ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
(دراسة ممتعة
ومفيدة تحتاج بعض صبرك وبعض
وقتك لتجني ما فيها) ... مركز
الشرق العربي العراق
و المحافظون الجدد بقلم: تشارلز كيسلر ريال كلير
بوليتيكس
16/7/2007 ترجمة : قسم
الترجمة في مركز الشرق العربي بينما تأخذ الإستراتيجية
الجديدة في مواجهة الإرهاب
وضعها الحالي, فان إدارة بوش
تنظر إلى الحرب في العراق
بتفاؤل حذر, تلفت النظر إلى أن
هناك إشارات مشجعة على نجاح
أو بداية نجاح عملية تعزيز
القوات في بغداد. و تبدو بغداد
حالياً وكأنها قد ابتعدت شيئاً
ما عن شبح الحرب الأهلية. و في
محافظة الأنبار فإن رجال
العشائر قد انقلبوا على تنظيم
القاعدة وعلى الجهاديين الجانب,
و بدءوا يبحثون عن مستقبلهم ولو
بشكل مؤقت على الأقل, و ذلك
بالتعاون مع القوات الأمريكية و
الحكومة العراقية المنتخبة.
وحالياً فان القوات المسلحة و
الشرطة العراقية أكثر عدداً
وأفضل تدريباً من أي وقت مضى, و
لا تعاني هذه المؤسسات من نقص في
التجنيد على الرغم من الهجمات
الانتحارية المتوقعة التي يقوم
بها الانتحاريون. حتى مع أن المد العسكري في العراق
قد بدأ بالتحول, فان الدعم
السياسي في أمريكا للحرب قد وصل
إلى أدنى مستوياته. بعد عامين
فقط على نصر الحزب الجمهوري و
تجديد سيطرته على الرئاسة و
مجلس النواب و الشيوخ, إلا أن
الناخبين في عام 2006 قد غيروا من
اتجاههم, و قاموا بوضع الحزب
الديمقراطي في سدة المسئولية
مرة أخرى في المجلسين لأول مرة
منذ سنوات عديدة. و على الرغم من
وجود عدة أسباب للهزيمة,
فان حالة عدم الرضا الشعبية
عن الحرب و قيادة الرئيس بوش لها
كانت هي المسببات الأوضح.
وحالة عدم
الرضا عنه قد هبطت إلى
مستويات تشابه ما وصل إليه وضع
الرئيس نيكسون, وسمعة إدارته
الحالية تنافس سمعة إدارة جيمي
كارتر. لقد كان كافياً أن الحرب قد
استمرت. فلا حرب الخليج عام 1991 و
لا الحملة التي اتخذت ضد
أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر
أعدت الشعب الأمريكي لهذه
المواجهة المطولة في العراق. و
لا الإدارة نفسها كانت مستعدة
لذلك التي وقد تفاجأت بالوضع
هناك. و لكن في الحرب فان
المفاجآت قد تحدث. و لكن
ما وجده الجمهور أمرا غير
قابلاً للعفو و المسامحة هو
الهوة الواسعة بين نظرة الإدارة
العامة للحرب والحقائق التي تقع
على الأرض. فالرهبة و الصدمة سوف
تستمر لفترة طويلة. و على الرغم
من أن قواتنا قد قامت بتحرير
الملايين, فان العراقيين يبدون
و بشكل غريب غير ممتنين لنا بل
وفي حالة من الامتعاض. لقد تأرجح
صدام على حبل المشنقة, ولكن هتاف
الفرحة الذي سمع خلال التنفيذ
لم يكن من اجل العراق الحر بل من
أجل قادة شيعة. لقد تم إثبات أن
أسلحة الدمار الشامل مجرد
مراوغة , و لكنها ليست مراوغة
بحجم الديمقراطية العراقية, وهو
الأمر الذي أصبح القضية
المركزية لأهداف الإدارة في
الحرب. على الرغم من الكثير من الخطابات
الرئاسية التي ألقيت حول السبب
الذي تقاتل في فيه أمريكا في
العراق, فان الجمهور الأمريكي
أصبح أكثر تساؤلاً حول سبب كون
هذه الحرب هي حربنا. و
الأمريكيون الآن يتساءلون
أيضاً و بشكل متزايد حول الهدف
العام من هذه الحرب, و ما الذي
يمكن أن يتضمنه نصرنا في هذه
الحرب. ولهذا كان شعار مناهضي
الحرب "لا حرب من اجل النفط".
على الأقل فان حرباً من أجل
النفط سوف تكون مفهومة؛ ومن
الممكن التوصل إلى هذا الهدف في
نهاية الأمر. وعلى العكس فان
النقد الأكثر فعالية هو أن
الإدارة الأمريكية تعمل خارج
عمقها, و أن المشروع برمته كان
خيالياً وغير متعقل و لا حكيم.
وحتى لو نجحت خطة تعزيز القوات
كما هو الموعود, فان النقد
الأخير سوف لن يزول عن الطريق.
إن تعزيز القوات خطة معدة
بالكاد لتحفظ الأمن في مدينة
بغداد و ضواحيها و لكي يكون
بالإمكان الفوز بقلوب و عقول
الآخرين في المحافظات المختلفة
كمحافظة الأنبار. إن هذا لا يعد
نصراً؛ وهو في أفضل الأحوال شرط
ضروري لتحقيق النصر على
الجهاديين, أو لأهداف كبيرة
أخرى لا تتضمن بالطبع الانسحاب
الأمريكي. ان عملية تعزيز
القوات هي عبارة عن وسيلة فقط, و
السؤال المتزايد لدى الشعب
الأمريكي يتعلق بنهاية هذه
الحرب. و اذا لم تقم الإدارة أو
بكلام أكثر دقة المرشحون
الجمهوريون للرئاسة و الكونغرس
بتطوير حساب أفضل للأهداف
الأمريكية في العراق, فان الشعب
الأمريكي قد يتعامل بشكل أكثر
فظاظة مع الحزب الجمهوري مما
كان قد فعله في العام .2006 عقيدة بوش: في قلب قضية الإدارة الأمريكية
في حربها على الإرهاب بشكل عام
وفي حربها على العراق بشكل خاص,
ظهرت عقيدة بوش والتي تجلت
تدريجياً في الأشهر التي تلت
هجمات 11 سبتمبر. وظهر ذلك في
موافقته على الحرب التأديبية
التي شنت ضد الدول التي دعمت
هجمات 11سبتمبر الوحشية وكذلك
الدول التي قدمت المأوى
والتجهيزات للإرهابيين الذين
قاموا بالهجمات, وقد تطورت هذه
العقيدة لتشمل الاستباق والحرب
الوقائية, و التي قد تشن من طرف
واحد عند الحاجة ضد الإرهابيين
والأنظمة التي خططت للقيام
بهجمات ضد الولايات المتحدة,
حتى ولم تكن هذه الهجمات وشيكة
الحدوث. و النقطة الأخيرة في عقيدة بوش,
هو الالتزام بدعم و ترويج
الديمقراطية عالمياً, و التي
انبثقت بشكل جزئي من خلال مفهوم
الاستباق والحرب الوقائية. ان
الأنظمة التي قد تقوم بتمرير
أسلحة الدمار الشامل إلى
الإرهابيين أنظمة لا يمكن
الوثوق بها بكل بساطة مع وجود
مثل هذه الأسلحة. لهذا فان هذه
الأنظمة يجب أن تبعد عن
التقنيات النووية الخطيرة, ولكن
على المدى الطويل يجب أن تتحول
هذه الأنظمة إلى أنظمة سلمية
وديمقراطية و التي يجب أن تحول
أسلحة الدمار الشامل إلى أدوات
للإنتاج. و الأنظمة التي تقوم
بتصدير الإرهاب يجب أن تتعرض
للإصلاح على المدى الطويل أيضاً.
ومن الأفضل أن يتم تحويل هذه
الأنظمة التي تشكل تهديداً من
خلال الفتن على أن يتم تغييرها
بواسطة الحرب الوقائية, ومع ذلك
فان الخيار الأخير كما يقولون
أن لا يتم إيقاف العمل من خلال
الطاولة. ولذلك فقد نهضت تلك
التركيبة من السلطة القوية و
الناعمة والتي وبشكل نظري على
الأقل ميزت عقيدة بوش "في دفع
إستراتيجية الحرية" في الشرق
الأوسط. وبجانب هذه "الحجة"
الواقعية لعملية الديمقراطية,
فان الإدارة قامت بتطوير مفهوم
آخر "مثالي",عن طريق
اكتتشاف حتمية نشر الديمقراطية
وفق المبادئ الأساسية التي وجدت
عليها أمريكا أو على الأقل في
القرن العشرين وهي نسخة ويلسون.
ان جانبي هذه الحجة كانا مهمين
لأن الإدارة ادعت أنها قامت
بصهر المفهوم الواقعي والمثالي
مع بعضهما في السياسة الخارجية
الأمريكية. وكما أعلن الرئيس
بوش في خطاب تنصيبه الثاني :"ان
مصالح أمريكا الحيوية و
معتقداتنا العميقة أصبحوا الآن
شيئاً واحداً". لقد أظهر خطاب التنصيب الثاني
العلامات المميزة لعقيدة ومذهب
بوش. في ذلك الخطاب (20 يناير 2005)
ذكر بوش المثاليات و المذهب
المثالي تسع مرات و لكنه لم يأت
على ذكر العراق و لا مرة. وقد بدت
الرسالة على النحو التالي, على
الرغم من التمرد الدامي المستمر
لأكثر من سنة, فان العراق عاجلاً
أم آجلاً سوف يأخذ مكاناً
معيناً نتيجة للتطبيق الناجح
لعقيدة بوش. وبالرجوع إلى يوم 9/11
الدامي "يوم النار" , وضح
الرئيس ما يلي: لقد رأينا نقطة ضعفنا كما أننا قد
عرفنا مصادرها العميقة. وطالما
ان جميع مناطق العالم تموج
بالطغيان والاستياء, وطالما أن
هناك أيدلوجيات تغذي الكراهية و
تبرر القتل فان العنف سوف يجتمع
وسوف تتضاعف قواه التدميرية,
وسف يقطع الحدود الأكثر منعة
وحصانة, وسوف يشكل تهديداً
مميتاً متصاعداً. ليس هناك في
التاريخ سوى قوة واحدة قادرة
على كسر عهد الكراهية و
الاستياء وفضح ذرائع و حجج
المستبدين و تقديم المكافأة
لآمال المتسامحين والطيبين ,
وهذه القوة هي حرية الإنسان. لقد
توصلنا من خلال الأحداث والفطرة
السليمة إلى نتيجة واحدة: ان
استمرارية وجود الحرية على
أرضنا تعتمد بشكل كبير على نجاح
الحرية في أراض أخرى. ان أفضل
أمل للسلام في عالمنا هو نشر
الحرية وتوسعها في العالم جميعه...
