كيسنجر
: اذا
فشلنا في العراق سيطغى
الراديكاليون
على
الإسرائيليين و الفلسطينيين
العودة إلى خطة باراك للسلام
هذه
المقابلة مع وزير الخارجية
الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر ،
المنشورة على موقع مجلس
العلاقات الخارجية ، و التي
أجراها المحرر الاستشاري في
الموقع برنار غورتزمن ، تتضمن
سلسلة من المواقف في الشؤون
الخارجية الأمريكية في مقابل
الاتجاه السائد الذي يرفع لواءه
جورج بوش و يغلب القضايا
الايديولوجية .
في المقابلة يعتبر كيسنجر
ان الفشل الأمريكي في العراق
سيعني طغيان المقاربة الاكثر
راديكالية للمسالة الفلسطينية
، و منح زخم هائل للراديكالية في
كل البلدان الإسلامية و دعا
للعودة الى خطة باراك لحل
المسالة الفلسطينية و التي
قدمها في العام 2000 .
و قد شكك كيسنجر في محاولات
واشنطن فرض الديمقراطية في
العالم العربي داعيا الى ايلاء
أهمية أيضا لدعم الاستقرار في
المنطقة ، و في المقابل دعا
للتشدد في موضوع الملف النووي
الإيراني باعتباره مقدمة لعالم
من المراكز النووية المتعددة و
لم يستبعد اللجوء للخيار
العسكري لحسم هذا الملف .
و
رأى كيسنجر ان الولايات المتحدة
لا تستطيع ان تحول دون ان تصبح
الصين قوة عظمى في آسيا و ان
مركز العالم سينتقل من الأطلسي
الى الهادئ .
س
: ما هي الدروس المستمدة من
التفجيرات الإرهابية في لندن ؟
هل تشير الى ان الحرب على
الإرهاب غير فعالة ؟
ج
: لا تستطيع الحرب على الإرهاب
ان تمنع كل الهجمات تطلب هجوم
كهذا خمسة أشخاص لكن على الأرجح
أسابيع من التحضير ، لا اظن انه
يمكن قياس فاعلية الحرب انطلاقا
من قدرتها على منع كل الهجمات ،
لقد أدت الهجمات على لندن الى
نقل الحرب على الإرهاب الى قلب
اوروبا للمرة الثانية ، بعد
تفجيرات مدريد 11 آذار 2004
وتحديدا الى بلد موقفه غير
ملتبس بشان الرد على الهجمات
على أراضيه ، اظن انه مهما كانت
الامكانات التي يملكها
الارهابيون داخل لندن ، فانها
ستتقلص كثيرا نتيجة هذه الهجمات
، على الأرجح ان الأوروبيين
سيرغمون الآن على اعتماد مقاربة
أكثر تماسكا
على الأقل حيال الهجمات
داخل اوروبا .
س
: هل هناك أي رابط بين التفجيرات
في لندن و العراق ؟
ج
: وقعت الهجمات على مركز التجارة
العالمي قبل حرب العراق في
الواقع ، حصلت سلسلة من الهجمات
في الولايات المتحدة قبل حرب
العراق و وقعت هجمات أيضا
باندونيسيا و تونس و المغرب و
كلها لا علاقة لها بالعراق ، لا
شك ان العراق ساعد على التجنيد
لكن النزاع الكامن يتخطى العراق
.
س
: برأيك كيف يجب ان نتعاطى الآن
مع العراق ؟
ج
: دعمت في البداية قرار التحرك
ضد العراق للأسباب الآتية : لم
افهم كيف يمكننا ان نخطط لحرب
على الإرهاب بدون أمس بالحكومة
التي تملك اكبر جيش في المنطقة و
اكبر مدخول نفطي محتمل و اكبر
قدرة على دعم الإرهاب ، و قد
اظهرت رمزيا من خلال وجودها
بالذات ، انه يمكن تحدي
الولايات المتحدة و علاوة على
ذلك ، اعتبر تماما كالرئيس بيل
كلنتون و الرئيس جورج دبليو بوش
و كل ضباط الاستخبارات الذين
التقيتهم انهم كانوا يملكون
أسلحة دمار شامل .
