ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/05/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اعتقال المواطن الصالح!

فايز سارة: ( كلنا شركاء ) 19/5/2005

بين اول ردود الفعل على حملة التضامن مع الكاتب السوري علي العبدالله التي بدأت ثاني ايام اعتقاله، جاءت رسالة بسيطة، وقعها مواطن عربي من خارج سورية، قال فيها "اتضامن مع علي العبد الله، واطالب باطلاق سراحه، لانه لايجوز ان يعتقل مواطن صالح".

والحق فان الرسالة استوقفتني، ليس بفعل تضامن صاحبها مع علي العبد الله والمطالبة باطلاق سراحه، فهذا امر بديهي ومعروف، انما بسبب الاشارة التى تضمنتها باعتبار على العبد الله "مواطن صالح"، وهو امر ربما لم نفكر به نحن رفاق على العبد الله الذين عاش علي بيننا سنوات وعملنا معاً، قبل ان يقوم زوار الليل باختطافه من وسط اسرته في محاولة لوضعه خارج الحياة وبعيداً عن دائرة الضوء والهواء، كما ينبغي للبشر ان يكونوا.

نعم علي العبد الله "مواطن صالح". هكذا فكرت. ربما هو مثال للمواطن الصالح بكل معنى الكلمة، انسان بسيط وطيب، صادق وامين، متواضع ويحب الناس، خدوم لكل من يصادفه في طريقه، وهذه صفات تكفي وحدها ليكون الانسان مواطناً صالحاً، لكن علي العبد الله يضيف الى ماسبق اضافات جوهرية، فهو انسان توافقي، يقيم صلة مع كل ما حوله، اصدقاؤه من كل الجماعات القومية والدينية والمذهبية، ومن كل المناطق السورية، ولديه كثير من الاصدقاء من بلدان اخرى كان التقاهم في حياته في سورية او خارجها، واصدقاء علي كما معارفه يتوزعون على انتماءات ايدلوجية وسياسية عديدة، لانه لم يكن في يوم من الايام يحب الدخول في تناقضات وصراعات مع الآخرين بسبب المعتقد او الرأي، وهذا لايعني انه رجل بلا معتقد او رأي، بل ان معتقده ورأيه، كانا دافعيه الى العلاقات الحسنة مع الآخرين، لايمانه بحق الرأي والاعتقاد لكل الناس، ولان الاساس في معتقده ورأيه – كما فهمته- هو تقارب البشر سعياً وراء المصلحة المشتركة ومواجهة تحديات الحياة، وهي الهدف النهائي لكل البشر على اختلاف انتماءاتهم أياً يكن محتواها.

ووصول علي العبد الله الى هذه السوية، يرتبط بمسار طويل من التجربة والمعاناة، وهو الآتي من اعماق العمق السوري، حيث ولد وتنقل في المحافظات الشرقية والشمالية الشرقية السورية، وعاش وسط سكان المدن والارياف والبدو في مناطق مختلطة، سكانها من لوحة الفسيفساء السورية الجميلة: عرب واكراد وارمن وآثوريين وكلدان وتركمان، وأكتسب في تجربته تلك ملامحاً اضيفت الى روحه، وحملها كلها في رحلة نحو فلسطين، التي شغلت السوريين منذ ولادة قضيتها، وستظل تشغلهم، فعاش فترة من حياته في قلب التطورات الفلسطينية بكل ما حملته من ايجابيات وسلبيات في بيروت وتونس، فاكتسب من تلك التجربة خبرات، صبت هي الاخرى في توسيع فضاءات التعامل الحر مع الآخرين من اجل مصلحة البشر على اختلافاتهم.

