ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 08/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من أجل ماذا نموت؟

ألوف بن*

يثير المقال التالي تساؤلات بدأت تعتمل بوضوح في الرأي العام الإسرائيلي وفي دوائر النخبة بالدولة العبرية، على ضوء خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرائيل شارون، المسماة "فك الارتباط".

تتعلق هذه التساؤلات بمغزى الحروب والمخاطرة وعمليات القتل، التي تمت من الجانب الإسرائيلي، لمجرد الاحتفاظ بمواقع ما، بينما سيتم الانسحاب منها في يوم من الأيام، كما أظهرت العقود الأخيرة.

ويلاحظ كاتب المقال المنشور في صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر في الخامس والعشرين من أيار (مايو) 2005، الصحافي الإسرائيلي ألوف بن، أنّ "كل انسحاب إسرائيلي كان يُبرّر في أنه سيضمن إبقاء السيطرة على المرتفعات الباقية: سيناء مقابل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) عند مناحيم بيغن، ولبنان مقابل الجولان عند باراك، وغوش قطيف مقابل معاليه أدوميم "المرتبطة بإسرائيل من خلال تواصل إقليمي" عند شارون. هذه المناطق ما زالت بيد إسرائيل، ولكنّ الفلسطينيين لم يتنازلوا عن أي شبر منها، ولو حتى بعد أن خسروا الانتفاضة، كما يُزعَم. والجولان هو الآخر سيعود في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات في مرحلة ما بعد الأسد"، على حد تقديره.

ويطرح ألوف بن في المقال سؤالاً بات مطروحاً بصوت مرتفع في الأوساط الإسرائيلية، هو "ما هو الأمر الضروري جداً في آرائيل ومعاليه أدوميم وأفرات وكريات أربع، بحيث تستحق أن نموت من أجلها؟"، وهو ما يحاول تحليل أبعاده في هذا المقال.

من أجل ماذا نموت؟

بقلم: ألوف بن

الجواب على هذا السؤال بديهي وتلقائي، لدرجة أنّ السؤال لم يعد يُطرح. "الكتل الاستيطانية حيوية وضرورية لإسرائيل، والقدس ستكون موحدة إلى أبد الآبدين"، هذا ما يصرِّحه قادة الدولة (العبرية)، بحيث لم يعد أحد يسأل عن السبب وراء هذا الموقف.

ما هو الأمر الضروري جداً في آرائيل ومعاليه أدوميم وأفرات وكريات أربع، بحيث تستحق أن نموت من أجلها؟ هذا السؤال هام لكل إسرائيلي، ذلك لأنّ الصراع من أجل ضم الكتل الاستيطانية وشرقي القدس سيكون في لب النزاع العربي الإسرائيلي في السنوات القادمة. ستصبح إسرائيل مهدّدة بالمقاطعة والعزلة الدولية، وسيدفع الكثيرون حياتهم إذا ما استؤنفت الحرب مع الفلسطينيين، لذلك فمن المهم أن يطالب كل مواطن إسرائيلي بإعطاء تفسيرات، وأن يقوم القادة بتوضيح المسار الذي يتوجهون إليه من قبل أن ينتخبهم.

كلما اقتربت الانتخابات قام المرشحون بتعزيز تشبثهم بالكتل الاستيطانية. يفسِّر آرائيل شارون ذلك بوعده بالسيطرة الطوبوغرافية على الخط الساحلي وأطراف القدس وعلى المياه الجوفية الموجودة في السامرة (شمالي الضفة). أما بنيامين نتنياهو؛ فيريد غور الأردن وجنوبي جبل الخليل "الفارغة من الفلسطينيين". وشاؤول موفاز لا يفهم لماذا يعتبرون آرائيل مستوطنة على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من إسرائيل. حتى أيهود براك، الذي يريد قيادة اليسار؛ فيتفاخر بأنه كان سيبني الجدران حول كل الكتل الاستيطانية "بتمويل أمريكي". باراك؟ الشخص الذي كان قد فاوض على تسليم الحرم؟ هل سيصدق أحد مثل هذه الأكاذيب منه؟.

