ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 15/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عزل القدس وتهويدها …

أخطار ترسخت في ذاكرة الشعب الفلسطيني

بقلم ميرفت الشافعي*

تطالعنا الصحف اليومية بأخبار ومقالات تتحدث عن الإجراءات الإسرائيلية المتبعة لتهويد القدس وعزلها . ومن هذه الأخبار ، قرار بلدية القدس والحكومة الإسرائيلية الشروع في الإجراءات العملية لتنفيذ أكبر عملية هدم في القدس الشرقية منذ احتلالها عام 1967 في حي البستان في سلوان

وخبر آخر هام ، كشف فيه خبير آثار مقدسي ، النقاب عن انتهاء السلطات الإسرائيلية من بناء الجزء الأكبر من مدينة دينية سياحية أسفل المسجد الأقصى المبارك على عمق 14 متراً في إطار بناء البنية التحتية لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد المبارك .

وأشار الدكتور إبراهيم الفني ، خبير الآثار والأراضي ، إلى أن مخططات هدم المنازل في منطقة البستان في سلوان يعود للهدف الأساس وهو تحويل المنطقة إلى " حديقة الهيكل " والتي ستبدأ من باب المغاربة ، جنوب المسجد الأقصى ، وحتى بركة البساتين .

الأخبار تتكرر ، وعناوين الخطر الذي يهدد المدينة ترسخت في ذاكرة الجميع ، ومن الذين كتبوا حول هذا الموضوع ، خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية .

أوضح التفكجي في مقال له بعنوان " خطة عزل القدس … الهدف " أن القدس بقيت حتى منتصف القرن التاسع عشر تنحصر في البلدة القديمة ، أما المناطق المحيطة بها فقد كانت خاوية ، بدأت بدايات إقامة الأحياء خارج الأسوار عام 1860 ، وتطورت في عهد الانتداب البريطاني من جميع الجهات وظهرت الأحياء العربية باتجاه الجنوب الغربي ، أما الأحياء اليهودية فأخذت اتجاه شمال غرب . ومع اندلاع حرب عام 1948 . وجدت الأحياء اليهودية في القدس الغربية نفسها بدون عمق يهودي حقيقي مع الساحل ، وعملياً كانت معزولة تماماً من جميع الجهات ، مما أربك القيادة الإسرائيلية في توفير المؤن وفك الحصار المفروض عليها من الجانب الفلسطيني ، وكانت الخطوة الأولى بعد حرب 1948 ، هو تنظيف الممر من القرى العربية الموجودة بين الساحل والقدس ، فهدمت وهجرت حوالي 15 قرية عربية . كان لتقسيم المدينة أثره في إعاقة تطور المدينة فبقيت المدينة مكشوفة مهمشه تقبع في طرف الممر لنهاية الطريق الساحلي ، فنعكس أثره على طريقه البناء الذي أقيم فيها الذي يشبه القلاع المحصنة ، وعلى دور المدينة لأداء دورها كعاصمة معلنة من الجانب الإسرائيلي .

وحول حرب حزيران بين الكاتب أنه حدث تطور جوهري في طابع القدس بعد عام 1967 ، حيث جرى تطبيق نظرية توسيع " الممر " شمالاً وجنوباً وشرقاً وذلك ضمن سياسة واضحة كانت قد وضعت استراتيجيتها في المحافل الأمنية . وكان لتوحيد شطري المدينة الأثر الكبير في تحويلها إلى مركز للمحور الرئيسي بين البحر والنهر ، وارتباطها بباقي الدولة فكانت الخطة الرئيسية إقامة الأحياء اليهودية في المناطق التي تم ضمها إلى إسرائيل بعد عام 1967 فأنشأت ( 15 ) مستوطنة يسكنها الآن 180 ألف مستوطن ، ولكن القضية الرئيسية أن القدس الشرقية بقيت عربية مثلما كانت ، على الرغم من السياسة الإسرائيلية المبرمجة في تهويد المدينة قد حققت بعض النجاحات على الصعيد الجغرافي ، لكن المشكلة السكانية بقيت تؤرق صانعي السياسة الإسرائيلية في هضم المدينة .

