ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/09/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


استقدام مليون يهودي هو أيضاً نسج من الخيال

هجرة اليهود إلى إسرائيل ...

الأجندة الرئيسة لشارون في كل زيارة خارجية

منذ وصول شارون للسلطة وهو يعد ناخبيه بتنظيم هجرة مليون يهودي جديد الى "أرض اسرائيل" وذلك بعد انقضاء تقريبا عقد على آخر موجة هجرة يهودية وصلت لاسرائيل من دول الاتحاد السوفيتي سابقا. ولا ينفك شارون عن استغلال زيارته لاي بلد من دول العالم في تشجيع اليهود الى اسرائيل حتى و ان كان يترتب على ذلك ازمة دبلوماسية مع هذه الدول.

و يبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يشعر ان تشجيع الهجرة الى اسرائيل هو هدفه الرئيس و الحل في نظره للتغلب على المشكلة الديمغرافية الفلسطينية خصوصا و انا كل الطروحات التي قدمت له منق بل مراكز الابحاث لم تمنحه شعورا بالراحة ازاء المشكلة الكبرى التي يواجهها, و هي النمو المتزايد للفلسطينيين. و في اخر تصريح له

طالب شارون، جميع وزراء حكومته بايلاء الحيز الأكبر من زياراتهم الى الخارج لتشجيع هجرة اليهود الى اسرائيل. جاء ذلك خلال نقاش اجرته الحكومة الاسرائيلية  الاسبوع الماضي حول مستقبل "الشعب اليهودي"، حيث سعى وزير المالية بنيامين نتنياهو الى فرض وصاية على يهود العالم واشتراط "حفاظهم على يهوديتهم بالهجرة الى اسرائيل"! وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان شارون دعا معهد تخطيط سياسة "الشعب اليهودي" الى تقديم استعراض امام الحكومة تضمن تقديرات حول عدد واوضاع اليهود في العالم، وقال لوزرائه انه يشعر بالقلق ازاء مستقبل اليهود ولذلك عليهم التركيز اكثر خلال زياراتهم الى الخارج على موضوع الهجرة. و بالرغم من احلام شارون الواسعة في الهجرة فانه يواجه عقبات ضخمة ,مثل التغطية المالية و كذلك رفض اليهود الهجرة الى بلاد لم تعرف الا الحروب و الصراعات . شارون في زيارته الاخيرة الى روسيا وقف أمام حشد في مدينة عفولا الروسية الفقيرة، ليعلن بلغة روسية ضعيفة بأن "إسرائيل هذه الدولة الصغيرة.. الجميلة.. الموهوبة والصعبة.. هي لنا.. لنا.. لنا"ثم أخذ شارون يحث الروس على الهجرة الى اسرائيل معلنا حاجة الدول العبرية الى مليون مهاجر جديد. غير ان الجواب جاءه عبر صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية العبرية على لسان الروس "شكرا لكم سنبقى في روسيا".

وكانت تصريحات سابقة لشارون ادلى بها بهذا الصدد قد اثارت امتعاضا فرنسيا عندما دعا يهود فرنسا الى الفرار والهجرة الى اسرائيل بزعم تعرضهم الى مظاهر اللاسامية هناك. الا ان زيارة شارون الاخيرة الى فرنسا، الاسبوع الماضي، خففت من حدة التوتر بين البلدين، وطغت عليها مواضيع اخرى ذات صلة بخطة فك الارتباط عن قطاع غزة . اما وزير المالية نتنياهو فيعتبر ان "اليهودي هو من يقيم في اسرائيل فقط"، وحسب رأيه فانه يجب التوضيح ليهود العالم بأن "على من يرغب الحفاظ على يهوديته الهجرة الى اسرائيل". وقال ان التحدي الذي تواجهه الحكومة الاسرائيلية خلال العقد القريب يتمثل في رفع مستوى المعيشة الى حد يضاهي مستوى المعيشة في اوروبا في سبيل جذب يهود الولايات المتحدة الى اسرائيل!