وعلى هذا فان سياسة الولايات
المتحدة تتمثل في البحث عن
حركات ومؤسسات التحرر
الديمقراطية ودعمها في كل أمة
وثقافة, مع وجود الهدف النهائي
وهو القضاء على الاستبداد في
عالمنا. في محاولة ربط"بقاء الحربة في
أرضنا" مع " نجاح الحرية في
الأماكن الأخرى" كان على بوش
أن يتفادى نهايتان مقيتتان. من
جهة العلاقة ما بين أمننا
الوطني و الحرية في العالم يمكن
أن تكون شيئاً ضبابياً, ان تلك
الأمم الأجنبية يمكن أن تسير
بالعملية الديمقراطية بشكل بطئ
أو سريع بحسب إرادتها (و ربما
ببعض التدخل اللطيف من قبل
الأمم المتحدة), وهكذا فان أمننا
القومي سيكون مستفيد غير مقصود
من العملية. ولكن هذا الأمر سوف
يكون قريباً صيغة للإحباط أو
التنحي: ان الحرية الأمريكية
سوف تكون و بشكل متصاعد معتمدة
على شئ خارج إطار سيطرتنا, أو
بمعنى أنها سوف تعتمد على
سياسات الدول الأخرى الداخلية.
و على الاتجاه المعاكس فان
كلمات بوش قد تدل على سياسة
امبريالية لترويج الديمقراطية
أو ربما سوف تعبر عن استعمار,
كما حدث مع فرنسا في البدايات
المبكرة لثورتهم أو كما حصل مع
أثينا في حرب بيلوبنسيان. ان
حريتنا قد تتعرض للزوال
من وجهة النظر هذه ما لم نقم
بعملية فرض الديمقراطية "في
جميع أنحاء العالم" أو على
الأقل في الأجزاء ذات العلاقة
منها, على الرغم مما قد يفضله
سكان تلك البلاد المقصودة. لقد حاول بوش التوصل إلى طريق
متعقل وحصيف ما بين هذه
المثاليات و أشراك الواقع
الكثيرة, و لكنه لم يتحرك كثيراً
الى الأمام. لقد قال :"ان
الغاية الكبرى من إنهاء
الاستبداد" هو "العمل
المركز لعدة أجيال" و هي
عبارة مجانبة للتوفيق وليس لها
معنى يمكن فهمه. لقد أكد أن "
التأثير الأمريكي لا يتمتع
باللامحدودية, و لكن لحسن حظ
المضطهدين أن التأثير الأمريكي
كبير, وسوف نقوم باستعماله
بمصداقية في قضية الحرية".
ولكنه لم يذهب إلى الوعد بأن
الجيش الأمريكي سوف يتوسع أو
أنه سوف يقوم بتغيير مهامه بشكل
جذري أو أن أي خطوات خرسانية سوف
تتخذ من اجل تلاقي تأثيرنا "مع
الهدف الأسمى وهو القضاء على
الاستبداد في هذا العالم". في
الواقع لقد قال "أن هذا الأمر
ليس بالضرورة من مهمات الجيش,
وان الحرية بطبيعتها يجب أن يتم
اختيارها طوعاً". وأن هذه
القضية سوف لن يتم إقرارها بشكل
حازم إلا عندما "تتكلم روح
الأمة في نهاية المطاف". على الرغم من مشاعره الجميلة و
بعض الكلمات المنمقة, فان خطاب
بوش لم يستطع وصل الوسائل
المتوافرة في السياسة الخارجية
الأمريكية بالنهايات التي كان
يدعيها. وقد أكد ذلك الكسندر
هاملتون الذي أكد على ذلك
خصوصاً فيما يتعلق بالأمن
القومي, إن
وجود الإرادة
في الغايات دون وجود إرادة
في الوسائل لهو أمر مضحك. أما
خطاب بوش في ولايته الثانية فقد
تم إنقاذه من السخافة عن طريق
عدم التركيز لا على الوسائل و لا
على الغايات. فقد قال بوش :"لقد
قبلت بلادنا بالالتزامات التي
يصعب تحقيقها, ولكن من غير الشرف
التخلي عن هذه الالتزامات".
ليس بالضرورة أن تكون الولايات
المتحدة حالياً في المستنقع و
لكنها بالتأكيد في مأزق: ليس
هناك من أحد يريد أن يقطع سلسلة
من الوعود الإضافية
المتعلقة بحروب نشر
الديمقراطية مثل حرب العراق
سواء في الشرق الأوسط أو في أي
مكان آخر. سوف نقوم بالعمل الجيد
بشكل كاف. المثالية و الواقعية: ان المشكلة تكمن في أن بوش يريد
أن يكون "مثالياً" و
متعقلاً في نفس الوقت. يريد بوش
نيل فضل الإعلان عن الواجبات
الأخلاقية العالية واللامعة
وجميع هذه الأشياء تتعارض
بقوة مع حكم التجربة, وتتنافى مع
حب الذات في الطبيعة الإنسانية,
وهي بحاجة إلى طاقة كبيرة من
الكفاح للتوصل الى الحلم
المستحيل و ذلك ببساطة لأن هذه
الأمور مستحيلة في الواقع. وهذه
هي خيالية بوش. إن الديمقراطية
العالمية هي حربه على الفقر.
ولكنه في نفس الوقت يريد أن يكون
مدركاً و مسئولاً و شعبياً. انه
يريد جلب الديمقراطية إلى كل
أمة في العالم (وكذلك الثقافة)
كما أنه يريد إنهاء الاستبداد
في عالمنا ولكن ليس فوراً, و ليس
باستخدام جهودنا لوحدنا وليس
على حساب التقاليد و العادات
المحلية, كما أننا لا يجب أن
نخاطر بحلفائنا
المؤيدين, و ليس باستخدام
القوة إلا في حالات نادرة. هذه
هي كل القيود التي يمكن إدراكها,
و لكن ما الذي جعل السياسة
الخارجية المثالية هذه تستحيل
إلى سباق دموي
؟ في الحقيقة فان بوش لا
يستطيع أن يسلك كلا الطريقين في
نفس الوقت. و ربما يستطيع أن يسلك كلا
الطريقين في حالة وجود ضمان من
نوع ما في الطبيعة البشرية أو في
الإرادة الإلهية, و التاريخ سوف
يجعل كل شئ يعمل وستكون
المثالية مصونة وموجودة في
النهاية على أرض الواقع. وهذا
الأمر عبارة عن نوع من الضمان
يستحضره بوش بشكل روتيني في
سبيل تحصيل تحليلاته من هنا
وهناك, من الواقعية إلى
المثالية. وقد قال بوش في خطاب
تنصيبه الثاني :"في النهاية
فان نداء الحرية يأتي إلى كل عقل
و كل روح" و أكمل:
"نحن نتقدم بثقة كاملة نحو
النصر النهائي للحرية. وليس سبب
ذلك أن التاريخ يسير على عجلات
الحتمية؛ إن خيارات الإنسانية
هي من يحرك الأحداث. و ليس لأننا
نعتبر أنفسنا أمة مختارة؛ فان
الله يحرك و يختار بحسب إرادته
هو. إننا على ثقة تامة فيما نفعل
لأن الحرية هي الأمل الدائم
للإنسانية, وهي ما تتوق إليه
البشرية في الأماكن المظلمة وهي
شوق الأرواح...
إن للتاريخ جزراً ومداً
بالنسبة للعدالة, و لكن للتاريخ
اتجاهاً واضحاً, يتم تحديده عن
طريق الحرية و مبدعي الحرية." على الرغم من التنصل من الحتمية ,
فان للتاريخ "اتجاهاً واضحاً"
لأن التاريخ متقطع الأحداث و
لكنه أكيد, وهو إنجاز الأمل
الدائم للبشرية" . ان التاريخ
يضمن أن الشوق للحرية سوف يتم
إرضائه في نهاية الأمر في هذا
العالم. في الواقع و في الإحساس
العميق فان التاريخ هو قصة
الكشف عن الطبيعة البشرية و
الحرية. و على هذا فان مثالية
بوش أعلى من واقعيته. إن كون
الحرية السياسية لم يسبق لها أن
كانت عالمية لا يعني أنها لن
تكون كذلك في المستقبل. و من أجل الهام عقيدته فان عقيدة
بوش تتطلع الى كل من "أبراهام
لنكولن" و "وودرو ويلسون".
فعقيدته تطمح من جهة الى ولادة
ديمقراطية وحرية جديدة حول
العالم, و من جهة أخرى تطمح الى
نظام عالمي جديد يعتمد على حرية
جديدة تؤدي في النهاية الى
التخلص من الاستبداد في العالم ,
و تكون عودة الاستبداد في
العالم - إلا في حالات قليلة من
وجود خلل ما -
أمراً مستحيل الحدوث. و لكن لسوء الحظ فان رؤية كل من
لنكولن و ويلسون لا يمكن أن
تجتمعا في السياسة الخارجية
للإدارة. لقد تحث لنكولن مرة من المرات عن
العبودية كجزء من الصراع الأبدي
بين العدالة و الظلم. و في نقاشه
الأخير مع ستيفن دوغلاس, قال : تلك هي القضية الحقيقية. تلك هي
القضية التي سوف تستمر في هذا
البلد عندما يسكت لساني و لسان
القاضي دوغلاس. انه الصراع
الأبدي ما بين هذه المبادئ و ما
بين الصواب والخطأ في العالم
أجمع. إنهما المبدآن اللذان
وقفا وجهان لوجه وشكلا بداية
الزمن والحياة؛ وسوف يستمر
الصراع بينها إلى الأبد. الأول
هو الحق المشترك للإنسانية و
الثاني هو الحق المقدس للملوك.
