ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 08/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شالوم يروشالمي: هدم مراقب

"الانسحاب من القطاع هو انتصار للمقاومة الفلسطينية ولا يمكن إنكار ذلك"

القدس المحتلة - خدمة قدس برس (12/07/05)

يتصدى المقال التالي، المنشور اليوم الثلاثاء، الثاني عشر من تموز (يوليو) 2005، في صحيفة "معاريف" العبرية، لمسألة هدم المنازل والمنشآت المقامة في المستعمرات الإسرائيلية التي تستعد قوات الاحتلال لإخلائها في قطاع غزة.

فالمقال المكتوب بقلم الكاتب الإسرائيلي شالوم يروشالمي، يرى أنه ليس من الأفضل بالنسبة للدولة العبرية ومستوطنيها أن تعمد إلى هدم المستعمرات.

ويقترح يروشالمي في مقاله خيارات بديلة إذ "يمكن أن يكون الحل هدماً رمزياً مراقباً لبيوت قريبة جداً من الحدود الدولية، لأسباب أمنية، أو لبيوت ذات معنى عاطفي عميق، مثل غرفة تخليد الذكرى في عتصمونا. أما البنى التحتية للشوارع والكهرباء، والبيوت الأخرى؛ فيجب إبقاؤها على حالها، مع كل الألم، وإذا أراد الفلسطينيون فليهدموا بأنفسهم"، على حد ما يرد في المقال.

ويلاحظ شالوم يروشالمي أنّ "الحيرة (الإسرائيلية) هي في الأساس في المستوى المعنوي. فالانسحاب من قطاع غزة هو انتصار للإرهاب (المقاومة الفلسطينية)، ولا يمكن إنكار ذلك. هذه دفعة ضرورية ندفعها عن بضع وثلاثين سنة من الحماقة، حاولنا فيها أن نغرس وتداً بين مئات آلاف الفلسطينيين. السؤال الآن هو كيف ستعرض حماس والجهاد والمنظمات الإرهابية الأخرى انتصارها. هل ستعرضه على سطوح البيوت السليمة، أو على القرميد الأحمر، أو على أنقاض الخِرب. في رأيي لا يوجد أي فرق"، على حد تقديره.

هدم مراقب

بقلم: شالوم يروشالمي

قبل عدد من الأسابيع سافرت مع نائب وزير الدفاع، زئيف بويم، إلى مستوطنة عتصمونا في غوش قطيف (بقطاع غزة). وبالصدفة زار المكان آنذاك والدا واحد من خمسة خريجي المرحلة التحضيرية العسكرية المحلية، الذين قُتلوا أثناء تسلل المخربين (المقاومين الفلسطينيين) إلى الموقع في آذار (مارس) 2002. لقد طلب الآباء المتأثرون من بويم أن يهدم، بعد إخلاء المستوطنة؛ غرفة التخليد الجميلة، التي أقامها المعهد التحضيري لذكرى الخريجين. إنهم لم يريدوا أن يُدنّس المكان، وأن تصبح الغرفة مدرسة لحماس.

لقد وعد بويم بالهدم. في هذه الأثناء حصل الوعد على إمضاء الحكومة، التي قررت تخريب البيوت. ولكن كلما مرّ الوقت؛ تبيّن مدى عدم المنطق والغاية في هذه الفكرة، والوزراء، مترددون، والحق معهم. فالمسألة تتعقد بإزاء الموقف الملتوي للفلسطينيين، الذين لا يعرفون هل تناسبهم البيوت أو لا، ويتخوّفون هم أنفسهم من فوضى ستسود المنطقة بعد الإخلاء. يثير اقتراح مصالحة طرحته، كعادتها، تسيبي لفني؛ فحواه أننا سنهدم وهم سيزيلون، إحساساً شديداً. فهذا أيضاً ليس حلاً.

توجد في الخلاصة إمكانيتان فقط؛ فإما ألاّ نمسّ البيوت ونبقيها كما هي؛ وإما أن نهدم ونُزيل الأنقاض. لا توجد أية طريقة أخرى في الاختبار الأخلاقي والدولي. فالهدم الشامل سيعوق استكمال الانفصال بأسابيع كثيرة، ويوجب على الدولة أن تتمهّل في قطاع غزة زمناً طويلاً بعد. إنّ كلفة الهدم عظيمة، وقد قيلت هذه الأمور وكتبت، ولن نتحدث عن المشاهد التلفزية الفظيعة. فهنالك أدوات ثقيلة ورافعات، ترفع حجارة ضخمة، تهدم جدران البيوت وتُخرب الدفيئات والحدائق، ليس هذا مشهداً لطيفاً.

الحيرة هي في الأساس في المستوى المعنوي. فالانسحاب من قطاع غزة هو انتصار للإرهاب (المقاومة الفلسطينية)، ولا يمكن إنكار ذلك. هذه دفعة ضرورية ندفعها عن بضع وثلاثين سنة من الحماقة، حاولنا فيها أن نغرس وتداً بين مئات آلاف الفلسطينيين. السؤال الآن هو كيف ستعرض حماس والجهاد والمنظمات الإرهابية الأخرى انتصارها. هل ستعرضه على سطوح البيوت السليمة، أو على القرميد الأحمر، أو على أنقاض الخِرب. في رأيي لا يوجد أي فرق.

ويبدو من الأحاديث التي كانت لي مع مستوطنين في غوش قطيف أنّ كثيرين كانوا يريدون بالذات أن يهدموا بيوتهم. لقد أقسم لي أحد السكان في نفيه دكاليم، بأنه عندما تقعد زوجته وأولاده في شاحنة الإخلاء؛ فإنه سينزل للحظة ويُشعل النار في دارته الخضراء. فهو لا يريد أن يرى عائلة فلسطينية تجلس في زاوية الأكل التي أبقاها. يجب على قوات الإخلاء أن تستعد لإمكان كهذا، وأن تمنعه أيضاً. فالغضب هو بديل سيئ عن السياسة الحكيمة.

لقد قال الرئيس (الإسرائيلي موشيه) قصاب أول أمس لصحيفة "معاريف" إنه لا يجوز هدم المستوطنات. يجب الإنصات له. يمكن أن يكون الحل هدماً رمزياً مراقباً لبيوت قريبة جداً من الحدود الدولية، لأسباب أمنية، أو لبيوت ذات معنى عاطفي عميق، مثل غرفة تخليد الذكرى في عتصمونا. أما البنى التحتية للشوارع والكهرباء، والبيوت الأخرى؛ فيجب إبقاؤها على حالها، مع كل الألم، وإذا أراد الفلسطينيون فليهدموا بأنفسهم.

 (المقال بقلم شالوم يروشالمي، ونشر في يومية "معاريف" العبرية في الثاني عشر من تموز/ يوليو 2005)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