ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 22/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القيادي في "إخوان سوريا" .. لـ "الوقت":

زهير سالم :

 ليس في الإسلام رجال دين ولا مؤسّسة دينيّة

الوقت – نادر المتروك

القيادي في جماعة الإخوان المسلمين السّورية، زهير سالم (مواليد حلب 1947م)، ينظر إلى الإخوان المسلمين باعتبارهم امتداداً لدعوة الإسلام الأولى، ولا يمكن تأطيرها بالأشخاص أو بالتنظيمات الحزبيّة. وفي حين يؤكّد سالم على أن تجربة الإخوان في سوريا كانت ناجحة في العمل التدريجي؛ فإنه يدعو إلى عدم الاستهتار بعوائد المجتمع في مجال العمل الدّيني. في هذا الحوار؛ نبحث مع سالم في بعض الأفكار التي تميّز بها، ومنها أطروحته في التفكير المجتمعي، وفي البغي المذهبي. وبرغم تمسّك سالم، الذي يدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية في لندن، بمرجعية النصّ وقدسيته، فإنه يرفض وجود مؤسسة دينية في الإسلام، داعياً إلى التجديد الديني المتواصل الذي يضمن استمرارية الشريعة، ويقول بأن إخوان سوريا طرحوا مشروعاً يفوق في عصريته وحداثته طروحات الحداثيين. وهذا نصّ الحوار.

 

* تعتبر جماعة الإخوان المسلمون من كبريات الحركات الإسلامية الحديثة، وهي لازالت تمثل الحاضن الحركي للعديد من الجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي. كيف تقيّم المسار العام للجماعة منذ التأسيس التاريخي على يد الإمام البنا وحتى اليوم؟

 

- أولاً أشكر لكم إتاحة هذه الفرصة للحديث في صحيفتكم الغراء. أنا لا أعتقد أن (الإخوان المسلمين) يمثلون حزباً أو إطاراً محدّداً لمجموعة أشخاص يلتقون على هدفٍ أو على فكرةٍ كما هي حال الأحزاب الأخرى. الإخوان المسلمون هم تعبير عن وجودٍ أو عن استمرار وجودٍ كانت بدايته مع دعوة الإسلام الأولى التي أطلقها محمد صلى الله عليه وسلم. فالإخوان المسلمون بهذا المعنى هم موجودون قبل حسن البنا، وسيبقون موجودين حتى بعد أن يغيب الإخوان المسلمون (الإطار) أو (الاسم). كلّ الذي فعله حسن البنا أو مصطفى السباعي هو أنهم نظّموا هذا الوجود. في كلّ بلدٍ عربي أو إسلامي تجد مجموعة من العاملين يمكن أن تطلق عليهم بوضوح اسم (الإخوان المسلمين)، مع أنهم لم يختاروا لأنفسهم هذا الاسم. لا شك أنه خلال مسار تاريخي محدّد منذ ما يقرب من قرن؛ حَصَلَ الكثيرُ من المتغيّرات التي تقتضي من الجماعات الحيّة إحداث استجاباتٍ مناسبة لها، وهذا ما قامت به جماعة الإخوان المسلمين. عندما تكون معبّراً عن واقع ستتكيّف مع هذا الواقع من خلال المعطيات الثابتة التي تمثلها، وعندما تكون معبّراً عن (ذات) أو عن أفكار مجرّدة فإنك تتصلّب أو تتكلّس عند ذاتك أو عند أفكارك المجردة. هذا ما يحدث للنظام العربي اليوم، فالحاكم يتكلّس عند ذاته، وعند فكرة بقائه.

 

* ما هي ملامح التمايز والتشابه بين الإخوان المسلمين في سوريا والإخوان المسلمين في مصر مثلا؟ وكيف تحلّل وضعيّة الإخوان المسلمين في منطقة الخليج العربي؟

 

- الإخوان المسلمون ليسوا أشخاصاً. وما يجمع الإخوان المسلمين هو وحدة الرؤية: الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة. وعندما يزول جميع الأشخاص تظلّ الفكرة باقية. ولذلك يتفاوت علماء الإسلام ومنهم الإخوان المسلمون في رؤيتهم لطريقة تنزيل نصوص الإسلام على الواقع، مثلاً في سورية ومصر الأمور أكثر تشابهاً، لأسبابٍ تتعلق بالتطوّر السّياسي والثقافي والاجتماعي. أما بخصوص دول الخليج؛ أنا آسف لعدم إطلاعي على تجارب التنظيمات الإخوانية فيها، ولكنني على يقين أن الإخوان هناك سيكونون قادرين على تمثيل الرؤية الإسلامية في مجتمعاتهم ودفعها إلى الأمام. نلحظ في هذه الدول خلافاً في المواقف، ولاسيما حول بعض القضايا الاجتماعية، وما يتعلق منها بالمرأة بشكل خاص. ولكننا نعتقد أن الإخوان في مجتمعاتهم يمثلون قوى تطوّر تقدّمي ولا يمثلون قوى إعاقة أبداً. بعض القوى التي تستهتر بمشاعر الناس وعوائد المجتمع تحاول أن تخرج على الواقعية المجتمعية بنوع من الثورة الخرقاء، ولا نظن أن الإخوان المسلمين يمكن أن يتابعوا هؤلاء.

