سورية
تحت الضغط الاميركي
د .فهد
الفانك
في الصحافة
الإسرائيلية أن الإدارة
الأميركية اتصلت بحكومة
إسرائيل طالبة نصحها فيمن يفضل
تنصيبه بديلا عن الرئيس بشار
الأسد اذا تم اسقاط النظام،
بحيث يقود سورية باتجاه
الديمقراطية والسلام مع
اسرائيل بالتعاون مع أميركا.
وتضيف تلك الصحافة
ان حكومة اسرائيل نصحت بعدم
تسليم مقاليد السلطة في سورية
لشخصية جديدة، وخاصة اذا كانت
عسكرية، لان مثل هذا الرئيس سوف
يضطر لمسايرة المد الشعبي
الرافض للسياسة الاميركية
والمعادي لاسرائيل، ذلك ان
اسرائيل تفضل بقاء الاسد شريطة
ان يظل تحت الضغط بحيث يصبح
رئيسا ضعيفا ومضطرا للاستجابة
للمطالب الاميركية
والاسرائيلية كثمن لبقائه في
السلطة.
الحكومة
الاسرائيلية لم تؤكد هذه
التقارير الصحفية بصورة
مباشرة، ولكنها اعترفت ان الملف
السوري هو موضع مشاورات مستمرة
بين اسرائيل واميركا.
سورية حاليا واقعة
تحت الضغط من خلال التحقيق
الدولي في جريمة اغتيال الرئيس
الحريري، حيث تقول التسريبات ان
ميليس قد يوجه اصابع الاتهام
الى مسؤولين سوريين، مما سيشكل
قنبلة موقوتة تنفجر في حضن
النظام السوري، فتضعفه وتزيد في
عزلته. واذا كان توجيه الاتهام
لسورية علنا لم يحصل بعد، فما
ذلك الا لاعطاء فرصة لمساومة
النظام السوري على تنازلات هامة
في مقابل لف الموضوع.
التنازلات السورية
المطلوبة اميركيا واسرائيليا
عديدة، بعضها ذو طابلع
استراتيجي، وفي المقدمة:
التعاون مع الاحتلال الاميركي
في ضرب المقاومة العراقية، طرد
المنظمات الفلسطينية من دمشق
باعتبارها منظمات ارهابية،
التخلي عن حزب الله في لبنان
تمهيدا لتجريده من السلاح وفق
قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559،
تقليص الجيش السوري والتخلص من
الاسلحة الكيماوية والصواريخ
التي تستطيع الوصول الى قلب
اسرائيل، واخيرا ابقاء جبهة
الجولان ساكنة الى ما شاء الله.
لكثيرين من العرب
تحفظات على السياسة السورية،
وهناك خصوم للنظام السوري ينطلق
بعضهم من واشنطن ولندن، وبعضهم
الآخر من المنطقة، وأقلهم من
الداخل، لكن المطلوب حاليا ليس
رأس النظام فقط بل رأس سورية
أيضا، كما حدث في العراق، الامر
الذي يفرض على المخلصين ان
يعملوا على افشال الخطة
والحيلولة دون عزل واضعاف
سورية، بصرف النظر عن موقفهم من
النظام.
الرأي
08/10/2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|