تحية
رمضانية (10)
رسالة
عطائية(2)
كتب ابن عطاء لبعض إخوانه في
ورود المنن، فقال:
الناس في ورود المنن على ثلاثة
أقسام:
فرح بالمنن لا من حيث مهديها
ومنشيها، ولكن بوجود متعة فيها،
فهذا من الغافلين، يصدق عليه
قوله تعالى: (حتى إذا فرحوا بما
أوتوا أخذناهم بغتة).
ـ وفرح بالمنن من حيث أنه شهدها
منة ممن أرسلها، ونعمة ممن
أوصلها، يصدق عليه قوله تعالى: (قل
بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
ـ وفرح بالله، ما شغله من المنن
ظاهر متعتها، ولا باطن منتها،
بل شغله النظر إلى الله عما
سواه، والجمع عليه، فلا يشهد
إلا إياه، يصدق عليه قوله تعالى:
(قل الله ثم ذرهم في خوضهم
يلعبون).
وقد أوحى الله إلى داود عليه
السلام: يا داود! قل للصديقين: بي
فليفرحوا، وبذكري فليتنعموا.
والله تعالى يجعل فرحنا وإياكم
به، وبالرضا عنه، وأن يجعلنا من
أهل الفهم عنه. وأن لا يجعلنا من
الغافلين، وأن يسلك بنا مسلك
المتقين بمنه وكرمه.
|