 

المجتمع المفكر.. والنهوض الحضاري

* لديكم رؤية بحثية حول "المجتمع المفكّر"، ذاهبين إلى اعتبار التفكير المجتمعي العام فريضة قرآنية. ما هي الملامح الأساسية لأطروحة "المجتمع المفكّر"؟

 

- بناء الإنسان المفكّر وبالتالي المجتمع المفكّر مطلبٌ قرآني أساسي. الفقهاء يعتبرون التقليد في فروع الإسلام رخصة للمسلم العاجز عن النظر، وليس أصلاً في حياة المسلمين. أما في أصول الدين فإن الرخصة لم تكن بهذه السّعة. يقول علماء أصول الدين (علم التوحيد) أو علم العقائد أنه لا بد للمكلف من حظ أدنى من النظر يدرك به حقيقة إيمانه. والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم امتحنَ المرأة المعاقة البكماء بسؤاله (أين الله..)؟! والقرآن الكريم جعل التفكير مطلباً فردياً وجماعياً ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة)، كما جعل التفكير في الكون والحياة مدخلاً أساسياً للإيمان. إنّ القرآن يتحدّى الناس بالتفكير ويدعوهم إليه، ويفتح عقولهم وقلوبهم على حقائقه، ويشنّع على التقليد والإمعات ومتبعي الآباء والأجداد على غير بصيرة.

 

* النقاش الذي يفتحه البعض هو أن الدعوة إلى العقل في القرآن كانت نخبوية وليست عامة. ماذا تقول؟

 

- علينا أن نتذكر أن القرآن توجّه إلى أمة أميّة، لم يكن الخطاب وهو يتحدّث عن خلق السماء والأرض والسحب والرياح، والليل والنهار، والشمس والقمر والحياة والموت يتوجّه إلى علماء أو مثقفين أو مفكرين؛ وإنما كان يتوجّه على العموم إلى أمةٍ أميّة يطالب الفرد فيها ويطالب الجماعة منها أن يتفكّروا أو يتدبّروا أو يتعقلوا ليدركوا الحقائق. القرآن اعتبر التفكيرَ مدخلَ الإيمان ومقدّمة له وهو قرّر هذا في أكثر من موطن بلهجة التحدّي، وحسب القرآن الكريم فإن نتائج هذا التحدي ستكون مقبولة (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). والله سبحانه وتعالى خلق الجنة وخلق لها أهلها، وخلق النار وخلق لها أهلها. وقال كما في الحديث الصحيح هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي. ربما هناك سوء فهم للموقف الإسلامي حتى من بعض المسلمين لهذه الحقيقة.

 

* كيف تعلقون على بعض الآراء التي رأت أنكم كنتم متردّدين في منح التفكير مساحته الطبيعية وذلك لكونكم، في نهاية المطاف، ترهنون الفكر إلى قدسية النصّ ومرجعيته؟

 

- لقد اطلعتُ على تعليق أحد الأفاضل على ما كتبت. شعرتُ حينها أن الفاضل المذكور يريد العبارة في مقام تكفي فيه الإشارة. فأنا مع تمسّكي بقدسية النص وبمرجعيته أيضاً بالنسبة للمؤمنين به وفي مجتمعاته؛ لا أرى قدسية النص تتعارض مع حرية التفكير. كيف وهذا النص نفسه هو الذي يفتح باب التفكير ويدعو إليه، ويفرضه، ويقبل نتائجه؟! تبقى هناك في عالمنا العربي حالات من المراهقة الفكرية حيث لا يعدّ الإنسان نفسه مفكراً إلا بالعدوان على النصّ، والسخرية من عقائد المجتمع وثوابت الناس، أو الاستهتار بمعطيات الحوار الفكري. إذا عدت إلى التراث الفكري والثقافي ستجد أن علماء الأمة ومفكريها الثقات اختلفوا على مدارج طويلة من الخلاف، شرّقوا وغرّبوا وقدّموا وأخّروا، ولكن بمنهجية العالِم وحسن تأتيه في نفسه. في تفسير أبي بكر الرازي ـ صاحب مختار الصّحاح ـ يعرض ما يزيد على ألف وثلاث مائة مسألة حول آي من القرآن الكريم.. مما يدخل في باب (مشكل القرآن)، بعض الإشكالات تاريخي وبعضها عقلي، وبعضها ديني، ثم يجيب على هذه الإشكالات على طريقته وبأسلوبه. مرة أخرى رسالة الإصلاح السياسي أو الفكري أو الاجتماعي تتطلب منهجية قاصدة تصل إلى المطلوب بأقل ما يمكن من الفوضى أو الضوضاء وربما هذا يختلف عمّا يسعى إليه بعض طلاب الشهرة بالخروج على المستقر والمألوف. القاعدة الذهبية للمصلحين: اكسِ الفكرة ثوباً يصف تارة ويشف أخرى واجعلها تمرّ.

