مؤشرات
عالية الخطورة
في
سوريا
عبد
الكريم ضعون*
يقصد في هذه
المحاولة الإضاءة على أمور
موجودة وتنسج في الظل مقدمات قد
تكون كارثية على الإنسان السوري
وخصوصا في غياب الضما نة
الحكومية والصحية وضعف وضع
الأسر السورية المفقرة والمهمش. والتي تتحمل السلطة
السورية مسؤولية قانونية عن كل
ما جرى وسيجري مع الناس في سورية من
انتهاكات (حق الحياة- الحقوق
الاجتماعية والاقتصادية
والثقافية- بيئة-حقوق الطفل –
حقوق المرأة)
وقريبا ستظهر
حقائق التوحش المافيوي المالي
للكثير من كبارالمسؤولين
السوريين؛والصفقات التي عقدت
على كافة المستويات والمساومة
على حياة الناس ابتداءً من لقمة
الطعام انتهاء بالمتاجرة
بالمشاريع الوطنية الكبرى وقتل
وسجن وطرد الكثيرين باسم الوطن
الذي فصل على مقاس عدة أشخاص ليس
لهم انتماء الا للمال والمافيات
والعصابات وهم يتعاملون مع الناس على
انهم مغفلين .. والقاعدة القانونية في سوريا القانون
لايحمي المغفلين ..
لقد أسكنوا
أكثرية السوريين السكن غير
الصحي والمخالف لأدنى
المواصفات البشرية0وزرعوا
البلاد هواء فاسداً وملوثا
ًوجعلوا المياه تنضب وتتلوث
أيضا وطغوا على أراضي الخيرات
بمشاريع ملوثة تدر لهم أرباحا
أو تخفف شكوى بشرية لفترة مؤقتة
لتخلق مشكلة أكبر0وعملوا على
مشاريع استعراضية ذات صدى رنان
لتكون جواز مرور على العالمية
وعلى القوانين الدولية كمشاريع
المعاقين والطفولة والبيئة
والشباب والرياضة وبدورها
لتصبح مجالا جديدا للشفط العام
مع تقديم خدمات الحد الأدنىالذي
يبقي على استمرارية التواصل
والبروزة0 لأنه من المستغرب أن
يكون غالبية الشعب السوري يعاني
الفقر والبطالة والحكومة تهتم
بالمعارض والمهرجانات
والأحتفالات0 ولا ترخص لأي
جمعية أو منظمة إلا ماندر وتضع
الموالين لها على رأس القوائم0وخصوصا
أنه مؤخرا أصبحت الكثير من
المنظمات التي سمحت لها بالعمل
والتي يمكن أن تكون مصدر
استثمار للأموال المرسلة لهاا
عبر المساعدات أوللبرامج من
أدوات السرقة أو السياحة للبعض0ولجأت
لوضع اشحاص ذو ماضي أمني سيئ في
هذه الجمعيات ذات الصبغة
الإنسانية ( تبيض الشخصيات
السورية).
في ظل تلك المقدمة
وفي ظل مايحدث حولنا من كوارث
طبيعية أوغيرها من انتشار أمراض
أوجائحات، فماذا يمكن للسلطات
السورية أن تفعل إذا حل عندنا
كارثة وهي غير قادرة على إطفاء
حريق صغير أو إسعاف حوادث سير أو
التعويض لمتضررلنرى ذلك من خلال
بعض المؤشرات :
* أنفلونزا
الطيور:
بعد هذه المخاوف
الحقيقية من انتشاره في العالم
وفي الشرق الأوسط وتحذيرات
منظمة الصحة العالمية. ماذا
عندنا .
- يلاحظ تخبط بين
الجهات المسؤولة والأكاديميين
ونقابة الأطباء البيطريين حول
دخول لقاح الأنفلونزا جزء منها
على أرضية علمية وجزء منها
تجارية بحتة ولأول مرة نسمع عن
تصويت علمي على دخول اللقاح إلى
القطر!!!
