ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 21/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الوثائق البريطانية:

كواليس حرب لبنان 75 والتورط السوري

(1 ـ 4)

نسيج وتفاصيل النوايا السورية في لبنان

لا منتصر ولا مهزوم والسيطرة على الأحداث

يحكمها عدم تحقيق أي فصيل لنصر حاسم

اعداد حسن ساتي

* وثيقة رقم :27

* التاريخ :4 سبتمبر 1976

* من : (دون جهة محددة، عبارة عن وثيقة بلا توقيع، الإيضاح من «الشرق الأوسط») الى : عيون أميركا وبريطانيا فقط ،(هكذا جاء في الوثيقة بخط اليد، مصحوبة كالمعتاد بعبارة سري للغاية ، الإيضاح من «الشرق الأوسط») الموضوع : النوايا السورية في لبنان :

أصبح الخلاف الفلسطيني السوري هو القضية الأساسية في الأزمة اللبنانية، والى أن يتم حل هذا النزاع سيكون الأفق ضعيفا لجهة أي مفاوضات سلام جادة بين الفصائل المسلمة والمسيحية. والسوريون لا يصدقون أن الفلسطينيين جادون بما يكفي تجاه تعهداتهم والتزاماتهم الأخيرة بأن يلتزموا بالاتفاقيات الفلسطينية اللبنانية الأخيرة في شأن نشاط الفدائيين في لبنان، ولذلك فدمشق تبدو متجهة لدفع مسار يهدف الى تحديد حاد للقدرات العسكرية الفلسطينية، وفصل الفلسطينيين عن حلفائهم اليساريين اللبنانيين، وربما، الى حد إزاحة ياسر عرفات عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية.

ويشعر السوريون بثقة بأنهم قادرون على الاستمرار في الضغط على الفلسطينيين بدون ضغوط جادة يمكن أن تفرض عليهم من العرب الآخرين أو الروس. وربما تحسب دمشق أيضا أن الفلسطينيين لن يستطيعوا الصمود في وجه عدوان سوري جديد لفترة طويلة بدون أن يعانوا من انقسامات كبيرة في، وبين، قياداتهم.

الى ذلك فإصرار السوريين على تركيع الفلسطينيين فرض سلفا مشاكل حادة على الرئيس سركيس الذي تساند سورية ترشيحه بقوة، ومعلوم عن سركيس أنه على اعتقاد بأنه لا يمكن مناقشة المشاكل اللبنانية ما لم تحل مسألة الشجار الفلسطيني السوري.

وفق ذلك، ظل سركيس تحت ضغوط من المسلمين المعتدلين لضمان نوع من الالتزام من دمشق بانسحاب سوري وشيك، وربما يكون عليه أن يحتفظ بمسافة بينه وبين السوريين ليؤسس لنفسه مصداقيته الخاصة، فيما يفترض أن يرغب السوريون أن يحصل سركيس على مزايا كافية تمكنه من القيام بمفاوضات ذات مغزى بين الفصائل الفلسطينية، وربما يكونون قد أعطوه تعهدا بانسحاب على مراحل لقواتهم.

وربما يستنتج السوريون أن بوسعهم تلطيف مشاكل سركيس من خلال شن عمل عسكري ممتد ضد الفلسطينيين من قبل أن يتسلم منصبه. وفي كل الأحوال، فربما يقود إصرار السوريين على السيطرة على الفلسطينيين ومعاقبتهم، إلى عمل سريع بدون الرجوع الى جهود التفاوض التي يقوم بها سركيس أو الى لغة المصالح.

 

الحيرة والتردد الأخير :

الى الآن، لم يرغب السوريون في القيام بأي فعل يمكن أن يغير الأوضاع بصورة جذرية يمكن أن تدفع الرئيس فرنجية أو المتطرفين المسيحيين الآخرين لمحاولة منع انتقال السلطة الى سركيس. ودمشق تعتقد افتراضا بأن هناك، وعلى الأقل، احتمالا بأن يقود استبدال فرنجية المتعنت بسركيس المعتدل نسبيا، يمكن أن يجعل أطراف النزاع الأخرى أكثر رغبة في ممارسة فن المساومة.

