ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 25/03/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


وجهة نظر

"الاخوان المسلمين"

بعد التحالف مع نائب الرئيس السوري السابق

تهمّنا أفعال عبد الحليم خدام لا أقواله

أما رفعت الأسد... فلهذه الأسباب نفرّق بين "النائبين"

زهير سالم

نجح نظام الحكم في سوريا عبر سنوات طويلة في إخراج المجتمع من السياسة، وتحطيم البنى الاجتماعية والمدنية والحزبية للمجتمع السوري. وتحولت حركة المعارضة الى جيشان داخلي مضطرب أشبه بـ"الماغما" التي تفور في باطن الارض، منتظرة اللحظة التي تجد فيها الفرصة للتعبير.

كانت "المعارضة" السورية في الثمانينات والتسعينات، وبعد خروج المجتمع من صدامه العنيف مع السلطة، تتلمس مواجعها وجراحها، وتحاول إعادة بناء ذاتها، دون أن تتجرأ الاسلامية منها بشكل خاص على القطع المباشر مع المرحلة العنيفة، والانتقال بخطابها المفعم بالروح الثورية الى المرحلة الموضوعية التي يتحكم فيها العقل بالنهج وليس العاطفة.

منذ أول التسعينات بدأت المعارضة السورية تضع أول الأسطر في كتاب إعادة بناء ذاتها. كانت معارضة الخارج، بحكم تحررها من عقدة الخوف ومسؤوليات المواجهة مع النظام أسبق الى مراجعة ذاتها، وإعادة بناء خطابها وتحديد مواقفها.

لا شك في أن انفراجاً ما شهده عقد التسعينات في عهد حافظ الاسد سمح هو الآخر ببعض الحراك الضمني أو الادراك الذاتي لقوى المعارضة داخل سوريا. نستطيع أن نؤكد أن عقد التسعينات وضع المعارضة الغافية أمام حالة من اليقظة أو إعادة الشعور بالذات، ومهد تالياً لـ"ربيع دمشق" الذي حاول التعبير عن نفسه مع تسلم بشار الاسد للسلطة.

يتميز عهد بشار بمحاولات جريئة لقوى وشخصيات حاولت أن تفرض نفسها على الساحة المجتمعية السورية، وغلب على الحراك السياسي المعارض: الجانب الثقافي والفكري، وتجاوبت طروحات الداخل مع طروحات الخارج لتشكل معاً التوافقية المطلبية الوطنية (إلغاء حالة الطوارئ – الحريات العامة – الافراج عن المعتقلين – السماح بعودة المهجرين – مكافحة الفساد الخ...).

كان "ميثاق الشرف" الذي تقدمت به جماعة الاخوان المسلمين مواكباً لما قدمه المثقفون السوريون من عرائض ووثائق نسبت غالباً الى أعداد الذين وقعوا عليها. تقدم الاخوان وبعض الشخصيات التي آزرتهم خطوة الى الامام فعقدوا مؤتمر الميثاق، الذي انبثقت عنه لجنة للمتابعة.

وعلى الرغم من ليل الصقيع الذي أودى بربيع دمشق، وفرض حالة من الجمود على المجتمع السوري، الا أن الحراك السياسي المعارض احتفظ بالكثير من ملامحه.

يسجل على المعارضة السورية أنها لم تستطع أن تنسق حركتها (اتفاقاً أو توافقاً...) مع حركة المعارضة اللبنانية، ولا أن تستفيد من الظرف الهش الذي آل اليه أمر النظام ولاسيما بعد اغتيال رفيق الحريري، الوضع الذي لا يزال يرخي بظلاله على المجتمع السوري. وإنما الذي حصل أن المعارضة السورية ظلت تدور في "تكرارية" الخطاب والمطالبات.

وكان "إعلان دمشق" أحد أهم الانجازات التي حققتها هذه المعارضة، دون أن يستتبع هذا الانجاز أي بعد سياسي على أرض الواقع حتى الآن. لينتقل التوافق الذي شاع بين الكثير من المتناقضين الى حالة من التريث والتوجس، واحتساب التصريحات او الخطوات لكل فريق على الآخر. طبعاً خلال تلك الفترة لم تغب أشكال من التنسيق الثنائي بين قوى المعارضة المختلفة وكل في ميدانه، وبما لا يتعارض مع "إعلان دمشق" وإنما يعززه ويؤكده.

في إطار هذا المخاض الذي يمكن أن نؤكد على بعده "الثقافي" او "الخطابي" لم تغب عن الساحة محاولات خجولة لاعتصامات في الداخل السوري، ينبغي إزجاء التحية الخالصة للقائمين عليها، وأخرى في الخارج تدلل محدوديتها على وهن شبكة العلاقات التي تربط عشرات الالوف من المهجرين القسريين.

في سياق التشكل، أو "إعادته" يأتي اعلان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام انشقاقه عن النظام وانحيازه الى المعارضة. وبالتالي يبادر في خطوات متسارعة الى تشكيل حلف جديد مع جماعة الاخوان المسلمين وآخرين ليعلنوا بعد لقاء بروكسل الاخير عن "جبهة الخلاص الوطني"، وفق خطة ومنهج.

نعتقد ان "جبهة الخلاص" قد أكسبت الساحة السورية المعارضة دوراً اضافياً منخرطاً في سياق جماعي هو جهد السيد عبد الحليم خدام ونعتقد أن دور "جبهة الخلاص" لا يتنافى ولا يتضارب مع دور "إعلان دمشق" وربما تكون الابعاد الامنية هي صاحبة الاعتبار الاول في إخراج الجبهة عن سياق الاعلان. ولاسيما حين يتأكد أن "التغيير" في سوريا هو مطلب جماعي، وسوى بعض الاعتراضات ذات الطابع الشخصي التي لا يزال البعض يتمسكون بها بالنسبة لماضي السيد عبد الحليم خدام، ودوره في تركيبة النظام.

يحلو للكثيرين في هذا السياق أن يقارنوا بين النائب السياسي لرئيس الجمهورية (عبد الحليم خدام) والنائب الامني (رفعت الأسد) ويتساءلون عن مغزى التفرقة بين النائبين؟! وهل ثمة أي بعد طائفي في موقف الاخوان المسلمين بشكل خاص من رفعت؟!

في حدود العلم أن الاخوان المسلمين شديدو الاهتمام بتمثيل كل القوى السورية في أي تركيبة للمعارضة السورية، على عكس ما يحاول أن يصور البعض. الموقف من رفعت على ما أعلنوا أكثر من مرة مبني على كون النائب الأمني قد باشر بتنفيذ المجازر ضد الجماعة في السجون وفي الشوارع على حد سواء. ورفعت الاسد لم يخرج على النظام حتى الآن بالطريقة نفسها التي أقدم عليها عبد الحليم خدام، ولم يقلب أوراقه القديمة ليلقي معاذيره الى الشعب المنكوب.

مهما يكن من أمر فإنه من الواضح أن المعارضة السورية لاسباب تتعلق بإمكاناتها أو إمكانات قادتها وأخرى تتعلق بظروفها الاقليمية والدولية لم تستطع تحقيق الهدف الذي تحدثت عنه كثيراً: "المؤتمر الوطني العام" الذي يوحد كل قوى المعارضة او أكثرها تحت سقف وطني واحد.

نعتقد أن على المعارضة السورية أن تقتنع بالمدى الذي حققته في إطار التشكل حتى الآن بصيغة "إعلان دمشق" و"جبهة الخلاص"، وكل الاتفاقات الثنائية التي تمت أو تتم بين الاطراف. ومع ذلك فلا تزال الساحة الكردية تعاني في ازمة التشكل من عدم القدرة على إنجاز جهة مركزية أو شبه مركزية تعبر عن عموم الاكراد أو غالبيتهم!! كما لا تزال الساحة الاسلامية بكل ألوان طيفها متوارية خلف جماعة الاخوان المسلمين، فهؤلاء الذين انخرطوا في أكثر من تشكيل علماني لم يبرزوا حتى الآن إطاراً اسلامياً جامعاً مع أن التيار الاسلامي في سوريا أوسع من أن ينحصر في جماعة او حزب.

حان الوقت لتنتقل المعارضة السورية من مرحلة "التشكل" الى مرحلة التحرك تاركة للزمن أن يصقل وجودها في الاطار الاول.

إن المسوغ العملي الاساسي الذي سيعطي "جبهة الخلاص" مغزاها أن يستطيع الموقعون على بيان هذه الجبهة أن ينجزوا على الساحة السياسية: الدولية والاقليمية والداخلية شيئاً آخر غير إطلاق البيانات أو إجراء المقابلات.

إن الانتقال بالمجتمع السوري من الحالة الهامشية الى المشاركة البناءة العملية في تحقيق ذاته وصنع مصيره يحتاج الى خطة عملية والى جهد بنّاء، والى برامج حقيقية تعوزها الفكرة كما تعوزها الحركة على حد سواء.

وقد تكون تجربة المعارضة الجديدة على نائب الرئيس السابق (عبد الحليم خدام) تحدياً غير مسبوق لطاقاته وقدراته وهو الذي تعود منذ نشأ أن يسير في ركاب الأخ الكبير.

عبد الحليم خدام يتحدث بثقة وبهدوء ولكن المستمعين لحديثه دوماً يتهامسون فالواقع السوري الثقيل لا تغيره ابداً أحاديث الواثقين وإنما تغيره افعالهم.

النهار 23/3/2006

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