وذلك في اجتماع
حول الموضوع في كلية الطب
البيطري في حماه.علما أن اللقاح
دخل بشكل تهريب وعبر قنوات
معروفة.وتأتي الخطورة في
الموضوع هو عدد المداجن الكبيرة
والتي يوجد قسم منها في المخطط
التنظيمي للمدن وللقرى وقرب
السكن البشري. حيث يبلغ عدد
المداجن المرخصة.(8000) وغير
المرخصة (5000) إضافة الى الأسر
التي تعمل في هذا القطاع والتي
تعمل دون أدنى حماية نقابية وفي
شروط عمل صحية سيئة وعرضة للمرض
بشكل أساسي.عدا أن طرق نقل
الفروج يتم بالسيارات عبر المدن
إلى المسالخ. ولا يوجد في سورية
إلا ماندر منطقة أمان حيوي
وتعقيم نظامي للعمال والسيارات
ولا تخلص أمن للنفايات الناتجة
عن الدواجن.لذلك يمكن أن تكون
شروط الإصابة عندنا خطيرة وبظل
عدم الثقة بين الناس والجهات
المسؤولة والتي صنعتها التجارب
العديدة حيث نرى في بعض الأماكن
في سورية عدة أمراض مستوطنة
ولسوء إدارة الحكومة يقع الكثير
من الإصابات ضحايا التقصير
والفساد وربما
السبب الرئيسي ( أن الانسان أخر
هم السلطات السورية.) .
* الهرمونات
والأدوية والمبيدات والتلوث
البيئي:
إن سيطرة قانون
الربح السريع وخصوصا للطغم
المالية السورية( الحكومية-
المرتبطة بها – الخاصة) جعل
التوجه إلى أعمال ذات دورة
قصيرة للرأسمال سواء عن معرفة
مسبقة أو عن جهل بالأخطار لبعض
هذه الأعمال. والتي تؤثر بالصحة
والبيئة وللعلم أن الكلفة التي
تدفعها سورية ثمنا للتدهور
البيئي الناتج عن تلوث التربة
وخدمات الصرف الصحي والمبيدات
والهرموناتأكثرمن50 مليار ليرة
سنويا.
- إن عدد البيوت
البلاسيتكية بلغ عام 2004 .(96904)
بيتا بلاستكيا. بينما كان عام 1988
(5182) بيتا.وهذه البيوت
البلاستيكية كما حال الدواجن
لكي يحصل الإثمار أو الإنتاج
السريع تضاف لها كميات كبيرة من
الأسمدة والأدوية والهرمونات
المهربة أو المسموحة. بغض النظر عن الأخطار
الكبيرة سواء على المستوى
الأدنى أو المدى البعيد المهم
هوالسعر والكمية.
ودون مراعاة فترة الأمان ودون
مراقبة من الجهات المعنية
الزراعية والصحية والبيطرية ونظرا للتأثير التراكمي
وخطورة المبيدات والهرمونات
والأدوية فإنها تؤسس للكثير من
الأمراض في سوريا يدفع ثمنها
الجميع عاجلا أو أجلا .
*تلوث المياه
الجوفية والتربة:
إن الإدارة غير
المستدامة والأستنزافية لموارد
الطبيعة في سوريا سيؤدي لكارثة
قريبا إذا لم تتحرك القوى
الخيرة في المجتمع السوري .إن
وجود عشرة مليون نسمة يقطنون
السكن المخالف وإن 40% من التوسع
السكني عشوائي ومنشرة الصناعات
الخطرة فيه مع طغيانه على
الكثير من الأراضي الزراعية.
وزيادة التلوث والضغط على
المياه ولأن الزراعة تستهلك 88%
من الموارد المائية المستخدمة
بكفاءة 45% .بالتالي أدى الى عجز
مائي واستنزاف جائر وزيادة في
عدد الآبار والتي بلغت عام2003
(151466) بئرا. منها (68204) مرخصة.
على الرغم من
التلوث للكثير من هذه الآبار
فأنها تستخدم للزراعة والشرب.