من الواضح أيضا أن الرئيس الأسد ظل يؤخر دفعة عسكرية جديدة في ضوء قابلية ميل الميزان العسكري في لبنان بعيدا لصالح المسيحيين، فالأسد لا يريد لهم أن يحققوا تقدما كبيرا على الأرض لحد يحاولون معه بحزم دفع استراتيجيتهم المفضلة بطرد الفلسطينيين من لبنان.

سيسعد السوريون برؤية القدرات العسكرية الفلسطينية وقد أصبحت محدودة جدا، وأن ترى وحدات الفدائيين محشورة في مخيمات اللاجئين وقواعد القيادة، على نحو تستطيع معه دمشق مراقبتهم والسيطرة عليهم.

ودمشق لا تفضل دمارا كليا لحركة الفدائيين فيما لن تساند المسيحيين في حرب بلا حدود معلومة ضد الفلسطينيين. وبرغم عدم ثقتهم بالفلسطينيين، فربما لا تزال القيادات السورية راضية بالتزام ما يكون معلنا تجاه اتفاقية القاهرة 1969 وملكارت 1973 التي تنظم نشاط الفدائيين في لبنان. وهناك تقارير أخرى تقول إن دمشق لا تزال ترغب في أن تمضي أكثر بإزاحة ياسر عرفات من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، فيما لم تستمل دمشق بعد أتباعها الموالين لها من الفلسطينيين لتدشين مناورات سياسية وعسكرية تقود الى تلك النتيجة.

 

البحث عن التوازن :

من الواضح أن القادة السوريين يعتقدون فيما ظل يردده الإعلام السوري بصورة ثابتة بأن لا يكون هناك في لبنان منتصر أو مهزوم. وهذه القناعة مبنية على تقييم بأن قدرة سورية على السيطرة على الأحداث في ذلك البلد تكون أكبر إذا لم يستطع فصيل رئيس، بمن في ذلك الفلسطينيون والمسيحيون، تحقيق نصر عسكري حاسم .

وتعتقد دمشق أن هذه المعادلة تقدم أفضل فرصة لإحياء تأثير السياسيين التقليديين من المسلمين، وقد تعاون هؤلاء القادة اللبنانيون مع سورية، ولكنهم ضعفاء سياسيا وبلا فعالية عسكرية.

ومن وجهة النظر السورية، لا بدّ من تقوية السياسيين التقليديين من السنة لمنع المزيد من السلطة للقائد الاشتراكي جنبلاط وقادة المجموعات الصغيرة الأخرى اليسارية والشيوعية. وهذا أمر اساسي لدمشق بهدف تحديد النفوذ والتأثير المصري في لبنان ومعه الدول العربية المتطرفة وخاصة ليبيا والعراق.

تجنب وضع غير مستقر يمكن أن يدفع الى تدخل عسكري خارجي واسع يهدد سورية، أن يعرف الآن أنه لا مجال في تفادي التقسيم القائم محليا الآن كأمر واقع بين المسلمين والمسيحيين، حتى إذا أعيد تأسيس حكومة مركزية موحدة .

 

التحركات العسكرية :

ظلت القوات السورية تواصل محاولاتها في الأسابيع الأخيرة لتقوية سيطرتها على مناطق كبيرة من شرق وشمال لبنان لطرد القوات المسيحية وتمكينها من تأمين مناطق الجبال الوسطى، وبالتدرج تقليص المواقع القوية للفلسطينيين واليساريين في طرابلس والجنوب.

والى ذلك، فكر القادة العسكريون السوريون، ومن أجل تفادي الخسائر والمشاكل السياسية عالميا، في إنشاء قوة أمن لبنانية قوامها المسلمون الشيعة والمسيحيون، بأمل أن تعين وتسعف القوات السورية وترفع عنها عبء القتال الميداني في مناطق النزاع في وسط لبنان الجنوبي، ونحن نعتقد أن قوات الأمن تلك ستكون باستخدام محدود أقلها الى اشهر قادمة، ومن غير المحتمل، وتحت أي ظرف، أن تكون قادرة بمفردها على الإمساك بالمبادرة العسكرية في المناطق الخاضعة للفلسطينيين وقوى اليسار في البلاد.

وإذا تمادت سورية في الاعتقاد بأن الفلسطينيين لا يتفاوضون بحسن نية وإخلاص، فمن المحتمل أن تقدم على عمل عسكري أكثر عنفا وقسوة. والى ذلك، وبوضع زهد سورية في تحمل خسائر كبيرة قيد الاعتبار، ومعه عدم قدرة المسيحيين على زيادة ضغطهم العسكري بصورة ملحوظة، فربما توقف دمشق الى حين الهجوم الكلي على مواقع الفلسطينيين واليساريين في المدن الرئيسية، ومن المفترض هنا أن تقوم القوات السورية أولا بشن هجمات جديدة وسط لبنان ومنطقة جازين جنوبي لبنان.

والى ذلك أيضا، وإذا اقتضت الضرورة لإجبار الفلسطينيين على التسليم، فربما تحاول سورية أن تحطم ممرين جويين شيدا أخيرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين وقوى اليسار، مع محاولة منع كل الإمدادات المتحركة شمالا والى الداخل من ميناءي صيدا وصور.

 

الضغوط العالمية :

من غير الوارد أن تقيد الاعتبارات السياسية والعالمية الرئيس الأسد من الإقدام على مزيد من العدوان في لبنان إذا ما استنتج أن سياسة كهذه مطلوبة لفرض نهاية للنزاع. أما احتمال أن تنهي موسكو مساعداتها العسكرية لسورية، فهو أكبر اختبار يعتقد الأسد أنه يواجهه، وعلى أية حال، فسلوكه في الأسابيع الأخيرة يوحي بأن التقارير حول التهديدات الروسية مبالغ فيها، أو أن دمشق تعتقد أن عليها، أو بوسعها، تجاهل تلك التهديدات.

ويعتقد الأسد أن بيانات موسكو الداعية لانسحاب سوري من لبنان مصممة في جزء منها لإرضاء الفلسطينيين والعرب المتطرفين، وأنها ليست من نوع التهديدات التي يمكن أن تنفذ بسرعة. ومن المفترض أيضا أن دمشق تبدو مستعدة لتقبل مزيد من التدهور في علاقاتها مع الإتحاد السوفييتي للبقاء في لبنان، ومن الواضح هنا أن دمشق تعتقد أن مصالح الاتحاد السوفييتي الكلية في الشرق الأوسط ستمنعها من اتخاذ أي فعل يمكن أن يدمر علاقاتها مع سورية.

في المقابل، تبدو الاستئنافات أو المطالب من العرب الآخرين أقل احتمالا وقابلية لمنع الأسد، فيما يبدو راضيا من استعادته أخيرا للمساعدات الاقتصادية العريضة من السعودية، ومن عدم قدرة مصر على مواجهة تورط سورية في لبنان، ومن إشارات أولية بأن القوات العراقية على الحدود السورية يمكن سحبها. ولا يبدو هنا أن عمليات النشر الكبيرة للقوات العراقية على حدود سورية الشرقية حولت مسار أفعال الأسد في لبنان.

ومن هنا، فمن الممكن لكل تلك الظواهر أن تمنع قوات الجامعة العربية في لبنان من تدمير مصالح سورية الأساسية، ومن الواضح أن دمشق تعتبر الآن أن بوسعها الإبقاء، أو حتى الاستماع، إلى محاسن سياسية من قمة عربية حول لبنان. وسورية على شك بأن يخرج أي شيء بناء من قمة عربية، ولكنها علنا لم تقف ضدها، ومن المحتمل أن ترسل وزير خارجيتها للاجتماعات التحضيرية في القاهرة نهاية هذا الأسبوع.

 

الاعتبارات المحلية :

استمرت المشاكل الإدارية والأمنية داخل سورية في التزايد كنتيجة للتدخل الثقيل لسورية في لبنان، ولكنها، والى حد بعيد، لا تحمل تهديدا جادا للأسد، وربما استنتج الأسد، ومن تورط سورية المبكر في عمليات القتال الميداني في منطقة صيدا، أن السوريين والفلسطينيين المقيمين في سورية سيعارضون أعمالا تنتج عنها خسائر كبيرة، ولكنه سيتحمل تورطا ممتدا وعلى نطاق واسع إذا لم تنتج عنهما خسائر فادحة. ولذلك، فمن المرجح أن تتجنب سورية الهجمات المباشرة على مواقع الفلسطينيين المحصنة في المناطق الحضرية فيما تكثف من قصفها وتوسيع سيطرتها في كل المناطق الأخرى.

كانت هناك تفجيرات عديدة في الماضي في سورية خلال الشهرين الماضيين قام بها في الغالب فلسطينيون وعملاء للعراق، ولكن تلك الأحداث لم تنل من إصرار الأسد. وقد فرضت دمشق في الأسابيع الأخيرة سيطرة محكمة على إجراءات الدخول لسورية من لبنان واعتقلت فدائيين بتهمة النشاط الإرهابي.

ولكن الخدمات الأمنية كانت قليلة النجاح في منع المسلمين السنة المعارضين في سورية والذين يعتقد أنهم مسؤولون عن اغتيالات سياسية عديدة أخيرا. ومن الواضح أن النظام يعرف أن هؤلاء المعارضين المحافظين يعترضون اساسا على سيطرة العلويين على الجيش وقوات الأمن، كما إنه على قناعة بأن معارضتهم لن تنتهي حتى إذا تم سحب القوات السورية من لبنان.

من الواضح أن الأسد أكره معظم حاملي الرتب العليا العسكرية في جيشه، أو جعلهم يذعنون على الأقل، لسياسته في لبنان من خلال اعتقال بعضهم، أو إعفاء عدد من الضباط في وقت مبكر من الصيف الماضي، ومنذ ذلك الحين، تنازلت التقارير المتحدثة عن معارضة نشطة بصورة حادة، فيما تقول التقارير الأخيرة أن الأسد امتلك سلفا مصادقة عسكرية لزيادة العمليات العسكرية أواخر الشهر الماضي.

أما المعارضة البارزة للتورط السوري في لبنان فلا تزال موجودة بين عسكريين نافذين وقادة مدنيين، ولكننا لا نملك دليلا بأن أي مجموعة سياسية تخطط للإطاحة به، فيما يظل الاغتيال دائما احتمالا، ولكن الاحتياطات الأمنية على الأسد والقادة الأساسيين الآخرين قد تمت تقويتها في الأسابيع الأخيرة.

نعلم أن القادة السوريين منزعجون من التكلفة الاقتصادية التي تتحملها سورية من استمرار الأزمة اللبنانية، والتضخم ازداد سوءا، وهناك تقريبا نحو مليون لاجئ لبناني في سورية الآن، ومع ذلك، فكل الدلائل تشير الى أن دمشق تعتبر أن هذه التكاليف يمكن تجاوزها بفرض نهاية للنزاع أكثر مما يتيح ذلك انسحابا يمكن أن يفتح الباب لاستمرار القتال إلى ما لا نهاية. والى ذلك يعتقد رجال التخطيط السوريون أن الكتلة الأكبر من اللاجئين الذين قدموا الى سورية، وهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون، لن يكون بوسعهم، أو يكونون راغبين، في العودة الى لبنان لأشهر عديدة قادمة حتى إذا توقفت الحرب.

تنصيب حكومة سورية جديدة الشهر الماضي غير مرتبط مباشرة بسياسة الأسد في لبنان، فأعضاء مجلس الوزراء الأساسيون، بمن فيهم أولئك المعروفون بوقوفهم مع التدخل السوري في لبنان، احتفظوا بمواقعهم .

في المقابل، من الواضح أن تعيين رئيس وزراء أكثر قدرة ونشاطا مقصود منه أساسا تأكيد أن المشاكل الاقتصادية والمحلية سيتم علاجها بكفاءة في الوقت الذي يوالي فيه الرئيس تركيزه على لبنان.

* عن أهمية هذه الوثائق

* كواليس حرب لبنان 75 والتورط السوري 1 ـ 4

* أخيرا أفرجت الدار البريطانية للوثائق القومية عن البعض المتبقي من ملفات الخارجية السرية عن عام 1976، بعد تباطؤ منها تكفله لها لوائح الإفراج عن الوثائق، فخرجت ملفات الحرب اللبنانية 1975 قبل زهاء الشهر فيما كان من المفترض ظهورها كما هو معتاد في الثاني من يناير(كانون الاول) الماضي مع مرور 30 عاما.

 

أهمية هذه الحلقات تكمن في أنها أول سياحة وتقييم بريطاني من خبراء السياسة البريطانية للحرب اللبنانية بتفرعاتها المتعددة بعد أشهر على اندلاعها في 1975، لتتولى وثائق 1976 وطوال العام ملاحقة التفرعات من تحليل التدخل السوري ومرورا بالنوايا ونهاية بالخلافات السورية الفلسطينية، والسورية مع بعض الفصائل اللبنانية، ثم السورية الروسية وكذلك مع الرئيس السادات.

الحلقات الأربع التي تخيرناها تجنبت عن عمد رصد الوثائق الدقيق للمعارك مفضلة على ذلك توثيق العمق السياسي لتلك الحرب بما فيه التدخل العسكري السوري.

ومع أن منهجنا في العرض، وكما نقول دائما، يترك للوثائق أن تحكي عن نفسها، ولكن بعض الإضاءات منا نراها أحيانا ضرورية، وبينها، وفيما يخص هذه الحلقات، إلماح من البريطانيين بما يقترب من تنسيق بين أميركا وسورية في مسار بعض الأحداث، وتطمينات أميركية للإسرائيليين من نوايا السوريين، بل واقتراب لندن من الإعلان أن واشنطن وفيما يخص الشأن اللبناني، وخلافا لأي سوابق أخرى، أرادت أن تبقي لندن في منطقة رمادية إن لم تكن مظلمة.

ملف حمل إسم «العلاقات السورية اللبنانية» حمل ما حمل من تشريح وتأصيل لطبيعة النوايا السورية، مثلما حمل تباري سياسيي بريطانيا الكبار بدءا من جيمس كريغ ونهاية ب أي . ويري في تقييم تشعبات المشهد اللبناني وانعكاساته الإقليمية، وعلى صعيد التحالف السوري الروسي وما لحق به جراء محاولة موسكو الدفاع عن الفلسطينيين.

* تكليف من لندن برصد وإعطاء أسبقية لاحتمالات انقلاب عسكري بسورية والدور المستقبلي للروس

* في ورقة عمل صريحة ودقيقة

* وثيقة رقم: 31

* التاريخ: 7 يوليو 1967

* من: جي. سي. موبرلي، الخارجية ـ لندن. سري للغاية.

الى: (غير واضح من عمليات تصوير الوثيقة، وإن كان السياق يوحي الى أنها لدبلوماسي ربما يكون السفير في بيروت كأقرب محطة الى الحدث السوري) الموضوع : سورية 1 ـ نحن شاكرون لك على اقتراحاتك التي حملها خطابك رقم 1066/33/ 76 بتاريخ 20 يونيو بأنك ستتولى مسألة التغطية السياسية لسورية.