وهو نفس المبدأ بغض النظر عن
الكيفية التي يطور فيها نفسه.
أنه نفس الروح التي تقول :"
أنت تعمل وتكدح وتكسب الخبز,
وأنا آكله". و بغض النظر على
أي شكل و لبوس تأتي, سواء جاءت من
فم الملك الذي يعتلي شعبه ويعيش
على ثمار عملهم, أو من أحد أعراق
الرجال كمبرر لاستعباد عرق آخر,
انه نفس المبدأ الاستبدادي وفي مقابل ذلك تحدث وودرو ويلسون
مرة عن الحرب العالمية الأولى
:" أنها التتويج والحرب
الأخيرة في سبيل الحرية
الإنسانية". ولكن لنكولن
اعتقد أنه من المستحيل إنهاء
حالة الظلم و الاستبداد في
الأرض ؛ فالطبيعة البشرية ممزقة
ما بين الخطأ والصواب و منقسمة
ما بين العقل والعاطفة, وهي في
حالة حرب دائمة مع نفسها.
وويلسون تطلع إلى الذروة
العالمية للتوصل إلى الحرية
والعدالة. ان التاريخ ضمن ذلك في
بعض معانيه. ان بوش يقف مع
ويلسون بثقة مطلقة في أن
للتاريخ "اتجاهاً واضحاً",
وأن الجنس البشري قادر على "إنهاء
الاستبداد في عالمنا". في الحقيقة , ففي إحدى المرات ذهب
الرئيس إلى أبعد من ذلك, في
الكاتدرائية الوطنية في واشنطن,
و بعد ثلاثة أيام على هجمات 11
سبتمبر ألقى الرئيس بوش أحدى
أجمل خطاباته وأكثرها تأثيراً.
و لكنه في تلك الخطاب أشار أنه و
:"بعد ثلاثة أيام من
ابتعاد الأمريكيين عن هذا
الحادث, فان الأمريكان ليسوا
بعيدين عن التاريخ بعد, بل ان
مسئوليتنا تجاه التاريخ أصبحت
واضحة فعلاً : وهي الرد على هذه
الهجمات وتخليص العالم من الشر".
و لا يشير الرئيس إلى التخلص من
الحكومات الاستبدادية فقط بل من
الشر في حد ذاته , والآن نجد ان
يتحدث الرئيس بمثالية. ان كل عقلانية الرئيس أو على
الأقل السياج الواقعي له بالكاد
ينسجم و يتفق مع أهداف خطاباته
الرنانة. يفترض
أنه من الحكمة أن تربط المبادئ
الأخلاقية و الخيارات
الأخلاقية الفعلية؛ ولكن في
حالة بوش, فان مبادئه النبيلة
تنقطع و بشكل متزايد عن
الخيارات السيئة التي يقدمها في
العراق. عندما أعلن الرئيس عن
عملية تعزيز القوات في يناير
الماضي فانه قد أوضح بأن "
الالتزام الأمريكي في العراق
ليس أبدياً" وأنه "إذا لم
تف الحكومة العراقية بوعودها
فإنها سوف تفقد دعم الشعب
الأمريكي .." . ولكن ما الذي
حصل للترابط الحيوي ما بين "نجاح
الحرية في الأراضي الأخرى"
مثل العراق و "ديمومة الحرية
في أرضنا" ؟ لقد حصل في العراق,
هذا في الحقيقة ما حصل. ويمكن
للمرء أن يتحسس علامات أخرى في
ذلك الخطاب الذي كانت فيه
الإدارة أكثر رغبة في إيجاد
طريق أكثر شرفاً للخروج من
الحرب بدلاً من التركيز على
النصر و الديمقراطية العراقية,
بغض النظر عن هذا الطريق. ان بوش
لا يؤمن بمبدئه في بعض الأحيان,
وهو مبدأ بالكاد يكون خطابياً. و
على العكس من ذلك فانه مندهش من
مدى السوء الذي قدمته عقيدته في
العراق. في الحقيقة فانه من غير
المفترض بالتاريخ –بغض النظر
عن القدرة الإلهية- أن يكون إلى
جانب الديمقراطية. الديمقراطية و المحافظون الجدد لقد وجد هناك ابتعاد عن مذهب بوش
و عن الحرب على العراق من قبل
العديدين ممن كانوا متعاطفين مع
الأمرين يوماً ما. ومن أهم هؤلاء
المنتقدين الجدد "فرانشيس
فوكوياما", صاحب كتاب "أمريكا
على مفترق الطرق: الديمقراطية و
السلطة و ارث المحافظين الجدد
(2006) وهذا الكتاب هو شرح منه
لأخطاء إدارة بوش كما أنه
محاولة لتجنب أخطائه الشخصية
الذاتية. والكتاب يمثل استقالته
من حركة المحافظين الجدد و يعتبر فوكوياما أحد أفضل
العلماء الاجتماعيين في أمريكا
وقد بذل جهداً كبيراً في إنكار
أي علاقة ما بين عقيدة بوش,
وخصوصاً في شكلها الذي طبق في
العراق, وبين نظريته
الخاصة و المعروفة ب "نهاية
التاريخ", التي استمدها من
هيغل و الكسندر كوجيف, و هي تشير
من ضمن ما تشيره الى أن
الديمقراطية الليبرالية هي
الشكل النهائي للحكومة
الإنسانية وهي ذروة التاريخ
الإنساني, و من أجل ذلك فهي
المصير النهائي للبشرية جمعاء.
ان هذه المحاولة للتنصل من أي
لوم عن الفوضى الحاصلة في
العراق سوف
تكون أفضل لو اعترف فوكوياما
بالتشابه الصريح ما بين نظريته
و فرضيات الإدارة.
وكما يوحي عنوان الكتاب فان أكثر
الأسئلة التي تبرز إثارة تتعلق
ب " الديمقراطية والسلطة و
ارث المحافظين الجدد".
وكحال الكثير من النقاد حول
العالم و على الرغم من ان
فوكوياما يتفوق عليهم ذكاء فانه
يعزو مشروع الديمقراطية و
عواقبه الوخيمة في العراق
للمحافظين الجدد في الإدارة
الأمريكية وحول الإدارة. و حجته
المميزة أنه وفي الدفع نحو هذه
الأجندة فان المحافظين الجدد قد
ابتعدوا عن جذورهم الثقافية. و من أجل إثبات ما يقوله , قام
فوكوياما بتقديم كبسولة
تاريخية لحركة "المحافظون
الجدد" , حيث ابتدأها بحركة
"التروتسكيين" الشابة التي
تجمعت في كلية مدينة نيويورك في
أواخر لثلاثينات و بداية
الأربعينات من القرن الماضي, و
أكملت هذه الحركة مسيرتها عبر
تأسيس "المصلحة العامة"
عام 1965, و ما زالت مستمرة حتى
وقتنا الحاضر. القصة مألوفة و
لكن فوكوياما سرد القصة بشكل
جيد و لفت الانتباه إلى
الاختلافات الثقافية و
السياسية بين الجيل الأول و
الثاني للمحافظين الجدد, و
تمثلت بشكل واضح من خلال "ارفينغ
كريستول" وابنه. وقد كان ل "ليو شتراوس" أثر
كبير على كلا الجيلين, على الرغم
من أن الأثر الأكبر كان على
دوائر كريستول
أكثر منه على من كان حول
نورمان بودهيرتز.ان
العديد من المحافظين الجدد
ممن كتبوا في "المصلحة العامة"
(و التي أسست و حررت لعقود من قبل
ارفينغ كريستول) تعلموا من
شتراوس الشك في حقائق الرياضيات
و علم الاجتماع الخالي من القيم
. وفي طرق عدة اكتشفوا حدود
الاقتصاد الإنساني و أهمية
الثقافة و العادات و المعتقدات
و الدين للتصرفات الإنسانية؛ و
قد تعلموا أن ينظروا إلى
الحداثة بعيون ما قبل الحداثة.
ومن خلال اكتوائهم
مرتين (الأولى من الشيوعية و
الثانية من ليبرالية الستينات)
و خجلهم من المذاهب المجردة
للحق, فقد وجدوا الكثير ليعجبوا
فيه في حياة الطبقة البرجوازية
و المتوسطة الأمريكية وقد
انبروا للدفاع عنهم ضد الازدراء
الذي تعرضوا له من قبل اليسار
الراديكالي و الأكاديمي. إن روح
هذا الدفاع كانت تجريبية و
براغماتية إضافة إلى كونها
معادية للطوباوية (المثالية).
المجتمع الليبرالي البرجوازي
كان الخيار الأفضل للوصول تحت
الظروف العصرية.
ان نزاعهم مع الليبرالية
المعادية للبرجوازية لليسار
الجديد و أتباعها لم يكن يعني ان
ذلك سوف يقود الى الشيوعية او
الاشتراكية في أمريكا, و لكن ذلك
سوف يؤدي الى تشويش المجتمع
المحافظ وسوف يحط من قدر
الليبرالية بحد ذاتها. لقد امتدت معاداة المحافظين
الجدد للطوباوية إلى السياسة
الخارجية أيضاً, لقد لعبت
السياسة الخارجية دوراً كبيراً
في قائمة مبادئ فوكوياما
الأربعة: ان شخصية النظام أمر
مركزي لسياساته الداخلية
والخارجية؛ و أن القوة
الأمريكية من الممكن أن تكون
دفعاً للخير في العالم؛ " و
الارتياب في مشاريع الهندسة
الاجتماعية الطموحة"؛ و "الشك
في شرعية وفعالية" القانون و
المؤسسات الدولية. ان هذه
القائمة تفي بأغراض و أهداف
فوكوياما, وهذه القائمة ممكن أن
توضح وتشرح الانقسام ما بين
أجيال المحافظين الجدد. لقد استوعب الجيل الأول هذه
المبادئ بروح " واقعية" في
الأساس. لقد
آمنوا بقوة بإتباع المصلحة
الوطنية (في الوقع, لقد أصبح هذا
المصطلح اسماً لمجلة أخرى أنشأت
من قبل ارفينغ كريستول). ولكن و
مع معارضة واضعي السياسة
الخارجية مثل هانس مورجينثا و
هنري كيسنجر, فان المحافظين
الجدد لم يقبلوا برؤية السياسة
الخارجية الخالية من المبادئ.
لقد استقت أمريكا التأكيد على
مصالحها لأن الأهداف التي
نستعمل القوة من اجلها جميعها
خيرة. على سبيل المثال في
السبعينات قاموا (مع أكثرية من
المحافظين الجدد) بشجب سياسة
كيسنجر للسلام وذلك بردم الهوة
الأخلاقية ما بين نظامنا و
النظام السوفيتي. وفي فترة
الثمانينات وفي مقالة وحيدة
ومهمة للمحافظين الجدد في
السياسة الخارجية و هي بعنوان
" الدكتاتورية و المعايير
المزدوجة" و التي نشرت في "الكومنتري"
هاجم جين كركباترك أخلاقية
إدارة كارتر الساذجة, و التي أدت
إلى تقويض حلفاء أمريكا
المستبدين مثل (سوموزا في
نيكاراغوا و الشاه في إيران)
بسبب سجلهم غير الجيد في حقوق
الإنسان, وهذا من شأنه أن يقوي
الشيوعية السوفيتية, والأسوأ من
ذلك الأنظمة الشمولية بشكل عام .
ان فوكوياما يشير إلى أمر معين
عندما يناقض هذه الروح
الأخلاقية الواقعية مع
الواقعية الأخلاقية للجيل
الثاني. في الواقع فان
باستطاعته دعم قضيته عبر مزيد
من التنقيب في كتابات الجيل
الأول للمحافظين الجدد. ويمكن
النظر إلى هذه الفقرة المثيرة
التي كتبها "ارفينغ كريستول"
في كتابه "الطوباوية و
السياسات الأمريكية" و الذي
نشر علم 1971. "نشهد صخباً وغضباً أمريكياً ..
حول ما إذا كانت الانتخابات في
فيتنام الجنوبية ديمقراطية حقة
أم أنها ليست كذلك, وما الذي يجب
أن نقوم نحن بعمله حيال ذلك. ان
الافتراض الذي يبدو لنا هو إننا
قمنا بغزو فيتنام من أجل هدف
رئيس وهو إقامة حكومة برلمانية
هناك, وان غياب مثل هذه الحكومة
سيخلق لنا العديد من الأزمات. و
لكن هذه الفرضية طفولية في
حقيقة الأمر. نحن لم نقم بالغزو
لتحقيق مثل هذا الهدف .( أو على
الأقل أنا لا أعتقد ذلك – ولا
أستطيع أن أصدق أن الرجال الذين
يقومون بصياغة سياستنا
الخارجية يصلون إلى هذا القدر
من السذاجة). ان غزونا كان يهدف
إلى إقامة نظام صديق و مستقر
نوعاً ما يكون باستطاعته
التعايش بسلم مع أمم شرق آسيا
المجاورة. و إذا كان مثل هذا
النظام يفضل الانتخابات
الفاسدة كنوع من الدكتاتورية
العسكرية و الذي يسود في ذلك
الجزء من العالم, فان ذلك شأنه. و
هذا الأمر لا يشكل أي مشكلة لنا. و بالنظر إلى مقدار الشجاعة التي
يتمتع بها ابنه و مجلته فقد روجت
مجلة "ستاندرد وييكلي"
لعقيدة بوش و حرب العراق, و قد
يتخيل المرء أن تجمعات عائلة
كريستول قد تصبح أفضل و أكثر
حيوية. في الحقيقة فان الفروق و
على الرغم من كونها حقيقة إلا
أنه يمكن عزوها إلى التغير في
الظروف. واليكم هنا فقرة من كتاب
"الأخطار الحالية : الأزمات
والفرص في السياسة الخارجية
والدفاعية الأمريكية " والذي
صدر عام 2000 وقد قام بتأليفه كل
من "بيل كريستول" و "روبرت
كيغان" : بالنسبة للكثيرين فان فكرة
استخدام أمريكا القوة لترويج
تغيير الأنظمة في الأمم التي
تقاد من قبل دكتاتوريات هي
عبارة عن فكرة طوباوية. ولكن في
الحقيقة فإنها فكرة واقعية
بتفوق. إن هناك شيئاً ما غير
صحيح في الإعلان عن استحالة نشر
التغيير الديمقراطي عبر العالم
في ضوء سجل العقود الثلاثة
الماضية. بعد أن رأينا فعلياً
سقوط الدكتاتوريات عن طريق
القوى الديمقراطية في أماكن غير
محتملة مثل الفلبين و اندونيسيا
و تشيلي و نيكاراغوا و
البارغواي و تايوان و كوريا
الجنوبية , ترى ما هو مدى
الطوباوية في تخيل تغيير النظام
في مكان مثل العراق ؟ ... ومع
تحقيق التغيير الديمقراطي
بمعدلات لم يسبق لها مثيل في
الثلاثين سنة الماضية, ترى هل هو
"واقعي" الإصرار على أن
هناك انتصارات إضافية ممكن
تحقيقها؟ لقد تجنب بيل كريستول أي نوع من
الحديث عن المثالية المتهورة.
فقد لجأ إلى نفس الواقعية الني
حركت والده من قبل. وبنفس روح
المحافظين الجدد فقد تطلع بيل
إلى التقدم في العالم و تساءل ما
إذا كانت الديمقراطية لم تثبت
تكيفاً و تعدية
أكثر مما كان يفكر به أي رجل
عاقل بما فيهم ارفينغ كريستول
قبل 30 سنة خلت.
وهذا لا يعني أن الكثير من
المحافظين الجدد الكبار ليس
لديهم أي شكوك حول سياسة إدارة
بوش في العراق. وأحد هؤلاء هو
الراحل جين كيركباترك و الذي
عبر بهدوء عن مثل هذه الشكوك. (كريستول
الأب لم يكتب مطلقاً عن الحرب). و
لكن وبوضوح فان فكرة فوكوياما
بان الجيل الجديد قد تخلى عن
أفكار المحافظين الجدد بحاجة
إلى مزيد من الفحص والتدقيق. نشر الديمقراطية لقد ابتدأت حركة" المحافظون
الجدد " وهي ترى في أمريكا
الحديثة مركباً من مؤسسات
سياسية ديمقراطية ليبرالية,
وثقافة برجوازية رأسمالية.
الرأي العام للجيل الأول من
المحافظين الجدد هو انه لا
الديمقراطية و لا الرأسمالية
كانتا مكتفيتين ذاتياً. لقد قبل
دانيل بيل و ارفينغ كريستول
بصيغة عالم الاجتماع الألماني
الكبير "ماكس فيبر" بأن
الدين وخصوصاً الأخلاقيات
البروتستانتية كانت الأصل
والدافع للتراكم الرأسمالي .
وبسبب ابتعاد البروتستانتية عن
الطريق في القرن العشرين فقد
وجدت الرأسمالية نفسها في حالة
من الفراغ المعنوي, بحيث لم تكن
الداروينية الحديثة و
الأخلاقيات الإدارية تشكل
بديلاً كافياً. لقد كتب دانيل
بيل في كتابه "التناقضات
الثقافية للرأسمالية " (1976)
بأن الرأسمالية قد قوضت الثقافة
التي صنعت نجاحها و جعلتها
جديرة بالإعجاب ( بيل لم يوصم
أبداً بأنه من المحافظين الجدد,
ويفضل أن يبقى ديمقراطياً
اجتماعياً) لقد قام كريستول بمد هذا التحليل
إلى الديمقراطية الأمريكية.
فكما اعتمدت الرأسمالية على
مرحلة ما قبل الاندفاع الديني
الرأسمالي , فان صحة
الديمقراطية اعتمدت على بعض
مزايا ما قبل الديمقراطية مثل
ضبط النفس و التضحية و الحنكة
السياسية. لقد تعلم هذا الجدل من
شتراوس وخصوصاً من تلميذ شتراوس
مارتن دايموند و الذي كان
صديقاً مقرباً لعائلة كريستول.
و قد أكد دايموند أن المؤسسات
السياسية الأمريكية بنيت بشكل
متعمد على أسس منخفضة ولكنها
صلبة في نفس الوقت. وقد صممت على
يد عباقرة قاموا بالتعتيم على
نظرية الطبيعة البشرية و فضلوا
النظريات العلمية الحديثة
للسياسة, ان الدستور هو الذي
يخلق الحكومة التي ليست بحاجة
إلى عبقرية أو إلى الكثير من
المزايا الجماهيرية من
المواطنين والموظفين. وعلى
العكس فان المؤسسات الحكومية (المجالس
التشريعية و فصل السلطات) سوف
تستمد رأسمالها من مصالح
السياسيين الشخصية, وسوف تحرضهم
ضد بعضهم البعض في تنفيذ مخطط
كبير من الرقابة والتوازن.
وبين المواطنين فان تعدد
مصالح مجموعات المواطنين و
تضاربها سوف يهدئ من خطر
الاستبداد الشعبي. و قد حذر
دايموند بأنه على المدى الطويل
فان هذا النظام سوف يقوض و يثبط
جميع المزايا و الفضائل
التي من الممكن تأسيسها و
تخليدها من خلال العديد من
الأزمات. وقد أثرى كريستول هذه
الصورة من خلال تقديم حسابات
متعددة للثقافة التي سوف يتم
تبديدها من
خلال النظام الحكومي الضعيف
للطبيعة البشرية. و أشار إلى
تأثير النظام السلبي على الدين
والمزايا بالنسبة للعامة (الزراعي
أولاً والبرجوازي فيما بعد),
وعلى الثقافة القانونية
الأنجلو أمريكية و على التعليم
السياسي لرجل الدولة بين النخب
الحاكمة. وبشكل عام, فان "المحافظون
الجدد" كانوا متشائمين
ثقافياً. و قد حذروا بأن
الرأسمالية و الديمقراطية
تخفضان الرأسمال الثقافي
الموروث الذي كانوا يعتمدون
عليه؛ ولا يبدو أن الديمقراطية
أو الرأسمالية
قادرتان على إضافة أي شئ إلى هذا
المخزون المتضائل. و قد كانوا
يشعرون بالخوف من أن أمريكا
البرجوازية و التي لا تزال
قادرة على التمتع بالمزايا
البرجوازية التي كانت تتراجع
بشكل ثابت إلى البوهيمية. لكن شيئاً غريبا حدث في طريق
الهبوط. ففي وسط الانحطاط بدأت
المقاومة و التجديد بأخذ
مكانهما. وقد بدا الأمر كإحياء
ثقافي و سياسي تحت قيادة حركة
التيار السائد من المتدينين و
المحافظين و التي لم تكن مفهومة
أو مقدرة من قبل المحافظين
الجدد. وقد توسعت هذه الحركة
وتعمقت مع عودة الحياة الدينية
في السبعينات والثمانينات, و
التي ساهمت بتحويل الملايين من
الناخبين البروتستانت
والانجليكانيين و الكاثوليك
الجدد إلى مصوتين مخلصين للحزب
الجمهوري. ان انتعاش الحياة
الدينية هي آخر أمر كان يتوقعه
المحافظون الجدد, و لكنه أعطاهم
الأمل للبلاد. ان نجاح سياسات
بوش الجمهورية, أكدت بأن
التجديد الشامل كان أمرا ممكنا
بعد كل شئ. على الرغم من ان المحافظين الجدد
لم يتوقعوا هذه التطورات, إلا
أنهم تكيفوا بسهولة معها. و
كمعادين للرومانسية فإنهم لم
يتركوا شكوكهم حول بقاء المجتمع
الليبرالي تتحول إلى عقيدة
للهبوط؛ وكديمقراطيين أو
ديمقراطيين سابقين, فإنهم
أعجبوا بتقاليد الإصلاح
المعتدل (كما رأوه هم) لليبرالية
الأمريكية في القرن العشرين.
وعلى هذا فقد كان أفراد "المحافظون
الجدد" و أغلبهم من الجيل
الشاب يقومون بنصح و مساعدة
السياسيين طوال الوقت.
ان تشاؤم المحافظين الجدد
طويل المدى لم يكبح جماح جهودهم
السياسية قصيرة المدى.
فكرياً وثقافياً فان الاتصال
المهم ما بين أجيال المحافظين
الجدد حدث في السبعينات, وذلك
عندما بدأ مفكرون مثل مايكل
نوفاك بالجدل بأن البرجوازية او
الثقافة الديمقراطية لديها
مصادر للتجدد أكثر مما كان
يدركه المحافظون الجدد.
وقد جادل نوفاك بان
الرأسمالية الديمقراطية أبعد
ما تكون عن كونها متطفلة على
البروتستانتية بل إنها بحد
ذاتها كانت نداء روحياً و
إرسالية مسيحية . و مفهوم ان
الرأسمالية قد عززت الديانة
المسيحية (بما فيها الكاثوليكية)
, والعكس بالعكس, وعلى الرغم من
ذلك فان أي منهما لا يمكن أن
تتحول إلى الأخرى. وقد ركز
ريتشارد جون نيوهاوس و آخرون
على المجتمع المدني, وعلى عالم
العمل الجماعي التطوعي و الذي
أشار إليه توكافيلي قبل زمان
طويل كأساس للديمقراطية الصحية.
و بمنع الحكومة من اغتصاب
وظائفهم وعن طريق توجيه الدعم
لهم بطرق أخرى, فان المؤسسات
المدنية مثل الكنيسة قد تزدهر و
تنعش الثقافة الأمريكية. وفي متابعة الارتباطات الفكرية
ما بين السياسة والثقافة , فقد
لحق مفكرو " المحافظون الجدد"
بخطوات توكافيلي و أرسطو: ان "نظام
" أرسطو كان جميعه يتعلق
بكيفية تشكيل السياسة للثقافة و
السياسة الثقافية. و بالنسبة
للجيل الأول من "المحافظون
الجدد" و الذين كان العديد
منهم علماء اجتماع , فان الثقافة
بدت على الأرجح القوة السائدة. و
قد تشارك الجيل الجديد منهم مع
ثقة أرسطو بقوة السياسة التي
تعمل على تشكيل الثقافة. وعلى
سلطة أمريكا في المساعدة على
نشر الليبرالية الديمقراطية في
البلاد التي تحكم لحد الآن
بثقافة صعبة و عويصة. و للتأكد فانه وكما أشار بيل
كريستول في الأعلى فانه ومنذ
منتصف السبعينات و العالم يشهد
تغييراً ديمقراطياً بلداً بعد
بلد. ان هذه الحقيقة إضافة إلى
السهولة التي سمح فيها الاتحاد
السوفيتي لنفسه بالتفكك
والانهيار ساعدت في توضيح حماسة
المحافظين الجدد لنشر
الديمقراطية . فإذا كان بوسع
الديمقراطية أن تجد لها مكاناً
في استونيا و في صحراء إفريقيا,
فلماذا لا تستطيع أن تجد مكاناً
في العراق؟ ان المجتمعات السياسية ليست
متجانسة, و لكل موجة سياسية هناك
ذروة في النهاية. وقد انساق
المحافظون الجدد وراء السهولة
التي شهدها التحول نحو
الديمقراطية في العالم. ان
الاستثناء الواضح لانتشار
الحرية كان في العالم العربي
والشرق الأوسط. وكما توصل
المحافظون الجدد فان هذا الأمر
يعني أن الدور قادم للشرق
الأوسط. و لكنه كان من الممكن أن
يعني أن هناك عوامل ثقافية
ودينية و سياسية لعبت دوراً في
مقاومة الموجة الديمقراطية و أن
هذه العوامل قد تستمر في
المقاومة. في كتابه "أمريكا على مفترق
الطرق" قدم فوكوياما نقد
المحافظين الجدد للمحافظين
الجدد الحاليين, و قد استدعى
الآباء كشهود على الأبناء. و لكن
ما لم يره أن الأجندة
الديمقراطية كان لها جذور في
جيلي الآباء والأبناء. وهي
مركبة من فكرتين. الأولى هي أن
فكرة الآباء بأن مؤسسات
الديمقراطية الحديثة قد بنيت
بشكل صحيح على المصلحة الذاتية
المتنورة و أن الديمقراطية
الحديثة تعتمد على السمات
العالمية و العادية للطبيعة
البشرية. و الفكرة الثانية هي
ثقة الأبناء في قدرة السياسة
الديمقراطية على توليد ثقافتها
الخاصة المكملة لها. ان الضمان
الأول بأن مؤسسات الديمقراطية
المعاصرة (الانتخابات و الحكومة
التمثيلية و السوق الحرة ) هي
نظرياً في متناول أي أمة على وجه
الأرض. و الضمان الثاني هي أنه
حتى لو كانت
هذه المؤسسات موجودة في
بيئة ثقافية صعبة فان الثقافة
المؤيدة للديمقراطية قادرة على
النمو في هذا الوسط. أخطاء "المحافظون الجدد" ان المصادر الثقافية التي تقف
خلف دور المحافظين الجدد في
تشكيل و الدفاع عن إستراتيجية
الإدارة في نشر الديمقراطية و
دعمها متأصلة بعمق في تاريخ
الحركة. بدون شك فان الجيل
الثاني تواق الى الديمقراطية
أكثر من الجيل الأول, ولكن قضية
الجيل الثاني في الديمقراطية
العالمية تعتمد على مسلمات
تشترك مع الجيل الأول. على أي حال, فان هناك شيئاً
واحداً يميز المحافظين الجدد عن
المحافظين الآخرين وهو رغبتهم
في ربط سياستهم الخارجية مع
ودرو ويلسون. في الحقيقة فإنهم
لا يحبون ويلسون بحد ذاته
كثيراً ( و قد دعاه ماكس بووت "الساذج
فاقد الأمل") و لكنهم سعداء في
اعتبار أنفسهم "أتباع ويلسون
المتشددون", أو في حالة
فوكوياما "أتباع ويلسون
الواقعيون" و على هذا فهم
يوافقون على غاياته النهائية و
لا يتفقون معه في أساليبه
ووسائله. اغلب المحافظين الجدد
يرفضون اتكال ويلسون على
القانون و المنظمات الدولية في
حفظ السلام, و هم يفضلون
الاعتماد في الحالات الصعبة على
استخدام قوة الولايات المتحدة
لوحدها أو بالتشارك مع حلفائها.