فبعض أبار الغوطة ملوثة
بالنترات. وحوض اليرموك وحول
معامل الأسمدة الكيماوية وقرب
المنشآت الصناعية ففي المناطق
المحيطة بدمشق التلوث بالرصاص
والكادميوم والكروم والزرنيخ.
والمناطق المحيطة بحمص أيضا
وجود الملوثات على المزروعات
والمناطق المحيطة بحلب
والمزروعات التي تسقى على نهر
قويق وجود تراكيز عالية من
الزرنيخ تتجاوز الحدود
العالمية.
وإن هذه المؤشرات
الخطرة جدا على السكان وخصوصا
الأطفال . تنذر بكارثة لارتباط
السرطانات بالتسمم بالزرنيخ
والنترات
* السرطان في
سورية:
زاد انتشار هذا
المرض في سورية وسيزيد أكثر
نظرا لظروف التلوث الكبير التي
ذكرت أعلاه . عدا عن المعانات
الكبيرة الاقتصادية والنفسية
للأسرة التي يتركها هذا المرض.
والذي تقصر الحكومة كثيرا
بمساعدة المصابين عبر ضعف تقديم
العلاج والأداء الطبي السيئ.
وفي اجتماع "للجهايذة"
السوريين من الحكومة
والأكاديميين خرجوا بنتيجة
مفادها (أن الحكومة السورية
لاتستطيع تخصيص مبلغ 500مليون
ليرة سورية من أجل بضع مئات من
المرضى السوريين وهذا الرقم (فلكي)
لأناس ينتظرهم الموت إذ ا لم
يأخذوا العلاج.علما أنه هناك
سنويا حوالي 8600 مريض جديد سنويا
ويبلغ عدد الأسرة المتاحة حاليا
280 سرير0 والمشفى تعالج 90مريض من
أصل 8600 0 ويعاني المريض الأمرين
حيث لا يتم صرف الدواء سوى
بالدور المسجل لغلاء ثمنه؛ وحسب
الدعم والمحسوبيات يأتي الدور0
أو على المريض الانتظار حتى
يموت الذي قبله ليأخذ دوره !!
يالسخرية القدر للمريض السوري0
* الأيدز في
سورية:
هناك 341 حالة
جديدة خلال الأربع الأشهر
الأولى من عام 2005 وسابقا 500إصابة
بينها 200 امرأة ولأنه مرض ينتقل
عن طريق الدم والجنس (نقل دم-
دعارة- جنسية مثلية-تعاطي
مخدرات – سوء التعقيم النظامي
المتبع في بعض المشافي العامة
والخاصة في العيادات الجراحية
وعيادات الأسنان- الوشم- الختان-
نبش القمامة الطبية- غسل الكلية)
وفي دراسات عديدة
أجريت تبين أنه 72% من الإصابات
نتيجة علاقات جنسية0 و12%نتيجة
نقل الدم و8% علاقات شاذة وتعاطي
مخدرات و4% من أم مصابة إلى
الجنين0
..... وتبين إن دمشق فيها سياحة
جنسية أكثر من سان فرانسيسكو
حيث يأتي بعض السياح ويملكون
دليل متكامل عن السياحة وأماكن
تواجدها من مقاهي ودور وفنادق؟!!
