ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
كتاب
أزمة الإسلام برنارد
لويس ترجمة الباحثة : ميسرة زهير سالم هوامش وتعليق : الأستاذ زهير سالم الفصل التاسع صعود
الإرهاب معظم
المسلمين ليسوا أصوليين، ومعظم
الأصوليين ليسوا إرهابيين،
ولكن معظم إرهابيي اليوم هم
مسلمون ، وهم يعرفون أنفسهم
بفخر على أنهم كذلك[1].
يتذمر المسلمون ـ وهو أمر مفهوم
ـ عندما يتحدث الإعلام عن
الحركات الإرهابية والأعمال
الإرهابية باعتبارها (إسلامية).
ويتساءلون عن السبب في عدم
تعريف الإعلام للإرهابيين
الإيرلنديين والباسك وللإرهاب
الذي يمارسونه على أنه (مسيحي).
والإجابة بسيطة وواضحة، وذلك أن
هؤلاء لا يصفون أنفسهم بأنهم
كذلك. إن شكوى المسلمين مفهومة،
ولكنها يجب أن توجه إلى أولئك
الذين يصنعون الأخبار، لا أولئك
الذين يكتبون تقاريرها. قد لا
يمثل أسامة بن لادن وأتباعه من
القاعدة الإسلام، وقد يناقض
الكثير من تصريحاتهم وأعمالهم
المبادئ الإسلامية الأساسية
بشكل مباشر، إلا أنهم جاؤوا من
داخل الحضارة الاسلامية ، تماما
كما جاء هتلر والنازيون من داخل
العالم النصراني وهم أيضاً
ينبغي النظر إليهم ضمن سياقهم
الثقافي، والديني، والتاريخي.
إن هناك عدة أشكال للتيار
الإسلامي المتطرف في الوقت
الحاضر، أشهرها يمثلها تنظيم
الراديكالية المخربة لتنظيم
لقاعدة ولجماعات أخرى تشابهها
حول العالم الإسلامي،
والأصولية ذات الأسبقية في
المؤسسة السعودية، والثورة
الممأسسة في السلطة الإيرانية
الحاكمة. كل هذه هي بمعنى من
المعاني إسلامية الأصل، ولكن
بعضها قد انحرف بعيداً جداً عن
أصوله. جميع هذه الجماعات
المختلفة المتطرفة تضفي قدسية
على أعمالها عبر إشارات ورعة
إلى نصوص إسلامية، خصوصاً من
القرآن والأحاديث النبوية.
وتدعي جميعها أنها تمارس
إسلاماً أصدق، وأنقى، وأكثر
أصالة من ذلك الذي تمارسه
حالياً غالبية المسلمين، وتقره
معظم القيادات الدينية. ومع ذلك
فإنهم انتقائيون لدرجة كبيرة في
اختيارهم وتفسيرهم للنصوص
المقدسة. وفي اعتبار أقوال
النبي (صلى الله عليه وسلم)، على
سبيل المثال، فإنهم لا يأخذون
بالوسائل الملتزم بها التي
وضعها الفقهاء وعلماء الدين
لاختبار دقة وصحة الأحاديث
المنقولة شفهياً، وبدلاً من ذلك
فإنهم يقبلون أو يرفضون حتى
النصوص المقدسة، وفقاً لما إذا
كانت تدعم أو تخالف مواقفهم
العقائدية والعسكرية. ويذهب
بعضهم حتى إلى درجة الإعراض عن
بعض الآيات القرآنية باعتبارها
قد أبطلت أو نسخت. والحجة
المستخدمة لتبرير هذا الموقف هي
أن الآيات التي أوحي بها خلال
السنوات الأولى من بعثة النبي (صلى
الله عليه وسلم) قد تكون استبدلت
بأخرى لاحقة، يفترض أن تكون
أكثر اكتمالاً[2]. كمثال
موح على هذا الانحراف، كانت
الفتوى الشهيرة التي أصدرها آية
الله خميني في 14 شباط من عام 1989،
ضد الروائي سلمان رشدي، بسبب
روايته (آيات شيطانية)، يعلم آية
الله في الفتوى (جميع المسلمين
الغيورين في العالم بأن دم مؤلف
هذا الكتاب، والذي أُلف وطبع
ونشر كمناوأة للإسلام وللنبي،
وللقرآن، وكذلك دم أولئك
المشاركين في طبعه وهم مطلعون
على محتواه، بأنه يحكم عليهم
بموجب هذه الوثيقة بأن دمهم
مباح. وأنني أدعو المسلمين
الغيورين إلى التخلص منهم
سريعاً حيثما وجدوهم، حتى لا
يجرؤ أحد مرة أخرى على إهانة
المقدسات الإسلامية. وأي شخص
يقتل في سبيل هذا الأمر، سيعتبر
شهيداً[3].
لإكمال وتعجيل مكافأة الفردوس،
خصصت جمعية إسلامية خيرية في
طهران مكافأة لأي شخص يقوم بقتل
سلمان رشدي يبلغ مقدارها (20
مليون تومان) أي
ما يعادل ثلاثة ملايين
دولار في ذلك الوقت بالتقدير
الرسمي، و170.000 دولار بتقدير
السوق الإيراني، أو مليون دولار
لأجنبي. وقد رفعت الجمعية مقدار
المكافأة بعد بضع سنوات، والتي
لم يطالب بها أحد حتى الآن. مما
لا يثير الدهشة، فإن كثيراً من
القراء غير المطلعين في العالم
الإسلامي كان لديهم انطباع بإن (إصدار
فتوى) كان المكافئ الإسلامي لـ (عقد
اتفاقية). أعني استهداف ضحية
وتقديم مكافأة مالية لقتله. مثل
كلمة فتوى قد اكتسبت في
الاستعمال الدولي العام،
مفهوماً سلبياً بشكل كامل. إن
هذا في الحقيقة خطأ كبير. فكلمة (فتوى)
هي مصطلح تقني في علم التشريع
الإسلامي وتعبر عن رأي شرعي أو
حكم يتعلق بقضية ما في الشرع.
ويطلق على الشخص الضليع في
الفقه الذي يسمح له بإصدار فتوى
لقب المفتي، وهي صيغة الفاعل من
نفس جذر كلمة فتوى. باستخدامه
الفتوى لإصدار حكم بالموت
وتجنيد قاتل، فقد شذ آية الله
شذوذاً بيناً عن السلوك
الإسلامي النموذجي. لم يكن
الشذوذ فقط في الحكم بل كذلك في
طبيعة المهمة. إن توجيه إهانة
إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
وهي التهمة الموجهة إلى سلمان
رشدي ـ هي بالتأكيد جريمة في
القانون الإسلامي، وقد ناقشها
الفقهاء ببعض التفاصيل. وقد
دارت معظم نقاشاتهم حول الرعايا
غير المسلمين الذين يوجهون
إهانة إلى النبي (صلى الله عليه
وسلم) في الدولة الإسلامية. وقد
كرس الفقهاء اهتماماً كبيراً
لتعريف الجريمة، وأحكام
الاستدلال، والعقوبة الملائمة.
وقد أظهروا اهتماماً كبيراً بأن
لا يتم استخدام اتهامات كهذه
كوسيلة لتحقيق انتقام شخصي،
وأصروا على التدقيق في الدليل
قبل صدور أي حكم. ورأي الجمهور
يذهب إلى أن الجلد والسجن هما
عقوبتان كافيتان، وتعتمد قوة
الجلد وطول مدة السجن على ظروف
الجريمة وجديتها. أما حالة
المسلم الذي يوجه إهانة إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) فهي
بالكاد مذكورة، ويبدو أنها كانت
نادرة جداً. وقد كانت النظرة
المعتادة هي أن هذا التصرف كان
مكافئاً للردة. لقد
كانت بعينها هي التهمة التي
وجهت ضد سلمان رشدي. فالردة
جريمة رئيسية في القانون
الإسلامي وبالنسبة للرجال
فإنها تعني عقوبة الإعدام. ولكن
الكلمة الهامة هنا هي كلمة (القانون).