نعم قامت إسرائيل بتطوير وزيادة حجم المستوطنات القائمة في ممر القدس ، وهذه المستوطنات تعززت وتطورت بشكل مذهل وبوتيره سريعة فأقيمت المستوطنات داخل الخط الأخضر وخارجه بدءاً من شمال غرب القدس ( كتلة جبعات زئيف ، وجنوب غرب القدس كتلة كفار عتصيون ) حتى وصلت إلى الجنوب الشرقي ( كتلة تقواع ) وتم وصلها بالشوارع الإقليمية ومشاريع النجوم التي أقيمت في منطقة اللطرون . إلا أن هذا التواصل غير مكتمل لوجود فراغات جغرافية كبيرة بين هذه الكتل . وعلى الرغم من أن إسرائيل تحاول أن تحول هذه المدينة من مدينة هامشية إلى مدينة في قلب الدولة بفضل موقعها الجغرافي ودورها الاستراتيجي إلا أنها وبعد 35 عاماً من الاحتلال فشلت في ذلك بالرغم من إقامة كتل استيطانية وصلت شرقاً حتى مشارف الغور وشمالاً حتى مشارف رام الله ، لأن هنالك جهوداً جبارة من الجانب الفلسطيني لوقف كل محاولة للتفكير بالتوسع الإسرائيلي شرقاً من أجل إغلاق القدس من الناحية الشرقية وذلك بإقامة تواصل جغرافي يمتد من شمال شرق القدس / حتى منطقة بيت لحم ( جبع ، حزما ، عناتا ، الزعيم ، العيزرية أبو ديس ، صور باهر ) . وفي محاولة محمومة قامت إسرائيل بإقامة حي ( جبعات هماتوس ) في منطقة بيت صفافا لقطع التواصل الجغرافي بين الكتل العربية في القدس وبيت لحم ، وجبل أبو غنيم في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة . وخوفاً من بقاء المدينة مدينة هامشية ، ولتغلب على المخطط الفلسطيني في إرجاع المدينة مدينة أطراف ، بدأت إسرائيل في طرح فكرة عزل المدينة ( غلاف القدس ) من أجل تحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف الاستراتيجية.

1 – الطرح الديمغرافي وحسمه للصالح الإسرائيلي ، بعد أن تم الحسم الجغرافي .

2 – منع إقامة تواصل جغرافي عربي داخل حدود بلدية القدس الحالية ، بإقامة كتل استيطانية داخل الأحياء العربية ( راس العمود ، جبل الزيتون ، جبل المكبر ، وادي الجوز ، الشيخ جراح ) . وإقامة شارع الطوق الذي يحدد الحدود الشرقية للمدينة وينقل المعركة من داخلها إلى حدودها .

3 – وصل المستوطنات الواقعة خارج حدود نفوذ البلدية بالمدينة وبالتالي تحويل هذه المستوطنات إلى غلاف خارج يحمي المدينة ويمنع التواصل العربي للقرى العربية والتواصل الاستيطاني سيخلق حزام أمني للقدس من الشرق .

4 – منع التطور العربي للقرى بعد إقامة الجدار الأمني وبالتالي حدوث فراغ سكاني وجغرافي يحمي المدينة من الناحية الشرقية ، نتيجة هجرة عربية من هذه القرى باتجاه مناطق أخرى .

5 – ضم مساحات كبيرة من الأراضي خارج حدود نفوذ بلدية القدس مع أقل عدد من السكان كما حدث في منطقة جنوب شرق القدس ( صور باهر ، بيت ساحور ، بيت لحم ) . رغبةً في ملء الفراغ بالبؤر الاستيطانية .

6 – جعل شارع الطوق الذي تم المصادقة عليه وبعد أن تم تسويغ المشروع عن طريق الموافقة الفلسطينية على التعديلات على مساره ، جرى إقامة الجدار خلف هذا المشروع كجدار أمني ومنع أي استفادة من هذا الطريق لخدمة التطور العربي ( يقع الجدار الأمني شرق شارع الطوق ) .