س
: صدر الكثير من الكلام عن
الإدارة الأمريكية لا سيما في
خطاب الولاية الثانية الذي
ألقاه بوش حول الديمقراطية و
الإصلاح في العالم العربي ، و
يبدو ان العرب أنفسهم مهتمون
بهذا الموضوع لكن هل نحن
مثاليون أكثر من اللازم ؟
ج
: من المهم ان تدافع الولايات
المتحدة عن مبدأ ما و ليس ان
تعرض قوتها فقط ، أؤيد هذا
المفهوم لكنني أكثر حذرا حيال
القدرة على تطبيق برنامج
الإدارة الأمريكية في فترة
وجيزة ، و انا أيضا حذر بشان
توريط أنفسنا في التفاصيل في
البلدان المختلفة حيث نميل الى
إلقاء المحاضرات ، إذن ادعم
المفهوم و السلوك لكن يجب ان نضع
نصب أعيننا ان علينا دعم
الاستقرار أيضا ، يصعب تطبيق
هذا في كل البلدان لكن في إيران
قد يكون هذا ممكنا ، غير انه
يمكن القول أيضا ان التاريخ
يشير الى ان محاولات فرض
الديمقراطية بالقوة من جانب
إدارة الرئيس جيمي كارتر أنتجت
"آية الله روح الله" او
ساهمت في إنتاجه ، إذن يجب توخي
الدقة البالغة في رسم الخط الذي
ينبغي السير عليه .
س : ما
رأيك بالسياسة المتبعة لمحاولة
منع إيران من تخصيب اليورانيوم
من خلال التفاوض ؟
ج
: أوافق ان علينا محاولة وقف
تخصيب اليورانيوم و ربما من
المفيد جدا على الصعيد التكتيكي
ان ندع الأوروبيين يقومون
بالمفاوضات بينما نقوم نحن
ندعمها لكن في الحقيقة ، و في
مرحلة ما في المستقبل القريب
نسيبا ، سيكون علينا ان نقرر اذا
كانت تلك المفاوضات ناجحة أم
اذا كانت مجرد طريقة لشرعنة
برنامج مستمر ، سيكون هذا محط
جدل حاد ، ثم يجب ان نقرر مع
حلفائنا ما هي الإجراءات
المناسبة ثم نطرح السؤال الآتي :
الى أين نحن مستعدون للوصول
بهدف وقف تكنولوجيا الأسلحة
النووية في إيران قد تصل بنا
إيران الى مرحلة حيث لا يعود
هناك أي معنى لسياسة حظر
الانتشار.
س
: تبدو واشنطن قلقة من التطور
العسكري للصين أهناك فلا ما
يدعو للقلق ؟
ج
: لا يعتمد نمو النفوذ الصيني في
السنوات العشر المقبلة على
القوة العسكرية بل على الروابط
الاقتصادية التي تقيمها الصين
مع البلدان المحيطة بها و على
البراعة و المهارة
الاستثنائيتين للدبلوماسية
الصينية .إذن في المستقبل
المنظور انها مشكلة سياسية لا
تتخطى الموازنة العسكرية
الصينية ستدور جدالات كثيرة حول
هذا الموضوع الستين مليار دولار
، ربما كانت اقل أيضا ، نحو
خمسين مليارا أي مثل موازنة
اليابان تقريبا و اذا جمعنا
الموازنات العسكرية لليابان و
الهند و كوريا و روسيا نكتشف ان
الصين ليست في موقع يسمح لها
بغزو العالم هذا بدون ان نحسب
الموازنة العسكرية الأمريكية .
س:
هل تتوقع ترسيخا للعلاقات بين
الولايات المتحدة و الهند ؟
ج
: اظن ان مصالح الهند و مصالح
الولايات المتحدة تسير في خطين
متوازيين مثلا في المنطقة
الممتدة من سنغافورة الى عدن
لدينا مصالح متشابهة جدا لا
نريد ان يسيطر الإسلام
الراديكالي و لا نريد ان تنشط
قوى أساسية هناك .
لا
اظن ان من الحكمة وضع الهند في
موقف يجعل منها لاعبة أساسية في
تحالف مناهض للصين ، ستعرف
الهند كيف تحافظ على أمنها ، و
تدرك أيضا ان لأمريكا مصلحة في
إرساء توازن قوى في المنطقة ، لا
شك في ان كون الهند و الولايات
المتحدة بلدين ديمقراطيين يسهل
التفاعل بينهما ، لكن هذا
الواقع لم يولد تعاونا وثيقا في
مراحل سابقة عندما كان البلدان
ديمقراطيين أيضا إذن انه عنصر
مفيد لكن غير حاسم .
جريدة
الرأي
- 27/7/2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|