360
مليون ليرة سوريّة
ينفقها
طلاب جامعة حلب سنويّاً على
التدخين
رئيس
جامعة حلب لـ "سيريا نيوز" :
يجب أخذ خطوات
احترازيّة تجاه المدخّنين
كتخصيص أماكن خاصّة لهم في
المقاصف ومنع التدخين داخل
المباني الجامعيّة
الأرقام التي
ذكرناها في العنوان ليست
أرقاماً تقديريّة .. بل هي نتيجة
استبيان شمل 3378 طالب و طالبة قي
جامعة حلب
القصّة بدأت بحلم
جميل راود ستّة من الطلاب
المتحمّسين و الحالمين بجامعة
خالية من التدخين كانوا يعلمون
منذ البداية أنّ الطريق طويل
طويل ، و لكنّهم كانوا مؤمنين
أيضاً بأنّ الطريق يبدأ بخطوة ،
ولذلك قرّروا أن يبدؤوا هذا
المشوار الطويل .
يقول أيمن عقيل أحد
هؤلاء الشباب : قبل أن نبدأ
حملتنا كان من المهمّ لنا أن
نمتلك إحصاءات عن واقع التدخين
بشكل دقيق في الجامعة أي العدد
الفعليّ للطلاب المدخّنين و
الطالبات المدخّنات و الأسباب
التي دفعتهم للتدخين و عن
الأسباب التي قد تجعلهم يتّجهون
لتركه و من هنا كان لا بدّ من
إجراء هذا الاستبيان الذي
مكّنتنا نتائجه فيما بعد من
اختيار محاور حملتنا و ندواتنا
التي سننفذ منها إلى عقل
المدخّن و نقنعه من خلالها
بالإقلاع عن التدخين.
و يضيف صديقه مازن
صابوني : رغم الترحيب بالفكرة و
الدعم الذي لقيناه من الاّتحاد
الوطنيّ لطلبة سورية و الدكتور
رئيس جامعة حلب حيث إلا أنّ ذلك
لم يمنع تعرّضنا للعديد من
المضايقات أثناء توزيعنا
للاستبيانات من قبل بعض
المستهترين الذين كانوا
يتعمّدون إشعال سجائرهم عندما
نقدّم لهم ورقة الاستبيان أو
يملؤون الاستبيان بطريقة ساخرة
كأن يذكروا بأنهم يدخّنون ألف
سيجارة يوميّاً أو أنّهم بدؤوا
التدخين عندما كان عمرهم ثلاثة
أشهر ، و بالطبع استبعدنا مثل
هذه الأوراق من نتائج
الاستبيانات و صبرنا على
استفزازات و استهتار البعض .
بينما يخبرنا محمّد
يسار مجنّي أحد الشبان
المشاركين في الاستبيان : كنّا
أوّل المتفاجئين بنتائج
الاستبيانات فلم يكن ليخطر
ببالنا أنّ طلاب جامعتنا ينفقون
حوالي مليون ليرة يوميّاً على
التدخين أو أنّ 54 % من الطلاب
المدخّنين بدؤوا التدخين في سنّ
الجامعة ، بالإضافة إلى أمر آخر
ملفت رصدته نتائج الاستبيان و
هو تزايد انتشار ظاهرة تدخين
الأركيلة فمن الـ 360 مليون ليرة
المهدورة سنويّاً على التدخين
تنفرد الأركيلة بـ 104 مليون ، و
فيما 5 % من مدخّني السجائر فقط
هنّ من الإناث ترتفع نسبة
مدخّنات الأركيلة إلى 20 % من
إجمالي المدخّنين .
لكن عبدالله كراكشة
ينظر إلى نصف الكأس الممتلئ
بكثير من التفاؤل فيقول : إن 68 %
من المدخّنين الحاليّين
يفكّرون بترك التدخين وفيما ذكر
52 % من هؤلاء أنّ شعورهم بالضرر
الصحيّ للتدخين يقف وراء
تفكيرهم بتركه أشار 27 % منهم إلى
أنّ دافعهم دينيّ مقابل 21 % كان
دافعهم اقتصاديّاً واجتماعيّاً
، و يرى عبد الله أنّ الأمر
الإيجابيّ الآخر الملفت أنّ 81 %
من طلاب الجامعة بما فيهم
المدخّنون ينزعجون من دخان
السجائر ، وأنّ 62 % من الطلاب
يؤيّدون امتناع مقاصف الجامعة
عن استقبال المدخّنين .
و أشار المشارك
فؤاد عقّاد إلى أنّ الحملة
ستستمرّ من خلال ندوات ستقام
يومي 4 – 5 / نيسان بجامعة حلب و
سيشارك بها مجموعة من أساتذة
كلّيّة الطبّ و كلّيّة التربية
و قسم علم الاجتماع و رجال دين ،
مع إصراره على أن يشكر الدكتور
عبدالله خوري رئيس قسم أمراض
الصدر بمشفى حلب الجامعيّ الذي
كان أباً روحيّاً و موجّهاً
علميّاً لهذه الحملة .
سيريانيوز توجّهت
للدكتور محمّد نزار عقيل رئيس
جامعة حلب الذي تحدّث قائلاً :
أشعر بالحزن عندما أرى طلاباً
يدخّنون ، يجب أن نسعى و أن
نكثّف جهودنا في البداية على
توعية الشباب بمضار التدخين من
خلال الندوات و الإعلانات و
نشرات التوعية ، وبعدها من
الممكن أن ننتقل في مرحلة لاحقة
إلى خطوات احترازيّة تجاه
المدخّنين كتخصيص أماكن خاصّة
بالمدخنين في المقاصف ومنع
التدخين داخل المباني
الجامعيّة ممّا يفرض عليهم
العزلة التي ستشعرهم أنّهم أقلّ
مكانة من سواهم و بالتالي قد
يعيدون التفكير بتدخينهم .
و ختم الدكتور عقيل
حديثه قائلاً : أودّ أن أقدّم
عبر سيريانيوز تحيّة للشبّان
المتحمّسين الذي قاموا بهذه
الحملة و للاتّحاد الوطنيّ
لطلبة سورية – فرع جامعة حلب
الذي تبنّى حملة هؤلاء الشبّان
و عزّزها. كما أشكر أعضاء الهيئة
التدريسية بكلية الطب والمركز
السوري لأبحاث التدخين ولكل
الجهات المشرفة والمتعاونة ،
وشكر لشركات الأدوية الوطنية
على دعمها لحملة طلاب جامعة حلب
لمكافحة التدخين .
محمد ديبة ـ جامعة
حلب
سيريا نيوز1/4/2006
-------------
جهد
وطني مميز ، نشكر كل من ساهم في
إنجاز هذا التقرير ، كما نشكر كل
من أبرز ونشر.
مركز
الشرق العربي
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|