عندما عاد علي العبد الله الى سوريا قبل عقد من السنوات، آمل في ان يعيش، كما ينبغي لمواطن ان يعيش في بلده، ولهذا انخرط في صفوف الحركة المطالبة بالاصلاح، وبسرعة صار بين الكتاب الداعين الى الاصلاح الذين لم يكتفوا بتوصيف الحال السوري وتحليله، بل رسموا ملامح الطريق الذي ينبغي السير فيه للقيام بعملية الاصلاح تقوي سوريا في مواجهة التحديات الداخلية – الخارجية، واعادة هيكلة حياة السوريين في اطارها بدلاً لما آل اليه الحال، وكي يكون الامر على صورة افضل انخرط علي العبد الله في نشاطين آخرين، كان اولهما نشاط في ميدان حقوق الانسان، والثاني عضويته في منتدى جمال الاتاسي للحوار الديمقراطي الذي امل النشطاء بالفعل ان يتحول الى مسرح كبير، يتحاور فيه السوريون من كل الاطياف والاراء والجماعات دون قيود مسبقة وبلا تحفظات.

وتختصر هذه الصورة حالة المواطنة الصالحة للسوري علي العبد الله، وهي صورة نقيضة لصورة السوري التي تم ترسيخها على مدار عقود طويلة من السياسية الشمولية المطبقة تحت ظل قانون الطوارئ وغياب الحريات الخاصة والعامة ووسط تدخلات السلطة وجهازها الاعلامي، وفي ظل سيطرة الاجهزة الامنية، وتدخلها المستمر في شؤون الافراد والاسر لاخضاعهم وجعل قيادتهم امر اسهل، واخراجهم من الاهتمامات العامة وبمن حولهم.

لقد اعتقل علي العبد الله لسبب بسيط، انه جسد شخصية المواطن الصالح، وخاصة لجهة ايمانه بالحوار وانتقاله من الايمان الى ممارسة الحوار في قراءة علنية لوجهة نظر آخرين، قد لايوافقهم رأيهم، لكنه يفسح المجال امامهم لايصال صوتهم، وهذا امر لايتعلق بالاخوان المسلمين فقط، وانما ايضاً بخصوم عديدين للاخوان وغيرهم، ولان علي العبد الله مواطن صالح قلبه على وطنه وعلى السوريين فان اعتقاله لن يطول.

بيان

أطلقوا سراح الحوار ، أطلقوا سراح علي العبد الله

نعتقد أن ما جرى في منتدى الأتاسي ، كان خطوة مهمة على طريق الحوار الوطني ، وأن ذلك الحوار هو الطريق الصحيح نحو المصالحة الوطنية ، ونعتقد أن عودة الإسلام السياسي للعمل ضمن مؤسسات المجتمع المدني وبالتنسيق معها ، وطبقاً لمعاييرها وقيمها ووسائلها ( التي تبدأ بقبول الآخر والعمل العلني ونبذ كل أشكال العنف والتعصب ) هو الطريق الصحيح نحو مشاركة الجميع في الحياة السياسية ، وهذا شرط لا بد منه للتحول نحو الديمقراطية ، أما عن زمن هذه العودة والتحضيرات اللازمة لها ، لتكون آمنة وبناءة ، فهو شيء مفهوم ويمكن أخذه بعين الاعتبار ...

لكن ليس من مصلحة السلطة أبداً العودة لنبش الماضي ، لأننا نريد أن ننسى جراح الماضي ورتقها ، وأن ننسق عملنا لتجاوزها ، على طريق المصالحة الوطنية الشاملة ، والتغيير الديمقراطي السلمي ، وبناء الوطن الواحد ( لكل مواطن يعيش فيه دون تمييز ) عبر آلية الحوار القائم على الاحترام . وليس الاعتقال والتحقيقات والاتهامات .

لذلك نرى أن استمرار الاستدعاءات ، واستمرار اعتقال الأستاذ علي العبد الله ليس له معنى آخر ، سوى الإصرار على تسميم أجواء الحوار والمصالحة ، ووضع العصي في طريق التحول نحو الديمقراطية بأيدي وطنية مخلصة .

نطالب بالإفراج الفوري عن الأستاذ علي العبد الله ، والتوقف عن الاستدعاءات الأمنية للناشطين . وإذا أرادت السلطة شرح وجهة نظرها ، فليحضر سياسيون منها ، وليس ضباط أمن ، لمناقشتنا علناً وبحضور زملائنا ، ولن نختلف معها أبداً ، إذا كان هدفها المصلحة العليا للوطن .

دمشق في 19/5/2005

د. محمد كمال اللبواني

عن التجمع الديمقراطي الليبرالي L D U

( قيد التأسيس )

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