 

**تاريخ و تزوير.

هناك الكثير من التحليلات التي تشير الى ان اجهزة الامن الاسرائيلية خصوصا الموساد تستخدم وسائل معينة للتأثير على الرأي العام في دولة ما لاشاعة ان هذا البلد معاد للسامية و من ثم تقوم حكومة اسرائيل باستغلال ذلك لتشجيع هجرة اليهود الى إسرائيل.

  كما حصل مع اليهودية الفرنسية التي قيل انها تعرضت الى محاولة خطف في احد قطارات باريس من قبل مسلمين افارقة لانها يهودية ,و هو الامر الذي اثار فرنسا كلها لدرجة ان الرئيس شيراك نفسه تدخل في القضية , و نشرت تحقيقات في كبرى الصحف الفرنسية لكن تبين فيما بعد انها كذبة .و بالطبع فان شارون استغل هذه الاجواء و دعا اليهود الفرنسيين للهجرة إلى اسرائيل.

ولنذكر العملية الحركية "سوزانا" في مصر والتي فشلت وسميت فيما بعد فضيحة نافون. وكانت عملية سوزانا تهدف للوقيعة بين الولايات المتحدة والثورة الحاكمة في مصر ممثلة في البكباشي عبد الناصر,  وذلك عن طريق قيام يهود بتفجير مصالح امريكية وايضا كانت تهدف الى تأخير انسحاب القوات البريطانية من مصر, حيث وضعوا قنابل في كل من دور السينما ومكتب بريد وفي مراكز معلومات تابعة للولايات المتحدة في القاهرة وفي الإسكندرية , لكن القضية انكشفت واستقال بسببها بنحاس نافون وزير الدفاع الإسرائيلي ومدير المخابرات العسكرية وقتذاك وقد قال لافون انه لم يأذن بالعملية وتم اعدام حمويل ازار وموشي مرزوق وسجن الأعضاء التسعة الباقين من الشبكة ومع ذلك استغلت اسرائيل القضية الخاسرة لتزعم ان مصر تضطهد اليهود وتلفق لهم القضايا وتعدمهم لكي يهرب اليهود من مصر ويهاجروا الى اسرائيل !!!

 

** اعداد في تراجع.

و يؤكد الباحث صالح لطفي من مركز الدراسات المعاصرة في اسرائيل على ان العامل الديمغرافي ونسبة السكان اليهود في الدولة العبرية مقابل نسبة الفلسطينيين في الداخل هو احد أهم القضايا التي تقض مضاجع المؤسسة الإسرائيلية، وخصوصا مع استمرار ارتفاع نسبة الفلسطينيين في الداخل إلى درجة تهدد الميزان الديموغرافي العام للدولة التي تخشى من فقدان أغلبيتها اليهودية. وتقول الاحصاءات إنه منذ قيام إسرائيل عام 1948 هاجر إليها ثلاثة ملايين يهودي. ويبلغ تعداد إسرائيل حاليا 6 ملايين,  19 % منهم من المسلمين والمسيحيين. وقد حذر شارون مؤخرا من أن إسرائيل لن تكون قادرة على الحفاظ على هويتها لو استمرت في حكم مليون فلسطيني. وقال شارون في كلمته في اتحاد اليهود الأمريكيين "إن عاليا- أي الهجرة لاسرائيل- هي الهدف الأول لحكومتي فهي السبيل الوحيد للحفاظ على هوية إسرائيل". وأضاف أن العام الماضي شهد فقدان إسرائيل لنحو 25 ألفا ذهبوا إلى الدياسبورا "الشتات",  في حين أضيف 70 ألف يهودي إلى إسرائيل من خلال النمو الطبيعي وعاليا. وقال إن عاليا لا تضمن مستقبل إسرائيل فقط وإنما مستقبل الشعب اليهودي أيضا. فكل شخص لديه جد يهودي من حقه الهجرة إلى إسرائيل. وقال متحدث باسم الوكالة اليهودية إن 24,434 هاجروا إلى إسرائيل في العام الماضي أكثر من نصفهم من الاتحاد السوفيتي السابق. وأضاف أن أكبر كتلة هاجرت من أوروبا جاءت من فرنسا حيث هاجر منها 2,083 من مجموع الجالية اليهودية في فرنسا البالغ عددها 600 ألف.

