسة
المذكورة، أعضاء من مجلس الشيوخ
الأمريكي عن الحزب الجمهوري.
وتحدث الشيوخ
الأمريكيون في الجلسة بتفاؤل عن
مستقبل المنطقة، معتبرين أن
التدخل الأمريكي فيها سيسرع من
وتيرة الإصلاح والرفاهية
للشعوب، مطالبين الرئيس
الأمريكي بالمضي قدما في
سياسته، متوقعين في الوقت ذاته
أن يستمر تأثير الإرث السياسي
للإدارة الأمريكية الحالية
لعدة سنوات بعد عام 2008، وهو
العام الذي تنتهي فيه ولاية
الإدارة الحالية.
وشدد أعضاء
مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين
شاركهم الجلوس على المنصة عبد
الله عبد الله وزير الخارجية
الأفغاني، على ضرورة استمرار
دعم بلادهم لتل أبيب. واعتبر
غوردن سميث، السناتور الجمهوري
عن ولاية "إوريغون" أن تخلي
واشنطن عن دعم إسرائيل "سيؤدي
إلى محرقة أخرى، على غرار ما حصل
في القرن الماضي"، في إشارة
إلى الحديث عن تعرض اليهود
لعملية إبادة جماعية إبان الحرب
العالمية الثانية على يد الزعيم
النازي أدولف هتلر وحزبه النازي.
إلا أن سميث استدرك قائلا إن دعم
بلاده لإسرائيل "لن يكون على
حساب مصالحنا مع دول المنطقة".
وأعرب أورن
هاتش، السناتور الجمهوري عن
ولاية "أوتاه أورن"، عن
اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي
جورج بوش ساعد العديد من دول
المنطقة على "تحقيق
الديمقراطية والحرية"،
معتبرا أن التدخل العسكري
الأمريكي في كل من أفغانستان
والعراق هو دليل على هذه الحرية.
أما السناتور
كريستوفر شايس من ولاية "كونكتيكيت"
فاعتبر أن التدخل العسكري لجيوش
بلاده في بعض الدول "ليس
هيمنة.. وإنما وسيلة لتحقيق
العدالة والديمقراطية"،
مشددا في الوقت ذاته على ضرورة
أن يستمر الرئيس بوش في سياسته
الحالية، لإكمال البرامج
الإصلاحية في المنطقة، على حد
زعمه.
أما النائبة
الديمقراطية جاين هارمن، عن
ولاية كاليفورنيا، فقد حاولت أن
تقدم الرأي الآخر خلال الندوة،
لمنحها قليلا من الموضوعية،
حينما قالت "إن التدخل
الأمريكي (في المنطقة) يعتريه
بعض الشوائب"، إلا أنها
استدركت بالقول "إلا أنه في
نفس الوقت يعمل على تحقيق الأمن
والرفاهية للشعوب على المدى
الطويل"، وفق ما ترى.
وشددت هارمن
على أن بلادها لا تفرض قيودا على
أحد، "طالما أنه يتقيد
بالقوانين والقيم الأمريكية"،
مشيرة إلى أن أمن الشعب
الأمريكي وسلامته "متوقف على
حرية وديمقراطية مناطق ودول
أخرى من العالم.. هذا ما تعلمناه
بعد أيلول (سبتمبر) 2001"، في
إشارة إلى العمليات التفجيرية،
التي استهدفت واشنطن ونيويورك.
وشدد
المتحدثون الأمريكيون على
ضرورة فرض عقوبات على إيران
وسورية، معتبرين أن هاتين
الدولتين تعملان على تطوير
أسلحة نووية، ودعم الإرهابيين،
وفق ما يرون. وعندما فتح باب
الحوار مع الحضور في الندوة،
تحدثت فتاة سورية، عرفت نفسها
بأنها محامية مسيحية. وقالت
موجهة كلامها للسناتور هاتشن،
إنها تعيش كمسيحية في سورية في
مجتمع متسامح ومنفتح، معتبرة أن
بلادها تشهد عمليات تطوير
وإصلاحات اقتصادية وسياسية،
مشيرة في الوقت ذاته إلى التحدي
السياسي، الذي تواجهه دمشق،
بسبب الظروف الإقليمية.، وسألت
هاتشن "لماذا رغم هذا كله
تريدون فرض عقوبات على بلادي؟".
وبعد أن تم أخذ عدد من
التساؤلات من الحضور، أجاب
عليها النواب الأمريكيون، تم
تجاهل الإجابة على مداخلة
المحامية السورية، عندها
اعترضت رافعة يدها بضرورة
الإجابة على تساؤلها، فأجابها
هاتشن بصورة مقتضبة وصارمة: "لقد
شاركت في تشييع جندي أمريكي قبل
مجيئي للبحر الميت بيومين .. لقد
قتل في القائم (مدينة عراقية
قريبة من الحدود السورية)
وحكومة بلادك (سورية) هي
المسؤولة عن قتل هذا الجندي..
التغاضي عن ضبط الحدود، ودعم
الإرهاب، هما من قتله وقتل غيره
من الأمريكيين.. يجب أن نتدخل
بسرعة لإصلاح ذلك"، في إشارة
إلى الرغبة الأمريكية الجامحة
في أحداث تغيير سريع في سورية.
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|