ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 22/05/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يارون لندن:

القلنسوة التي خجلت

"الطلب من إردوغان بأن يعتمر القلنسوة اليهودية أمر عديم الحساسية"

القدس المحتلة - خدمة قدس برس (16/05/05)

يناقش الكاتب الإسرائيلي يارون لندن، في مقاله هذا، المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، السادس عشر من أيار (مايو) 2005، القضية التي أثيرت بشأن عدم اعتمار رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان للقلنسوة اليهودية، لدى زيارته متحف "ياد فاشيم" (يد واسم) المقام في القدس المحتلة لاستذكار "الهولوكوست".

ويعيب لندن، وهو يهودي يساري وملحد، على الذين توقعوا أن يعتمر إردوغان القلنسوة اليهودية، ويكتب قائلاً "إنّ زعيم الحزب الإسلامي لا يستطيع أن يُصوّر وهو يضع قلنسوة على رأسه، وهو فعل قد يفسره أبناء دينه أنه مسّ بقيمهم أو حتى بدء تهوّد"، كما ورد في مقاله.

القلنسوة التي خجلت

بقلم: يارون لندن / كاتب يساري

"حدث دبلوماسي"، هكذا أُعلن في الصحف، أحدثه رئيس حكومة تركيا، الطيب إردوغان، حينما رفض أن يضع على رأسه قلنسوة، لدى زيارته مؤسسة "ياد فاشيم" (يد واسم). تكمن في هذا النبأ فروض عن معنى تغطية الرأس، وعن معنى القيمة الدينية لموقع التخليد، وعن نظرة التركي إلى المقدسات اليهودية.

وعلى ذلك؛ يحسن أنّ نعلم أن تغطية الرأس قد انتشرت فقط في القرن الثامن عشر. يعفينا مفتون ذوو شأن من اعتمار القلنسوة في ظروف غير مريحة، كما في مكان عمل يعمل فيه الأجانب كذلك. إنّ مصدر العادة هو الحركة الحسيديّة (حركة دينية يهودية نشأت في شرق أوروبا وانتشرت تدريجياً في القرون الأربعة الأخيرة)، ولها جذور في أدب الحكماء الماضين. إنّ الهدف الأصلي منها هو الفصل بين الإنسان والله الموجود في الأعالى، وفي أيامنا أُلحقت بها معانٍ أخرى، فهي شيء من لباس اليهودي المتدين، وصورها المختلفة تظهر انتساب المعتمر إلى تلك الطائفة أو غيرها.

لماذا تقرر أنّ الرب يُحلق في الأعالى ولا يزحف؟ هذا التصور مغروس في المعنى الوراثي للاتجاهات، ففي كل الثقافات يُنظر إلى "الأعلى" على أنه أفضل من "الأسفل"، ولهذا يوجد الله في الأعالي لا في المهاوي، والروح تعلو إلى الأعلى ولا تنحط، والصلاة ترتفع ولا تنزل. في ظاهر الأمر؛ يعارض هذا التصوّر التصوّر الديني الذي يقرِّر أنّ الله موجود في كل مكان، ولهذا فإنّ الأرض أيضاً تستأهل أن نوجِّه إليها صلواتنا، لكنّ الأرض محدودة بأبعادها أما السماء فغير نهائية.

لست أعرف ما هو السبب في أنّ النصارى يُظهِرون علامات التوقير على نحو معاكس بالذات عندما يضعون قبعاتهم عن رؤوسهم عند الدخول إلى الأماكن المقدسة، كما يفعل الشخص ابن الثقافة الغربية، الذي يضع قبعته عن رأسه حينما يريد التعبير عمن يفوقه في المنزلة، ولماذا يخلع المسلمون نِعالهم في مساجدهم، في حين أننا، في أصولنا، قد أُمر شخصان فقط بخلع نِعليهما؛ موسى وقت تجلِّي الله الأول له، ويوشع قبل المعركة على أريحا.

لنعد إلى أردوغان. "ياد فاشيم" ليس موقعا دينياً، وإنّ عادة وضع قلنسوة على رؤوس الزوار قد نشأت كما يبدو للحاجة إلى تمييزه عن مكان عادي. أنا كذلك، وأنا ملحد تام؛ أضع على رأسي قلنسوة حينما أقدم على هذا المكان، لأنني أود أن أؤبن أولئك الذين ذُبحوا من أجل يهوديتهم، ولست أجد إظهاراً للتوقير بديلاً يعبر عن ذلك. لكنّ إردوغان ليس ملحداً يهودياً، بل هو مسلم متدين، وهو لا يضع رجله في مكان صلاة يهودي، كما أنّ اليهودي المتدين لا يدخل إلى بيوت صلاة الأجانب. ليس رفض إردوغان بأن يضع قلنسوة على رأسه فعلاً عديم الحساسية، بل طلب مستضيفيه إليه أن يفعل ذلك. لو سُئل عن ذلك أفراد حاشيته قبل ذلك الوقت؛ لكانوا ردّوا على وجه اليقين، إنّ زعيم الحزب الإسلامي لا يستطيع أن يُصوّر وهو يضع قلنسوة على رأسه، وهو فعل قد يفسره أبناء دينه أنه مسّ بقيمهم أو حتى بدء تهوّد، وليحفظنا الله. إنّ أصحاب البلاط في الفاتيكان أكثر حساسية منا، ففي كل لقاءات الزعماء اليهود للبابا، لم يُطلب إليهم أن يتصرفوا كتصرّف رعاياه وأن ينحنوا أمامه ويُقبلوا راحتيه، وقد وضع في إصبعه خاتم الصياد.

 (المقال بقلم يارون لندن، ونشر في يومية "يديعوت أحرونوت" العبرية في السادس عشر من أيار/ مايو 2005)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