 

**فقدان الغالبية.

و يقول المحلل برهوم جرايسي ان اسرائيل باتت تدرك انها ستفقد الغالبية اليهودية في فلسطين التاريخية في غضون 15 الى 45 عاما  و يضيف "يزداد يوما بعد يوم الجدل في اسرائيل حول ما يسمى بـ "المشكلة الديمغرافية"، التي تهدد بشكل واضح الحفاظ على "يهودية الدولة" من وجهة نظر اسرائيل، على ضوء تراجع نسبة اليهود أمام العرب في فلسطين التاريخية، حاليا، ولكن أيضا في داخل حدود "اسرائيل" المعترف بها، ويشكل هذا الجدل محفزا لظهور خطط وبرامج سياسية خطيرة جدا على العرب، وعلى رأسها انتشار فكرة "الترانسفير"، الطرد الجماعي، للفلسطينيين من وطنهم.

وينبع القلق الاسرائيلي من مصدرين الأول هو نسبة التكاثر المنخفضة لدى اليهود مقارنة بالنسبة ذاتها عند الفلسطينيين، والثاني تراجع اعداد المهاجرين اليهود الى اسرائيل بنسبة 80% وأكثر، مقارنة عما كانت عليه في سنوات التسعين من القرن الماضي، وبالامكان اضافة مصدر ثالث وهو ان عدد اليهود في العالم يتراوح ما بين الجمود وحتى التراجع بفعل الاندماج الحاصل في الدول الاوروبية. إن ما يزيد من الطين بلّة بالنسبة لاسرائيل هو ان الهجرة اليهودية تسجل تراجعا سنويا واضحا، وهي اليوم في حدود 20% فقط مما كانت عليه في سنوات التسعين من القرن الماضي، فقد سجلت الهجرة اليهودية الى اسرائيل (يهودية من حيث المبدأ) في العام الماضي 2004 أقل بقليل من 21 ألف مهاجر، وهذا يشكل تراجعا كبيرا للعام الرابع على التولي، مقارنة عما كان عليه منذ مطلع سنوات التسعين من القرن الماضي، وحتى العام 2000، وتقول دائرة الاحصاء الاسرائيلية ان هذا العدد هو الأقل منذ العام 1989، وان معدل السنوات الثلاث الاخيرة للهجرة اليهودية الى اسرائيل يشابه اعداد المهاجرين في سنوات الثمانين، حين تراوح معدل المهاجرين سنويا من 9 آلاف الى 20 ألف مهاجر. فقد هاجر الى اسرائيل في سنوات التسعين، اي من العام 1990 وحتى العام 1999 حوالي 956 ألف مهاجر، واكبر موجات هذه الهجرة كان في العام 1990، حين وصل الى اسرائيل حوالي 200 ألف مهاجر، وفي العام تلاه 176 ألف مهاجر، ولاحقا كان المعدل في حدود 74 ألف مهاجر، وكانت أولى معالم الانخفاض في الهجرة في العام 2000 حين انخفضت الهجرة الى 60 ألف مهاجر. ووصل الى اسرائيل في العام 2001، أكثر بقليل من 43 ألف مهاجر وانخفض العدد في العام 2002 الى أكثر من 33 ألفا، وفي العام 2003 الى 23 ألفا، والعام الماضي 2004 الى أقل بقليل من 21 ألفا.

وأكثر من ذلك فإن إسرائيل الرسمية باتت تدرك ان استقدام مليون يهودي آخر من العالم الى اسرائيل هو ايضا نسج من الخيال، حتى ولو "بشّر" وزير المالية بنيامين نتنياهو انه سيجعل اسرائيل بعد عشر سنوات واحدة من اغنى عشر دول في العالم، وتدرك اسرائيل انه لكي يكون بامكانها استقدام "مليون آخر من اليهود"، كما يدعو لذلك شارون، يجب ان يكون دافعا لهم في اوطانهم، وايضا محفزات لهم في اسرائيل، ولكن عدم الاستقرار الامني والاوضاع الاقتصادية في اسرائيل لا تحفزان الهجرة، أضف الى ذلك مساحة البلاد ومواردها الطبيعية، خاصة المياه على المدى البعيد، وعدم استطاعتها استيعاب اعداد هائلة أكثر من نسب التزايد الطبيعي.والعامل الأهم لتراجع اعداد المهاجرين اليهود الى اسرائيل هو ان غالبيتهم الساحقة في العالم يعيشون في دول غنية ومتطورة، ومستوى المعيشة فيها أعلى من اسرائيل، ناهيك عن الاستقرار الامني والحياتي هناك، فحسب احصائيات الوكالة الصهيونية الأخيرة، فإن التجمع الاكبر لليهود في العالم، خارج اسرائيل، هو في الولايات المتحدة، أكثر من خمسة ملايين، الذي يتقارب مع عدد اليهود في اسرائيل، والتجمع الثاني حوالي 600 ألف موجودون في فرنسا، وفي دول الاتحاد الاوروبي، و450 ألفا في دول الاتحاد السوفييتي السابق، و400 ألف في امريكا اللاتينية و350 ألفا في كندا. و يشير المحلل جرايسي الى  انه حتى في حالة انسحاب اسرائيل الكامل من كافة المناطق المحتلة منذ العام 1967 فإنه لن "ينقذها" من مشكلتها الديمغرافية على المدى البعيد، وليس غريبا ان احد المفكرين الصهاينة العنصريين، بيني موريس، يقول بشكل دائم ان الخطأ التاريخي الأكبر للحركة الصهيونية ولاسرائيل هو سماحهما ببقاء حوالي 150 ألف فلسطيني في العام 1948 في وطنهم، لأنهم اثبتوا انهم قنبلة ديمغرافية موقوتة، على حد تعبيره.

 

**ليسوا يهوداً.

تقول المتحدثة باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية توفا الينسون انه خلال افتتاح مكتب جديد لوزارة الداخلية في الجليل تبين ان اكثر من ستين بالمئة من المهاجرين الـ 400 الذين تقدموا ليسوا من اليهود. المهاجرون الروس مثلوا اضافة عددية بالغة الاهمية للمعسكر العلماني في الدولة الصهيونية فهم يشكلون 20% من سكانها و15%من الناخبين فيها. وتصادف هذا تاريخياً مع صعود موجة التشدد الديني في اسرائيل وما صاحبها من اشتداد نفوذ الاحزاب الدينية ومن بينها حزب «شاس» الذي يمثل اليهود الشرقيين,  وكان طبيعياً ان تستقبل الاحزاب الدينية وبخاصة «شاس» المهاجرين «الروس» بقدر كبير من الحذر والتشكك الذي بدأ يتحول الى نوع من العداء من جانب «شاس» بصورة خاصة. وساعد على ذلك ان المحرك الاساسي لموجة الهجرة اليهودية الروسية الكبرى في التسعينات كان تدهور الاوضاع الاقتصادية في الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره في ديسمبر 1991 ثم في جمهوريات الكومنولث. وكان طبيعياً ان تشمل هذه الموجة اعداداً كبيرة من الازواج والزوجات غير اليهود الذين جاؤوا مع اسرهم الى اسرائيل آملين في تحسين اوضاعهم الاقتصادية. واستفاد هؤلاء جميعا من قانون الهجرة الذي يسمح ايضاً بقدوم احفاد واقارب بعيدين اذا استطاعوا ان يثبتوا ان لهم اقارب في اسرائيل. ولم يكن هذا عسيرا على الكثيرين من ابناء شتى القوميات السوفييتية سابقا. ورأت الاحزاب الدينية في كل ذلك تهديداً للطابع اليهودي للدولة.

الراصد للتوثيق الاعلامي

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