لقد كان من الممكن ربما الاعتقاد بأنهم محقون، إلا أننا كنا قد سمعنا مثل هذه الحكايات في الماضي. سمعناها عن شرم الشيخ وقناة السويس وياميت والمناطق التي أُخذت من الأردن في وادي عربة والشريط الأمني في لبنان والقصبة في نابلس، وبالطبع؛ سمعناها حول نتساريم وكفار دروم. عن كل هذه المناطق قال زعماء إسرائيل إنها مناطق حيوية وهامة، وأنّ الأمن مفقود من دونها. لقد دفع آلاف الإسرائيليين والعرب حياتهم ثمناً للمحاولات الوهمية اليائسة للسيطرة على هذه المناطق. وفي كل مرة كان يتبيّن من جديد أنّ الصراع كان بلا أمل، وأنّ الراية المرفوعة من أجلها كانت مجرد فزاعة، وأنّ إسرائيل كانت في كل مرة تعود حتى آخر ملليمتر من خط الهدنة في لحظة الحقيقة الحاسمة. حدث هذا في الاتفاقات المعقودة وفي الانسحابات أحادية الجانب، كما في لبنان وغزة.

إنّ الخط الأخضر ليس مقدّساً. فهذه حدود مكوّنة من مجموعة من النذور والتمائم التاريخية. قوة هذا الخط نابعة من كونه خط التقسيم الوحيد لأرض إسرائيل، ومثبت من خلال الاتفاقات الدولية. والواقع يشير إلى أن الإجماع الدولي أقوى من "الحقائق على الأرض". كان كل انسحاب إسرائيلي يُبرّر في أنه سيضمن إبقاء السيطرة على المرتفعات الباقية: سيناء مقابل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) عند مناحيم بيغن، ولبنان مقابل الجولان عند باراك، وغوش قطيف مقابل معاليه أدوميم "المرتبطة بإسرائيل من خلال تواصل إقليمي" عند شارون. هذه المناطق ما زالت بيد إسرائيل، ولكنّ الفلسطينيين لم يتنازلوا عن أي شبر منها، ولو حتى بعد أن خسروا الانتفاضة، كما يُزعَم. والجولان هو الآخر سيعود في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات في مرحلة ما بعد الأسد.

تنبع ضرورة الكتل الاستيطانية وحيويتها، كما يزعمون، من أنّ أية حكومة لن تنجح على ما يبدو في إخلاء مدن مثل معاليه أدوميم وآريئيل وبيتار عيليت، ويدرك الفلسطينيون بدورهم ذلك، ولذلك فهم وافقوا على مبدأ مبادلة المناطق. المشكلة هي أنّ النهم الإسرائيلي للكتل الاستيطانية أكبر بكثير من الاستعداد لإعطاء مناطق بديلة قليلة وشحيحة.

أما بالنسبة للقدس؛ فإنّ شارون يعرف أيضاً أن ضم مائتي ألف عربي داخل الجدار الفاصل هو حماقة سياسية وديمغرافية، وليست لديه الشجاعة لقول ذلك لرفاقه في الليكود أو للجمهور. من المريح له أكثر أن يسمع التصفيق لتصريحاته بأنه "لن تكون هناك تسوية حول القدس".

لا حاجة للهرولة نحو الخط الأخضر، فمن الممكن والواجب مطالبة الفلسطينيين والسوريين بالثمن الأمني والسياسي الملائم. ولكنّ الزعامة الشُّجاعة كانت ستعمل على إعداد الجمهور للانسحاب الذي لا مناص منه، وتبتدع الحلول الخلاقة للتعديلات الحدودية ومبادلة الأراضي، وكانت ستحشد التأييد في أرجاء العالم، بدلاً من أن تُضلِّل الناس بوعود بلا رصيد لن تؤدي إلاّ إلى المزيد من القتل والأسى.

 *(المقال بقلم ألوف بن، ونشر في يومية "هآرتس" العبرية في الخامس والعشرين من أيار/ مايو 2005)

القدس المحتلة - خدمة قدس برس (30/05/05)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