ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
آن
لهذه السياسة أن تتغير! إعلان
دمشق الخميس/9/آب/2007
تشمل منطقة شمال وشمال شرق
سوريا محافظات حلب وريف حلب
والرقة والحسكة ودير الزور، وهي
المحافظات التي تشكل تكويناً
مميزاً في الحياة السورية من
جوانبها المختلفة. ففي هذه
المحافظات قسم كبير من ثروة
سوريا البشرية، حيث نحو ثلث
السكان او ما يزيد عن ذلك بقليل،
وفي هذه المحافظات تكمن ثروة
سوريا النفطية وجزء مهم من
ثرواتها الطبيعية الاخرى،
وفيها خزان سوريا المائي، حيث
الاهم من انهار ومجار مياه،
وفيها اوسع السهول والاراضي
الزراعية، وذلك ما اعطاها ميزة،
ان تكون المنتج الرئيس لمحصولين
استراتيجيين في الحياة السورية
من القمح والقطن مع اهميتها في
انتاج محاصل اخرى. ولعل الخاص في
محافظات الشمال وشمال شرق
سوريا، هو تكوينها السكاني الذي
يختصر خصوصية بلادنا في تنوعها
وغناها الانساني والحضاري الذي
عاش وتآخى في ظلالها العرب
والاكراد والاشوريين والسريان
والتركمان والارمن والمنتمين
الى جماعات اثنية وثقافية اخرى،
اغنت الحياة السورية على مدى
التاريخ ورسخت الكيان السوري في
روحية التشارك في اطار الوطنية
والمواطنة السورية. هذه المنطقة
المميزة من سوريا، تتماثل مع
بقية المناطق بما يصيبها من
ترديات السياسة الحكومية. حيث
التنمية غائبة او في ادنى
مستوياتها، والفساد منتشر
ومعمم، والادارة في ادنى
مستويات عملها، والحريات
والحقوق غائبة أو مغيبة، والحكم
الاول والاخير للاجهزة
الامنية، أكثر مما هي للقانون
ولسلطة الدولة بما تعنيه من
مؤسسات متخصصة ومعنية كل بمجال
اختصاصها. وخضوع المنطقة
لعمومية السياسة التي تتبعها
الحكومات، لايعني ان ليس لها
خصوصياتها في اطار تلك السياسة.
فقد جرى التعامل مع هذه المنطقة
منذ وقت طويل، وكأنها خارج
سوريا، او واحدة من المناطق
التابعة لبلد او شعب آخر، فعانت
من اهمال شديد، وجرى اللعب في
بنيتها السكانية على خلفيات
سياسية اورثت حساسيات وتناقضات
بين مواطني المنطقة، وبين بعضهم
والسلطات، واشتغلت اجهزة بعض
العهود على تصعيد تلك
الحساسيات، وجرى افتعال احداث
وتطورات هدفها تخريب بنية
المنطقة وعلاقاتها الداخلية
والوطنية، وتعزيز عملية
اخضاعها بوسائل القوة والقهر. لقد ادت خصوصيات
السياسية الرسمية في منطقة شمال
وشمال شرق سوريا، الى ظهور قضية
الاكراد وفي تفاصيلها موضوع
المجردين والمحرومين من
الجنسية، وحرمان من الحقوق
ومنها حق تعلم وتعليم اللغة
الام، اضافة الى مشكلة توزيع
اراضي الدولة، وتنقل الفلاحين
والمستثمرين في
جنبات المنطقة. آخر مشاكل المنطقة،
كان التعامل الرسمي مع محصول
الحبوب الذي قيل ان في انتاجه
بعض المشاكل والعيوب، وبدل ان
تسعى الدولة الى معالجة القضية
بروية، لجأت الى حلول متقلبة
ومرتجلة، خدمت مستغلين
ومتنفذين على حساب الفلاحين،
مما ادى الى دمار آلاف الفلاحين
يضافون الى فلاحين آخرين دمرتهم
نتائج محصول القطن العام الماضي
وسياسات الحكومة في الموضوع،
وهذا من شأنه ان يثقل الاعباء
ليس على فلاحي تلك المنطقة
وسكانها، بل على سوريا وشعبها
وحكومتها ايضاً. لقد بات من المطلوب
التوقف عند السياسات الحكومية
في المستوى الوطني، والتدقيق في
تلك السياسات ولاسيما في مناطق
شمال وشمال شرق سوريا، واعادة
صياغة سياسة جديدة، لاتتجاوز
السياسة القائمة فقط والتي صارت
معيبة بكل المعاني السياسية
والاجتماعية والاخلاقية، وانما
تعالج تردياتها وتداعياتها
المدمرة. افتتاحية موقع النداء: www.damdec.org المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |