إلى
من يهمه الأمر.. الصورة قاتمة!!
عز
الدين نابلسي
جميعنا يعلم كم تبذل الحكومة
ومعها الجهات المعنية والمختصة
في الوزارات والمؤسسات
والمديريات والشركات التابعة
لها من جهود جبارة لتحسين واقع
أداء عمل هذه الجهات وبالأخص
لدى الجهات التي لها في المنافذ
الحدودية الحساسة ممثلون عنها.
مثل الجمارك والجوازات والشرطة
ذات الصلة والاحتكاك المباشر
بالقادمين والزائرين العرب
والأجانب من أصحاب الفعاليات
الاقتصادية ومن مختلف الشرائح
والطبقات الاجتماعية الأخرى.
وبطبيعة الحال من المفترض أن
يكون العاملون في هذه المنافذ
من خيرة الناس الذين يجب أن
يعكسوا بتصرفاتهم وعملهم
الصورة الحسنة والمثلى عن
أنفسهم أولاً وعن الجهات التي
يمثلون ثانياً، وثالثاً إبراز
وجه سورية الحضاري المشرق الذي
تتصف به عبر التاريخ، ويجب أن
تستمر هذه الصورة وتتعزز اليوم
وغداً وفي قادم الأيام.
لكن بعض العاملين من أصحاب
النفوس الضعيفة من الذين يصلون
إلى هذه المراكز والمواقع
الحساسة بطريقة أو بأخرى، لا
يأبهون للإساءات التي
يرتكبونها عن سابق عمد وتصميم
صغيرة كانت أم كبيرة.
ومن هؤلاء بعض العاملين اليوم في
منفذ الجمارك في مطار دمشق
الدولي، الذين احتجزوا نماذج
ألبسة تابعة لشركة AAJ
الإماراتية الإيرانية، كانت
تريد المشاركة في معرض الألبسة
الدولي الأخير في حلب، الذي
أقيم من 29/6/ إلى 2/7/2007.
وكانت الشركة المذكورة قد نقلت
نماذج الألبسة للمشاركة في
المعرض على متن الطائرة العائدة
لطيران الإمارات انطلاقاً من
دبي ووصلت إلى مطار دمشق الدولي
بتاريخ 24/6/2007 الساعة السابعة
مساء، وكان أصحاب الألبسة
يريدون إدخالها على شكل صحبة
مسافر، كما جرت العادة في
مشاركاتهم الدولية السابقة.
لكن اللافت في الأمر كما يقول
أصحاب الشركة، هو عدم وضوح
تعامل عناصر الجمارك في المطار
بشكل واضح معهم بالرغم من أنهم
أبرزوا لهم شهادة المنشأ التي
طلبوها، وأداروا معهم حوار
الطرشان إلى أن تبين لهم أنهم
يريدون ابتزازهم على مبدأ يجوز
ولا يجوز إدخال هذه الألبسة،
إلى أن أصاب أصحاب الألبسة
الإعياء وقرروا تأجيل البت
بإخراج البضاعة لوقت آخر عسى أن
يقتنع العاملون في الجمارك بأن
البضاعة للعرض وليست للبيع.
ثم دارت في الأيام التالية
حوارات أخرى مع مركز الجمارك
للإفراج عن هذه النماذج
لإلحاقها بالمعرض، ولم تجد هذه
الحوارات نفعاً وظهرت وتكشفت
محاولة الابتزاز والمساومات
على ما يجب دفعه لعناصر الجمارك
من ألوف الليرات السورية واستمر
حجز البضاعة المذكورة لغاية
اليوم قبل الأخير للمعرض، ما
اضطر أصحاب الشركات الإماراتية
الإيرانية لدفع مبلغ لعناصر
الجمارك وصل إلى زهاء 70 ألف ليرة
سورية فقط لاغير، ثم أفرج عن
البضاعة وتم إلحاقها بالمعرض في
اليوم الأخير فقط.
وذكر مدير الجناح المشارك في
المعرض لتشرين: أنني لم أكن
أتوقع حصول مثل هذا الأمر معي
إطلاقاً وبالأخص في سورية التي
سمعنا واطلعنا على بعض ما تحقق
فيها من تطوير وتحديث في
الأنظمة والقوانين لإزالة ما
لحق بها سابقاً من سوء سمعة،
وأجد نفسي اليوم أننا وقعنا
ضحية أشخاص ضعاف النفوس مع
قذارة شديدة في أسلوب المعاملة
والمخاطبة والابتزاز، تخالف
إلى حد كبير ما نعرفه وما سمعناه
من المسؤولين السوريين ومن
أصحاب الفعاليات الاقتصادية
والتجارية الذين دعونا
للمشاركة في هذا المعرض، ونأمل
أن تزول هذه الصورة وهذه
التصرفات من هذه المواقع بأقرب
وقت.
صحيفة
تشرين - رأي /10 تموز 2007
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|