ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 26/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

كتاب أزمة الإسلام

برنارد لويس  

ترجمة الباحثة : ميسرة زهير سالم

هوامش وتعليق : الأستاذ زهير سالم

الفصل الرابع

اكتشاف أمريكا

لفترة طويلة كان ما عرف عن أمريكا في بلاد الإسلام قليلاً بشكل ملحوظ. في البداية أثارت رحلات الاستكشاف بعض الاهتمام، إن الطبعة الوحيدة الباقية لخريطة كريستوفر كولومبوس عن أمريكا كانت ترجمة واقتباساً تركياً، وهي ماتزال محفوظة في متحف قصر توبكابي في استانبول. لقد كانت رواية جغرافي تركي في القرن السادس عشر عن استكشاف العالم الجديد، معنونة بـ (تاريخ الهند الغربية)، أحد أول الكتب المطبوعة في تركيا في القرن الثامن عشر. لكن الاهتمام كان قليلاً ولم يقل الكثير عن أمريكا باللغات التركية، أو العربية، أو اللغات الإسلامية الأخرى حتى تاريخ متأخر نسبياً. إن الثورة الأمريكية، خلافاً للثورة الفرنسية، بعد عدة سنوات، مرت تقريباً دون أن يلاحظها أحد، وكان ينظر إليها إذا نظر، على أنها نوع مألوف من التمرد. وقد كتب سفير مغربي كان في اسبانيا في ذلك الوقت ما ينبغي اعتباره بالتأكيد الرواية العربية الأولى عن الثورة الأمريكية. لقد ترك السفير الانجليزي اسبانيا بسبب الحرب التي اندلعت بين الاسبانيين وبين الانجليز. والسبب في ذلك كان أن شعب أمريكا كان رعية للملك الانجليزي ويعود الفضل إلى العائدات التي كان الملك يجمعها منهم في كونه (الملك) أقوى من أي الشعوب المسيحية الأخرى. ويقال أنه قد زاد عبء الضرائب والمفروضات عليهم، وأرسل إليهم سفينة محملة بالشاي وأجبرهم أن يدفعوا في مقابلها ما هو أكثر من المتعارف عليه. وقد رفضوا هذا وطلبوا منه قبول المال الذي كان مستحقاً له منهم وعدم فرض ضرائب مفرطة عليهم. وقد رفض ذلك فثاروا عليه ساعين إلى الاستقلال. لقد ساعدهم الفرنسيون في ثورتهم ضد الملك الانجليزي لأنه كان الأقوى في السلالات المسيحية المختلفة في البحر.

لقد وقع سلطان المغرب معاهدة صداقة مع الولايات المتحدة في عام 1787، ومنذ ذلك الوقت كان للجمهورية الجديدة عدد من التعاملات، بعضها ودود، وبعضها عدائي، ومعظمها تجاري، وكلها بشكل محدود مع الدول الإسلامية الأخرى.

إن أول ذكر مسجل لأمريكا كنظام سياسي في العالم الإسلامي كان في استانبول في 14 تموز 1793، عندما أقام السفير الفرنسي الواصل حديثاً من الجمهورية الفرنسية حفلاً عاماً تأوج في تحية مدافع من سفينتين فرنسيتين كانتا راسيتين في نقطة سيراجليو. وفقاً لتقرير السفير، فقد رفعوا أعلام الامبراطورية العثمانية، والجمهوريتين الفرنسية والأمريكية، وتلك التي تعود للقوى القليلة الأخرى التي لم تلوث يديها في عصبة الطغاة العاقة. وقد كان سفير فرنسي لاحق في استانبول، الجنرال أوبيرت دوبايت والذي وصل في عام 1796، كان نفسه بمعنى من المعاني أمريكياً، لكونه قد ولد في نيو أورليانز وحارب في جيش الولايات المتحدة، وقد كرس بعض الجهد لنشر أفكار الثورة في تركيا.

ولكن هذه المشاريع كانت فرنسية، لا أمريكية، وفي حين دوت أفكار الثورة الفرنسية في الخطابات والرسائل التركية والعربية وغيرها عبر القرن التاسع عشر، فإن الثورة الأمريكية والجمهورية الأمريكية التي كانت قد ولدت وقتها، بقيت لفترة طويلة غير ملحوظة وحتى غير معروفة. حتى مع التواجد الأمريكي المتزايد ـ تجار، قناصل، ومبشرين، ومعلمين ـ أثاروا أو لم يثيروا أي فضول. وكانت غالباً لا تذكر في أدب وصحف تلك الفترة . لقد تضمنت كتب الجغرافيا المدرسية، والتي كانت في الغالب مترجمة أو مقتبسة من أصول أوروبية، روايات مختصرة واقعية عن نصف الكرة الغربي، وتضمنت إشارات مبعثرة عن الأحداث في الولايات المتحدة، والتي أشارت إليها عادة بصيغة الاسم الفرنسي (ايتيت يونز)، وبالعربية (ايتزيوني) أو شيء من هذا القبيل. يضيف كتاب مدرسي نشر في مصر في عام 1833، وترجم من الفرنسية، وقام المترجم والكاتب الكبير رفاعة الطهطاوي (1801 ـ 1873) بإضافة وصف مختصر للـ (ايتزيوني) على أنها دولة تتألف من عدة مناطق (أقاليم)، تجمعت في جمهورية واحدة في أرض أمريكا الشمالية، وسكانها قبائل، جاؤوا من انجلترا وامتلكوا الأرض. ثم حرروا أنفسهم من قبضة الانجليز وأصبحوا أحراراً ومستقلين بأنفسهم. هذه البلد من بين أعظم البلاد المتحضرة في أمريكا وتسمح فيها العبادة بجميع المعتقدات والمجتمعات الدينية. ومقر حكومتها بلدة تدعى واشنطن. إن الجملة المضمنة ملفتة. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، خصص المزيد من الاهتمام لأمريكا في الكتب المدرسية والموسوعات من جهة وفي الصحف من جهة أخرى إلا أنه كان مايزال محدوداً جداً وبدا أنه كان محصوراً في الأقليات غير المسلمة. إن الإشارات إلى أمريكا في مجال الأدب العام هي في الإجمال ليست إيجابية ولا سلبية بل وصفية. بالطبع لم يكن المبشرون محبوبين في دوائر المسلمين، ولكن فيما عدا ذلك، فيبدو أنه لم يكن هناك عدم ثقة، وكانت الكراهية أقل. بعد نهاية الحرب الأهلية، وجد بعض الضباط الأمريكيين العاطلين عن العمل أعمالاً لهم في خدمة الحكام المسلمين، حيث ساعدوهم في تحديث جيوشهم. ورغم أن المبشرين الأمريكيين كانوا ممنوعين من تحويل المسلمين عن دينهم، إلا أنهم كانوا قادرين على تحويل بعض النصارى الأورثوذكس إلى البروتستانتية، وما هو أكثر أهمية، تقديم مدرسة ثانوية حديثة وتعليم أعلى للأعداد المتزايدة من الأولاد ولاحقاً البنات، الذين كانوا في البداية من الأقليات وبعد ذلك من المسلمين. وقد ذهب بعض المتخرجين من هذه المدارس إلى الولايات المتحدة، لمتابعة تعليمهم في الكليات والجامعات الأمريكية. وهؤلاء أيضاً كبدايات جاؤوا بشكل رئيسي من الأقليات المسيحية، وكان قد اتبعهم في الواقع أعداد متزايدة من مواطنيهم المسلمين، والذين كان بعضهم ممولاً من قبل حكومات بلدانهم.

لقد جلبت الحرب العالمية الثانية، وصناعة النفط، وتطورات ما بعد الحرب الكثير من الأمريكيين إلى الأراضي الإسلامية، وجاءت بأعداد متزايدة من المسلمين كذلك إلى أمريكا، في البداية كتلاميذ، ثم كمعلمين، ورجال أعمال، أو زائرين، وأخيراً كمهاجرين. لقد أوصلت السينما والتلفزيون طريقة الحياة الأمريكية، أو طبعة معينة منها، إلى ملايين لا تحصى والذين كان اسم أمريكا حتى غير ذي معنى في السابق أو غير معروف. إن مجموعة كبيرة من المنتجات الأمريكية وخصوصاً في سنوات ما بعد الحرب مباشرة، عندما أبعدت المنافسة الأوروبية أخيراً ولم تكن المنافسة اليابانية قد ظهرت بعد؛ هذه المجموعة كانت قد وصلت إلى أسواق العالم الإسلامي البعيدة، وفازت بزبائن جدد، وما هو أكثر أهمية ربما خلقت أذواقاً وطموحات جديدة. بالنسبة للبعض فإن أمريكا مثلت الحرية والعدل والفرصة. بالنسبة للكثيرين مثلت الثروة والقوة والنجاح، في وقت لم يكن ينظر فيه إلى هذه الصفات على أنها خطايا أو جرائم.

ثم جاء التغيير الكبير، عندما قام قادة إحياء ديني واسع الانتشار وأخذ في الاتساع بالبحث وبتعريف أعدائهم على أنهم أعداء الله[1]، وأعطوهم موقعاً واسماً محلياً في نصف الكرة الغربي. فجأة أو كما بدا بعد ذلك، أصبحت أمريكا عدواً لدوداً، وتجسيداً للشر، والخصم الشيطاني لكل ما هو خير، وخصوصاً للمسلمين وللإسلام، لماذا ؟ بين العناصر المكونة في حالة معاداة الأمركة كانت تأثيرات ثقافية معينة من أوروبا. إحداها كانت من ألمانيا، حيث شكلت النظرة السلبية إلى أمريكا جزءاً من مدرسة فكرية، تضمنت كتاباً مختلفين مثل رينر ماريا ريلك، أسوالد شبنجلر، ايرنست جنكر، ومارتن هيدجر. بهذا المفهوم، كانت أمريكا المثال الأساسي لحضارة بغير ثقافة، غنية ومريحة، متقدمة مادياً ولكنها عديمة الأحساس ومتصنعة، تم تجميعها أو إنشاؤها، ولكنها لم تنم، ميكانيكية وليست حيوية، معقدة تكنولوجياً ولكن بغير روحانية وقوة الثقافات الإنسانية المتجذرة للألمان وغيرهم من الشعوب الأصيلة. إن الفلسفة الألمانية وخصوصاً فلسفة التعليم حظيت بشعبية معتبرة لدى العرب ولدى بعض المثقفين المسلمين الآخرين في عقدي الثلاثينات والأربعينات، وكانت هذه المعاداة الفلسفية للأمركة جزءاً من الرسالة. لقد كانت وجهة النظر النازية في الايديولوجيات الألمانية ذات تأثير في الدوائر القومية، خصوصاً بين مؤسسي وأتباع حزب البعث في سورية والعراق. بعد الاستسلام الفرنسي لألمانيا في حزيران 1940 فإن الأراضي الواقعة تحت الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان بقيت تحت سيطرة سلطات فيتشي وكانت بالتالي ممكن الوصول إليها بسهولة بالنسبة للألمان، حيث شكلت قاعدة لأعمالهم في العالم العربي. ما هو جدير بالذكر هنا كانت محاولة إنشاء ـ والتي كانت ناجحة لبرهة ـ نظام مؤيد للنازية في العراق، ويعود تأسيس حزب البعث إلى هذه الفترة. لقد انتهت هذه النشاطات بفعل الاحتلال البريطاني والفرنسي المحرر لسورية ـ لبنان في تموز 1941، ولكن حزب البعث وايديولوجياته المميِّزة استمر.

إن فكرة التصنع الأمريكي وافتقاره هوية قومية أصيلة كتلك التي للعرب يتكرر كثيراً في كتابات حزب البعث وقد استدعاها صدام حسين في المناسبات، على سبيل المثال في خطاب ألقاه في كانون أول 2002. بينما استمرت الحروب، الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، وأصبحت القيادة الأمريكية للغرب واضحة، فإن النصيب الأمريكي من الكراهية[2] الناتجة أصبح ملحوظاً بشكل أكبر.

بعد انهيار الرايخ الثالث وانتهاء التأثير الألماني، حلت مكانه قوة أخرى، وفلسفة أخرى، أكثر عداء للأمركة، التفسير السوفياتي للماركسية، بتنديدها بالرأسمالية الغربية، وبأمريكا باعتبارها الشكل الأكثر تقدماً وخطورة.

إن حقيقة أن الروس قد حكموا بيد من حديد الإمبراطورية الآسيوية الضخمة التي قام بإخضاعها القياصرة ثم أعاد إخضاعها السوفييت لم تمنعهم أن يكونوا وبنجاح حماة ورعاة الحركات الداعمة للإرهاب التي اكتسحت العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وبشكل مميز، وإن لم يكن محصوراً ، في الشرق الأوسط. في عام 1945، كما بدا في ذلك الوقت كانت الاشتراكية هي الموجة المستقبلية. وفي أوروبا الشرقية انتصر الاتحاد السوفييتي في المعركة. وفي أوروبا الغربية، دحر حزب العمال البريطاني ونستون تشرشل العظيم في الانتخابات العامة لعام 1945. وقد اعتنقت حكومات وحركات في جميع أنحاء العالم العربي صيغاً متنوعة من الاشتراكية.

ولكن وبالرغم من أن هؤلاء الرعاة الأجانب والفلسفات المصدرة قد قدمت المساعدة المادية والتعبير الفكري عن معاداة التغريب ومعاداة الأمركة، إلا أنهم لم يكونوا سبباً لها، وبالتأكيد هم لا يشكلون تفسيراً للانتشار الكبير لمعاداة التغريب، والذي جعل الكثيرين في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى في العالم الإسلامي يتقبلون أفكاراً كهذه ينبغي أن يكون واضحاً بشكل مؤكد أن ما حاز الدعم في هذه المبادئ الفلسفية المختلفة كلياً لم يكن النظرية النازية العرقية، والتي ليس فيها ما يجذب العرب، أو الشيوعية السوفييتية الملحدة، والتي ليس فيها ما يجذب المسلمين، إلا معاداتها الأساسية للتغريب. لقد كانت كل من النازية والشيوعية القوتان الرئيستان المعارضتان للغرب، كطريقة في الحياة وكقوة في العالم، وبالتالي فإن بإمكانهم الاعتماد على تعاطف أو حتى على تعاون أولئك الذي رأوا في الغرب عدوهم الأول[3].

ولكن لماذا؟ إذا انتقلنا من العام إلى الخاص، فليس هناك نقص في التحركات السياسية الفردية التي يقوم بها أفراد في الحكومات الغربية، والتي أثارت غضب الشعوب الشرق أوسطية والإسلامية الأخرى، والذي عبروا عنه في كفاحاتهم العديدة للحصول على الاستقلال عن الحكم الأجنبي، أو الهيمنة الأجنبية، لتحرير المصادر، والنفط خصوصاً، من الاستغلال الأجنبي، إلى طرد الحكام والأنظمة التي كان ينظر إليها على أنها عميلة أو متشبهة بالغرب. مع ذلك، ورغم التخلي عن هذه السياسات وحل هذه المشاكل في كثير من الحالات إلا أن ما حدث في أحسن حالاته كان تهدئة موضعية ومؤقتة للألم.

لقد ترك البريطانيون مصر والفرنسيون الجزائر، وتركت كلتاهما ممتلكات عربية أخرى، وأطيح بالأنظمة الملكية في العراق ومصر، وترك الشاه الذي كان يميل إلى التغريب إيران، وتخلت شركات النفط الغربية عن السيطرة على آبار النفط التي كانوا هم قد اكتشفوها وطوروها، وأقنعوا أنفسهم بأفضل تدابير استطاعوا إبرامها مع حكومات تلك البلدان. ومع ذلك فإن استياء الأصوليين العام واستياء المتطرفين الآخرين من الغرب بقي وتزايد ولم يهدأ.

قد يكون المثل الذي كثيراً ما يستشهد به على التدخل الغربي ونتائجه هو الإطاحة بحكومة مصدق في إيران في عام 1953. وقد بدأت الأزمة عندما قرر مصدق الزعيم القومي ذو الشعبية، بدعم عام في البلاد، تأميم شركات النفط، وخصوصاً الشركة الأكثر أهمية بينها، وهي الشركة الأنجلو ـ إيرانية. بالتأكيد وقد كان في ذلك محقاً. فقد كان ينظر إلى الشروط التي كانت هذه الشركة وشركات النفط الأخرى تعمل وفقاً لها على أنها غير عادلة وغير مستحسنة. على سبيل المثال، فقد كانت شركة النفط الإيرانية تدفع ضرائب للحكومة البريطانية أكثر مما تدفع من نسبة عائدات الأرباح لحكومة إيران. وقد بدأت علاقة الولايات المتحدة في البداية كحليف لبريطانيا، وثم وبشكل متزايد، وبسبب الخوف من التدخل السوفييتي إلى جانب حكومة مصدق. ولذلك قررت الحكومتان الأمريكية والبريطانية، وذلك في اتفاق مزعوم مع الشاه، التخلص من مصدق عن طريق انقلاب مفاجئ. لقد اعتقل مصدق ببساطة رسول الشاه وأمر باعتقال الجنرال زاهدي، قائد الانقلاب، والذي كان الشاه ينوي تعيينه رئيساً لحكومته الجديدة. وقد قام مناصرو مصدق وأعضاء حزب (التوده) الشيوعي بمظاهرات حاشدة في الشوارع، وقاموا بشجب كل من الشاه ووالده، وهم يهتفون (ارحلوا أيها اليانكيز) (الأمريكيين). وقد هرب الشاه نفسه مع زوجته إلى العراق، حيث التقى هناك سراً سفير الولايات المتحدة، ثم سافر إلى روما. خلال ذلك اختلفت طبيعية المظاهرات في طهران. ففي السابق كانت جميعها ضد الشاه، بينما أصبحت الآن لصالحه، وقد ظهر الجيش بشكل خاص في مظاهرات الشوارع يعلن عن دعمه له. بعد عدة مظاهرات، تمت الإطاحة بمصدق، وحل زاهدي محله كرئيس للوزراء. في 19 آب 1953 وصلت الأخبار إلى الشاه بواسطة برقية: (طهران: تمت الإطاحة بمصدق) جنود الإمبراطورية يسيطرون على طهران. أصبح زاهدي رئيساً للوزراء) وسرعان ما عاد الشاه إلى طهران وتسلم عرشه.

لقد كانت العواقب وفقاً لمعايير المنطقة غير عادلة. حيث تم إعدام وزير خارجية حكومة مصدق، وحكم على عدد من مؤيديه بالسجن. وتمت محاكمة مصدق نفسه وحكم عليه بثلاث سنوات من الاعتقال في بيته. وبعد أن أطلق سراحه في آب من عام 1956، عاش تحت الحراسة في ممتلكاته حتى عام 1967. نظراً للتدخل الفعلي للـ سي.آي.إيه الأمريكية والـ إم 16 البريطانية في إطاحة النظام وعودة الشاه، فقد نظرت مجموعات كبيرة من رعايا الشاه إليه على أنه تابع بريطاني أولاً ثم أمريكي. ولم يكن المتبوع جديراً بالثقة ولا فعالاً. فعندما جاءت الثورة الإيرانية في عام 1979، لم يقم لا البريطانيون ولا الأمريكيون بعمل أي شيء لإنقاذ الشاه. ولم تمتنع الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت عن تقديم المساعدة بل بينت أنه لا نية لديها للقيام بأي شيء. ما هو أكثر حتى، أنهم رفضوا لفترة منح الشاه وعائلته حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة. لقد هرب الشاه من طهران في أواسط كانون أول 1979 وسافر جواً عبر مصر إلى المغرب، حيث مكث لفترة وجيزة كضيف على الملك. ولكن كان لدى ملك المغرب مخاوف أخرى، أهمها كان اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي كان بصدد استضافته في الرباط في أوائل أبريل. ولذلك طلب الملك الحسن من الشاه المغادرة قبل 30 آذار. وأطلع الشاه سفير الولايات المتحدة بأنه يقبل بعرض الرئيس كارتر للجوء السياسي، ليكتشف أن العرض قد سحب، بناء على ما يبدو على اعتقاد أن إقامة علاقات جيدة مع الحكام الجدد في إيران مقدم في الأولوية على منح حق اللجوء السياسي للشاه وعائلته. وقد لانت الولايات المتحدة فقط عندما كان الشاه يحتضر وفي حاجة ملحة للعناية الطبية. في 22 تشرين أول 1979، تم إعلام الشاه بأن بإمكانه الذهاب إلى الولايات المتحدة. وقد وصل إلى نيويورك في وقت مبكر من صباح اليوم التالي وذهب مباشرة إلى المستشفى. ولأنه كان مدركاً لأن وجوده قد يتسبب بمشاكل للولايات المتحدة، ورغم مرضه الخطير، فقد ترك البلاد وذهب إلى بنما، حيث نجا بالكاد من محاولة تسليمه إلى إيران، وعاد من بنما إلى مصر حيث توفي في عام 1980.

تعلمت جماعات مختلفة في المنطقة درسين من هذه الأحداث: الأول، أن الأمريكيين كانوا على استعداد لاستخدام كل من القوة والمكيدة لتوطيد أو إعادة الحكام التابعين لهم في البلدان الشرق أوسطية. والثاني، أنهم لم يكونوا مناصرين يعتمد عليهم عندما كان هؤلاء الحكام التابعون يهاجمون بشكل خطير من قبل شعوبهم، فإنهم سيتخلون عنهم ببساطة. الأول يستثير الكراهية، والثاني الاحتقار وهما مركب خطير.

من الواضح أن هناك ما هو أعمق من هذه التظلمات المحددة، أمور متعددة وهامة، شيء أعمق يحيل كل خلاف إلى مشكلة، ويجعل  من كل مشكلة أمراً غير قابل للحل.

إن ما نواجهه الآن ليس تذمراً وحسب حول سياسة أمريكية معينة هنا أو هناك بل هو بالأحرى رفض أو استهجان، وفي لحظة غضب وازدراء لكل ما تمثله أمريكا في العالم الحديث[4].

 من الشخصيات الهامة المؤثرة في تطور هذه المواقف الجديدة كان هناك سيد قطب، وهو مصري أصبح ذا ايديولوجيا بارزة مؤيدة للأصوليين الإسلاميين وعضواً نشطاً في المنظمة الأصولية المعروفة بالإخوان المسلمين. وقد ولد في قرية في مصر العليا في عام 1906، ودرس في القاهرة وعمل لبعض السنوات كمعلم ثم كمسؤول في وزارة التعليم المصرية. وتم إرساله بينما كان يشغل هذه الوظيفة في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة، حيث أقام من تشرين الثاني 1948 إلى آب 1950. وقد بدأ نشاطه الأصولي وكتابته بعد وقت قصير من عودته من أمريكا إلى مصر. وبعد الانقلاب العسكري في تموز 1952، احتفظ في البداية بعلاقات حميمة مع ما كان يدعى بـ (الضباط الأحرار) ولكنه ابتعد عنهم عندما اصطدم تعليمه الأصولي مع سياستهم العلمانية. بعد عدة تصادمات مع السلطات، حكم عليه في عام 1955 بخمس عشرة سنة سجن. وبعد توسط مبني على حسن سلوكه قام به الرئيس عبدالسلام عارف رئيس العراق حينها، تم إطلاق سراحه في عام 1964، حيث نشر أحد أهم أعماله (معالم في الطريق) في وقت لاحق من هذه السنة. وفي 9 آب عام 1965، تم اعتقاله مرة أخرى على خلفية اتهامات بالخيانة، وبالتخطيط لاغتيال الرئيس ناصر. وبعد محاكمة قصيرة حكم عليه بالإعدام في 21 آب عام 1966، وتم تنفيذ الحكم بعد ثمانية أيام.

يبدو أن إقامة سيد قطب في الولايات المتحدة كانت فترة حاسمة في تطور أفكاره المتعلقة بعلاقات الإسلام مع العالم الخارجي، وبشكل أكثر تحديداً مع نفسه. لقد كانت دولة إسرائيل قد أنشئت للتو وحافظت على وجودها بالقتال والانتصار في أول حرب من سلسلة حروب عربية ـ  إسرائيلية. وفي ذلك الوقت أصبح العالم مطلعاً على الهلاك الكلي الذي تعرض له اليهود في أوروبة التي حكمها النازيون، وكان الرأي العام في أمريكا، كما في جزء كبير من العالم إلى جانب إسرائيل. وقد كانت علاقات زمن الحرب بين الرايخ الثالث والقادة العرب البارزين من أمثال مفتي القدس ورشيد عالي في العراق تعرض في الأخبار كذلك، وقد حسب التعاطف الشعبي بشكل طبيعي إلى جانب أولئك الذين كانوا ينظر إليهم على أنهم ضحايا لهتلر أثناء الفرار من فتك أتباع هتلر. لقد صدم سيد قطب بمستوى التأييد في أمريكا لما رآه هو على أنه هجوم يهودي على الإسلام، بتواطؤ مسيحي.

وقد كانت ردة فعله المصدومة أكثر وضوحاً حتى على الطريقة الأمريكية في الحياة. وبشكل أساسي على الإثم والانحطاط والعكوف على ما رأى أنه تعدد في العلاقات الجنسية غير المشروعة. لقد قام سيد قطب بمقارنة الروحية الشرقية والمادية الغربية، ووصف أمريكا على أنها صورة متطرفة بشكل خاص للأخير. فكل شيء في أمريكا، كما يقول، حتى الدين يقاس بمقاييس مادية. لقد لاحظ وجود الكثير من الكنائس ولكنه حذر قراءه من إساءة فهم عددها على أنه تعبير عن شعور ديني أو روحي حقيقي. فالكنائس في أمريكا، كما يقول، تعمل مثل الأعمال التجارية، تتنافس على الأتباع والشهرة، وتستخدم نفس الوسائل التي تستخدمها المخازن والمسارح لاجتذاب الزبائن والمشاهدين. فبالنسبة لمدير الكنيسة، كما هو الأمر بالنسبة لمدير الأعمال أو المسرح، فإن النجاح هو ما يهم، والنجاح يقاس بالحجم والأرقام. لاجتذاب تابع تقوم الكنائس بالإعلان دون خجل وتقدم ما يسعى إليه الأمريكيون غالباً (وقت طيب) أو (المرح) (يذكر الكلمات الإنجليزية في كتابه). والنتيجة هي أن الكنيسة هي قاعات للاستجمام، بمباركة كهنوتية، تعقد رقصات حيث يلتقي أناس من كلا الجنسين، ويتواصلون ويذهب رؤساء الكنائس حتى إلى درجة تخفيف الضوء لتسهيل صخب الرقص، ويؤجج الرقص بألحان الحاكي، يقول باشمئزاز واضح (وتصبح قاعة الرقص دوامة من الأعقاب والأفخاذ، والسواعد التي تطوق الخصور، وتلتقي الشفاه والصدور، ويمتلأ الجو بالشهوات). ويستشهد كذلك بتقارير كينسي حول السلوك الجنسي لتوثيق وصفه وانتقاده للفسوق الأمريكي الشامل[5]. هذا الفهم للغرب وأساليبه قد يساعد في تعليل اعتبار الإرهابيين الأتقياء قاعات الرقص، والنوادي الليلية، والأماكن الأخرى حيث يلتقي الشباب والفتيات أهدافاً مشروعة. لقد كانت انتقادات سيد قطب للطريقة الأمريكية في الحياة متحمسة جداً، لدرجة أنه أصر على ترك مركزه في وزارة التعليم، وكان واضحاً بعد هذا أنه قد انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين.

لقد كان هجوم سيد قطب الرئيسي في كتاباته وأقواله موجهاً ضد العدو الداخلي ـ ما دعاه هو بعصر الجاهلية الجديد ـ وهو عصر من العصور الإسلامية التقليدية يطلق على الفترة الوثنية التي سادت في الجزيرة العربية قبل مجيء رسول الإسلام. وكما رآها سيد قطب، فإن الجاهلية الجديدة قد عمت الشعوب الإسلامية والفراعنة الجدد ـ والذي يرى بحق على أنه إشارة إلى الأنظمة الموجودة ـ التي كانت تحكمهم. ولكن تهديد العدو الخارجي كان عظيماً ومتنامياً.

لقد اقترح بعضهم أن معاداة سيد قطب للأمركة هو ببساطة نتيجة أنه زار أمريكا، وأنه كان سيتصرف بشكل مشابه فيما لو أرسلته وزارته إلى أي دولة أوروبية. لكن في ذلك الوقت كانت أمريكا وقيادتها هي ما يهم، لأن الخير والشر في العالم غير الإسلامي كان يلاحظ ويناقش بصورة متزايدة. لقد أصبح انتشار الآثام والانحطاط الخلقي لأمريكا والتهديد الناشئ عن ذلك للإسلام والشعوب الإسلامية موضوعات أساسية في الدوائر الإسلامية الأصولية.

أما في هذا الوقت فقد أصبح هناك دعاء يتلى باستمرار عن اعتداءات أمريكا في الأراضي الإسلامية، في الإعلام، في الكتيبات، في الخطب، وفي المحاضرات العامة. وكمثال واضح على هذا أذكر محاضرة بروفيسور مصري في الاجتماع المشترك بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والذي عقد في استانبول في شباط 2002. يعود مصدر الجريمة إلى الاستيطان الأصلي في شمال أمريكا، والذي وصف على أنه مصادرة للأراضي وإبادة للسكان السابقين، والتعامل السقيم مع الناجين من أولئك السكان. وتابعت ذلك باستعباد واستيراد واستغلال السود (وهو اتهام غريب يأتي من هذا المصدر) والمهاجرين إلى الولايات المتحدة. ويشتمل ذلك على جرائم الحرب ضد اليابان في هيروشيما وناغازاكي، وكذلك في كوريا، وفيتننام، والصومال، وأماكن أخرى. ما هو جدير بالملاحظة بين جرائم الاعتداء الإمبريالي هذه هو التحركات الأمريكية في لبنان، والخرطوم، وليبيا، والعراق، وبالطبع مساعدة إسرائيل ضد الفلسطينيين. في نطاق أوسع تشتمل لائحة الاتهام على دعم الطغاة الشرق أوسطيين وغيرهم، من أمثال شاه إيران، وهيلاسيلاسي في أثيوبيا، وكذلك لائحة متنوعة من الاستبداديين العرب، والتي يتم تعديلها وفقاً للظروف ضد شعوبهم.

ومع ذلك فإن أقوى الاتهامات هي تلك التهمة بانحطاط وفسق الطريقة الأمريكية في الحياة، والتهديد الذي تشكله على الإسلام. هذا التهديد، والذي صاغه سيد قطب بطريقة تقليدية، أصبح جزءاً معتاداً في قاموس مفردات وإيديولوجية الأصوليين الإسلاميين، وخصوصاً في لغة الثورة الإيرانية. وهذا ما يعنيه مصطلح (الشيطان الأكبر) والذي أطلقه آية الله خميني على الولايات المتحدة. فالشيطان كما هو موصوف في القرآن ليس لا امبريالياً ولا مستغلاً.. بل هو مغرٍِ، وسواس خناس يوسوس في صدور الناس (القرآن)[6].



[1] ـ يؤكد المؤلف أن سر العداء لأمريكا في البلاد الإسلامية إنما قام على أسس دينية محضة، وينسب تجسيد فكرة العداء هذه إإلى قادة الإحياء الديني الإسلامي!! ينسى المؤلف أن في العالم دولاً أكثر كفراً من الشعب والدولة في أمريكا؛ الشيوعية كانت أكثر إغراقاً في الإلحاد، البوذيون من صينيين ويابانيين أبعد عن روح وشكل الدين الإسلامي، ومع ذلك لا ينظر إليهم المسلمون ولا قادة الإحياء الديني على أنهم أعداؤهم وأعداء الله. ولا يعاملونهم على هذا الأساس. على المؤرخ المنصف أن يتلمس سر العداء لأمريكا في العالم العربي في الأمور التالية 1ـ الصراعات العسكرية والسياسية والفكرية (الغربية) من خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وملحقاتهما الثقافية والأدبية، الصراع مع النازية، الصراع مع الشيوعية حتى سقوط الاتحاد السوفييتي. 2ـ السياسات الامبريالية والرأسمالية التي بدأت الشركات والحكومات الأمريكية بممارستها على العالم العربي. 3ـ  وهذه هي النقطة الأهم الدعم اللامحدود الذي قدمته الإدارة الأمريكية للمشروع الصهيوني ولدولة إسرائيل ولا سيما منذ حرب 67. لقد كان العرب يتطلعون إلى دور أمريكي أكثر عدالة وهو ما يحاول المؤلف إخفاءه عن أعين الأمريكيين حقيقة أنهم يشترون عداوة مليار ونصف مليار من المسلمين بتحالفهم اللامحدود مع الصهاينة ودولة إسرائيل. (المراجع)

[2] ـ سنظل نؤكد دائماً أن الكراهية الإسلامية للولايات المتحدة هي ناتج رئيسي عن سياساتها المنحازة مطلقاً إلى جانب المشروع الصهيوني والدولة العبرية. (المراجع)

[3] ـ محاولة أخرى من المؤلف للتواري وراء الحقيقة، أليست النازية والشيوعية نتاجاً غربياً فلماذا ينحاز المسلمون إلى بعض الغربي ضد بعضه الآخر الانحياز الذي بدا لألمانيا الهتلرية وليس للنازية كان كرد فعل على الخيانة التي مارسها الإنجليز والفرنسيون بحق الشعوب العربية وكان كذلك وليد التعاون الغربي الانجليزي الفرنسي على توطين اليهود في فلسطين منذ وعد بلفور 1917،  ثم جاء الانحياز الشعبي العربي للاتحاد السوفييتي ليس كفلسفة ماركسية معادية للرأسمالية الجشعة فقط وإنما كموقف مناصر للقضايا العربية والإسلامية بشكل عام ولاسيما قبل أن يتورط الاتحاد السوفييتي في احتلال أفغانستان. لم يحاول المؤلف أن يحصي عدد المرات التي استخدم  فيها المندوب الأمريكي حق النقض (الفيتو) ضد القضايا العربية والإسلامية!! (المراجع)

[4] ـ ليس دقيقاً أن في العالم العربي أو الإسلامي رفضاً لكل ما تمثله أمريكا في العالم الحديث. حتى أكثر المجموعات الإسلامية تطرفاً لا تنحو هذا المنحى. يقر الجميع على نحو متفاوت بأن في أمريكا حرية ومساواة ومنهجاً علمياً وديموقراطية. ما تشهده العلاقة اليوم هو موجة احتجاج قد تبدو صارخة ضد سياسات أمريكية تمثلت للشعوب الإسلامية في منحيين: أولاً دعم الاستبداد والفساد في صورة أنظمة حكم مستبدة بهويات مختلفة ثوري وتقليدي.  ثانياً الانحياز غير المحدود للمشروع الصهيوني. إن المواطن السوري والمواطن العراقي لا يرى الخلافات الجزئية بين نظام البعث وبين الإدارة الامريكية بل يرى في نظام البعث في القطرين أداة أمريكية مباشرة  لإذلاله وإفقاره. (المراجع)

[5] ـ سيد قطب: الإسلام ومشكلات الحضارة (1967)، ص80. انظر أيضاً جون كالفيرت، (العالم صبي عاق، تجربة سيد قطب الأمريكية) في: الإسلام والعلاقات الإسلامية المسيحية، ط (آذار/2000)، ص87 ـ 103. كما كرس كتاباً منفصلأً نشر في السعودية العربية بعد وفاته، إلى (معركتنا مع اليهود) (جدة،1970). إضافة إلى الصراع العربي مع اليهود، فإنه يتحدث عن الدور اليهودي الهدام في الحرب ضد الإسلام وضد القيم الدينية عموماً: (وراء الفكر الإلحادي والمادي ـ يهودي (ماركس)، ووراء الفكر البهيمي الجنسي، يهودي (فرويد)، ووراء تدمير العائلة وتمزيق الروابط المقدسة في المجتمع، يهودي (دوركهايم) ) في الواقع فقد قام الناشر بذكر أسماء الثلاثة ولم يذكرها سيد قطب، والذي أضاف رابعاً في الحاشية ـ جان بول سارتر ـ والذي حُول  إلى يهودي لهذه الغاية، باعتباره المؤسس لأدب الانحلال والتفسخ. يبدو أن أفكار سيد قطب هذه وغيرها من الأفكار المعادية لليهود (باعتبارها مختلفة عن معاداة إسرائيل والصهيونية) هي أفكار أوروبية أو أمريكية. (المؤلف)

[6] ـ لا بد أن نؤكد الملاحظة أن المؤلف الذي استقصى في البحث عن الأسباب الدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية لعداء الشعوب العربية والإسلامية للإدارة الأمريكية أغفل عن تعمد مقصود دور الدعم الأمريكي اللامحدود للمشروع الصهيوني ولدولة إسرائيل، وهذا جزء من هدفه العام من تسليط الضوء على قضايا تخدم مشروعه الصهيوني. (المراجع)

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