2 ـ في حقيقة الأمر سنعتمد عليك في كثير من المعلومات التي سنحصل عليها حول الشأن السوري. ومن هنا فالترحيب قائم بأي مشاركة سيكون بوسعك تقديمها رغم أننا لا نريد أن نثقل عليك في أمور غير مهمة، وعلى سبيل المثال، حول جزئية غير المهم، فنحن لن نطلب منك أن تمشي في أمور ترجمة البيانات العامة والرسمية التي يذيعها راديو دمشق والتي تتوقع أنت أن تكون أجهزة الرصد في البي بي سي قد قامت بتغطيتها، ولكن من الجهة الأخرى فإذا كان لأي أمر أن يكون متاحا بصورة تلقائية، مثلما يرد في دورية (العالم العربي)، الذي يمكن أن تحيط بعض الشكوك بإمكانية وصوله الينا عبر البي بي سي أو تقارير الوكالات، فسنكون مسرورين بتلقيه منكم.

3 ـ المواضيع التي ستكون على وجه التحديد مثار اهتمامنا هي:

الشؤون الداخلية. (هكذا حملت الوثيقة خطا تحت المصطلح ومعه فقرة الشؤون الخارجية القادمة، والإيضاح من «الشرق الأوسط») :

العلاقات بين القادة، ولدينا تقارير عديدة، خاصة منذ بداية العام، حول تباينات حادة في الآراء بين جناح أقصى اليسار وما يسمى بالعناصر المعتدلة.

أي إمكانية لجهة حدوث تغيير في النظام.

 (ج) توسيع قاعدة الحكومة الحالية لتضم، قل، ناصريين أكثر، أو شيوعيين أو قوميين.

 (د) أو كبديل، إمكانية ظهور نظام جديد يعكس عودة الجناح اليميني للسياسيين كما حدث في 1961.

 (هـ) نشاطات منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونقابات خالد الجندي والدروز.

 

الشؤون الخارجية :

 (أ) العلاقات مع الدول العربية الأخرى بما في ذلك العون الاقتصادي.

 (ب) المحاولات لإزاحة الملكية الهاشمية في الأردن.

 (ج) المحاولات الجادة (كتلك المعارضة لبيانات العلاقات العامة حول التضامن العربي)، لجهة تحقيق وحدة، قل على سبيل المثال، مع مصر أو العراق.

 (د) العلاقات مع الاتحاد السوفياتي والصين، بما في ذلك العون الاقتصادي.

 (ه) إعادة إحياء أفعال العدوان أو النشاطات الإرهابية ضد إسرائيل.

 

الشؤون العسكرية :

إعادة التسليح من الاتحاد السوفياتي.

المساعدات العسكرية من الدول العربية الأخرى، مثل الجزائر، واتفاقيات الدفاع.

4 ـ أتيقن أن هذه قائمة هائلة من الاحتياجات، وبما أن الكثير منها متداخل مع بعضه البعض، فسنترك مسألة الأسبقيات فيها لتقديركم. وعلى كل حال، فحدوث انقلاب عسكري في سورية (هكذا حملت الوثيقة خطا وضع تحت كلمة انقلاب عسكري، الإيضاح من «الشرق الأوسط») يتقدم على أي معلومات عن تغيير في الوضع الداخلي، برغم فوات استحقاقاته، ولا بد لكليهما أن يتقدما قائمة اهتمامنا. وكذلك، وبسبب العدائيات الأخيرة، من الأهمية بمكان أن نبقي عيناً على الدور المستقبلي الذي سيلعبه الروس في سورية، فإذا كان بوسعك أن تجعل هاتين المسألتين هدفيك الرئيسيين فسنكون ممتنين لك.

توقيع جي سي موبرلي

الشرق الأوسط 19/8/2007

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