7 - تم إخراج ما يزيد 25 ألف فلسطيني بهذا الجدار الأمني بالرغم من أن هذه المناطق تقع تحت نفوذ بلدية القدس التي تم توسيعها بعد عام 1967 . ( مناطق شمال القدس ، قلنديا ، ام الشرايط ، كفر عقب ، سميراميس ) .

وأشار التفكجي أنه في خطوة مسبوقة وقع وزير الدفاع شاؤول موفاز على أوامر ، بمقتضى أنظمة الطوارئ ( 1945 ) تغطي بصورة قانونية نشر الحواجز والاسيجة والعراقيل الأخرى في ثلاثة أماكن بالقدس . وهذه الخطة التي أعدها اللواء عوزي ديان وقائد لواء القدس في الشرطة ( ميكي ليفي ) بعد مشاورات مع رئيس الوزراء ، أصدر شارون أوامره بإزاحة هذا الخط شرقاً وجنوباً وشمالاً .

والاعتبار الذي استند إليه شارون لم يكن أمنياً صدفة بل استغل الظروف الأمنية لتحقيق أهداف سياسية وفرض ( تابو ) جديد على مسألة تقسيم القدس . وما يسعى إليه شارون الآن هو إزاحة حدود بلدية القدس إلى مناطق يطلق عليها اسم القدس الكبرى ، وهكذا امتزجت الرؤية الأمنية بالرؤية السياسية لتحقيق مجموعة من الأهداف : -

1- تحسين الدفاع عن القدس .

2- تحقيق نظرية القدس الكبرى .

3- خنق تطور القدس الفلسطينية ( أبو ديس ، العيزرية ) باعتبارها مناطق بؤر فلسطينية .

4- ضم أحياء معاليه ادوميم وجبعات زئيف وجميع المستوطنات الواقعة اليوم خارج بلدية القدس إليها ، وبالتالي رسم حدود كامب ديفيد حول القدس وإعادة خلخلة التوازن الديمغرافي لصالح الإسرائيليين بعد أن تبين بالدراسات الحديثة أن العرب أصبحوا يشكلون 35% من المجموع العام للسكان في القدس ( الموحدة ) .

5- إخراج قرى ومناطق عربية من حدود البلدية وبالتالي التخلص من السكان العرب ( كفر عقب ، منطقة مطار القدس ) .

وتقوم الخطة على ما يلي :

1- الاهتمام بغلاف القدس " والمقصود تقوية وتعزيز الوجود الإسرائيلي الأمني والاستيطاني خارج حدود بلدية القدس ضمن ثلاث حلقات " .

أ. الحزام الأول مكون من حزام قلنديا ( عطروت ) ( جبع ) ( مستوطنتا ، كوخاف يعقوب وبسجوت ) جبعات زئيف .

ب. حزام ثان ( جبع ، عناتا ) ويضم مستوطنات آدم ، علمون ، معاليه ادوميم .

ج. حزام ثالث ( جبل أبو غنيم ، جيلو ) .

2-إنشاء لواء عسكري خاص يكون مسؤولاً عن ( إغلاق القدس ) .

3-فصل مناطق كثيرة بواسطة حواجز عسكرية ( وليس شرطية ) عن مركز المدينة .

4-إغلاق جميع المؤسسات الفلسطينية الموجودة في القدس ( وتطهير ) المدينة . كما حدث في السنوات الماضية للمؤسسات الفلسطينية .

5-إبعاد الشخصيات الوطنية أو التحقيق معها وإبلاغها بأنها شخصيات غير مرغوب فيها.

6-سحب الهويات الإسرائيلية من المواطنين المقدسيين الساكنين في المناطق التي سيتم تحويلها إلى مناطق فلسطينية ( بيت حنينا ، كفر عقب ، قلنديا ) وتسليمهم هويات فلسطينية ، مع إبقائهم تحت السيطرة الإسرائيلية منطقة (ج) .

7-اعتقال من يعملون في أجهزة السلطة الفلسطينية وإبعادهم إلى مناطق خارج حدود البلدية .