ولكن ما
هي هذه الغايات والنهايات ؟ لقد
تعهد و يلسون بجعل العالم
مكاناً آمناً للديمقراطية, وهو
ليس نفس معنى أن تجعل العالم
ديمقراطياً . و لكن وبنفس أسلوب
الرئيس بوش و (المحافظون الجدد)
فقد استنتج و يلسون أنه ومن
أجل جعل العالم آمناً
للديمقراطية فانك بحاجة إلى أمم
تكون قدوة في الديمقراطية
العالمية. و قد توقع كما هو حال
بوش و بعض المحافظين الجدد
المعاصرين أيضاً بوجود تيارات
للتقدم تساعد في تسريع المشروع
الديمقراطي بشكل دائم. و لكن على
خلافهم فقد رفض ويلسون فكرة نشر
الديمقراطية بسرعة كبيرة في
العالم و اعتبرها فكرة غير
عملية. وقد توجه ويلسون الى عصبة
الأمم من أجل فرض القانون
الدولي. قد يكون ويلسون ساذجاً,
و لكنه لم يكن ساذجاً في كل
الأشياء. ان جعل العالم آمناً للديمقراطية
قد يتطلب أن تعمل على الحفاظ على
بعض الدول المهمة بحالة
ديمقراطية. و لكن الأمر لا يحتاج
الى أن تجعل جميع الأمم
ديمقراطية لأن هذا الأمر
وكما هو معروف مستحيل
الحدوث. إضافة الى ذلك فان
السؤال المهم بالنسبة لنا هو
كيف نجعل العالم مكاناً آمناً
للديمقراطية الأمريكية. من وجهة
النظر هذه فان هذا الحكم يعتبر
عملياً و ليس مثالياً مطلقاً,
فأي الدول تستحق دماءنا و
ثروتنا. (من حيث المبدأ, فان معظم
المحافظين الجدد يوافقون على
ذلك, و لكنهم لا يتوصلون الى
الاستنتاج الصحيح بالنسبة
للعراق) . ان ألمانيا واليابان
قد استحقتا ذلك بعد الحرب
العالمية الثانية. نحن لم نكن
نريد حربا عالمية ثالثة معهم, و
الى جانب ذلك فإنهم قد وقفوا على
أسوار حرب عالمية ثالثة , الحرب
الباردة, و التي كانت على وشك
الحدوث ذلك الوقت. وقد كنا نسعى
الى إبقائهم الى جانبنا. و في
النهاية فقد كانوا مرشحين جيدين
للديمقراطية, وقد تمتعوا
بمستويات عالية من الاقتصاد و
التقدم الاجتماعي و الاتحاد
الوطني, كما كان لديهم بعض
الخبرة في الحكومات البرلمانية.
كمسألة مجردة, فان الشعب
الأمريكي يحب أن يرى أن كل أمة
في العالم تتمتع ببركات الحرية
و الديمقراطية, لأننا نعرف كم أن
هذا الأمر لطيف وجيد. و لكن
الأمر الذي نبحثه الآن هو سؤال
لا يتعلق بالنية و الإرادة
الجيدة و لكنه بالسياسة الجيدة.
ترى هل يستحق العراق ذلك؟ لقد صنع الرئيس بوش والمحافظون
الجدد قضية قوية مفادها أن
العراق مهم لأمن أمريكا الذاتي,
و لكن قضية الإطاحة بصدام حسين
كانت أقوى بكثير من قضية كسب
الوقت لدمقرطة العراق. لقد كان
صدام في حالة خرق لاتفاقية
السلام التي وقعها من أجل إنهاء
حرب الخليج؛ فقد قام صدام بغزو
جيرانه و من الممكن أن يقوم بذلك
مرة أخرى؛ كما أنه كان يقوم بدعم
الإرهاب و تمويل الحركات
المعادية لأمريكا على امتداد
الوطن العربي, و من ضمنها
المحاولة الفاشلة لاغتيال
الرئيس بوش الأب وقد عمل صدام
على دعم الاعتقاد و الانطباع
بأن العراق يمتلك قنابل كيماوية
و بيولوجية و أسلحة دمار شامل, و
التي استخدم صدام بعضاً منها من
قبل, إضافة الى أن صدام كان
طاغية و متعطشاً للدماء.
ان الدعوة الى استخدام
القوة ضده كانت مقنعة وقوية.
و لكن قرار القيام بذلك
العمل الوقائي و التأديبي و
الرادع لإعادة بناء
الديمقراطية بشكل متقن كان و
للأسف طائشاً. ان العراق لم يكن
بتلك الأهمية بالنسبة لنا. قد
يبدو لنا
أنه بالأهمية التي كانت
عليها ألمانيا و اليابان فقط
إذا تخيلنا أن تحويل العراق
كلياً سوف يكون نقطة ليبرالية
ديمقراطية في الشرق الأوسط و
حصناً منيعاً في مواجهة الإرهاب
و والتعصب الإسلامي و أن العراق
تبعاً لذلك سوف يحول الشرق
الأوسط جميعه الى أرض الحليب
والعسل, فضلاً عن الديمقراطية و
السلام. ومن العدل بالنسبة للرئيس و
المحافظين الجدد أن نذكر أن
بقاءهم كقوة احتلال و ديمقراطية
كانت على أساس أن المهمة سوف
تكون قصيرة وسهلة. وهنا يعمل
قانون العواقب غير المرجوة و
غير المتوقعة, لقد اصطدمت
مأثورات المحافظين الجدد
بالعنف و الانتقام.
لقد اعتنق جورج بوش الديمقراطية
كنوع من الأولوية التاريخية
والقدسية. و لكن نظرة المحافظين
الجدد الى الديمقراطية كانت
أكثر تواضعاً و بساطة و هي في
النظر الى مزايا الديمقراطية
ومنافعها. و لكنهم في النهاية
التقوا في نفس المكان تقريباً . انه لمن الصعب , وان كان ليس
مستحيلاً, أن يكون لديك
ديمقراطية حقيقية ما لم تطبق
مبادئها الأولية بشكل صحيح, و ما
لم تقم بزرع هذه المبادئ عن طريق
دستور جيد و مزايا المدنية. ولكن
هذه الشعارات أقل ظهوراً في
التوسع الديمقراطي الحالي مما
قد يتصوره الشخص. و ان كانت هذه
الشعارات مستخدمة فان العديد من
الديمقراطيات
التي شكلت في العقود
الأخيرة سوف لن تكون مؤهلة لهذه
الديمقراطية. ان معظم هذه
الديمقراطيات لم تؤسس بشكل جيد ,
هذا ان هي أسست بالأصل, ان
الكثير منهم قد أقاموا
الديمقراطية دون الكثير من
التدبر او القناعة الكافية
بالحقوق المدنية. إن الوضوح والاتفاق على المبادئ
التحررية لم تكن في المقام
الأول في عقول الأمريكيين الذين
كانوا مشغولين بإيجاد
الديمقراطية في العراق. ويبدو
أن الفكرة التي كنت سائدة في
عقول موظفي وزارة الخارجية هي
إيجاد أكبر عدد ممكن من القادة
الطائفيين حول أكبر طاولة ممكنة,
و إقناعهم بالتوصل إلى تسويات
حول مشاكلهم أو تأجيلها إلى ما
بعد و الاشتراك في إعلان مبادئ
مشتركة و الذي عادة ما يكون
متضارباً. وهي أمور ستصفق لها
الأمم المتحدة و تكون مقدمة
لحكومة ائتلافية, تقوم بإصدار
صكوك الرواتب وتقوم بالعمل
اليومي بشكل جيد.
ما بعد عقيدة بوش ان المشكلة السياسية الرئيسة
التي تواجه الإدارة هي أن
الرئيس بوش قد أفرط في وعوده في
الكثير من الجوانب المتعلقة
بالعراق. ان كلماته حول الموضوع
تحمل القليل من المصداقية إلى
أبعد من نسبة 28% من الشعب
الأمريكي التي سوف تدعمه. و اذا
ما أدت عملية تعزيز القوات إلى
جلب استقرار أكبر للعراق فقد
يتمكن الرئيس من استعادة دعمه
المفقود, وربما ليس ذلك الى ذلك
الحد. أما اذا فشلت عملية تعزيز
القوات و اضطر بوش الى وضع جدول
زمني للانسحاب من العراق, فان
هذه الجرعة من المرارة لن تكون
بمثابة نعمة بالنسبة له. و اذا
ما تم اعتقال أو قتل أسامة بن
لادن فقد يحظى الرئيس بشئ من
الدعم, ولكن بشكل مؤقت, لأن
إزالة أسامة من المشهد سوف تجعل
حرب العراق أقل جدوى و سوف تزيد
من الضغط من اجل الانسحاب. و اذا
تمكن الإرهابيون من توجيه ضربة
إلى أمريكا مرة أخرى, فقد يقف
الناس الى جانب بوش؛ و لكن اذا
لم يأت الإرهابيون من العراق
فان الإدارة سوف تقع تحت الضغط
مجدداً من أجل إنهاء الحرب
العراقية التوجه الى اصطياد
المشتبهين ذوي الصلة بالإرهاب. و اذا قصد الجمهوريون الانتصار
في الانتخابات عام 2008, فانه
ينبغي عليهم أن ينأوا بنفسهم
بلطف و لكن بوضوح عن عقيدة ومذهب
بوش. و بينما نقدر الرئيس فيما
قام بتحقيقه في الحرب على
الإرهاب في المجمل فانه يتعين
على المرشحين أن يجدوا لغة
جديدة ليتم طرحها ضد الجهاديين.
الحقيقة هي أن مكونات الحرب
التأديبية والوقائية في مذهب
بوش تبقى حيوية بالنسبة للأمن
القومي و يمكن الدفاع بقوة عنها
أمام الناخبين. و لكن ما هو غير
معروف هو هل يستطيع المرشحون
الديمقراطيون تعريف ما يحتويه
مذهب بوش عن الديمقراطية و
الحرب على العراق و التمييز
بحصافة بين أجزاء المذهب
المختلفة. من ضمن حملته
العالمية للديمقراطية فان هناك
مبادرات معقولة و معتدلة يمكن
أن تبقى أيضاً,
ولكن هذه الأشياء وبوجود
النغمة العالية من المثالية
المشوهة فإنها سوف تميزهم مرة
أخرى بشكل علني.
من الممكن المصادقة على عقيدة
بوش بالإجمال و لكن هل يمكن
الوعد بترجمتها بطريقة أقل
عسكرية و أكثر
حرصاً ؟ ان التناقض هو أن
ترجمتها بشكل أكثر اعتدالاً مما
فعله مؤلفها نفسه سوف يكون
أمراً صعباً . و هل يريد أي من
المرشحين ان يذكر الناخبين
بصلته و اعتمداه على جورج بوش؟
في خطاب توليه الثاني, علق الرئيس
أننا في العراق " قبلنا
الالتزامات التي يصعب تحقيقها,
و سيكون من غير المشرف التخلي عن
هذه الالتزامات".