وهنا يبرز السؤال
هل يكفي تخصيص يوم للأيدز
والخطابة الملازمة له0 في ضوء
تلك الممارسات كافة0
*التهاب الكبد
(c ):
وهو من الأمراض
الخطيرة لصعوبة علاجه وانتشاره
عبر الدم والجنس ولتكلفة علاجه
المرتفعة وبات يشكل مشكلة ذات
أولوية في سورية0 ولوجود
أساسيات العدوى في سورية من
التعقيم السيئ للأدوات
الجراحية والسنية في الكثير من
العيادات والمشافي والوشم
والختان والتشارك في الأدوات
وخصوصا في أماكن التجمعات
الكبيرة كالسجون والجيش
والمعسكرات سواء عن طريق الخطأ
أو الحاجة أو عدم الوعي فأحيانا
يتم حلاقة الشعر في السجون
والجيش بمكنة واحدة أو عدة
مكنات أو موس حلاقة لعدد كبير من
السجناء والعساكر0 وقسم من
المسجونين يكون ذو خطورة عالية
للإصابة كمتعاطي المخدرات
والدعارة وغيرها 0
ولوحظ في دراسة
لوزارة الصحة أن معدل انتشار
الخمج بالتهاب الكبد(c ) لدى المتبرعين بالدم عام2003
بلغ 0,49% وبلغت الإصابة 42% لدى
مرضى غسيل الكلية لسوء التعقيم
العلمي ولعدم وجود أجهزة غسيل
كفاية لأن الإنسان لا يعني
كثيرا للجهات المسؤولة وأحيانا
يوقع بعض الأطباء المرضى لقسم
غسيل الكلية على تعهدات خطية
تقول أن لا علاقة للمشفى إذا
أصيب مريض غسيل الكلية بالتهاب
الكبد المذكور ويلجاؤن لهذا
الأجراء لقلة الأجهزة
ولمعرفتهم
المسبقة بإصابات يتم غسيل الكلى
لهم بنفس الجهاز مع السليمين ،
وفي دراسة سابقة في دير الزور
عام 2001 كانت نسبة الإصابة بهذا
الفيروس 9.5% في البوكمال
ومعدل الأنتشار0.55%في
دمشق و0.7% في طرطوس 0.46% في حماة و0.9%في
الرقة و0.5% في الحسكة، وتجاوزت
في بعض المحافظات أكثر من 1%
فسجلت محافظة حلب10.14%0 ومعدل
انتشار هذا المرض في سورية وفق
دراسة حسب العينة العشوائية 2.8%
ل3165 شخص وللكلفة المرتفعة
للعلاج والتي تبلغ 300 ألف ليرة
سورية ولخطورته البالغة حيث
يسبب تشمع الكبد والسرطان،
وتبدأ المعاناة للأسر التي لا
تجد أصلا ما يسد رمقها فكيف
العلاج والنفقات الأخرى
والابتزاز في دوائر الدولة
المعنية.
* الذين
يحتاجون إلى جراحة في القلب:
إن معدل من
يحتاجون إلى جراحة القلب في
سورية يبلغ وسطيا 700مريض
بالمليون0 أي وجود حوالي 13000
مريض هم بانتظار الدور لإجراء
عمل جراحي للقلب وقد اجري مركز
جراحة القلب عام2003 (1300) عملية
وهذا يشكل نسبة لا تزيد عن10%
ونصفها مجاني أي نسبة المجاني
لاتتجاوز800 عملية سنويا وهناك 140
عملية جراحية تجرى للناس الذين
لا يشكل مبلغ100 ألف ليرة مشكلة
لهم ويتم دعمهم على حساب من هو
بحاجة حقيقةولايملك هذا المبلغ
فأين الطب المجاني وأين الشعب
المفقر من قبل المافيات الطبية
وغيرها.
بعد هذه المطالعة
البسيطة ربما لمستقبل بيئي وصحي
وأنساني سيئ للغاية إذا استمرت
الجهات المعنية بسورية جعل
الإنسان أخر ما تفكر به ويقولون
دائما تتكلمون عن السلبيات ولا
تقدمون الحلول0 ونقول إذا كنتم
لاتسمحون بترخيص جمعية بيئة أو
صحية إلا من خلال نافذتكم
الموصدة تجاه من لا ترضون عنه أي
من لا يكون من لفيفكم.
المراجع
مجلة أبيض وأسود
موقع نساء سورية
جريدة الخليج
---------------
*عضو مجلس أمناء
في لجان الدفاع عن الحريات
الديمقراطية وحقوق الإنسان في
سوريا ( ل د ح )
الصوت
- العدد (23) تشرين2 عام 2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|