8-تقليص الوجود السكاني الفلسطيني في منطقة القدس حيث تتم السيطرة الأمنية والاقتصادية عليهم وجعلهم نسبة عددية لا تتجاوز 12% من المجموع العام للسكان داخل البلدية ( الآن 35% ) .

9-ربط حزام القدس الشرقي بالقدس الغربية عن طريق الأنفاق التي تشق الآن ( جبل المشارف ) ( جبل الزيتون ) .

10-ربط المستوطنات خارج حدود بلدية القدس مع مستوطنات داخل حدود البلدية ( آدم ، نفي يعقوب ) .

11-إقامة الحواجز في عدة معابر خصوصاً في الأحياء الشمالية المكتظة ( مخيم شعفاط ، حاجز الزعيم ، المسالك الترابية المؤدية للعيزرية وأبو ديس ) .

12-إغلاق عدة مكاتب تابعة للسلطة الفلسطينية في العيزرية وأبو ديس على حدود ( المنطقة ب ) .

13-زيادة البؤر الاستيطانية داخل الأحياء الفلسطينية وإسكانها بالمستوطنين ( من المرجع : إسكان 205 وحدة سكنية في راس العمود خلال الأسابيع المقبلة وإقامة حي استيطاني جديد في جبل المكبر ) .

14-فصل خدمات الكهرباء المزودة لهذه البؤر عن شركة كهرباء محافظة القدس ، والبدء بإقامة شبكة كهرباء خاصة بالمستوطنات مرتبطة مباشرة بالشركة القطرية لتزويد البؤر الاستيطانية بالكهرباء بشكل مباشر .

15-تخصيص مبالغ مالية تقدر ب11 مليون دولار من أجل تطوير البنية التحتية في القدس الشرقية وربطها بالقدس الغربية . وتقدر مصادر بلدية القدس أن البلدية بحاجة إلى مليار شيكل من أجل تحقيق المساواة بين القدس الشرقية والغربية .

وتطويراً للمفهوم السياسي بإقامة القدس الكبرى ، وإقامة مشاريع الكانتونات ، تنفيذاً لمشروع شارون الذي طرح في عام 1983 ، 1990 تم الإعلان عن مجموعة من الأوامر العسكرية الصادرة من قبل الحكم العسكري بإقامة جدار الفصل في منطقة جنوب القدس والذي نص على إقامة سياج أمني ضاماً ما يزيد مساحته عن 1300 دونماً من أراضي مدن ( بيت لحم ، بيت ساحور ، بيت جالا ) داخل حدود بلدية القدس وإخراج جميع المناطق العربية المأهولة بالسكان ، بدون إزعاج أو ردود فعل دولية ، باستخدام حجة ( الدفاع عن النفس ) في رسم ما تراه مناسباً لها لتحقيق الأهداف التالية :

أ‌. إقامة تكتل عربي مكون من ثلاث مدن تم محاصرتها من جميع الجهات وتشكيل تطبيقاً للرؤية الإسرائيلية في إقامة دولة فلسطينية مكونة من ثماني كانتونات مرتبطة محاطة بإسرائيل من جميع الجهات .

ب. إقامة القدس الكبرى دون الإعلان عنها وتطبيقاً للمفهوم الإسرائيلي الذي تم طرحه في مباحثات فلسطينية إسرائيلية سابقة وهذا المفهوم يندرج ضمن إطار أكبر مساحة من الأرض والمستوطنات المحيطة بالقدس من أقل عدد ممكن من السكان العرب .

على ضوء ما سبق فإن جدار الفصل المقام الآن بالضفة الغربية أو خطة عزل مدينة القدس بإمكانها أن تحل مشكلة أمنية لإسرائيل ولكنها لا توفر حلولاً على المدى الطويل بل إن مشاريع إسرائيل المطروحة الآن والمنفذة على أرض الواقع ستكون لغماً مؤقتاً سينفجر بين لحظة وأخرى .

* مدير دائرة الخرائط – جمعية الدراسات العربية

فلسطين الالكترونية / 4-6-2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