ان هذه استهانة و أمر غير
واقعي. ان كل الشرف له و لقواتنا
الشجاعة هي في تحرير الملايين
في أفغانستان والعراق. وقال في
نفس الخطاب " بجهودنا فقد
أشعلنا النار كما أشعلناها في
عقول الرجال .. ويوماً ما فان
نيران الحرية الجامحة هذه سوف
تصل الى كل زاوية من زوايا
عالمنا". ان خلط الحرارة
بالضوء و الخراب بالتنوير هي
استعارات غير موفقة. و لكن من
الناحية الأخرى , فإنها قد تكون
خير استعارة لمأزقنا الحالي في
العراق. Iraq
and the Neoconservatives By
Charles Kesler As
its new counterinsurgency strategy takes hold, the Bush
Administration regards the war in Even
as the military tide in It
was bad enough that the war continued. Neither the Gulf
War of 1991 nor the campaign in Despite
scores of presidential speeches on why Even
if the surge policy works as promised, the latter
criticism will not go away. For the surge is calculated
merely to stabilize The
Bush Doctrine At
the heart of the administration's case for the war on
terror in general, and for the Iraq war in particular,
is the Bush Doctrine, which emerged piecemeal in the
months after the 9/11 attacks. Originally an endorsement
of punitive war against the sponsors of the 9/11
atrocities as well as the states that harbored or
abetted them, the Doctrine soon evolved to include
preemptive and preventive war, waged unilaterally if
necessary, against terrorists and regimes that were
plotting attacks against the United States, even if
those attacks were not imminent. The
final point in the Bush Doctrine, the commitment to the
global advance of democracy, emerged partly as an
inference from the new embrace of preemptive and
preventive war. Regimes that might pass along WMDs to
terrorists simply could not be trusted with such
weapons. Therefore those regimes must in the interim be
denied dangerous nuclear technology, but in the long run
be changed into peaceful, commercial democracies, which
presumably would beat their WMDs into ploughshares.
Regimes that export terrorism must in the long term be
reformed, too. It would be far better to transform all
these menacing regimes by subversion or conversion,
however, than by preventive war, though the latter
option is, as they say, never off the table. Hence arose
that combination of soft and hard power which, in theory
at least, characterized the Bush Doctrine's
"forward strategy of freedom" in the Alongside
this "realist" argument for democratization,
the administration also advanced an
"idealistic" one, discovering the imperative
to spread democracy in The
Second Inaugural represented the high-water mark of the
Bush Doctrine. In that speech ( We
have seen our vulnerability--and we have seen its
deepest source. For as long as whole regions of the
world simmer in resentment and tyranny--prone to
ideologies that feed hatred and excuse murder--violence
will gather, and multiply in destructive power, and
cross the most defended borders, and raise a mortal
threat. There is only one force of history that can
break the reign of hatred and resentment, and expose the
pretensions of tyrants, and reward the hopes of the
decent and tolerant, and that is the force of human
freedom. We are led, by events and common sense, to one
conclusion: The survival of liberty in our land
increasingly depends on the success of liberty in other
lands. The best hope for peace in our world is the
expansion of freedom in all the world.... So it is the
policy of the In
trying to connect "the survival of liberty in our
land" with "the success of liberty in other
lands," Bush had to avoid two distasteful and
unsustainable extremes. On the one hand, the link
between our security and their liberty could be a
nebulous kind of hope--that foreign nations would
democratize more or less on their own (perhaps with some
gentle hand-holding by the United Nations), and that our
security would be an unintended beneficiary. But that
would soon become a formula for frustration or
resignation: American liberty "increasingly"
would depend on something beyond our control, namely,
other countries' domestic politics. At the opposite
extreme, Bush's words might imply an imperial policy of
democracy promotion or perhaps colonization, like the
French in the early stages of their Revolution or Bush
tried to find a prudent middle way between these
idealist and ultra-realist traps, but he did not make
much headway. He said that "the great objective of
ending tyranny" is "the concentrated work of
generations," an infelicitous phrase with no
assignable meaning. He affirmed that " Despite
its noble sentiments and a few well-turned phrases,
Bush's speech did not manage to match the means
available to Idealism
and Prudence The
problem is that Bush wants to be both
"idealistic" and prudent at the same time. He
wants to take credit for proclaiming the lofty,
breathtaking, galvanizing moral imperative, which is all
of these things precisely because it is stubbornly
opposed to the maxims of experience, impatient with the
self-love integral to human nature, and insistent that
duty requires maximum striving for the impossible dream,
precisely because it seems impossible. That's his
idealism. In that sense, global democracy is his War on
Poverty. But at the same time he wants to be sober,
responsible, and popular. He wants to bring democracy to
every nation (and culture!) and to end tyranny in our
world--but not immediately, and not by our efforts
alone, and not at the expense of local customs and
traditions, and not at the risk of our authoritarian
allies, and not by force except in rare cases. These are
all sensible limitations, of course, but what then is
left of the original idealistic policy that made the
blood race and the head swoon? He really can't have it
both ways. Or
perhaps he can have it both ways--if there is a
guarantee of some sort, in human nature or divine will,
that history will make everything work out, that the
idealist will ultimately be vindicated on realist
grounds. And that is just the sort of guarantee that
Bush routinely invokes in order to get his analysis from
here to there, from prudence to idealism.
"Eventually, the call of freedom comes to every
mind and every soul," he said in the Second
Inaugural. And so, he continued: We
go forward with complete confidence in the eventual
triumph of freedom. Not because history runs on the
wheels of inevitability; it is human choices that move
events. Not because we consider ourselves a chosen
nation; God moves and chooses as He wills. We have
confidence because freedom is the permanent hope of
mankind, the hunger in dark places, the longing of the
soul.... History has an ebb and flow of justice, but
history also has a visible direction, set by liberty and
the Author of Liberty. Despite
the disclaimer of inevitability, then, history does have
"a visible direction" because history is the
fitful, but certain, fulfillment of "the permanent
hope of mankind." History guarantees that the
soul's "longing" for freedom will eventually
be satisfied in this world. In fact, in the deepest
sense, history is the story of this unfolding of human
nature and freedom. Bush's idealism is then the highest
form of realism. Just because political liberty has
never been universal, then, does not mean that it won't
be in the future. For the "Author of Liberty"
has written the love of liberty into human nature--not
merely as a longing of the soul, but as the longing of
the soul. For
its inspiration, the Bush Doctrine looks both to Abraham
Lincoln and to Woodrow Wilson. It aspires, on the one
hand, to a new birth of democratic freedom around the
world, and on the other, to a new world order based on a
new freedom that at last makes tyranny obsolete, and the
return of tyranny, except perhaps for a glitch now and
then, impossible. But
unfortunately for the administration's foreign policy,
the Lincolnian and Wilsonian premises cannot be
reconciled. That
is the real issue. That is the issue that will continue
in this country when these poor tongues of Judge Douglas
and myself shall be silent. It is the eternal struggle
between these two principles--right and
wrong--throughout the world. They are the two principles
that have stood face to face form the beginning of time;
and will ever continue to struggle. The one is the
common right of humanity and the other the divine right
of kings. It is the same principle in whatever shape it
develops itself. It is the same spirit that says,
"You work and toil and earn bread, and I'll eat
it." No matter in what shape it comes, whether from
the mouth of a king who seeks to bestride the people of
his own nation and live by the fruit of their labor, or
from one race of men as an apology for enslaving another
race, it is the same tyrannical principle. By
contrast, Woodrow Wilson once spoke of World War I as
"the culminating and final war for human
liberty." In
fact, he once went even further. At the National
Cathedral in All
of the president's prudent or at least realistic hedging
thus comports poorly with the rhetoric inflating his
goals. Prudence is supposed to connect moral principles
and actual moral choices; but in Bush's case, his lofty
universals seem increasingly disconnected from the
rather nasty choices presented by Democracy
and the Neocons There
has been a scramble away from the Bush Doctrine, and
from the One
of America's best social scientists, Fukuyama is at
pains to disclaim any relation between the Bush
Doctrine, especially as applied in Iraq, and his own
well-known theory of "the end of history,"
drawn from Hegel and Alexandre Kojève, which holds,
among other things, that liberal democracy is the final
form of human government, the culmination of universal
history, and thus the eventual destiny of all mankind.
This attempt to absolve himself of any blame for the
Iraqi mess would go down better if he acknowledged the
obvious affinities between his theory and the
administration's assumptions. As
its subtitle suggests, however, the most interesting
questions raised in the book concern "democracy,
power, and the neoconservative legacy." Like many
pundits around the world, though with considerably more
intelligence, To
prove his point, Leo
Strauss was an important influence on both generations,
though more so in the Kristols' circles than in those
around Norman Podhoretz at Commentary. Many neocons who
wrote for The Public Interest (co-founded, and edited
for decades, by Irving Kristol) learned from Strauss to
distrust the pretensions of modern mathematical,
value-free social science. In various ways, they
discovered the limitations of homo economicus and the
importance of culture, habits, beliefs, and religion to
human conduct; and they learned how to look at modernity
through pre-modern eyes. Twice burned (first by
Communism, then by '60s liberalism) and thrice shy of
abstract doctrines of right, they found much to admire
in American bourgeois, middle-class life, and set out to
defend it against its cultured despisers on the radical
Left and in the academy. The spirit of this defense was
empirical, pragmatic, anti-utopian. Bourgeois liberal
society was the best that could be attained under modern
conditions. Their quarrel with the anti-bourgeois
liberalism of the New Left and its successors was not
that their brand of radicalism would lead to socialism
or Communism in The
neoconservatives' anti-utopianism extended to foreign
policy, too. In fact, foreign policy plays a large role
in Fukuyama's list of their four basic principles: that
the character of a regime is central to its
internal--and external--policies; that American power
has been and can be a force for good in the world;
"a distrust of ambitious social engineering
projects"; and "skepticism about the
legitimacy and effectiveness" of international law
and institutions. Though this is a rather idiosyncratic
list, it suffices for The
first generation understood these principles in a
basically "realist" spirit. They believed in
vigorously pursuing the national interest (indeed, the
phrase became the name of another journal founded by
Irving Kristol). But as opposed to foreign policy
realists like Hans Morgenthau and Henry Kissinger, the
neocons did not accept a value-free view of that
national interest. Witness
the typically American fuss and furor...over whether the
elections in Considering
how stalwart his son and his magazine, The Weekly
Standard, have been in the promotion of the Bush
Doctrine and the war in Iraq, one imagines that Kristol
family gatherings could get pretty...lively. In fact,
however, the differences, while real, can largely be
explained by a change in circumstances. Here is a
parallel passage from Present Dangers: Crisis and To
many the idea of Kristol
pêre and Kristol fils have some things to talk about,
undoubtedly. But Bill's argument shuns any sort of
precipitate idealism. It appeals to the same realism
that moved his father. In the same neocon spirit, Bill
looks at developments in the world and asks if democracy
has not proven more resourceful and adaptable and
contagious than any reasonable man, including Irving
Kristol, would have thought 30 years ago. This
is not to say that many of the older neocons do not
harbor doubts about the Bush Administration's Spreading
Democracy Neoconservatism
began with a view of modern Kristol
extended this analysis to American democracy. Even as
capitalism depended on pre-capitalist religious
impulses, so democracy's health depended on certain
pre-democratic virtues of self-restraint,
self-sacrifice, and statesmanship. He learned this
argument from Strauss and especially from Strauss's
student Martin Diamond, who was a close friend of
Kristol's. Diamond had emphasized that In
general, then, the early neocons were cultural
pessimists. They warned that capitalism and democracy
were both drawing down the inherited cultural capital on
which they depended; and neither capitalism nor
democracy seemed capable of adding to that dwindling
stock. They feared that bourgeois But
a strange thing happened on the way to Though
they had not anticipated these developments, the neocons
easily adjusted to them. As anti-Romantics, they had
never let their doubts about liberal society's viability
ripen into an ideology of decline; as Democrats or
ex-Democrats, they admired the moderate reform tradition
(as they saw it) of 20th-century American liberalism. So
individual neocons, mostly in the younger generation,
had been advising and aiding politicians all along. The
neocons' long-term pessimism never inhibited their
short-term political efforts. Intellectually,
the crucial connection between the neocon generations
came in the 1970s, when thinkers like Michael Novak
began to argue that bourgeois or democratic culture had
greater resources for replenishment than their fellow
neocons had realized. Novak argued that far from being
parasitic on Protestantism, democratic capitalism was
itself a spiritual calling, a Christian mission in which
entrepreneurs partook in God's own graceful creativity.
Properly understood, capitalism reinforced Christianity
(including Catholicism), and vice versa, though of
course neither could be reduced to the other. Richard
John Neuhaus and others focused on civil society, the
realm of voluntary associations that Tocqueville had
long ago pointed to as essential to a healthy democracy.
By preventing government from usurping their functions,
and by encouraging them in other ways, mediating
institutions like churches could thrive, and revivify
American culture. In
tracing the connections between culture and politics,
neoconservative scholars followed in Tocqueville's and
ultimately Aristotle's steps: Aristotle's
"regime" was all about how politics shaped
culture, and culture politics. For the first generation
of neocons, many of whom were sociologists, culture
probably seemed the predominant force. The second
generation came increasingly to share Aristotle's
confidence in the power of politics to shape
culture--and thus of American power to help spread
liberal democracy to countries whose culture hitherto
had been profoundly inhospitable. To
be sure, as Bill Kristol noted above, since the
mid-1970s the world has seen a democratic wave roll over
country after country. This fact, plus the ease with
which the former Political
societies are not homogeneous, however; and every
political wave eventually crests. The neocons got
carried away by the apparent ease with which democratic
transitions took place around the world. The conspicuous
exception to democracy's spread was the Arab Middle
East. That could have meant, as the neocons concluded,
that its turn was next. But it could also have meant
that there were cultural, religious, and political
factors that had made it resistant to the democratic
wave-and would continue to do so. In
Neocon
Mistakes The
intellectual sources behind the neoconservatives' role
in shaping and defending the Bush Administration's
"forward strategy of freedom" thus reach
deeply into the history of the movement. Doubtless, the
second generation is more keen on democratization than
the first, but the second's case for global democracy
depends on a premise shared with the first. At
any rate, one thing that distinguishes neocons from all
other conservatives is their willingness to identify
their foreign policy with Woodrow Wilson. They don't
much like Wilson himself ("hopelessly naïve,"
Max Boot calls him) but they are happy to think of
themselves as "hard Wilsonians" or, in What
of those ends? To
make the world safe for democracy may require trying to
keep some important nations democratic, but it cannot
require making them all democratic because that is
impossible, as almost everyone would admit. Besides,
contra As
an abstract matter, Americans would like to see every
nation in the world enjoy the blessings of liberty and
democracy, because we know how fine these are. But the
matter at hand is a question not of good will but of
good policy. Is President
Bush and the neocons make a strong case that Iraq is
important to America's own security, but the case for
toppling Saddam was much stronger than the one for
staying indefinitely to buy time for the Iraqis to
democratize. Saddam was in violation of the peace
agreements he had signed to end the Gulf War; had
invaded his neighbors and would likely do so again; was
supporting terrorism and sponsoring anti-Americanism
throughout the Arab world, including a failed plot to
assassinate former President Bush; refused to dispel,
and indeed encouraged, the impression that Iraq had
chemical, biological, and nuclear WMDs, some of which
Saddam had used before; and withal he was a bloodthirsty
tyrant. The writ to use force against him and his regime
was cogent and persuasive. But the decision to turn that
deterrent, punitive, and preventive action into the
occasion for elaborate democratic reconstruction was,
alas, ill-conceived. It
is never a good idea to multiply improbabilities as the
basis of one's foreign policy. In
fairness to the president and the neocons, the decision
to stay on as an occupying, democratizing force was
taken on the assumption that the mission would be short
and easy. Here the law of unintended and unanticipated
consequences, the byword of the old neoconservatives,
struck with a vengeance. (The neocons justly complained
that the administration skimped on the number of troops
in theater. Hence Max Boot's response to the charge that
Bush has a neoconservative foreign policy: "If only
it were true!") Still,
underlying the neocons' miscalculation was a weakness
shared to some degree by the first and second generation
alike, a tin ear for the genius of American democracy.
They have always (there are exceptions, like Michael
Novak) been a little suspicious of its first principles,
of any first principles. The self-evident truths of the
Declaration of Independence strike them as slightly
presumptuous-a little too much like Enlightenment
abstractions, perhaps, for their own good. They don't
strike George W. Bush that way, but what separates the
Bush Doctrine from neoconservatism proper is precisely
the note of evangelical fervor that animates his policy.
The term "bourgeois" is also a dead giveaway
that the neocons are not understanding the American
people as they understand themselves. Americans don't
think of themselves as bourgeois, even when they know
what the word means. The term is academic, lifeless--in
fact, a Rousseauean abstraction right out of the
Enlightenment. It reveals the sense in which, for all
their advocacy of democracy, many neocons nevertheless
regard it as a rather middling, bourgeois thing.
Democracy is a middle-class thing, and to that extent
they are right. But many neocons often don't quite see
what a high and difficult calling republicanism is.
Paradoxically, their biggest mistake is not thinking too
highly of democracy but not thinking highly enough of
it. By underestimating it and what it requires of its
citizens, they conclude that democracy is more easily
exportable and transferable than it really is. And they
neglect all the other forms of government between the
best and the worst-forms that might be more congenial to
many countries capable of something better than tyranny
but incapable, at least now, of the best sorts of
republicanism. Bush
embraced democratization as a kind of historical and
divine imperative. The neoconservatives came to
democratization from a far more modest view of
democracy's virtues and benefits. But they ended up in
roughly the same place. It
is difficult, though not impossible, to have an enduring
liberal democracy unless it gets its first principles
right, and unless it cultivates them by means of a good
constitution and civic character. But this watchword is
less prominent in the present-day expansion of democracy
than you might expect. If it were, many democracies
formed in the past few decades would not qualify. Most
of them were not well founded, if they were founded at
all; a lot of them just happened, without much
forethought or civic conviction, and could just as
easily unhappen.. Clarity
and agreement on liberal principles was not foremost,
either, in the minds of the Americans busily engaged in
founding Iraqi democracy. There, in the usual State
Department fashion, the controlling idea seemed to be to
get as many factional leaders as possible around the
biggest possible table, induce them to compromise or
postpone their differences, subscribe to a pastiche of
principles, often contradictory, that the U.N. will
applaud, usher in the coalition government, issue their
paychecks-and call it democracy and a day's work well
done. After
the Bush Doctrine The
overarching political problem facing the administration
is that the president has vastly over-promised in
respect to If
Republicans mean to win in 2008, they will have to
separate themselves, gently but unmistakably, from the
Bush Doctrine. While honoring the president and all that
he has achieved in the overall war on terrorism,
candidates would be well advised to find new language in
which to cast the war against the jihadists. The truth
is that the punitive and preventive war components of
the Bush Doctrine remain vital to national security and
eminently defensible before the voters. But so
identified is the Doctrine with democratization and the
war in Might
it be possible to endorse the whole Bush Doctrine but
promise to interpret it in a less militant and more
cautious way? The paradox--interpreting it more
moderately than its author did--would prove awkward. And
does any candidate want to keep reminding the voters of
his connection, his dependence on George W. Bush? In
his Second Inaugural, the president commented that in
Iraq we have "accepted obligations that are
difficult to fulfill, and would be dishonorable to
abandon." That's an understatement. All honor to
him and our brave troops for liberating "tens of
millions" in Charles
R. Kesler is a senior fellow of The Claremont Institute
and editor of the Claremont Review of Books. Respond to
the author here. http://www.realclearpolitics.com/articles/2007/07/iraq_and_the_neoconservatives.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |