بسـم الله الرحمـن الرحيـم
الحوار
هو السبيل الأوحد
لتجاوز
الأزمة الفلسطينية الراهنة
يا شعبنا الفلسطيني المصابر؛
تتسارع التطوّرات المقلقة في
الساحة الفلسطينية في الأسابيع
الأخيرة، على نحو مثير لقلق
أبناء الشعب الفلسطيني في شتى
أماكن تواجدهم، ومعهم كافة
الأشقاء والأصدقاء المخلصين
لهذا الشعب وقضيته العادلة.
وإننا في ظل هذه التطوّرات؛
لنبعث برسالة تحذير قوية من
خطورة إيصاد أبواب الحوار
الوطني في الساحة الفلسطينية،
لافتين الانتباه إلى أنّ مسالك
الحوار والتواصل هي المدخل
الأوحد للتعامل مع الخلافات
والتباينات بين الأشقاء،
للوصول إلى تفاهم ينهض على
أرضية مشتركة تسترعيها المصلحة
العليا للشعب الفلسطيني وقضيته
العادلة.
وإننا إذ نجدِّد في هذا
المقام تأكيدنا، أنّ التناقض
الأوحد بالنسبة للشعب
الفلسطيني، بكافة قواه وفصائله
وقياداته؛ كان وينبغي أن يبقى
مع الاحتلال الإسرائيلي
ومشروعه المزمن في العدوان على
الوطن والأرض والإنسان
والمقدسات؛ فإننا نلفت الأنظار
إلى خطورة الركون إلى الدور
الذي يمارسه الجانب الإسرائيلي
ومعه الدور الأمريكي اللصيق به،
في تكريس الانقسام في الساحة
الفلسطينية، وتأجيج الأزمة
الداخلية في هذه الساحة بشتى
السبل.
ولا يجوز بحال، بمنطق المصلحة
الوطنية، وبحسّ الضمير
الفلسطيني الحيّ، وبمقتضيات
مشروع هذا الشعب في الحرية
والانعتاق من ربقة الاحتلال؛ أن
يجري إيصاد الأبواب بين أشقاء
الوطن وشركاء القضية، بينما يتم
إسراع الخطى في التنسيق مع
قيادة الكيان الإسرائيلي
والتواصل معها والاجتماع
إليها، وهو ما يحمل دلالات
شديدة الخطورة ووخيمة العواقب
على قضيتنا الوطنية، في هذا
المنعطف الحرج بالذات على نحو
خاص.
شعبنا الفلسطيني الصامد؛
لقد برهنت التطوّرات التي
طرأت منذ الانتخابات التشريعية
الأخيرة في الضفة والقطاع، ومن
قبلها جولات الانتخابات
البلدية؛ كم أنّ الساحة
الفلسطينية باتت مكشوفة
لتحركات الأطراف الخارجية
ومحاولاتها لتقويض خيار شعبنا
الوطني المستقل.
ويدعونا هذا، إلى أن نعبِّر
عن عميق قلقنا وانشغالنا، من
مغبة ارتهان أي من أطراف الساحة
الفلسطينية للمطالبات
والإملاءات والضغوط الصادرة عن
خصوم شعبنا، وبخاصة عبر العلاقة
التحالفية الإسرائيلية –
الأمريكية، والتي كان لها دورها
المؤكد في تأزيم الموقف الداخلي
في ساحتنا الفلسطينية ومحاولة
الدفع باتجاه حرب أهلية لاحت
نُذُرها في أفق مشروعنا الوطني
في الشهور الأخيرة.
إنّ الأطراف الفلسطينية
كافة، مدعوّة اليوم، وأكثر من
أي وقت مضى، إلى التنبّه لخطورة
ما يُحاك لشعبنا ويُدبّر من
جانب خصومه، بعد أن أعجز
الفلسطينيون بمقاومتهم وصمودهم
وتشبثهم بحقوقهم الثابتة،
أعجزوا مشروع الاحتلال وأرغموه
على الحدّ من أطماعه والكف عن
توسّعه. ولذا؛ فإنّ حماية
القرار الفلسطيني وصون
استقلاليته، هو مطلب لا غنى عنه
من مطالب المرحلة، خاصة في ظل
التهديدات المحيقة بهذا
القرار، والتي نلمسها جميعاً
واقعاً مخيِّماً على ساحتنا
الفلسطينية.
يا أبناء شعبنا؛
إنه لمن دواعي الأسف؛ أن
تتداعى بعض الأطراف والأوساط،
إلى تأجيج أتون الخلاف في
الساحة الفلسطينية، وتأليب
الأطراف الشقيقة بعضها على بعض،
مع تجاهل المسؤولية الأدبية
والتاريخية الملقاة على كاهل
كلّ منها، في العمل على تضييق
شقة الخلاف ورأب الصدع بين
أبناء الوطن وشركاء القضية.
ولا ريب أنّ ما ينتظره
الفلسطينيون من الأطراف كافة،
وبخاصة على المستوى العربي وفي
نطاق الساحة الفلسطينية ذاتها؛
هو التماشي مع مقتضيات جمع
الشمل وتعزيز اللُحمة الداخلية
وتجسير الفجوات المؤسفة
القائمة، لا تعميقها وتأجيج
أوارها والدفع إلى خطوات
متسرِّعة غير مسؤولة وخطاب
متشنج يضرّ ولا ينفع.
وإنّنا على ثقة، أنّ شعبنا
الفلسطيني الذي يراقب بدقّة ما
يدور في ساحته الداخلية من
تفاعلات؛ لن يغضّ النظر عن أي
محاولة للقفز على الشرعية أو
انتهاك خياره الانتخابي الحرّ
أو اتخاذ خطوات تتناقض مع
مقرّرات دستورية، أو الضرب
بمصالحه الوطنية عرض الحائط،
عبر التماشي مع السياسات التي
لا تريد الخير لهذا الشعب ولا
لقضيته العادلة، والتي تعبِّر
عنها أساساً قيادة الاحتلال
الإسرائيلي وحليفها الأمريكي.
وقد راعنا في هذا الصدد
أيضاً؛ أن يتداعى المجلس
المركزي لمنظمة التحرير، إلى
الالتئام على هذا النحو المؤسف
الذي جرى في رام الله يومي
الأربعاء والخميس، العشرين
والحادي والعشرين من حزيران
(يونيو)، ليخرج بمقرّرات لا
تنسجم مع تطلعات شعبنا
الفلسطيني في جمع الكلمة ورصّ
الصفوف والالتفات إلى الاحتلال
وتهديداته. وما كان ينتظره
الشعب الفلسطيني وكافة
المخلصين لقضيته الوطنية
العادلة؛ هو أن يسعى هؤلاء
المجتمعون وغيرهم إلى الخروج
بمبادرات وخطوات ودعوات تبحث عن
مخارج للأزمة القائمة على قاعدة
الوفاق لا الشقاق، والوئام لا
الخصام، والوَحدة لا تعميق
الشروخ والانقسامات أو سكب
الزيت على نار الموقف المضطرم.
كما أنّ ما انتظره شعبنا
طويلاً؛ هو المضيّ في خطوة
إعادة بناء منظمة التحرير بموجب
ما جرى تأكيده في حوارات
القاهرة ومكة المكرمة، وإصلاح
مؤسساتها على أسس سليمة
ديمقراطية وشفافة، تضمن
تمثيلاً حقيقياً وفاعلاً لهذا
الشعب، بما ينهض بقضيته الوطنية
في هذه المرحلة الدقيقة، وبما
يمنح الشرعية لأي مقرّرات تصدر
عن المنظمة التي يُفترَض أن
تكون بيتاً واسعاً للفلسطينيين
بأطيافهم، لا يضيق بإرادة الشعب
وخياراته الحرّة.
شعبنا المصابر؛
لا تغيب عن الأنظار في هذا
الصدد، تلك المحاذير المتصاعدة
بشأن فرض عقاب جماعي جائر على
أبناء شعبنا الفلسطيني
الصامدين في قطاع غزة، بالسعي
إلى تجويعهم وحرمانهم من الدواء
وعزلهم عن العالم الخارجي، في
ممارسة بشعة بدأت أماراتها تلوح
في الأفق، وهو مسعى يقتضي من
كافة الأطراف تشديد النكير عليه
والتحذير من مغبة الإقدام عليه.
وإننا إذ نطالب برفع الأصوات
المنددة بأي توجّه من هذا
القبيل، فإننا نطالب فوق ذلك
بضرورة ممارسة الضغوط على حكومة
الاحتلال وقطع أي اتصالات معها،
وخاصة في ظلّ ملابسات كهذه
تنتهك أبسط المعايير الإنسانية
والأخلافية، وتنمّ عن عنصرية
فاضحة وخرق جسيم للالتزامات
بالقانون الدولي.
وإننا إذ نشدِّد كذلك على
الوحدة الجعرافية للوطن
الفلسطيني بكامله، وعلى تماسك
أبناء شعبنا في الوطن والشتات
بشتى أطيافهم وعلى وحدة مصيرهم
وهمهم الوطني المشترك؛ فإننا
نؤكد في الوقت ذاته؛ أنّ
المرحلة العصيبة التي يجتازها
شعبنا الفلسطيني، تفرض على قواه
وفصائله وقياداته، أن يكونوا في
مستوى المرحلة وتحدياتها، وأن
يعملوا بالمسالك المشروعة على
انتشال الواقع الفلسطيني
الراهن من حالة الانسداد
الداخلي التي تخيم عليه، وأن
يضمنوا عدم انحراف البوصلة عن
الاتجاه الصحيح الذي عبّدته لنا
أفواج الشهداء عبر ثلاثة أرباع
القرن من النضال والكفاح
العادل.
لندن، في الثالث والعشرين من
حزيران (يونيو) 2007
المـوقــِّـعـــون:
عادل عبد الله- الأمين العام
لمؤتمر فلسطيني أوروبا
- النمسا
ماجد الزير- مدير مركز
العودة الفلسطيني- بريطانيا
حافظ الكرمي- رئيس المنتدى
الفلسطيني- بريطانيا
موسى الرفاعي -
مدير مركز العدالة
الفلسطيني – السويد
أسامة عبد الحليم - عضو
أمانة عامة لاتحاد الجمعيات
والروابط الفلسطينية - السويد
عماد الحاج - مدير جمعية
القدس - جوتنبرغ - السويد
جميلة إسماعيل
- مدير جمعية السلام لحق
العودة- جوتنبرغ - السويد
الدكتور عامر الشوا –
الجمعية التركية للتضامن مع
فلسطين - تركيا
محمد سلامة - رئيس المنتدى
الفلسطيني - الدانمرك
يحيى عابد
- مدير مؤسسة الحق الفلسطينى-
دبلن - إيرلندا
أمين أبوراشد - المنتدى
الفلسطيني - لاهاي – هولندا
إبراهيم حسن -التجمع
الفلسطيني - هولندا
علي سنلو – مؤسسة القدس –
هولندا
سعيد الهنداوي – مؤسسة
ادعموا فلسطين –هولندا
أسامة شومرية - خبير نفساني
ورئيس رابطة فلسطين بالنمسا
جمال حشمة - رئيس جمعية
المغتربين الفلسطينيين - النمسا
رحاب بدر - رئيسة رابطة
المرأة الفلسطينية- النمسا
إياد فتحي - جمعية أصدقاء
الطالب- النمسا
باسل مرعي - نائب رئيس اتحاد
المنظمات الاجتماعية في
أوكرانيا - أوكرانيا
وليد أبو الشوارب – التجمع
الفلسطيني - المانيا
د. علاء الدين علي عوض –
لجنة مناصرة شعب فلسطين –
إسبانيا
حسن شلايل - رئيس الجالية
الفلسطينية - فلنسيا – إسبانيا
إبراهيم العبادلة –
الجمعية اليونانية لمساعدة
ورعاية الطفل – اليونان
البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|