فالقانون الإسلامي هو نظام
يتألف من القانون والعدالة،
وليس من الغوغائية والإرهاب.
إنه يضع إجراءات ينبغي وفقاً
لها إحضار الشخص المتهم بجريمة
ما إلى المحكمة، ومواجهته بمن
اتهمه، وإعطاءه فرصة ليدافع عن
نفسه. بعد ذلك يتخذ القاضي
قراره، فإذا ما وجد المتهم
مذنباً، فإنه يصدر حكمه. هناك
وجهة نظر أخرى، يقول بها أقلية
من القضاة، تتلخص في أن
الجريمة، التي يرتكبها مسلم قام
بتوجيه إهانة للنبي (صلى الله
عليه وسلم) كبيرة جداً، إلى درجة
بإمكان المرء، أو يجب عليه، ألا
يلتزم بشكليات الإجراءات
والمحكمة، والإدانة، وأن
يقاضيه بالتنفيذ مباشرة. إن أسس
وجهة النظر هذه قول منسوب إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا
أنه ليس مقبولاً نهائياً على أن
نسبته صحيحة: (إذا ما أقدم أي شخص
على إهانتي، فإن على أي مسلم
يسمعه أن يقتله فوراً)[4].
حتى بين القانونيين الذين قبلوا
هذا الحديث، فإن هناك خلافاً.
يصر البعض على أن شكلاً ما من
أشكال الإجراءات أو تخويل من
قبل الدولة، وأن القتل المعجل
دون وجود تخويل مماثل هو عملية
قتل وينبغي بالتالي أن يعاقب
عليه. يناقش آخرون بأن نص
الحديث، كما نقل يوضح أن
الإعدام المعجل والفوري للمجدف
ليس قانونياً وحسب بل ملزماً،
وأن أولئك الذين لا يقومون به
إنما يرتكبون خطيئة. حتى أكثر
القانونيين الكلاسيين صرامة
وتطرفاً يطالبون المسلم بقتل أي
شخص يهين النبي (صلى الله عليه
وسلم) على مسمعيه وفي وجوده.
إنهم لا يقولون شيئاً عن قتل
مأجور لمن رويت عنه الإهانة في
بلد بعيد. إن
إضفاء القداسة الدينية على
القتل المتجسد في فتوى الخميني
يظهر في شكل أكثر تطوراً في
الممارسة والطريقة لدى القاتل
الانتحاري. إذا
ما نظر المرء إلى السجل
التاريخي، فإن المقاربة
الإسلامية للحرب لا تختلف
كثيراً عن تلك التي لدى
المسيحيين، أو تلك التي لدى
اليهود في العصور المغرقة في
القدم والبالغة الحداثة عندما
كان هذا الخيار مفتوحاً أمامهم.
في حين أن المسلمين، ربما لعدد
من المرات يفوق مقابله لدى
المسيحيين، قاموا بشن الحروب ضد
أتباع العقائد الأخرى لجعلهم
ضمن مجال الإسلام، كان
المسيحيون ـ مع الاستثناء
البارز في حالة الصليبيين ـ
ميالين إلى خوض حروب دينية
داخلية ضد أولئك الذين رأوهم
هراطقة منشقين. إن الإسلام،
كان لديه ما يمكن أن يطلق عليه
المرء رؤية أكثر براغماتية مما
هو لدى الكتب الأربعة من
الحقائق والعلاقات الدولية،
وذلك يعود بلا شك إلى المشاركة
السياسية والعسكرية لمؤسسه. إنه
أقرب إلى الكتب المبكرة في
العهد القديم، وإلى عقيدة قتال
العمالقة، منه إلى الرسل والكتب
الأربعة (في الإنجيل) إن
المسلمين ليسوا مأمورين بإدارة
الخد الآخر، كما أنهم لا يتوقع
منهم ان يحولوا سيوفهم إلى
محاريث ولا رماحهم إلى أدوات
تشذيب للأشجار (أشعيا 4:2) هذه
الأوامر لم تمنع المسيحيين
بالطبع من شن سلسلة من الحروب
الدينية الدامية في داخل العالم
المسيحي وحروب عدوانية خارجة.
إن هذا يثير المسألة الأكبر حول
موقف الأديان من القوة والعنف،
وبشكل أخص من الإرهاب. لقد لجأ
أتباع الكثير من العقائد في وقت
أو آخر في ممارستهم للقتل، سواء
كان قتلاً فردياً أو جماعياً. بل
إن كلمتين مشتقتين من حركات
كهذه في الديانات الشرقية قد
دخلتا إلى اللغة الإنجليزية.
كلمة (ثَج)، من الهند، و(أساسِن)
من الشرق الأوسط، وكلتيهما
تذكران بطوائف دينية متعصبة كان
التعبد لديهم يتم بقتل أولئك
الذين يرونهم كأعداء لعقيدتهم. إن
ممارسة، ومن ثم نظرية الاغتيال
في العالم الإسلامي قد ظهرت في
تاريخ مبكر جداً، مع النزاعات
على القيادة السياسية للمجتمع
الإسلامي. من أول أربعة خلفاء في
الإسلام قتل ثلاثة، الخليفة
الثاني على يد عبد مجوسي[5]
ساخط، والثالث والرابع على يد
متمردين مسلمين ورعين رأوا
أنفسهم كجلادين منفذين لإرادة
الله. وقد أثيرت المسألة بشكلها
الحاد في عام 656 م، مع مقتل
الخليفة الثالث، عثمان، على يد
متمردين مسلمين. لقد كانت بداية
تسلسل الحروب الأهلية للقتال
على قضية ما إذا كان القتلة
ينصاعون أو يعصون أوامر الله. إن
الشرع والأحاديث الإسلامية
واضحان تماماً فيما يتعلق بواجب
إطاعة الحاكم المسلم. إلا أنهم
يستشهدون بحديثين منسوبين إلى
النبي (صلى الله عليه وسلم): (لا
طاعة في معصية)، و(لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق). فإذا
ما أمر الحاكم بشيء مضاد لشرع
الله، فإن واجب عدم الطاعة يحل
مكان واجب الطاعة. إن فكرة قتل
المستبد ـ وهي إزاحة مسوغة له ـ
لم تكن ابتكاراً إسلامياً؛ فقد
كانت مألوفة في العصور القديمة،
فيما بين اليهود، واليونان،
والرومان على حد سواء، وأولئك
الذين مثلوها كثيراً ما كان يتم
إطراؤهم على أنهم أبطال. ويبدو
أن أول من حول هذا النوع من
التصرف إلى نظام وإيديولوجية،
هم أعضاء من طائفة إسلامية
معروفة باسم الحشاشين، كانت
نشطة في إيران وبعد ذلك في
سورية، في الفترة الواقعة ما
بين القرن الحادي عشر والقرن
الثلث عشر، وقد اشتق هذا التصرف
اسمه من اسمهم*.
وقد كانت جهودهم على خلاف
الاعتقاد الشعبي، موجهة بشكل
رئيسي ليس ضد الصليبيين بل ضد
الحكام المسلمين، والذين كان
الحشاشون ينظرون إليهم على أنهم
متغلبون على السلطة يفتقرون إلى
التقوى. بهذا المعنى فإن
الحشاشين هم الأسلاف الحقيقيون
لكثير ممن يطلق عليهم اسم
الإرهابيين الإسلاميين اليوم[6].
إن اسم (الحشاشين)[7]
والذي يعني (مدخنو الحشيش)، قد
أطلق عليهم من قبل خصومهم
المسلمين. وقد كانوا يطلقون على
أنفسهم (الفدائيين) واحده (فدائي)
وهو الشخص المستعد للتضحية
بحياته من أجل قضية. بعد
هزيمة وقمع الحشاشين في القرن
الثالث عشر، لم يعد المصطلح
مستخدماً. وقد أعيد استخدامه
لفترة وجيزة في أواسط القرن
التاسع عشر، على يد جماعة صغيرة
من المتآمرين الأتراك الذين
كانوا يخططون لعزل السلطان
وربما قتله. وقد اكتشفت
المؤامرة وأودع المتآمرون في
السجن. وقد عاد الاصطلاح إلى
الظهور في إيران، فيما يدعى (فدائيو
الإسلام)، إن جماعة (فدائيي
الإسلام) هي جماعة سياسية دينية
إرهابية في طهران، قامت بتنفيذ
عدد من الاغتيالات السياسية في
الفترة الواقعة بين عامي 1943 (وهي
السنة التي بدأت فيها نشاطها)
وعام 1955 (وهي السنة التي تم
قمعها فيها). فبعد محاولة فاشلة
لاغتيال رئيس الوزراء في تشرين/1955
تم اعتقالهم. ومحاكمتهم، وإعدام
قادتهم. وقد أعيد استخدام
المصطلح مرة أخرى من قبل الجناح
العسكري لمنظمة التحرير
الفلسطينية ومنذ عقد الستينات
وما بعده، قاموا بتنفيذ نشاطات
إرهابية للمنظمات الفلسطينية[8]. لقد
اختلف الحشاشون عن خلفائهم
المعاصرين في جانبين في
اختيارهم للأسلحة وفي اختيارهم
للضحايا، فقد كانت الضحية
دائماً شخصاً ذا مكانة مرموقة
سياسياً، أو عسكريا، أو زعيماً
دينياً، كان ينظر إليه على أنه
مصدر للشر. وإذن فقد كان يقتل
هو، هو وحده. هذا العمل لم يكن
إرهاباً بالمعنى الحالي لهذا
المصطلح بل ما يعرف الآن (بالاغتيال
المستهدف). وقد كان السلاح
دائماً هو نفسه: الخنجر. لقد
احتقر الحشاشون السم والنشاب،
والأسلحة الأخرى التي يمكن
استخدامها عن بعد، ولم يتوقع
الحشاشون أو كما يبدو ـ لم
يرغبوا حتى ـ بالبقاء على قيد
الحياة بعد إنجاز العمل، الذي
يعتقد مرتكبه أنه سيكفل له
نعيماً أبدياً. ولكنه لم يكن
لينتحر في أي ظرف من الظروف، لقد
كان يموت على يد آسريه. وقد هزم
الحشاشون أخيراً من قبل إرسالية
عسكرية قامت بالسيطرة على
معاقلهم وقواعدهم في كل من
إيران وسورية، وهما البلدان
اللذان كانوا ينطلقون منهما
بشكل أساسي. وكذلك فإن من الممكن
أن تتم هزيمة حشاشي اليوم على
نحو مشابه، ولكنه سيكون طريقاً
طويلاً وصعباً. لقد كان حشاشو
العصور الوسطى طائفة متطرفة،
بعيدة جداً عن التيار الإسلامي
العام، ولكن هذا لا ينطبق على
مقلديهم المعاصرين. لقد
جلب القرن العشرون معه عملية
تحديث للشرق الأوسط، وإن كان
ذلك عبر أنواع مختلفة ولأغراض
مختلفة، وقد مر الإرهاب عبر عدة
مراحل. خلال السنوات الأخيرة
للامبراطورية البريطانية،
واجهت بريطانيا الإمبريالية
حركات إرهابية في مستعمراتها
الشرق أوسطية والتي مثلت ثلاث
ثقافات اليونانيون في قبرص،
واليهود في فلسطين، والعرب في
عدن. وقد كانت الثلاثة ذات دوافع
قومية أكثر منها دينية. ورغم
اختلافهم الكبير في خلفياتهم
وظروفهم السياسية، فقد كان
الثلاثة متشابهون في تكتيكاتهم
الأساسية. وقد كان هدفهم هو
إقناع القوة الإمبريالية أن
بقائها في المنطقة لا يستحق ما
تغرمه من دماء. وكانت طريقتهم
مهاجمة الموظفين العسكريين
وبشكل أقل الموظفين الإداريين
والمنشآت الإدارية. وقد عملت
الحركات الثلاثة فقط ضمن حدود
أراضيها وبشكل عام تجنبوا إحداث
دمار مصاحب للعمليات، ونجح
الثلاثة في مساعيهم. بالنسبة
لنموذج الإرهابيين الجديد، فإن
قتل الأبرياء والمدنيين الذين
لا علاقة لهم بالأمر لا يعد (دماراً
مصاحباً) بل إنهم يشكلون الهدف
الرئيسي. ومن الحتمي أن يشكل
الهجوم المضاد ضد الإرهابيين
الذين لا يرتدون ملابس رسمية
بالطبع استهدافاً للمدنيين
كذلك. إن ضبابية الفرق الناشئ عن
ذلك لهي عظيمة النفع للإرهابيين
وللمتعاطفين معهم. وبفضل
التطور السريع للإعلام،
وخصوصاً التلفزيون، فإن
الأشكال الحديثة من الإرهاب لا
تهدف إلى عناصر معادية محددة
وخاصة، بل تستهدف الرأي العام
العالمي. إن غايتهم الرئيسة
ليست هزيمة أو حتى إضعاف جيش
العدو بل اكتساب جذب اهتمام
الناس وبث الخوف، أي تحقيق نصر
نفسي. لقد مارس عدد من الجماعات
الأوروبية خصوصاً في ألمانيا،
وإيطاليا، وإسبانيا، وإيرلندة
نفس النوع من الإرهاب. وقد كانت
منظمة التحرير الفلسطينية من
بين الجماعات الأكثر نجاحاً
وصموداً في هذا النوع من
الممارسة. لقد
أنشئت منظمة التحرير
الفلسطينية في عام 1964 ولكنها
أصبحت هامة في عام 1967، بعد هزيمة
الجيوش العربية المشتركة في حرب
الأيام الستة. لقد فشلت الحرب
النظامية، وكان الوقت قد حان
لتجربة طرق أخرى. لم تكن الأهداف
في هذا النوع من الصراع المسلح
مؤسسات عسكرية أو حكومية أخرى،
والتي هي في العادة محروسة بشكل
جيد جداً، بل أماكن عامة
وتجمعات من أي نوع والتي يشكل
المدنيون غالبيتها وحيث ليس لدى
الضحايا بالضرورة أي صلة بالعدو
المعلن. وتشمل الأمثلة على هذا
التكتيك، اختطاف ثلاث طائرات في
عام 1970 ـ سويسرية، وبريطانية،
وأمريكية ـ وقد أخذت جميعها إلى
عمان، واغتيال الرياضيين
الإسرائيليين في أولمبياد
ميونخ في عام 1972، والاستيلاء
على السفارة السعودية في
الخرطوم في عام 1973 وقتل
أمريكيين وديبلوماسي بلجيكي،
والاستيلاء على السفينة
الإيطالية (أتشيل لارو) في عام
1985، وقتل مسافر معوق. وقد وجهت
هجمات أخرى ضد المدارس، ومحلات
التسوق، والملاهي الليلية،
وحتى ضد مسافرين ينتظرون دورهم
في المطارات الأوروبية. لقد
كانت هذه بالإضافة إلى عمليات
أخرى قامت بها منظمة التحرير
الفلسطينية ناجحة بشكل مميز في
تحقيق هدفهم المباشر ـ احتلال
عناوين الأخبار ـ وعناوين الصحف
الرئيسية وشاشات التلفزيون. وقد
اجتذبوا أحياناً قدراً كبيراً
من الدعم في بعض الأماكن غير
المتوقعة، ورفعوا منفذي
عملياتهم إلى أدوار النجوم في
دراما العلاقات الدولية. ما
يثير الدهشة أن آخرين قد تشجعوا
لاتباع طريقتهم في العمل. لقد
وضح الإرهابيون العرب في عقد
السبعينات والثمانينات أنهم
كانوا يشنون حرباً من أجل قضية
عربية أو فلسطينية قومية، لا من
أجل الإسلام. في الحقيقة، فإن
عدداً هاماً من قادة منظمة
التحرير الفلسطينية ونشطاءها
كانوا مسيحيين. لكن
ورغم نجاحها الإعلامي، إلا أن
منظمة التحرير الفلسطينية لم
تحقق أي نتائج هامة حيث يهم ذلك
أي في فلسطين. في كل أرض عربية ما
عدا فلسطين، حقق القوميون
أهدافهم؛ هزيمة ورحيل الحكام
الأجانب وتأسيس سيادة قومية تحت
قيادة زعماء وطنيين. لفترة
من الوقت، استخدمت الحرية
والاستقلال على أنهما مصطلحان
مترادفان ببعض الزيادة أو
النقص، وأنهما قابلان لأن يحلا
مكان بعضهما. وقد كشفت التجربة
المبكرة للاستقلال عن أن هذا
كان خطأ محزناً. فالاستقلال
والحرية مختلفان تماماً، وأنه
كثيراً ما يعني بلوغ أحدهما
نهاية الآخر، وحلول مستبدين
محليين، أكثر مهارة، وأقل
تقييداً في استبدادهم، محل
الحكام الأجانب. لقد
كانت هناك حاجة ملحة ومتزايدة
لتفسير جديد لمكمن الخطأ،
واستراتيجية جيدة للتصحيح. وقد
وجد كلاهما في المشاعر والهوية
الدينية. هذا الخيار لم يكن
جديداً. ففي النصف الأول من
القرن التاسع عشر، عندما كانت
الإمبراطوريات الأوروبية تتقدم
على الكثير من أراضي الإسلام،
فإن المقاومة الأهم لتقدمهم
كانت معرفة ومحفزة على أساس
ديني. لقد واجه الفرنسيون في
الجزائر، والروس في القوقاز،
والبريطانيون في الهند ثورات
دينية رئيسية، والتي لم يتغلبوا
عليها إلا بعد معارك طويلة
وقاسية. لقد
بدأت مرحلة جديدة في التعبئة
الدينية مع الحركة المعروفة في
اللغات الغربية باسم
الإسلاموية. وكونها أطلقت في
عقد الستينات والسبعينات من
القرن التاسع عشر فإنها على
الأرجح تدين بعض الشيء للنماذج
الألمانية والإيطالية في
كفاحاتهم الناجحة من أجل الوحدة
القومية في تلك السنوات. وقد عرف
معاصروهم من المسلمين
والمقتدون بهم أنفسهم وأهدافهم
كما هو متوقع بمصطلحات دينية
وشعبية بدلاً من تلك القومية أو
الوطنية، والتي كانت في ذلك
الوقت ماتزال غريبة وغير مألوفة.
ولكن ومع انتشار التأثير
والتعليم الأوروبي، فقد تجذرت
هذه الأفكار لفترة وهيمنت على
كل من الخطاب والصراع في
الأراضي الإسلامية. ومع ذلك فإن
الشعور بالهوية الدينية
وبالولاء كان مايزال عميقاً،
وقد وجد ما يعبر عنها في عدة
حركات دينية، نخص منها بالذكر
حركة الإخوان المسلمين. ومع
الفشل المدوي للإيديولوجيات
العلمانية، اكتسبت هذه الحركات
أهمية جديد، وتسلمت إدارة
المعركة ـ وكان أكثر المقاتلين
ـ من القوميين الفاشلين. بالنسبة
للأصوليين، كما هو بالنسبة
للقوميين، فإن القضايا
المختلفة المتعلقة بالأراضي
المحتلة هي قضايا هامة، ولكن
بشكل مختلف، وأكثر صلابة. على
سبيل المثال، فمن وجهة نظر
الأصوليين عموماً، فإن السلام
مع إسرائيل أو التسوية ليست
ممكنة، وأي تنازل إنما هو خطوة
تجاه الحل النهائي الصحيح
والمتمثل في زوال دولة إسرائيل،
وعودة أرض فلسطين إلى مالكيها
الحقيقيين، أي الفلسطينيين
المسلمين، ورحيل المغتصبين. ومع
ذلك فإن هذا لا يرضي مطالب
الأصوليين، والتي تمتد إلى جميع
الأراضي المتنازع عليها، وحتى
إحرازهم للأرض سيكون خطوة تجاه
الصراع النهائي الأطول. لقد
احتفظ بالكثير من التكتيكات
القديمة، ولكن بشكل أقوى تماماً.
ففي كل من الهزيمة والنصر، تبنى
الإرهابيون وطوروا الوسائل
التي مهد لها القوميون في القرن
العشرين، خصوصاً عدم الاهتمام
بقتل الأبرياء. إن عدم الاهتمام
هذا وصل إلى درجات جديدة في
الحملة الإرهابية التي أطلقها
أسامة بن لادن في أوائل عقد
التسعينات. وكان النموذج الأول
تفجير سفارتين أمريكيتين في شرق
أفريقيا في عام 1998. لكي يقتلوا
اثني عشر ديبلوماسياً أمريكياً
كان الإرهابيون على استعداد
لقتل مئتي أفريقي، معظمهم
مسلمون، تصادف وجودهم في الجوار.
في صدورها مباشرة عقب هذه
الهجمات، أعلنت مجلة عربية
أصولية تدعى الصراط المستقيم،
وتصدر في بطرسبرغ، بنسلفانيا،
أعلنت حدادها على الشهداء الذين
فقدوا حياتهم في هذه العمليات،
وقد كتبت أسماءهم كما زودها به
مكتب القاعدة في بيشاور،
باكستان. وقد أضاف الكاتب تعبير
أمل (بأن الله سيجمعنا بهم ثانية
في الجنة). إن نفس الاستخفاف
بالحياة الإنسانية، وبدرجة
أكبر بكثير، كانت في الأعمال
الإرهابية في نيويورك وواشنطن
في 11 أيلول 2001. إن
الشخص الهام في هذه العمليات
كان الإرهابي الانتحاري. فبمعنى
من المعاني، كان هذا تطوراً
جديداً. لقد كان الإرهابيون
القوميون في عقد الستينات
والسبعينات يأخذون حذرهم كي لا
يموتوا مع ضحاياهم بل كانوا
يرتبون أمورهم بحيث ينفذون
هجماتهم من مسافة آمنة. وإذا ما
تم القبض عليهم، فإن المنظمات
الي ينتمون إليها كانت تحاول
عادة، وبنجاح
أحياناً، إطلاق سراحهم بأخذ
رهائن والتهديد بإيذائهم أو
قتلهم. سابقاً، كان القتلة
المعبئين دينياً، يزدرون
البقاء على قيد الحياة بعد
تنفيذهم عملياتهم، ولكنهم لم
يقوموا فعلياً بقتل أنفسهم. نفس
الشيء يمكن أن يقال عن فتى
الجنود الإيرانيين في حرب الـ
1980 ـ 1988 ضد العراق، والذي كان
يسير عبر حقول الألغام مسلحاً
بجواز سفر إلى الجنة، ليتفحص
الطريق من أجل الجنود النظاميين. يبدو
أن المنظمات الدينية من مثل
حماس وحزب الله، كانت هي
الرائدة في استكشاف النوع
الجديد من المهمة الانتحارية
بالمعنى الحرفي. فقد قامت هذه
المنظمات ومنذ عام 1982 وما بعده
بتنفيذ عدد من هذه المهمات في
لبنان وإسرائيل. وقد استمروا
عبر عقد الثمانينات
والتسعينات، وكانت لذلك أصداء
في مناطق أخرى، على سبيل
المثال، في شرق تركيا، ومصر،
وفي الهند وسريلانكا. ويبدو ومن
المعلومات المتاحة، أن
المنتخبين للقيام بهذه
العملية، فيما عدا بعض
الاستثناءات، كانوا ذكوراً
صغاراً، فقراء، وغالباً من
مخيمات اللاجئين. وكانوا يحصلون
على مردود مزدوج؛ ففي الحياة
الآخرة، هناك المسرات الموصوفة
بدقة في الجنة، وفي هذا العالم،
تقدم المكافآت وراتب لعوائلهم.
وقد كانت البدعة الملفتة
استخدام انتحاريات إناث من قبل
الإرهابيين الأكراد في تركيا في
الفترة بين عامي 1996 ـ 1999، ومن
قبل الفلسطينيين منذ كانون
الثاني 2002. وخلافاً
لمجاهدي العصور الوسطى
والحشاشين، الذين كانوا
مستعدين لمواجهة الموت المحتم
على أيدي أعدائهم أو آسريهم،
فإن الإرهابي الانتحاري الجديد
يموت بيديه هو. ويثير هذا
تساؤلاًً هاماً عن التعاليم
الإسلامية. فكتب القانون
الإسلامية واضحة جداً فيما
يتعلق بموضوع الانتحار. إنه
خطيئة كبرى يعاقب عليها صاحبها
عقوبة أبدية تأخذ شكل التكرار
اللانهائي للعمل الذي قتل به
المنتحر نفسه. والفقرات
التالية، المقتبسة من أحاديث
النبي (صلى الله عليه وسلم) توضح
هذه النقطة: لقد
قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
من قتل نفسه بحديدة سيعذب بها في
نيران الجحيم. كما قال النبي (صلى
الله عليه وسلم): من شنق نفسه
سيشنق نفسه في الجحيم، ومن طعن
نفسه سيطعن نفسه في الجحيم.. ومن
رمى بنفسه عن جبل فقتل نفسه،
فسيرمي بنفسه إلى نيران الجحيم
أبداً مؤبداً.. وكل من قتل نفسه
بأي طريقة سيعذب بها في النار..
كل من قتل نفسه بأي طريقة في هذا
العالم سيعذب بها يوم الحساب[9]. لقد
فرقت السلطات الأولى بين مواجهة
الموت على يد العدو والموت بيد
الشخص نفسه. ويعطينا حديث مبكر
من النوع المعروف بأنه حديث
قدسي، إشارة إلى أنه توضيح من
النبي عن الله نفسه، يعطينا
مثالاً مثيراً للدهشة. فقد كان
النبي (صلى الله عليه وسلم)
حاضراً عندما قتل رجل، جرح
جرحاً مميتاً أثناء الجهاد،
نفسه ليختصر من مدة ألمه، عندها
قال الله: (عبدي سبقني بإخراج
روحه بيديه، فلن يؤذن له إلى
الجنة). ووفقاً لحديث آخر، فقد
رفض النبي (صلى الله عليه وسلم)
تلاوة الصلوات على جسد رجل مات
بيده هو[10].[11] إن
هناك مظهرين يميزان هجمات 11/9
والأعمال المشابهة لها:
استعداد مرتكبيها للانتحار
وقسوة أولئك الذين أرسلوهم،
فيما يتعلق بكل من أولئك الذين
أرسلوهم، وبالضحايا العديدين
لمثل هذه العمليات. هل يمكن
التبرير لهذا بالإسلام؟ إن
الإجابة لا بد أن تكون لا[12]. إن
القضاء القاسي على الآلاف في
مركز التجارة العالمي، بمن فيهم
الكثيرون ممن ليسوا أمريكيين،
وبعضهم مسلمون من بلدان إسلامية[13]،
ليس له تبرير في العقيدة أو
الشرع الإسلاميين. وكما ليس له
سابقة في التاريخ الإسلامي. في
الحقيقة، فإن هناك القليل من
الأعمال المماثلة في الشر
المعتمدة في تاريخ البشرية. إن
هذه ليست جرائم ضد الإنسانية.
وضد الحضارة وحسب؛ بل إنها كذلك
أعمال ـ من وجهة نظر المسلمين ـ
تدنيسية، عندما يدعي أولئك
الذين يرتكبون هذه الجرائم أنهم
إنما يفعلون ذلك باسم الله،
وباسم رسوله، وباسم كلامه. لقد
كانت ردة فعل العديد من
المسلمين على الهجوم على مركز
التجارة العالمي الشعور بالرعب
والصدمة من الدمار والمجزرة
الهائلين، إضافة إلى الشعور
بالخزي والغضب من أن ذلك قد
ارتكب باسمهم وباسم إيمانهم.
لقد كانت هذه ردة فعل الكثيرين
وليس الجميع. لقد كانت هناك
تقارير وحتى صور عن ابتهاج في
الشوارع في المدن العربية
والإسلامية لدى سماع الأخبار عن
نيويورك. جزئياً فإن ردة الفعل
هذه كانت تعبيراً عن حسد وهو
شعور كذلك، بصورة أخف، في
أوروبا. فبين الفقراء والبائسين
كان هناك نوع من الرضا ـ بالنسبة
للبعض سرور ـ برؤية الأمريكيين
الأغنياء والمتسامحين وهم
يلقنون درساً. إن
ردود الفعل في الصحافة العربية
على المذابح في نيويورك وواشنطن
كانت موازنة صعبة بين الإنكار
والتأييد، على نحو مشابه لردة
فعلهم على الهولوكوست[14].
فليس من النادر رؤية ثلاثة
مواقف في الإعلام العربي: أنها
لم تحدث أبداً، أنها قد ضخمت إلى
درجة كبيرة، أن اليهود
يستحقونها على كل حال. ويضيف بعض
الكتاب الجريئين على الموقف
الأخير لوماً لهتلر لعدم اكماله
العمل. لم يجزم أحد حتى الآن أن
تدمير مركز التجارة العالمي لم
يحدث أبداً، رغم أن هذا لن يكون
بعيداً عن متناول نظريات
المؤامرة مع مرور الزمن. إن
الاتجاه الحالي بين العديد من
المعلقين المسلمين وإن لم يكن
لهم جميعاً هو المجادلة بأن
المسلمين أو العرب لا يستطيعون
فعل هذا. بدلاً من ذلك، فإنهم
يقدمون تفسيرات أخرى. ويتضمن
ذلك القائلين بتفوق البيض
الأمريكيين والميليشيات، مع
الإشارة بالطبع إلى أوكلاهوما
وتيموثي مكفيج؛ ومعارضي
العولمة، والأوروبيين،
والصينين، ومعارضين آخرين
لمشروع الدرع الصاروخي
الدفاعي، والروس، الساعين إلى
الانتقام لانحلال الاتحاد
السوفييتي، واليابان، كانتقام
طال تأجيله لهيروشيما، وما شابه
ذلك. بل إن أحد كاتبي الأعمدة
يقترح أن الرئيس بوش هو من نظم
الهجوم، لتحويل الانتباه عن
انتخابه من قبل (أقلية صغيرة لا
تكفي لانتخاب مختار قرية في مصر
العليا). ويزج هذا الكاتب أيضاً
بكولين باول كشريك للرئيس بوش. حتى
الآن فإن أكثر التفسيرات شعبية
تعزي الجريمة، بتفاوتات صغيرة،
للشرير المفضل لديهم لإسرائيل،
وللموساد (وفقاً للبعض،
بالاشتراك مع الـ سي.آي.ايه)،
وكهنة صهيون، أو ببساطة أكبر
إلى اليهود. فهذا سيمكنهم من
الشعور بالقيمة، ومن التنصل من
الهجمات في آن. وكان الدافع
المعزو لليهود هو إظهار العرب
والمسلمين عموماً بمظهر سيء
ولبذر الخلاف بينهم وبين
الأمريكيين. ويضيف كاتب عمود
أردني فكرة إضافية مثيرة
للاهتمام تتلخص في أن (المنظمات
الصهيونية) قد قامت بالهجمات
لكي تستطيع إسرائيل تدمير
المسجد الأقصى بينما يكون
انتباه العالم مشدوداً إلى
أمريكا. إن هذا النوع من التفسير
لا يلغي ـ بل على العكس من ذلك،
فإنه يشجع ـ الرؤية التي عبر
عنها مراراً بأن ما حدث، رغم أنه
كان إجرامياً، إلا أنه كان جزاء
وفاقاً للجرائم الأمريكية. قد
تكون ردة الفعل الأكثر درامية
ووضوحاً هي تلك التي جاءت في (الرسالة
الأسبوعية) التابعة لحماس،
والتي تصدر في غزة، في إصدارها
في 13/ أيلول/2001: (لقد استجاب الله
دعاءنا) وعندما عرف إرهاب
العملية كله بشكل كامل، عبر بعض
الكتاب عن انتقادهم للمرتكبين
وتعاطفهم مع الضحايا. ولكن حتى
هؤلاء، نادراً ما فوتوا فرصة
الإشارة إلى أن الأمريكيين هم
الذين جلبوا ذلك على أنفسهم. إن
قائمة الجرائم الأمريكية التي
أوردوها قائمة طويلة، ومفصلة
تبدأ بالسيطرة على، واستعمار،
واستيطان ـ كلمات عاطفية مؤثرة
ـ للعالم الجديد والاستمرار في
ذلك حتى الوقت الحاضر! وكذلك
قائمة الضحايا الذين وقعوا ضحية
الجشع والقسوة الأمريكيين، في
آسيا وأفريقيا وأمريكا
اللاتينية[15]. لقد
وضح ابن لادن الكيفية التي ينظر
بها إلى الصراع بوصفه المتكرر
لعدوه على أنهم (الصليبيون)
ونذكر بأن الصليبيين، لم يكونوا
أمريكيين ولا يهوداً، بل كانوا
مسيحيين يخوضون حرباً مقدسة
لاستعادة الأراضي المقدسة التي
خسروها من المملكة المسيحية[16].
لقد عددت (رسالة إلى أمريكا)
المنسوبة إلى ابن لادن، والتي
نشرت في تشرين الثاني من عام 2002،
ببعض التفصيل جرائم عديدة لم
ترتكبها الحكومة فقط بل كذلك
شعب الولايات المتحدة، وقد وضحت
تحت سبع نقاط رئيسية (ما الذي
ندعوكم إليه، وما الذي نريد
منكم). (ندعوكم) (أولاً، إلى
اعتناق الإسلام؛ وثانيا، أن
تتوقفوا عن أكاذيبكم ولا
أخلاقياتكم وفجوركم)؛ وثالثاً،
أن تعلموا وأن تعترفوا بأن (أمريكا
هي غير ذات مبادئ أو أخلاق).
ورابعاً، أن تتوقفوا عن دعم
إسرائيل في فلسطين، والهنود في
كشمير، والروس ضد الشيشان،
وحكومة مانيلا ضد المسلمين في
جنوب الفلبين؛ وخامساً (أن
تحزموا أمتعتكم وتخرجوا من
أراضينا) وقد قدمت هذه كنصيحة
لمصلحة أمريكا الخاصة فلا
تجبرونا على إعادتكم محمولين في
أكفان؛ والسادس (أن تنهوا دعمكم
للزعماء الفاسدين في بلادنا. لا
تتدخلوا في سياساتنا وموادنا
التعليمية. دعونا وشأننا، وإلا
توقعونا في نيويورك وواشنطن؛
سابعاً (أن تتعاملوا مع
المسلمين على أساس من المصالح
والمنافع المتبادلة، بدلاً من
سياسات الإخضاع والسرقة
والاحتلال. وتنتهي الوثيقة
بإخبار الأمريكيين أنهم، إذا ما
رفضوا هذه النصيحة، فإنهم
سيهزمون ككل الصليبيين
السابقين (وسيكون قدرهم كقدر
السوفييت الذين هربوا من
أفغانستان ليعالجوا انهزامهم
العسكري، وتفتتهم السياسي،
وسقوطهم الايديولوجي، وإفلاسهم
الاقتصادي). إن
القضية المحبوكة ضد أمريكا في
هذه الوثيقة، مفصلة تماماً. وهي
تتضمن، عدا اللائحة المألوفة
لتظلمات معينة، مجموعة من
الاتهامات العامة والخاصة. وهذه
ذات أصالة متفاوتة، بشكل ملحوظ
عادة. مما يعكس الايديولوجيات
المتتابعة التي أثرت على الشرق
الأوسط في أوقات مختلفة. ويعود
بعضها إلى العهد النازي، على
سبيل المثال، الانحطاط
والسيطرة اليهودية الأخيرة،
وبعضها الآخر من فترة التأثير
السوفييتي، على سبيل المثال،
الجشع والاستغلال الرأسماليين
ومعظمها ذات منشأ أوروبي وحتى
أمريكي حديث، وقد جاءت من كل من
اليسار واليمين. إنها تتضمن
التلوث العالمي، ورفض توقيع
اتفاقيات كيوتو، والفساد
السياسي عبر تمويل الحملة،
وتمييز (العرق الأبيض)؛ ومن
اليمين، النازيين الجدد، وفكرة
تفوق البيض إلى درجة أن ينجامين
فرانكلين حذر من الخطر اليهودي.
وقد تم التأكيد على هذا الدور
الشرير لليهود في جميع هذه
الجرائم تقريباً. حتى فضائل
الطريقة الأمريكية في الحياة
التي يتباهى بها الأمريكيون
أصبحت جرائم وآثاماً. فتحرير
النساء يعني التهتك والاستخدام
التجاري للمرأة كسلعة
للاستهلاك. وتعني الانتخابات
الحرة أن الشعب الأمريكي يختار
حكامه بحرية ولذلك فإنه ينبغي
أن يحاسب ويعاقب عن أخطاء هؤلاء
الحكام أي أنه لا يوجد (مدنيون
أبرياء). وأسوأ الجميع هو ذلك
الفصل بين الكنيسة والدولة: (إنكم
الأمة التي، بدلاً من أن تحكم
بشريعة الله، بدستوره
وقوانينه، اخترتم أن تخترعوا
قوانينكم أنتم وفق إرادتكم
ورغبتكم. لقد فصلتم الدين عن
سياساتكم، مخالفين بذلك الفطرة
السليمة التي تؤكد على إرجاع
السلطة التامة لله وهو خالقكم.
باختصار، فإنكم أسوأ حضارة
شهدها تاريخ الإنسانية). هذا
الحكم هو الأكثر لفتاً للنظر
يأتي في وقت ماتزال فيه
الديكتاتوريات النازية
والسوفييتية ذكريات حية، حتى لا
نتكلم عن الطغاة في أزمة أبكر في
سجلات التاريخ الذي كثيراً ما
يستشهد به أسامة بن لادن
وأصحابه. إن
السبب الرئيسي في هذا هو كون
أمريكا ينظر إليها الآن على
أنها زعيمة ما يطلق عليه بشكل أو
آخر الغرب أو العالم المسيحي،
أو بعموم أكبر (أرض الكفار) بهذا
المعنى فإن الرئيس الأمريكي هو
الخَلَف لخط طويل من الحكام
الأباطرة البيزنطيين في
القسطنطينية، أباطرة روما
المقدسة في فيينا، الملكة
فيكتوريا وزملائها
الامبرياليين ومن تلاهم في
أوروبا. اليوم كما في الماضي،
فإن عالم المسيحيين غير
المؤمنين هذا ينظر إليه على أنه
القوة الحقيقية الوحيدة التي
تقوم بمنافسة وإعاقة الانتشار
الإلهي الطبيعي للإسلام، والتي
تقاوم وتؤخر ولكنها لا تمنع
انتصاره، النهائي والحتمي
العالمي. ليس هناك شك في أن
تنظيم القاعدة وإعلانات الحرب
المتتابعة من قبل ابن لادن مؤشر
على بداية مرحلة خطيرة جديدة في
تاريخ كل من الإسلام والإرهاب.
