يحيئيف
نجار:
فك
الارتباط باسم اليهودية
"لن
نتخلى عن الدولة اليهودية
والفلسطينيون لن
يتخلوا
عن العودة إلى يافا وعكا واللد"
القدس
المحتلة - خدمة قدس برس (03/07/05)
يتولى الكاتب
الإسرائيلي يحيئيف نجار، في
مقاله هذا، المنشور اليوم
الأحد، الثالث من تموز (يوليو)
2005، في صحيفة "معاريف العبرية"
العبرية، إيراد بعض الحجج التي
يأمل من خلالها إقناع معارضي
الانسحاب الإسرائيلي من قطاع
غزة وتفكيك مستعمراتها،
بمراجعة موقفهم.
ويفعل نجار
ذلك بحكم انتمائه لمجموعة
يهودية دينية تصف نفسها
بالواقعية، ولذا فإنه يرى أنّ
الانسحاب ضروري "ليس لبهجة
الانسحاب، ليس لبهجة الهدم، ولا
لبهجة عرفات أو أبو مازن أو
الفلسطينيين".
ويضيف نجار
"صحيح أنّ الفلسطينيين
أذاقونا المر؛ ولكنّ ليس هذا هو
الذي حسم الأمر. نحن معتادون على
المرّ منذ عشرات ومئات السنين.
كما أننا نعرف جيداً أننا نحن
والفلسطينيون نوجد في صراع على
قطعة الأرض ذاتها، ولا أمل في أن
يتخلى أي من الطرفين في
المستقبل المنظور عن أمانيه.
نحن لن نتخلى عن الدولة
اليهودية – الديمقراطية، التي
بنيناها بكد جم - وموضع الفخر
كما ينبغي أن يقال -، وهم لن
يتخلوا عن حلمهم في العودة إلى
يافا وعكا واللد"، كما كتب في
مقاله.
فك الارتباط
باسم اليهودية
بقلم: يحيئيف
نجار
قبل أن
تقولوا "قلنا لكم"؛ بودي أن
ألغي هنا مسبقاً حجج اليمين بعد
فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي
السامرة (شمالي الضفة)، وقبل
فكوك الارتباط التالية، وذلك
ببساطة من خلال حقيقتنا
البسيطة، نحن مؤيدو فك الارتباط.
فهذه الحقيقة ربما لم تسمعوا
بها حتى اليوم، على نحو صريح
ومرتب، وربما فضلتم أن
تتجاهلوها، إذ من الأسهل مهاجمة
حجج أخرى، أقل مبدئية، ولكن هذه
هي الحقيقة الوحيدة والأساسية،
التي تُوجد خلف خطة فك الارتباك
- ما بعد الحداثة هو في الشقة
الأدنى -.
"حسناً،
أين السلام أين؟ ألا تزال تفكر
بأنه من المجدي اقتلاع غوش
قطيف؟"، لا أحد يقول أنّ فك
الارتباط سيجلب السلام أو
الطمأنينة أو الهدوء. لا أحد
يقول إنّ فك الارتباط سيحسِّن
علاقاتنا مع الفلسطينيين وباقي
العالم العربي. فهدف فك
الارتباط هو واحد: فك الارتباط
عن هذه الأقاليم من البلاد
بسكانها العرب، الذين لا
نحتاجهم أو نحتاج عبئهم على
أعناقنا.
إنّ بركة فك
الارتباط، التي سيناسب قولها في
كنس الصهيونية الدينية هي "
مبارك أننا تخلصنا من عبء أولئك".
وكذا؛ توصلنا إلى القرار في
أننا نريد فك الارتباط هذا، حتى
بثمن إلحاق معاناة بآلاف من
مواطنينا، الذين سيُضطرون لهذا
الغرض إلى الإخلاء، إلى
الاقتلاع، إلى الانتزاع من
منازلهم. حتى بثمن هدم نفيه
ديكاليم الرائعة في جمالها، في
جودتها، في الحيوية المثيرة
للانطباع لمشاريعها الزراعية،
التي تمكن سكان المنطقة من
بنائها. لهذه الدرجة أردنا
ونريد فك الارتباط.
ليس لبهجة
الانسحاب، ليس لبهجة الهدم، ولا
لبهجة عرفات أو أبو مازن أو
الفلسطينيين. صحيح أنّ
الفلسطينيين أذاقونا المر؛
ولكنّ ليس هذا هو الذي حسم الأمر.
نحن معتادون على المرّ منذ
عشرات ومئات السنين. كما أننا
نعرف جيداً أننا نحن
والفلسطينيون نوجد في صراع على
قطعة الأرض ذاتها، ولا أمل في أن
يتخلى أي من الطرفين في
المستقبل المنظور عن أمانيه.
نحن لن نتخلى عن الدولة
اليهودية – الديمقراطية، التي
بنيناها بكد جم - وموضع الفخر
كما ينبغي أن يقال -، وهم لن
يتخلوا عن حلمهم في العودة إلى
يافا وعكا واللد.
وبهذا الشكل؛
فإننا نقف عند رأينا كالجدار،
ولا نسمح لهم، حتى ولو بالوهم في
أنّ هناك ما يمكن الحديث فيه. لا
يوجد ما يمكن الحديث فيه. من بدأ
في الحرب وخسرها (سنتي) 48 و67؟ لا
يحتاج المنتصر إلى أن يعتذر عن
انتصاره. لن تجديهم كل
الاحتجاجات والبكاء على مدى
الأجيال. لقد خسرتم؛ فادفعوا
الثمن، ومن الأفضل أن يبدأ
اللاجئون في الاهتمام بأنفسهم،
إذ إنّ أحداً غيرهم لن يهتم بهم.
وبالتأكيد ليس نحن. لقد
استخدمهم العالم العربي فقط،
واستخدم معاناتهم كأداة دعاية
في حربه المبدئية ضد إسرائيل،
الدولة التي هي "غرس غريب
زرعه في المنطقة الاستعمار
الغربي" - من مقال نشر هذا
الأسبوع في صحيفة "الأسبوع
العربي" المصرية -.
ولا أحد يقول
أيضاً إنّ هذا هو فك الارتباط
الأخير. إذ كما أسلفنا؛ فإنّ
الهدف هو فك الارتباط عن عبء
الفلسطينيين. لا يشترط أحد فكوك
الارتباط هذه بـ"ثمار السلام
والأخوة" لفك الارتباط الأول.
وحتى لو كانت هذه الثمار فجة،
وهناك احتمال كبير في أن تكون
كذلك؛ فإنه يُحتمل جداً أن نصل
إلى القرار بأننا نريد فك
ارتباط آخر، وكل ذلك من أجل
الهدف المبدئي والواسع، والذي
هو حماية فكرة الدولة اليهودية-
الديمقراطية.
يُحتمل
الموافقة على هذا الموقف،
ويُحتمل الاعتراض عليه، ولكن لا
يُحتمل أن يكون المرء في الوقت
نفسه مع دولة يهودية
وديمقراطية، وكذا مع استمرار
السيطرة - الطوعية أو غير
الطوعية - على عدد بهذا الحجم من
الناس، الذين ليسوا مواطنين في
الدولة ولا شيء من هذا القبيل،
في واقع الأمر.
(المقال
بقلم يحيئيف نجار، ونشر في
يومية "معاريف" العبرية في
الثالث من تموز/ يوليو 2005)
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|