14
أذار وحلم المستقبل السوري
بقلم
الدكتور محمد نور الدين خوام*
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا حسد ، ولكن بورك لأهلنا
وأصدقائنا في لبنان ولادة دولة
المستقبل ، دولة الأنسان
والكرامة والحرية .
لقد كان الثمن باهظا ، إنه حياة
أحد نبلاء هذه الأمة الذين ندر
وجودهم في هذا الزمن ، فلقد كان
مثالاً في كل شيئ وإختلف عن
أقرانه ممن إحترفوا السياسة
بأنه وهب وقته وجهده وماله
وحياته لوطنه وأبناء وطنه دون
تفريق أو تميز ، لقد كان الهاجس
الذي أقض مضاجع صناع الموت
والفساد والتخلف. فوجدوه عثرة
في بحر ظلماتهن فسولت لهم
أنفسهم التخلص منه ، ولكن هيهات
فلقد إنبذغ فجر جديد على
المنطقة بأسرها ، فجر خْطه
بروحه وقلبه وعقله
،وبدأهابعمله، إنها ظاهرة
ينبغي الوقوف عندها ودراستها
والتعلم منها والتأسي بها ،
فكما يقولون الحاجة أم الأختراع
.
إنها ظاهرة التغير ضمن الألام
والفقر والوهن ، إنها الوقوف مع
الذات لكل طلاب الحرية والحياة
الكريمة ، إنها ظاهرة 14 أذار .
• لقد إستطاع أهلنا وإخوتنا في
لبنان الإستفادة من الأحداث
وأبدعوا في ذلك فصنعوا في أيام
ماعجزت شعوب أخرى عن صنعه في
عقود أوقرون .
لقد تنبه أهلنا في لبنان إلى أن
دهاليز السياسة عديدة وكثيرة
ولسوف يستمروا بالمتاهات
والضياع إن لم يجتمعوا على مبدأ
واحد يجمع كل مخلص وشريف من
أبناء الوطن ، فكان شعارهم (
حرية ، وحدة ، إسقلال ) .
فهل نتنبه نحن في سورية ونجتمع عل
بضع كلمات تجمعنا وتكون حافزا
لنا كي ننهض ونبدأ التغير ،
ونترك كل مايفرقنا ويضعفنا
ويزيد في عمر النظام المتهالك .
• لقد إنبثقت قيادة التغير من
المجتمع نفسه وتجمع قادة
التيارات للأنطلاق بمسيرة
الخلاص رغم ماكانوا يواجهونه من
تصفية وإغتيال فكانو شجعانا غير
متهورين وحكماء غير متباطئين ،
علموا أن قوتهم بإجتماعهم، وقوة
الوطن بقوتهم فأثبتوا وبجدارة
أنهم قادة هذا المجتمع وتميزوا
عن الدمى التي يلعب بها صناع
الموت والفساد في سورية .
• لقد إستطاعت هذه القيادة أن
تحرك المجتمع بكل شرائحه وعلى
مختلف دياناته وثقافاته
وتوجهاته السياسية، وتحشد كل
الأمكاتيات في سبيل التغير ،
فتوفرت لها الإمكانيات المادية
من أبنائها المقتدرين ، وقام
الشباب على مختلف أعمارهم
وأجناسهم ومشاربهم في بذل الجهد
للقيام بما أوكل لهم من عمل
فكانوا كخلايا النحل في التنفيذ
والعمل الدؤوب، ضمن المدارس
والجامعات والمؤسسات الحكومية
لا بل في الأسواق والكنائس
والمساجد والمنتديات، فكان لهم
دور يحمد في تحيد الجيش والأمن
في بداية الأمر ثم في إستقطابهم
في مسيرتهم بعد ذلك فتم عزل
القتلة والفاسدين فأصبحوا
عديمي التأثير في هذا الحراك
الجماهيري الرائع ،الذي إنتهى
بإسقاط الحكومة وبداية التغير
المنشود .
فما أحرى قادة التغير في سورية أن
يستفيدوا من تلك التجربة
الناجحة التي صعقت المفسدين
وتجار الموت في سورية وفي لبنان
.
• لقد تنادى الأخوة اللبنانيون
في المهجر، في الدول العربية
وأوربا والأمريكيتين خاصة،
وعلموا أن صناعة القرار تحتاج
الى دعم دولي وإقليمي فقاموا
بشرح قضيتهم وكسب الدعم والتأيد
فكانوا خير سفراء لبلدهم ولم
يثني عزيمتهم أي خوف أو إفك أو
تردد ، الأمر الذي يعاني منه
العديد من السوريين في الخارج
فبعضهم مازال يصدق شعارات
النظام والبعض مازال يتوهم أنه
لايستطيع أن يقدم شيئا لوطنه
سيما وأن اللعبة الدولية أكبر
من الجميع وأن البديل عن النظام
هو الفوضى أو التطرف وغيرها من
جرعات التخدير التي يرسلها
النظام عبر عملاءه وكأن هؤلاء
لم يسمعوا ويروا ماحل بجيرانهم (
لبنان وفلسطين وبعض دول أوربا
وغيرها )ولم يدركوا ان الشعوب هي
أداة التغير والبناء وبغيرها
تستمر الدكتاتوريات بظلمها
وفسادها وتخريبها كما هوحال
بلدنا المصابر ، وهي بخنوعها
وصمتها وإستمرارها على الذل
تعلم الظالم أن يقول ماكان
يردده فرعون:
بسم الله الرحمن الرحيم "ما
علمت لكم من إله غيري " صدق
الله العظيم.
• لاشك أن معاناتنا نحن في سورية
أعظم والفساد الذى حل ببلدنا
أكثر ولكن قدراتنا أكبر وهي
كامنة تحتاج الى تشغيل وتوظيف
صحيح وإننا في سورية ما يجمعنا
كبير وعظيم وأن مايفرقنا صغير
وحقير يريد النظام ان يستثمره
بطرقه الخبيثة لبقائه ولنا
تجربة في الديموقراطية بعد
الأستقلال ، أذهلت الأصدقاء قبل
الأعداء ، فهل تتنبه قياداتنا
وشعوبنا وتشمرعن ساعد الجد
وتنطلق لتحقيق مانصبوا اليه
جميعا مستفيدين من تجارب من
حولنا.
• إن ماتم إنجازه خلال أقل من عام
والزخم الذي أحدثه إنضمام أحزاب
وشخصيات وطنية للمعارضة وكذلك
النشاطات والفعاليات الإيجابية
في الداخل والخارج زادت في
تسريع مسيرة التغير وتحقيق
الحلم الذي سيصبح حقيقة بإذن
الله .
بسم الله الرحمن الرحيم "ويقولون
متى هو قل عسى أن يكون قريبا "
صدق الله العظيم .
*عضو المجلس الوطني السوري /
رئيس منبر التضامن للحريات –
سورية
14 أذار 2006 / مركز
الميماس
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|