 

التفكير الطائفي أو البغي المذهبي

* ما هي رؤيتكم للمحاربات الطائفية الجارية اليوم؟

 

- (الطائفية) واحد من الأمراض القديمة/ الجديدة في حياتنا الإسلامية العامة. نشأنا في بيئةٍ تمايز وتنافس بين الشافعي والحنفي، ومع ذلك استطاع المجتمع السّوري المتديّن بالحكمة التي أشرت إليها أن يتجاوز هذه الحالة. المقياس الأساسي في تحديد منْ هو الطائفي أو في تحديد المنهج الطائفي هو أن نُمايز بين منْ (يمارس الطائفية) وبين منْ يتشكى منها. الشكوى من الطائفية ليس انغماساً فيها. والإشارة إلى مظاهر المرض وأعراضه وبؤره ليس وقوعاً فيه. كثيرون يخلطون بين ممارسة الطائفية وبين الحديث عنها أو الشكوى منها. نحن نحمل مشروعاً إسلامياً جامعاً يتجاوز جميع العنعنات التاريخية وندرك أن للتاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي مفرزاته، وأن علينا كمسلمين أن نحدّد نقطة انطلاق جامعة نحو المستقبل. والحركة المسدّدة جديرة بتذويب المفارقات. نقطة الانطلاق في معالجة (الشأن الطائفي) وجود العقلاء الممثلين لجميع الاتجاهات ومن ثم لقاؤهم وحوارهم للخروج من المأزق الطائفي. لا ننسى أن (الطائفية) أو (المذهبية) بعبارة أدق تتمثل في بعض الحالات بقوى مركزية، مسؤولية هذه القوى في هذه الحالة ستكون أوضح، أو تتمثل في مرجعيات، ومسؤولية المرجعيات النافذة ستكون أكثر تحديداً.

 

* أشير إلى أنكم أصدرتم ورقة في هذا الشأن، وبرغم أنكم تنطلقون من رؤية متسامحة مع الأطياف الإسلاميّة المختلفة، إلا أن هناك منْ يرى بأنكم وقعتم في فخّ الواقع الملتهب. هل يمكن معالجة الشأن الطائفي الراهن بمعزل عن "مؤامرة" الفتنة المذهبيّة؟

 

- موقفي من القضية المذهبية تحدّد بشكل علمي في ورقةٍ خاصة أصدرتها بعنوان (البغي المذهبي لن نسكت عنه ولن نستجرّ إليه). إذا توقفتم عند مصطلح (البغي) ستجدون أنه التعبير القرآني للإشارة إلى حالة الخلاف بين المؤمنين (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي)، وقال لسيدنا عمار رضي الله عنه : تقتلك الفئة الباغية. إن استعمال مصطلح (البغي) في الورقة الني قدّمتها بحد ذاته يحمل موقفاً ودلالة. أعتقد ككاتب وصاحب رسالة؛ من مهمتي الأساسية التنديد بما أظنه يشكل خطراً على مستقبل الأمة، ولو فُهم أحياناً على أنه موقف طائفي.

 

* على أيّ نحو تموْضع ظواهر التطرف والغلو ومشابهاتها في العصر الحديث؟ وهل ثمة علاقة بين التفكير السّلفي وانتشاره واتساع مظاهر التطرّف الدّيني اليوم؟

 

- بالنسبة (للغلو في الدين)، وهو المصطلح الذي أفضله، فهو الآخر ظاهرة تاريخية لها جذورها. ويمكن لأي إنسان أن يكون (غالياً) أو متطرفاً سواء كان سلفياً أو ظاهرياً سنياً أو شيعياً. التطرف أو الغلو ينشأ كردّ فعل على واقع أكثر منه استجابة لتغذية فكرية أو عقائدية. حين يوضع الإنسان أمام معادلة يصعب عليه فهمها أو استيعابها يرى في رفضها أيسر السّبل للانتصار عليها. بدأ الغلو بالخروج على الحكومات ثم تطوّر إلى الخروج على المجتمعات، ثم تطوّر كما نلحظه اليوم إلى الخروج على العالم. وللحقيقة والإنصاف فإن منْ يراجع مدرسة الفقه السلفي السياسية (الفقه الحنبلي) يجد هذا الفقه من أكثر المدارس الفقهية الإسلامية مرونة وتعاطياً مع الواقع، وتستطيع أن تعتبر الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى أحد المؤسسين الحقيقيين لفقه (المصالح والمفاسد) الذي يرفضه الغلاة اليوم، ويعيّرون الحركات الإسلامية الأخرى به. تستطيع أن تنسب اتساع ساحة التطرف اليوم إلى فداحة الظلم الذي يشهده الفرد، حيث أصبحت الحرب بكلّ فظائعها تعرض نفسها على كلّ فردٍ في غرفة نومه وعلى مائدة إفطاره. الطفل القتيل والبيت المهدوم، والتصريح المستفز، هذا ما يصنع التطرف في عالمنا العربي والإسلامي اليوم.

 

نعمل لإزاحة المؤسسة الدينية في الإسلام

* هل يمكن إنجاز إصلاح ديني من خارج المؤسسة الدينية، وعلى يد مفكرين ومثقفين لا ينتمون رسمياً إلى مؤسسة رجال الدين، خصوصا مع ملاحظة التركيب الاجتماعي العام للمسلمين والذي لا يثق إلا باللغة الدينية التي تخرج من الأطر الدينية التقليدية؟

 

- إحدى الأفكار التي نعمل جاهدين لإزاحتها عن الواقع الفكري والسياسي والاجتماعي هو وجود المؤسسة الدينية في الإسلام، أو وجود اختصاص لإكليروس أو لرجال الدين. ليس في الإسلام رجال دين، وليس فيه مؤسسة دينية. وكلّ مسلم مؤهل بالشروط العلمية المنهجية ليتحدّث عن الإسلام. وهذا جدير بإحداث حالة من (التدافع) الرباني الذي هو إحدى السنن الربانية في التغيير، البعض يسميّه فوضى! مرة أخرى نعود إلى الفرد المميّز والمجتمع المفكّر القادر على التمييز بين الحق والباطل، أو بين الخطأ والصواب  أو أحياناً بين الراجح والمرجوح أو بين المفضول والأفضل. الإصلاح الديني - وأحب أن أسميه (التجديد الديني) - سيكون وليد هذه الحركة الدائبة. هذا لا يلغي أن يكون للمسلمين عموماً مرجعية فقهية في حال غياب المرجعية السّياسية، ولكن المرجعية العلمية ليست سلطة مستبدّة، فكلّ متكلم في الشريعة يُردّ عليه سوى المعصوم عليه صلوات الله وسلامه. المجتمع المسلم يميّز لغة الصدق ويعرف أهلها، وينحاز إليهم، فهناك كثيرون يتحدثون بلهجة دينية إما تقليدية جامدة أو مزخرفة مموهة فلا هذا يقبل ولا ذاك يروج.

 

المفكرون المسلمون في الغرب

* كيف تقاربون مجموع الأفكار 'التجديدية' التي تطرحها النخبة المسلمة في أوربا بغرض إحداث معايشة هادئة، وسليمة مع الوسط الأوروبي، وفي الوقت ذاته تقديم إسلام "عصريّ"؟

 

- أميلُ في هذا السياق إلى الحديث عن (الإسلام المتجدد)، والتجديد مطلبٌ إسلامي أصيل يُطلق عليه الفقهاء اسم (تنزيل النصوص على واقع الناس)، والقاعدة الفقهية تقول (لا ينكر تغيّر الأحكام بتغيّر الأزمان). لا بد أن نقف عند الإمام الشافعي بين فقهين. إن عملية التجديد الإسلامي تتم في الشرق والغرب على السواء، والإخوان المسلمون في سورية قدّموا مشروعهم السياسي الذي شهد له العديد من المفكرين على أنه أكثر عصرية وأكثر حداثة من كثير من طروحات الحداثيين. إن الاستجابة الإسلامية لمتغيّرات الواقع في إطار الثوابت المطلقة هي في الحقيقة جوهر الموقف الإسلامي وسرّ خلود الشريعة الإسلامية. وعندما يقول الإسلاميون إن الشريعة الإسلامية تصلح لكلّ زمان ومكان فهذا هو المقصود، وليس المقصود أن الحركة الإسلامية حركة ماضوية ستعود بالحياة العامة في آفاقها السياسية والاجتماعية والثقافية إلى طرائق وأساليب العيش في القرون الأولى. إن الشريعة الإسلامية مقاصد تدور حول مصالح الأمة، وحيثما كانت المصلحة الشرعية المعتبرة فثمة شرع الله.

-------------------------

للإطلاع على المقابلة من مصدرها اضغط هنا

صحيفة الوقت – 20/7/2007

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