"المشترك
بين رؤساء الأركان
الإسرائيليين هو
موقفهم
الدافئ مع المستوطنين"
القدس
المحتلة - خدمة قدس برس (04/06/05)
في افتتاحية
عددها الصادر في الثالث من
حزيران (يونيو) 2005؛ تتولى صحيفة
"هآرتس" العبرية، تسليط
الأضواء على مواقف رؤساء
الأركان في جيش الاحتلال
الإسرائيلي من مسألة الاستيطان.
وتستنتج
الصحيفة أنه "إذا كان هناك
شيء مشترك بين كل رؤساء الأركان
في سنوات الاحتلال؛ فهو موقفهم
الدافئ والمتسامح مع
المستوطنين خارقي القانون. دون
صلة بالآراء السياسية لرئيس
الأركان، سواء كان هذا أيهود
باراك، أم أمنون ليبكين شاحك،
أم شاؤول موفاز، أم موشيه
يعلون، فقد وصلوا جميعهم إلى
المنصب المنشود على موجة عطف
المستوطنين، كونهم تعاملوا
معهم بيد لينة أثناء أدائهم
لمهام مناصبهم العسكرية العليا"،
على حد تعبيرها.
بتصميم
بقلم:
أسرة التحرير
إذا كان هناك
شيء مشترك بين كل رؤساء الأركان
في سنوات الاحتلال؛ فهو موقفهم
الدافئ والمتسامح مع
المستوطنين خارقي القانون. دون
صلة بالآراء السياسية لرئيس
الأركان، سواء كان هذا أيهود
باراك، أم أمنون ليبكين شاحك،
أم شاؤول موفاز، أم موشيه
يعلون، فقد وصلوا جميعهم إلى
المنصب المنشود على موجة عطف
المستوطنين، كونهم تعاملوا
معهم بيد لينة أثناء أدائهم
لمهام مناصبهم العسكرية العليا.
هذه الأمور
موثقة في تقريرين كتبهما في
النيابة العامة للدولة يهوديت
كرف وتاليا ساسون. وهي موثقة
أيضاً في أرشيفات الصحف. وإذا
كان هناك إرث قتالي يرثه دان
حلوتس من أسلافه في كل ما يتعلق
بمعالجة خارقي القانون من أوساط
المستوطنين؛ فهو إرث غض النظر
والتنازل والجبن. وقد بدأ في
اجتياح المستوطنين محطة القطار
في سبسطية قبل ثلاثين سنة، وظهر
بكامل قوته في المحاولات
العابثة للجنود والشرطة لإخلاء
المواقع الاستيطانية.
وإزاء تقاليد
السنين الطويلة من عدم فرض
القانون على المستوطنين؛ يقف
الآن رئيس أركان جديد، يتعيّن
عليه إخلاؤهم خلافاً لإرادتهم
من غوش قطيف في غضون ثلاثة أشهر
من يوم تسلّمه لمهام منصبه.
والميزة الأبرز التي لحلوتس على
أسلافه؛ هي الإسناد المطلق من
رئيس الوزراء، الذي يريد النجاح
في مهمة الإخلاء. هكذا على الأقل
يهيّأ في هذه المرحلة من
التصريحات العلنية لآرائيل
شارون.
إلاّ أنه إلى
جانب رئيس الوزراء؛ تقف حكومة
تبدي عدم حماسة في تنفيذ فك
الارتباط، بل وربما تعوِّل على
إخفاق شارون. وإذا لم يبث رئيس
الأركان الجديد التصميم، ولم
يساعد رئيس الوزراء في نقل هذا
التصميم إلى المستويات التي
تحته، وإذا لم يعطِ لذلك مؤشرات
على الأرض؛ فإنّ المستوطنين
سيفهمون بأنّ العالم يسير على
عادته ووعودهم بالشغب يوم
الإخلاء، نجحت مرة أخرى في
ترهيب أصحاب القرار. ويبرهن
اجتياح المستوطنين من الضفة
فندقاً في (مستعمرة) نفيه
ديكاليم، قرروا تحويله إلى هدف
محصن؛ على أنّ درس سبسطية لم
يُستوعب، وكل مكان يعلن عنه
المستوطنون موقعاً استيطانياً
يغدو حقيقة قائمة.
ينبغي التعلل
بالأمل في أن يكون في شعبة حلوتس
خطة ذكية للتغلب مع حلول اليوم
على المجتاحين على اختلاف
أنواعهم. وتفيد التجربة بأنه لا
توجد أية خطة كهذه، وحين يَعِد
حلوتس بالعمل "بتصميم
وحساسية"؛ فإنه يشدِّد
تشديداً ثقيلاً على الحساسية،
والتي هي في هذه الحالة محملة
بالكارثة. إنّ الحساسية تحتاجها
المنظومة العسكرية كي تحمي في
يوم الإخلاء أولئك الذين
يوافقون على الإخلاء طواعية،
ولا يضعون المصاعب أمام أداء
مهمة الجنود.
ويميل ضباط
كبار في الآونة الأخيرة؛ إلى
الإعراب عن التخوّف، دون ذكر
أسمائهم، من رفض الخدمة من جانب
القبعات الدينية المحبوكة. وكل
إعراب عن تخوف كهذا يساعد
المستوطنين الذين يبحثون عن
بوادر الوهن ويعرفون كيف
يستغلونها لأهدافهم. وعلى
الضباط الذين يخشون بضع مئات من
الرافضين في الجيش الأقوى في
الشرق الأوسط؛ أن يبحثوا عن عمل
آخر. وحتى من يرفض سيذهب إلى
السجن، وسيبقى لدى الجيش
الإسرائيلي ما يكفي من القوة
لتنفيذ المهمة. وجنود القبعات
الدينية المحبوكة لا بد سيجرون
الحساب فيما إذا كان رفضهم
سيمسّ بالجيش أم بمستقبلهم
الشخصي بقدر أكبر. ينبغي
الافتراض بأنّ سحر المستوطنين
كجنود رائعين سيزول إذا ما كانت
حالات الرفض أكثر مما ينبغي،
وستتضاءل الثقة التي يغدقها
عليهم الجيش في المستقبل.
(المقال
بقلم أسرة تحرير يومية "هآرتس"
العبرية، ونشر في افتتاحية
عددها الصادر في الثالث من
حزيران/ يونيو 2005)
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|