ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 28/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الخيانة الوطنية ليست وجهة نظر ...!

-1-

لم تفاجأ أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي , وقيادة التجمع , وأوساط المعارضة الوطنية الديمقراطية في سورية , بخبر الزيارة التي قام بها فريد الغادري - الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويقيم في الولايات المتحدة - إلى الكيان الصهيوني في فلسطين , بدعوة رسمية من لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي , والتي أشار إليها البيان الصادر على لسان الناطق الرسمي لما يسمى ( حزب الإصلاح السوري )وما ورد فيه من تبريرات مضحكة مبكية مفادها أن النظام السياسي يفاوض أمريكا و" إسرائيل", وكذلك ماورد في البيان من إدعاءات حول " زيارة الضفة الغربية للقاء الشعب الفلسطيني والوقوف على أحواله ...".

إن السبب في عدم المفاجأة والاستغراب بالنسبة لنا هو أن الغادري منذ أن أعلن عن تأسيس حزبه من واشنطن عبر عن نواياه بوضوح في أحاديثه وبياناته وتصريحاته واعتبر المعارض( أحمد الجلبي )في العراق النموذج المفضل لمعارضة نظم الاستبداد , وأن الطريقة التي اتبعها الجلبي لتغيير النظام السابق هي المثلى سواء بالعمل على إقناع الإدارة الامريكية عن طريق التقرب من (إسرائيل) , أو باستعداء قوى دولية للقيام باحتلال العراق لإسقاط النظام , وتنصيب أعوان الاحتلال , ومع أن النتائج كانت كارثية على العراق من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعد تدمير الدولة ذاتها وإثارة العصبيات الأثنية والدينية والطائفية والمذهبية , وتوفير أجواء ومناخات الحرب الأهلية وتداعياتها لتقسيم العراق وبلقنته  وما يتعرض له شعب العراق من مجازر جماعية واغتيالات وتهجير , يقف وراءها المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة , ومع ذلك فإن الغادري لم يأخذ درس العراق بعين الاعتبار ولايزال يعتبر أن زيارة الكيان الصهيوني هي المدخل لاقناع المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية المتحالفين مع الصهيونية بتبني الغادري وأمثاله ليكونوا قادة التغيير في سورية .

-2-

    والمريب في الأمر أن بيان ( حزب الغادري ) يتحدث عن تفقد أحوال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية , وهو يعلم أن هذا الشعب يتعرض يومياً في الضفة والقطاع للحصار وللتدمير والقتل والإبادة الجماعية على  أيدي مجرمي حرب عنصريين ( نازيين جدد ) في الوقت الذي يقوم فيه هو ووفد من حزبه - الوهمي – بزيارة ودية لقادة العدو وممثليه في الكنيست , ولعل الغادري قد أدرك أنه لا يجرؤ على هذه الزيارة بعد أن واجهه نواب الكنيست عن عرب الداخل بتهمة الخيانة .

كما ان من المريب أن يشير البيان إلى أن الزيارة تهدف إلى ( التداول في شؤون السلام )بدون الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني قد جبل على العنصرية والاستيطان والعدوان ولا يعرف للسلام معنى و أنه مزق اتفاقيات أوسلو ووادي عربة وشرم الشيخ بالتواطؤ مع المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية , وحقيقة الأمر أن الغادري لايريد الاكتفاء بالاتفاقات الرسمية التي تعقدها بعض النظم الرسمية العربية في ظل التمزق والتفكك العربي الخطير , لأنها لم تحقق عملية التطبيع مع العدو على المستوى الشعبي , ويحاول أن يدفع للتطبيع الشامل مع العدو على طريقته ليختصر الطريق ويخرق الحصار الشعبي لاتفاقيات الإذعان الرسمية , وهذا ما يعنيه البيان في قوله ( عزمنا على حمل رسالة شعبنا السوري إلى شعب إسرائيل , نحن السوريين ننشد سلاماً يعيد إلينا حقوقنا كاملة ) , في حين أن العدو الإسرائيلي يتنكر لحقوق شعب فلسطين رغم الاتفاقيات الكثيرة التي أبرمها وجعلها تذهب أدراج الرياح بسبب إستمراره في عمليات حصار السلطة الفلسطينية وقطع مصادر تمويلها واقتحام مقراتها , سواء في مرحلة القائد الشهيد ياسر عرفات , أو في مرحلة أبو مازن , أو في مرحلة حماس ثم حكومة الوحدة الوطنية لتأجيج عوامل الصراع والفتنة الأهلية في أوساط السلطة , وانعكاساتها الخطيرة على مستوى الشارع الفلسطيني وبخاصة بين فتح وحماس , ليتكفل المتعصبون والمتشددون  بالباقي .

إن حديث الغادري عن الشعب السوري وعن المعارضة محاولة رخيصة لإبراز دوره ودور حزبه المزعوم , فهو لا يمثل الشعب السوري ولا يمثل المعارضة الوطنية الديمقراطية إنه (( نبت       شيطاني غريب)) ولهذا لم تقبله المعارضة في صفوفها عندما حاول التقرب منها بطلب الانضمام إلى إعلان دمشق وإن المعارضة الوطنية ملتزمة بأهداف شعبها بالحرية والتحرر والوحدة الوطنية المرتكزة إلى التعددية السياسية الفعلية والنهج الديمقراطي وسيادة القانون في دولة المؤسسات , والتداول السلمي للسلطة والعدل الإجتماعي , دولة المواطنين الأحرار التي لا مكان فيها لاستمرارية النهج الشمولي  الذي ينتج الاستبداد والفساد واحتكار السلطة ولا مكان فيها للزاحفين على أعتاب العدو لإفتقارهم إلى أي وجود أو تأثير شعبي على أرض الواقع .

 ومع احترامنا لكل وجهة نظرأو رأي مخالف غير أن الخيانة الوطنية ليست وجهة نظر.

دمشق 14 /6/2007

أ . حسن اسماعيل عبد العظيم

الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي

أمين عام حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