إذا كانت السعودية العربية هي
الموقع الأكثر رمزية في عالم
الإسلام، وبغداد مركز لنصف
ألفية ومسرح بعض أروع فصول
التاريخ الإسلامي، هي الثانية. لقد
ساق ابن لادن عاملاً آخر ربما
يكون أكثر أهمية. ففي الماضي،
كان بإمكان المسلمين الذين
يقاتلون الغرب دائماً أن
يتوجهوا إلى أعداء الغرب للحصول
على الراحة، والتشجيع،
والمساعدة المادية والعسكرية.
أما الآن، وللمرة الأولى منذ
قرون، لم يعد هناك عدو كهذا.
وسرعان ما أدرك ابن لادن
ومجموعته هذا الأمر، في النظام
الجديد لقوى العالم، فإذا ما
أرادوا قتال أمريكا فإن عليهم
أن يفعلوا ذلك بأنفسهم. في عام
1991، وهو نفس العام الذي لم يعد
فيه الاتحاد السوفييتي
موجوداً، كون ابن لادن ومجموعته
تنظيم القاعدة، والتي تضمنت
الكثير من الجنود القدامى في
الحرب في أفغانستان. قد تبدو
مهمتهم مروعة لأي شخص آخر
غيرهم، ولكنهم لم يروها بهذه
الطريقة. من وجهة نظرهم، فهم قد
طردوا الروس فعلاً من
أفغانستان، في هزيمة شاملة أدت
مباشرة إلى انهيار الاتحاد
السوفييتي. كونهم قد تغلبوا على
القوة العظمى التي نظروا إليها
دائماً على أنها الأكثر إثارة
للرعب، فقد شعروا أنهم جاهزون
لهزم القوة الأخرى؛ وقد شجعهم
على هذا رأي ابن لادن الذي
كثيراً ما عبر عنه، من بين آراء
أخرى، بأن أمريكا كانت نمراً من
ورق. وقد تأثر مسلمون إرهابيون
بآراء كهذه من قبل. أحد أكثر
الأمور المدهشة في ذاكرة أولئك
الذين احتجزوا في السفارة
الأمريكية في طهران من عام 1979
إلى عام 1981، أن مقصدهم الأساسي
كان السيطرة على مبنى السفارة
والرهائن لعدة أيام فقط. وقد
غيروا رأيهم عندما صدرت تصريحات
من واشنطن توضح أنهم لن يتعرضوا
لخطر أي تحرك حقيقي ضدهم. وقد
قاموا في النهاية بإطلاق سراح
الرهائن، كما وضحوا، فقط لأنهم
خافوا من أن يعالج الرئيس
المنتخب حينها، رونالد ريغان،
المشكلة (على طريق راعي البقر).
ولكن من الواضح أن ابن لادن
وأتباعه ليس لديهم قلق كهذا،
ولا يكبح كراهيتهم خوف ولا
يخففها احترام. وكما في الحالات
السابقة، فإنهم يستشهدون
مراراً بانسحاب الولايات
المتحدة من فيتنام، ومن لبنان،
ومن ـ وهو الأكثر أهمية من جميع
المناطق الأخرى في نظرهم ـ من
الصومال. إن ملاحظات ابن لادن في
مقابلة له مع جون ميللر، من
أخبار الـ ايه.بي.سي، في 28 أيار/1998،
هي إجابات ذات مغزى بشكل خاص: لقد
رأينا في العقد الأخير انحدار
الحكومة الأمريكية وضعف الجندي
الأمريكي، والذي هو على استعداد
لشن حروب باردة وغير معد لخوض
حروب طويلة. إن هذا قد أثبت في
بيروت عندما هرب المارينز بعد
انفجارين. كما أنه يثبت أنهم قد
هربوا في أقل من أربع وعشرين،
وقد تكرر هذا في الصومال كذلك.
لقد دهش شبابنا من انخفاض الروح
المعنوية للجنود الأمريكيين.
فبعد بضع انفجارات ولوا هاربين،
ونسوا أنهم قادة العالم، وقادة
النظام العالمي الجديد. لقد
غادروا وهم يجرون وراءهم
فيالقهم، وهزيمتهم المخزية. بالنسبة
لأسامة بن لادن، يشكل إعلانه
الحرب على الولايات المتحدة
استئنافاً للكفاح من أجل
الهيمنة الدينية على العالم،
والتي بدأت في القرن السابع.
بالنسبة له ولأتباعه، فإن هذه
هي لحظة الفرصة. اليوم فإن
أمريكا تمثل الحضارة، وتجسد
قيادة دار الحرب، ومثل روما
وبيزنطة، فقد أصبحت منحلة
أخلاقياً، وواهنة العزيمة،
وجاهزة لأن يتم الإطاحة بها.
ولكن رغم ضعفها، إلا أنها خطرة
كذلك. لقد كان وصف الخميني
لأمريكا على أنها الشيطان
الأكبر معبراً، وبالنسبة
لأعضاء القاعدة، فإن اغراء
أمريكا وانغماسها في الملذات،
وطريقتها المتهتكة في الحياة هي
التي تمثل التهديد الأكبر لنوع
الإسلام الذي يريدون فرضه على
أتباعهم المسلمين. إلا أن هناك
آخرين، تشكل لهم أمريكا نوعاً
آخر من الاغراء ـ الأمل في ميثاق
حقوق الإنسان، وفي مؤسسات حرة،
وفي حكومات مسؤولة ومنتخبة. إن
هناك عدداً متزايداً من الأشخاص
وحتى من الحركات قد أخذت على
عاتقها القيام بالمهمة الصعبة
للتعريف بمؤسسات كهذه في بلادهم.
وهي ليست سهلة. فقد قادت محاولات
مشابهة، كما هو ملاحظ، إلى
الكثير من أنظمة اليوم الفاسدة.
فمن بين 57 دولة عضواً في منظمة
المؤتمر الإسلامي، هناك دولة
واحدة فقط، وهي الجمهورية
التركية تدير مؤسسات ديمقراطية
منذ فترة طويلة، ورغم المشاكل
الصعبة والمستمرة، فإنها قد
أحرزت تقدماً في تأسيس اقتصاد
ليبرالي ومجتمع حر ونظام سياسي. في
دولتين، هما العراق وإيران، حيث
الأنظمة معادية لأمريكا بقوة،
هناك معارضة ديمقراطية مؤهلة
للامساك بزمام الأمور وتشكيل
حكومات. ونحن، فيما ندعوه
العالم الحر، نستطيع القيام
بالكثير لمساعدتهم، ولم نقم إلا
بالقليل. وفي معظم البلدان
الأخرى في المنطقة، هناك أناس
يشاركوننا في القيم، ويتعاطفون
معنا، ويحبون أن يشاركونا في
طريقتنا في الحياة. إنهم يفهمون
الحرية ويريدون ممارستها في
وطنهم. قد يكون من الصعب علينا
مساعدة هؤلاء الناس، ولكن على
الأقل لا ينبغي لنا إعاقتهم.
فإذا ما نجحوا فسيكون لدينا
أصدقاء وحلفاء بالمعنى الحقيقي
للكلمة لا الديبلوماسي وحسب[17]. في
نفس الوقت، فإن هناك مشكلة أكثر
إلحاحاً. فبإمكان قادة القاعدة
أن يقنعوا عالم الإسلام بقبول
وجهات نظرهم وقيادتهم، وعندها
فسيكون أمامنا صراع طويل ومرير،
ولن يكون أمام أمريكا وحسب.
فأوروبا، وبشكل خاص، أوروبا
الغربية، هي الآن موطن لمجتمع
إسلامي كبير وآخذ في النمو بشكل
سريع، وقد بدأ كثير من
الأوروبيين ينظرون إلى وجوده
كمشكلة، بل إنه يشكل لبعضهم
تهديداً حتى. عاجلاً أو آجلاً
ستصطدم القاعدة والجماعات
المتصلة بها، مع الجيران
الآخرين لعالم الإسلام. ـ
روسيا والصين والهند ـ والذين
قد يكونون أقل تدقيقاً من
الأمريكيين في استخدام قوتهم ضد
المسلمين وضد مقدساتهم. إذا كان
الأصوليون على صواب في
حساباتهم، وانتصروا في حربهم،
فإن مستقبلاً مظلماً ينتظر
العالم، خصوصاً ذلك الجزء الذي
يعتنق أهله الإسلام. (انتهى الكتاب) [1]
هذا
تقرير غير دقيق بل ان
المسلمين على اختلاف درجات
الطيف يرمون وصف الارهاب على
الحكومات الغربية وحكام
اسرائيل . هناك مشكلة عالمية
حول تعريف الارهاب ومن هو
الارهابي . والفرق بين ارهاب
الفرد وارهاب الدولة.
المراجع [2]
ـ يتدخل المؤلف
بقليل من العلم في موضوعات
دينية شرعية فيبعد كثيراً عن
الصواب.
المراجع [3]
ـ لقد نشر النص الكامل للفتوى
في الصحافتين الإيرانية
والدولية في حينه. [4]
ـ لا نعرف لهذا
الحكم أصلاً لا في الشكل ولا
في المضمون. ومناقشة قضية
سلمان رشدي وفتوى الخميني
بالطريقة التي يمارسها
المؤلف فيه كثير من
اللامنهجية.
المراجع [5]
ـ في ا لأصل مسيحي
والصواب على يد أبي لؤلؤة
المجوسي.
المراجع *
ـ في اللغة الانجليزية يطلق
على القاتل المأجور أو القاتل
بدافع التعصب (أسِّيسِن).
المترجم. [6]
ـ إشارة خاطئة
تاريخياً وفكرياً إن تصرفات
المتشددين التي يوردها
المؤلف يمكن أن تنسب بجدارة
إلى (الخوارج) وهم مجموعة
إسلامية متطرفة كانت تمارس
دائماً الخروج على الدولة
وعلى المجتمع وإلى هذه
الطائفة يتتسب عبدالرحمن بن
ملجم قاتل الخليفة الرابع
الإمام علي رضي لله عنه. وفيه
يقول قائلهم متمدحاً:
يا ضربة من تقي ما أراد
بها
إلا ليبلغ من ذي العرش
رضوانا وقد أجمع المسلمون
على مروقهم وضلالهم.
المراجع [7]
ـ الحشاشون هم
طائفة من الإسماعيلية نشطت في
القرون الخامس والسادس
والسابع وكان زعيمها الأشهر
الحسن الصباح وكانت هذه
الحركة تمارس الاغتيالات ضد
المسلمين وقياداتهم السياسية
والعلمية كما كانت تمارس بعض
الاغتيالات ضد الصليبيين. وقد
كان لزعيم هذه الحركة الحسن
الصباح بالتواطؤ مع ابن
العلقمي في بغداد الدور
الأكبر في تحريض التتار على
العاصمة العباسية بغداد مما
أدى إلى سقوطها وإحراقها
بالفاجعة المشهورة سنة 656 هـ.
حاولوا فيما بعد اغتيال صلاح
الدين الأيوبي أكثر من مرة
لدوره أيضاً في حرب
الصليبيين وإسقاط الدولة
الفاطمية في مصر.
المراجع [8]
ـ إن ربط المؤلف
لمصطلح (الفدائي) بالحشاشين
ابتداء محاولة بائسة ويائسة
للإساءة لهذا المصطلح.
المراجع [9]
ـ
إن هذه الأحاديث وأحاديث
مشابهة أخرى موجودة في
مجموعات الحديث النموذجية
على سبيل المثال، صحيح
البخاري (ليدن 1962) للسيد (لودولف
كريل). من أجل مناقشة كاملة
أنظر (فرانس روزنتال) (الانتحاري
في الإسلام) صحيفة المجتمع
الأمريكي الشرقي.
المؤلف [10]
ـ ذكر في كتاب ابن
حنبل (المسند) (القاهرة 1313،1895ـ
1896) ج5، ص87.
المؤلف [11]
ـ مرة أخرى يدخل
المؤلف إلى فروع الفقه
الإسلامي بغير عدة من علم
يعينه على الرؤية والتمييز.
وهو يخلط بين انتحار اليائسين
المكتئبين كما هي الحال في
دول الغرب وبين المقاومين من
أجل قضايا أمتهم وأوطانهم.
المراجع [12]
ـ نتفق مع المؤلف
في الإجابة بأن الإسلام لا
يمكن أن يقبل بقتل غير
المحاربين من المدنيين
بالطريقة التي تمت بها عمليات
11/9. المؤلف وصل إلى النتيجة
الصحيحة عبر منهج من الفقه
غير صحيح.
المراجع [13]
ـ مما يؤكد اختلال
المنهج الفقهي عند المؤلف
وعند العديد من أشياعه أنهم
يكررون بأن في مبنى التجارة
العالمي بعض المسلمين أو بعض
من هو غير أمريكي وكأنهم حسب
مفهوم المخالفة يبيحون دم غير
المسلم أو دم الأمريكي.
في نصوص الشريعة
الإسلامية حرمة النفس
الإنسانية مطلقاً بغير قيد
إلا حسب قواعد شرعية مقررة
يقول الله تعالى (من أجل ذلك
كتبنا على بني إسرائيل أنه من
قتل نفساً بغير نفس أو فساد في
الأرض فكأنما قتل الناس
جميعاً ومن أحياها فكأنما
أحيا الناس جميعاً..) وهكذا
تأخذ حرمة دم الفرد حصانتها
وقداستها من حرمة دم
الإنسانية جمعاء وهذا ينطبق
على كل عمليات القتل العشوائي
التي نفذت في مبنى التجارة
العالمي أو في أنفاق لندن أو
مدريد أو في العديد من الدول
العربية والإسلامية. للجهاد
في الإسلام شروطه وأحكامه
المقررة التي لا يمكن أن
تناقش في هذه العجالة.
المراجع [14]
ـ من أجل الحصول
على هذه التقارير وغيرها في
الإعلام العربي. انظر: معهد
الشرق الأوسط لأبحاث الشرق
الأوسط لأبحاث الأعلام.
واشنطن (orgـwww.mermi)
المؤلف [15]
ـ إن إقرار الرأي
العام العربي والإسلامي
بفداحة ما حدث وإدانته له لا
يعني أن لا تتلمس القوى
السياسية على اختلاف
توجهاتها إلى التحليل
الموضوعي لأسباب تدفع لهذا
العمل المنكر بكل قسوته على
الطرفين كما قال المؤلف
المنفذين والضحايا!! وكما
يحاول المؤلف أن يتلمس
الأسباب التي يظنها حقيقية
وراء هذا الفعل لتوظيفها في
رؤيته الايديولوجية
والسياسية فإن من حق الآخرين
أيضاً أن يدلوا بدلوهم وأن
يتلمسوا الأسباب الكامنة
وراء هذا العمل المرعب وأن
يقدموها كنصائح للآخرين لكي
تعالج الظواهر الاجتماعية
والسياسية باجتثاث أسبابها
الأساسية.
المراجع [16]
، تذكير ساذج لا
يليق بالمؤلف!!
المراجع [17]
ـ
وهكذا يضع المؤلف الأرضية
لغزو العراق وللتحالف مع
النخب المستغربة في العالم
العربي والإسلامي وإقصاء
جميع مكونات هذا العالم
الأصيلة، وذلك بعد فشل قرن من
التحالف مع المستبدين
والفاسدين.
المراجع
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |